أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-26
1056
التاريخ: 11-10-2014
3314
التاريخ: 9-10-2014
1772
التاريخ: 24-1-2023
1681
|
قال تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان : 12 - 15] .
لقد ذكر بعض المفسّرين بعضاً من كلمات لقمان الحكيمة مناسبة للمواعظ التي وردت في آيات هذه السورة ، ونحن نذكر هنا مختصراً منها :
أ ـ كان لقمان يقول لإبنه : يابني ، إنّ الدنيا بحر عميق ، وقد هلك فيها عالم كثير ، فاجعل سفينتك فيها الإيمان بالله ، واجعل شراعها التوكّل على الله ، واجعل زادك فيها تقوى الله ، فإن نجوت فبرحمة الله ، وإن هلكت فبذنوبك (1).
وقد ورد نفس هذا المطلب ضمن كلام الإمام الكاظم (عليه السلام) مع هشام بن الحكم بصورة أكمل ، نقلا عن لقمان الحكيم : «يابنيّ ، إنّ الدنيا بحر عميق ، قد غرق فيها عالم كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإيمان ، وشراعها التوكّل ، وقيّمها العقل ، ودليلها العلم ، وسكّانها الصبر»(2).
ب ـ وفي حوار آخر مع إبنه حول آداب السفر يقول :
يابنيّ ، سافر بسيفك وخفّك وعمامتك ، وخبائك وسقائك ، وخيوطك ومخرزك ، وتزوّد معك من الأدوية ما تنتفع به أنت ومن معك ، وكن لأصحابك موافقاً إلاّ في معصية الله عزّوجلّ.
يابنيّ ، إذا سافرت مع قوم فاكثر إستشارتهم في أمرك واُمورهم . وأكثر التبسّم في وجوههم.
وكن كريماً على زادك بينهم .
وإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوا بك فأعنهم.
واستعمل طول الصمت ، وكثرة الصلاة ، وسخاء النفس بما معك من دابّة أو ماء أو زاد.
وإذا استشهدوك على الحقّ فاشهد لهم.
واجهد رأيك إذا استشاروك ، ثمّ لا تعزم حتّى تتثبّت وتنظر ، ولا تجب في مشورة حتّى تقوم فيها وتقعد ، وتنام وتأكل وتصلّي ، وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورته ، فإنّ من لم يمحض النتيجة من إستشاره سلبه الله رأيه.
وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم ، فإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم.
واسمع لمن هو أكبر منك سنّاً.
وإذا أمروك بأمر ، وسألوك شيئاً فقل : نعم ، ولا تقل : لا ، فإنّ (لا) عي ولؤم.
يابنيّ ، إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخّرها لشيء ، صلّها واسترح منها فإنّها دَين.
وصلّ في جماعة ولو على رأس زجّ.
وإن إستطعت أن لا تأكل طعاماً حتّى تبتديء فتتصدّق منه فافعل.
وعليك بقراءة كتاب الله (3).
ج ـ وثمّة قصّة معروفة أيضاً عن لقمان ، وهي أنّ مولاه دعاه ـ يوم كان عبداً ـ فقال : اذبح شاة ، فأتني بأطيب مضغتين منها ، فذبح شاة ، وأتاه بالقلب واللسان.
وبعد عدّة أيّام أمره أن يذبح شاة ، ويأتيه بأخبث أعضائها ، فذبح شاة وأتاه بالقلب واللسان ، فتعجّب وسأله عن ذلك فقال : إنّ القلب واللسان إذا طهّرا فهما أطيب من كلّ شيء ، وإذا خبثا كانا أخبث من كلّ شيء (4). وننهي هذا البحث بحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «والله ما اُوتي لقمان الحكمة لحسب ولا مال ولا بسط في جسم ولا جمال ، ولكنّه كان رجلا قويّاً في أمر الله ، متورّعاً في الله ، ساكتاً سكيناً عميق النظر ، طويل التفكّر ، حديد البصر.
ولم ينم نهاراً قطّ ـ أي أوّله ـ ولم يتكيء في مجلس قطّ ـ وهو عرف المتكبّرين ـ ولم يتفل في مجلس قوم قطّ ، ولم يعبث بشيء قطّ ، ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط قطّ ، ولا على إغتسال لشدّة تستّره وتحفّظه في أمره.
ولم يمرّ بين رجلين يقتتلان أو يختصمان إلاّ أصلح بينهما ، ولم يسمع قولا إستحسنه من أحد قطّ إلاّ سأله عن تفسيره وعمّن أخذه ، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والعلماء ، ويتعلّم من العلوم ما يغلب به نفسه ، ويجاهد به هواه ، وكان لا يظعن إلاّ فيما ينفعه ، ولا ينظر إلاّ فيما يعنيه ، فبذلك اُوتي الحكمة ومنح القضيّة»(5).
______________________
1ـ مجمع البيان . ذيل الآية مورد البحث.
2 ـ اُصول الكافي ، المجلّد الأوّل ، صفحة 13 كتاب العقل والجهل.
3 ـ المصدر السابق.
4 ـ تفسير البيضاوي والثعلبي ، ولكن نقل في مجمع البيان جزءه الأوّل فقط.
5- مجمع البيان بتلخيص.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|