نموذج هويت (القطاعات)

تعود فكرة هذه النظرية في الاصل الى أبن خلـدون والى هارد بعده ثم فان ثونن، أذ ميز نوعين من النمو الحضري, النوع الاول دعاه (بالنمو المحوري) يحدث بتوسع المدينة من المركز نحو الخارج على طول امتداد خطوط الموصلات الرئيسية، اما النوع الثاني فقد أطلق عليه (النمــو المركزي)، وهو التوسع الذي يحدث حول مركز المدينة الرئيسي أو المنطقة التجارية وحــول المراكز التجارية الثانوية التي توجد عادة موزعة داخل المدينة وخاصة عند تقاطع الطرق، الا أن هومر هويت بذل جهداً مضنياً في تطوير هذه الفكرة وتطبيقها حتى سميت النظرية بإسمه، وأقد أكـد في نظريته على أن الطبقات الاجتماعية للسكان في أي مدينة تحاول أن تكتل كل منها على انفراد مكونة قطاعات تبدأ من المنطقة التجارية المركزية ذات الشكل الدائري في المدينة فالدور ذات الاثمان العالية أو الايجارات المرتفعة تتركز في قطاعات خاصة فهناك تدرج في أثمان وإيجارات الدور والاراضي يبدأ بالتناقص كلما ابتعدنا عن قلب المدينة ذي الايجار العالي الى مختلف الاتجاهات، أو من قطاعات الدور ذات المستوى العالي، فالدور التي تأتي بالدرجة الثانية تنتشر على جميع حافات قطاعات الدور ذات المستوى العالي أو تنشر على جهة واحدة منها، بينما الدور ذات المستوى المنخفض (النوعية الواطئة) فتشكل قطاعات أخرى غالباً ما تبدأ من المركز وتستمر الى القطاعات الخارجية، وعندما يزداد سكان المدينة تنتقل مناطق الايجار العالي أو الاثمان المرتفعة على طول قطاع واحد ثم تتدهور فتحل فيها جماعــات ذات مستويــات اقتصادية أوطأ، وبدلاً من أن تكون المنطقة المحيطة بالمدينة الدائرية, فان هومر هويت يصر أن مناطق الاثمان المرتفعة والايجارات العالية للمساكن تقع في العادة عند الحافة الخارجية للقطاع أو اكثر، أما المناطق الصناعية فتظهر على طول خطوط المواصلات بدلاً من أن تتكتل في منطقه دائرية تحيط بالمنطقة التجارية المركزية.