المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



حقائق يلزمنا الاعتناء بها  
  
2867   07:06 مساءً   التاريخ: 23-7-2021
المؤلف : ألسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
الكتاب أو المصدر : أخلاقِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلام)
الجزء والصفحة : ج2، ص201-206
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-7-2020 1774
التاريخ: 30-1-2021 1831
التاريخ: 9-4-2019 2264
التاريخ: 18-12-2020 2052

قال (عليه السلام) :لا شرف أعلى من الإسلام ، ولا عز أعز من التقوى ، ولا معقل (1) أحصن من الورع ، ولا شفيع أنجح من التوبة ، ولا كنز أغنى من القناعة ، ولا مال أذهب للفاقة (2) من الرضى بالقوت ، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة (3) ، وتبوأ خفض  الدعة(4)، والرغبة مفتاح النصب(5)، ومطية التعب (6)، والحرص والكبر والحسد دواع إلى التقحم (7) في الذنوب ، والشر جامع مساوئ العيوب.

بيان لحقائق يلزمنا الاعتناء بها، والعمل على تفعيل دورها في حياتنا ، لما تعنيه من قيم ومعان ترمز للاستقرار ، وتهدف لاستقرار الإنسان عن تبعية الشيطان ، بما يمثله من رمزية الباطل ، والذي يجر إلى الشر وهو مجمع للمساوئ والمعايب والنقائص ، مما يوجب نفرة من الانتساب إليه ، او العمل على تحقيق أهدافه واطماعه في تغيير جوهر الإنسان الحر إلى تابع ذليل ، كونه يمسخ هويته ، ويتدخل في محو موقعه الحياتي الذي من خلاله يتم التعامل بينه وغيره وبالعكس ، وقد كانت:

الحقيقة الأولى : الاسلام شرف المسلم ، فلا يصح منه الهروب إلى احضان غيره ، بل عليه ان يبحث عن عناوين لم يكتشفها في الاسلام ، ليجد بنفسه انه لم يكن الاسلام ليحرجه في شيء ، أو أمام احد ما ، وإنما يمثل له الواجهة التي يحقق من خلالها ما لم يستطع التوافر عليه من خلال النسب والمنصب والرصيد المالي أو  الاجتماعي ، بل انحصر بالانتماء العقيدي لما شهد له أصدق القائلين بقوله تعالى : {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران : 19] ، ودل العقل على تأمينه السلامة من الضرر المحتمل ، بعد ان تعقب الأديان السابقة ، مع ما ظهر من معجزات تصديقا لنبيه (صلى الله عليه واله) ، مما يبعث على الاطمئنان إليه في تحصيل الأمن من محتمل الضرر أوفر من سائر الاديان المنسوخة ، ولا سيما وقد بشر به أنبياؤها (عليه السلام) وهم صادقون مصدقون لدينا ، كونهم معصومين ، فضلا عن الاتباع ، الامر الذي لا يفسح مجالا لاعتناق غيره {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران : 85] ، ولو شعر أحد بذل في انتمائه ، فالسبب عدم استشعاره.

الحقيقة الثانية : التقوى عز ، من حيث رمزيتها للالتزام وتنظيم العلاقة بشكلها الصحيح ، وهو ما يجعله ممتثلا للأوامر ، منقادا لتطبيقها، كما هو حاله في خضوعه لسلطة القانون وسيادته المعنوية ، ليكون سيدا في نفسه وبين الناس ، وبعكسه يعرض نفسه للمسائلة والمحاسبة ، كونه متجاوزا وخارجا عن سلطة القانون ،فهو توهين وتذليل للنفس ، وذلك ما يجب عليه تجنب الوقوع فيه ، ليحافظ على هيبته وكرامته، ولو لم تؤثر لديه فعليه تعميقها من خلال :

الحقيقة الثالثة : الورع حصن ، لأنه احتماء بالترك لئلا يقع في مطبات التقصير ، كما انه احتمال لمشقة الفعل حتى لا يحاسب ، فهو  في وضع أمين، عندما حافظ على المسافة بينه وبين من كلفه فأنجاه ذلك وضمن امنه وسلامته ، ولو غلبته نفسه ولم يحتفظ بحصانته تلك ، فلديه :

الحقيقة الرابعة : التوبة أفضل شفيع ووسيط ، كونها اعلانا للرجوع إلى حكمه تعالى ، والاحتكام لعدله ، والطمع برأفته ، وعندها لا يحتاج إلى شفعاء ووسطاء ، ليؤثروا على مصدر القرار ، بل كان يستطيع التغلب بنفسه على المشكلة ويحلها ، وعندما تتأزم لديه ، فليعرف ان ذلك بسبب تغييبه :

الحقيقة الخامسة : القناعة كنز ، كونها تمثل الرضا بالميسور والقبول به كحل ملائم لما يعانيه ، فهو قد وفر لنفسه تأمينا ضد الطمع الجشع والحرص على تحصيل غير المتوفر، مما يزيد في عنائه وتعبه الجسدي او النفسي ، مع انه لا يستطيع تمديد مدة بقائه الدنيوي ، بل يجهل تفاصيل ذلك تماما ، وإنما {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن : 26، 27] ، الأمر الذي يقرر له حقيقة انقضاء الدنيا ويدفع به لاختيار :

الحقيقة السادسة : الرضا بالقوت انفع في دفع الفقر ، كونه أفضل الحلول ، بعد انعدام الحيلة في تحصيل ما لم يقسمه الله تعالى ، مهما كانت إمكانيات التحصيل والحيازة متطورة قال تعالى : {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس : 107] ، مما يعني وجود نظام مالي دقيق ، يتم من خلاله تمويل الفرد بحسب مقتضيات يجهل كثيرا منها، فلو خاف الفقر والحاجة ، فعليه أن يستحصل ما قدره الله تعالى له ليومه ، مع ترك الخيارات مفتوحة أمامه في تطوير وضعه وكفاءته المالية ، ضمن تلك التقديرات السامية، فليس ممنوعا عليه طلب الأفضل وتحسين وسيلته لذلك ، إنما له حدوده المحدودة التي بقدرها يأتيه المدد ، وإلا فلو كان المراد تقليص إمكانياته فلماذا خلق الله تعالى له طاقة بدنية وعقلية واسعة وقابلة للزيادة ، فالمطلوب معرفة انه المخلوق الذي أنعم عليه خالقه بنعم عديدة لا تحصى ، وكان من الاجدر به ان يعتمد:

الحقيقة السابعة : الراحة في الكفاف ، كونه لا زيادة على قدر الحاجة ، فلا يحملهم ما ادخره ، كما لا يخشى ضياعه ، فهو مطمئن النفس ، لا يقلق من متابعة موظفي الضرائب ولا من تغيير من عرفه منهم ، ولا من تعديل قانونها ، فضلا عن سائر الغرامات والسرقات والاحتيالات وسواها ، وهو في ذلك كله لم يذهب عليه شيء، بعد ضمان الرازق القادر سبحانه رزق جميع ما يتحرك على الأرض قال تعالى : {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود : 6] ، مما يجعله في وضع  مالي جيد من دون تبعات الادخار ومشكلاته ، وما ينتج من عدم وعي.

الحقيقة الثامنة : الطمع مصدر التعب ، لأنه يدفع باتجاه المزيد ، وهو مالا يحصل إلا ببذل الجهد ، وهو بدوره غير مضمون النتائج ، فقد يخيب ولا يصيب المطلوب ، بينما كان خيار اخر مما تضمنته الحقيقة السابعة ، ولما لم يعتمدها كبرنامج عمل تطبيقي يحرص على تفعليه في مفاصل حياته كلها ، كانت :

الحقيقة التاسعة : الحرص والكبر والحسد مما يورط صاحبه بمخالفة ، فيكون عاصيا فيستحق العقوبة ، وذلك لكونها تعديات على الاخر مما ضمن التشريع السامي سلامته من ذلك ، بينما يتجاوز الحريص عليه فلذلك يطلب ما لديه ولو بالقوة والتعدي ، كما ان المتكبر يتعالى على نظيره في الخلق، فيحتقره ويوهنه ، ولا يكرمه ولا يعزه ، ولا يقل الحاسد عنهما ، بعد ان يتمنى زوال نعمة الغير، فهو قد آذاه وتعدى عليه بهذا التمني الذي يكشف عن أنانية مقيتة ، وكلها ذنوب وآفات اخلاقية يحاسب عليها ، فضلا عن أنانية مقيتة ، فضلا عن انها مما تهيئ لأن يكون شريرا ، فيجمع مساوئ العيوب، وهو أدنى ما يكون بعد ان تتحد في كونها عيوبا ، لكنها من مساوئها وما يمثل الدرجة المتدنية فيها ، ومما لاشك فيه ان الابتعاد عنها خير من اختيار ان يتصف الإنسان بأدنى صفة السوء والشر، مع ما تعنيه من سلبية وانحطاط.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المعقل : الملجأ.

(2) الفاقة : الفقر.

(3) بلغة الكفاف : ما يتبلغ به من القوت ، أي أقل ما يسد الحاجة الفعلية ، انتظم الراحة: سلك طريق الراحة.

(4) تبوأ : تمكن منه وتهيأ له ، خفض الدعة : سعة العيش.

(5) الرغبة : الإرادة ، النصب : التعب ، وهي كناية على ان تعلق الإنسان بشيء موجب لتعبه.

(6) مطية التعب : كناية عن السبب.

(7) التقحم : رمي النفس في الامر من غير روية ، وهي كناية عن التورط.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.