المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17615 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة مؤتة وما بعدها إلى فتح مكة
2024-11-02
من غزوة خيبر إلى غزوة مؤتة
2024-11-02
غزوة خيبر
2024-11-02
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02



تفسير الآيات [63-64] من سورة آل‏ عمران  
  
1958   02:20 صباحاً   التاريخ: 12-06-2015
المؤلف : محمد جواد البلاغي
الكتاب أو المصدر : الاء الرحمن في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج1 , ص295-296
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تحليل النص القرآني /

قال تعالى : {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 63، 64] .

{فَإِنْ تَوَلَّوْا} عن تصديقك واتباع الحق‏ {فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ}‏ أي فإنهم مفسدون يريدون إغواء الناس واضلالهم إفسادا في الأرض واللّه عليم بهم يجزيهم جزاءهم {قُلْ‏} يا رسول اللّه‏ {يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى‏ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وبَيْنَكُمْ‏} أي مستوية بيننا وبينكم في تلاوتنا جميعا لها فيما هو من كتب الوحي او ينسب الى الوحي كما يوجد في توراتكم وأناجيلكم وسائر كتبكم التي تنسبونها الى الوحي من توحيد اللّه وانه هو الإله والرب المدبر لخلقه وحده لا شريك له. ومن جملة ذلك في توراتكم عن قول اللّه «لتعلم ان يهوه‏ «1» هو الإله ليس آخر سواه- ان يهوه هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه‏ «2»» «انا أنا هو وليس إله معي‏ «3»» ونحوه في التوحيد ونفي الشريك في المزمور الثامن عشر 31 وفي كتاب اشعيا 44 : 6و8. وفي سفر التثنية من التوراة 6 : 4 وفي إنجيل مرقس 12 : 29 يهوه إلهنا يهوه واحد. وفي إنجيل يوحنا 17 : 3 وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك انك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته - وهذه الكلمة هي أن لا نخضع خضوع العبد لإلهه من حيث انه إله كما هو معنى العبادة و{أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ‏} وحده‏ {وَلا نُشْرِكَ بِهِ‏} في العبادة ونسبة الإلهية {شَيْئاً} ولا نقول لشي‏ء غير اللّه انه إله‏ {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا} معاشر البشر {بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ‏} فان اللّه إذا قال أنا هو الرب والرب واحد. فإن قولكم ان البشر رب كما قلتم في عيسى يرجع الى جحد ربوبية اللّه ويكون جعلا للبشر الحادث والخاضع للآلام وحاجة البشرية وكوارثها ربا من دون اللّه. او يكون المعنى أربابا في المرتبة النازلة عن مرتبة اللّه كما هو رأي الوثنيين في شركائهم بأي عنوان كان من التنزلات الموهومة. ولا مانع من ان يخاطب اليهود، والنصارى بأمر مشترك بينهم وفي‏ الأثناء يذكر ما يخص النصارى. أو ان ذلك شامل لليهود باعتبار قولهم‏ {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة : 30]‏ {تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل : 63] ‏ {يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ}[التوبة : 30] ‏. كما في سورة التوبة. والظاهر ان المراد يضاهون قول البراهمة والبوذيين وغيرهم في نسبة الابن الى اللّه باعتبار التنزل في الإلهية.

وربما يكون اتخاذ الأرباب هنا على حد قوله تعالى في سورة التوبة {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة : 31] .

ففي الكافي والمحاسن عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) انهم أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون. وعن المحاسن ايضا عن الصادق (عليه السلام) نحوه. ونحوه ما أخرجه الترمذي وجماعة ذكرهم في الدر المنثور في سورة التوبة عن عدي بن حاتم عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) وعن جماعة ايضا عن حذيفة.

وعن المحاسن وايضا بسند فيه إرسال عن الباقر (عليه السلام) ما صلوا لهم ولا صاموا ولكن أطاعوهم في معصية اللّه. وفي الدر المنثور ايضا اخرج ابو الشيخ والبيهقي عن حذيفة وذكر نحوه. وعن العياشيبرواياته عن الصادق والباقر (عليه السلام) نحو ما ذكرناه عنهما (عليه السلام).

وفي مجمع البيان عن تفسير الثعلبي باسناده عن عدي بن حاتم في آية التوبة قلت‏ أي لرسول اللّه انا لسنا نعبدهم فقال (صلى الله عليه واله وسلم) أليس يحرمون ما أحله اللّه فتحرمونه ويحلون ما حرمه اللّه فتستحلونه قلت بلى قال (صلى الله عليه واله وسلم) فتلك عبادتهم.

وقيل‏ «كَلِمَةٍ سَواءٍ» أي عادلة وما ذكرناه ابلغ في الدعوة واظهر في الحجة. لاستظهارها بالالزام بما في كتبهم واشارتها الى ان الاستواء في هذه الكلمة يشير الى انها من أساسيات كتبهم وأوليات العقل ولباب المعقول، وبينات البداهة {فَإِنْ تَوَلَّوْا} بسوء اختيارهم وغيهم ولم يقبلوا على هذه الدعوة الوحيدة في الكرامة {فَقُولُوا} لهم أنت يا رسول اللّه والمسلمون‏ {اشْهَدُوا} واعلموا مما تشاهدونه من حالنا في التوحيد واشهدوا علينا تثبيتا لاعترافنا بالحق وانا على بصيرة من أمرنا {بِأَنَّا مُسْلِمُونَ‏} للّه لا نحادّه بالشرك ولا نتخذ غيره ربا.

__________________________
(1) يهوه في العبرانية اسم علم للّه جل اسمه كما تصرح به التوراة في سفر الخروج 3 : 15 و6 : 3

(2) سفر التثنية 4 : 35 و39.

(3) التثنية 32 : 39.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .