أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
2120
التاريخ: 18/9/2022
1396
التاريخ: 2024-06-11
562
التاريخ: 21-7-2016
1237
|
التذلل لدى المعبود الحقيقي الجامع لجميع الكمالات غير المتناهية ، والاعتراف بالقصور والتقصير عنده ، محبوبان لديه عز وجل.
والعبودية التي هي غاية مقامات العارفين وأولياء الله المخلصين ، متقومة بهما ، فإنه لا ريب في تحقق الارتباط بين الممكن والواجب ، كالارتباط بين المعلول مع العلة التامة ، والمخلوق مع الخالق ، والأثر مع المؤثر بلا فرق في ذلك بين المجردات والماديات والأملاك والأفلاك ، فإن جميعها متعلقة بالإرادة الأزلية حدوثاً وبقاء وبزوالها ينعدم جميع ما سوى الله تعالى ، ولا يبقى إلا وجهه الواحد القهار ، ولكن الإنسان يرتبط مع الله جل جلاله بارتباطين :
الأول : الارتباط العام القهري ، الذي يعم جميع الخلق وما سواه تعالى.
الثاني : الارتباط الاختياري ، أي : الطاعة والامتثال والانقياد ، وهذا هو الأصل والأساس في علاقة الإنسان مع الله عز وجل ، فإذا زال يبقى الارتباط الأول ، وهو يعلم الجميع - الحيوان والجماد - على حد سواء.
والإنسانية إنما تظهر في الارتباط الثاني ، ولا يزول إلا بالطغيان والعصيان ، وحينئذ لا بد من التوبة والرجع إلى الله تعالى ليعود الارتباط إلى ما كان عليه وتستكمل به الإنسانية ، وتزول الشقاوة وتحل محلها السعادة الأبدية ، إذ القرب من ينبوع الحكمة والعلم والكمال المطلق يوجب بلوغ الإنسانية إلى الكمال ويتم به العقل والدين ، كما أن البعد عنه يوجب زوال ذلك كله ، فللتوبة الحقيقية دخل في استكمال الإنسانية والدين والعقل ، ويكفي في فضلها أن فيها يتجلى المعبود الأعظم للتائبين بقوله عز وجل : {وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 160] ، فالعبد يعترف بما هو من زي العبودية ، والمعبود يظهر بما هو من شأن الربوبية الواقعية ، ولذا ترى أن أحب حالات المتعبدين إلى الله تعالى هي حالة الاعتراف بالتقصير ، كما هو واضح في الدعوات المأثورة عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ، لاسيما الصحيفة الملكوتية السجادية على صاحبها ومنشئها (عليهم السلام) ، وليس الاعتراف بالتقصير مع عدم صدور ذلك عنهم كذبا ، لأنهم يعلمون أن تلك الحالة محبوبة لله عز وجل وتقربهم إليه تعالى، ويعترفون بذلك في جملة من دعواتهم الشريفة ، وهذا كاشف عن اشتياقهم إلى هذا المقام من العبودية.
ثم إن ظاهر الآية الشريفة : {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ } [النساء : 18] ، إنما هو في الموت الطبيعي الذي هو مسير كل ذي حياة ، وأما الموت الاختياري الذي هو غاية آمال العارفين وقرة عين أهل التوقى واليقين ، فهو فوق التوبة بمراتب كثيرة إذا وقف له ولي من أولياء الله تعالى بشرطه وشروطه.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|