العملية التخطيطية تشبه الى حد كبير محاولة رفع صينية مملوءة بسائل ثمين، تصبح الموازنة شرطا اساسيا فيها للمحافظة على السائل. وتؤدي العوامل الدافعة الى الاعلى دورا يشابه دور العوامل الساحبة الى الاسفل، فكلاهما يقود الى خسارة السائل الثمين لذلك فان حركة اجزاء العملية التخطيطية تشبه الى حد كبير الحركة على محيط دائرة متحركة يكون الزمن عنصراً (Limits of Time) اساسيا في القياس ويمكن تحديد هذه الدائرة التخطيطية بما يأتي:

1- فحص الواقع القائم للحالة التخطيطية وعملية التنبؤ بمستقبله.

2- تحديد الاهداف المراد تحقيقها في ضوء ما ورد في الفقرة الاولى.

3- صياغة افضل السبل لتحقيق تلك الاهداف على شكل بدائل.

4- اختيار تلك السبل فيما يتعلق بالتكاليف والفوائد الاقتصادية (Costs and Benefits) اضافة الى الاهمية الاجتماعية (Social Benefits) ذات العلاقة بالعملية التخطيطية او المترتبة عليها.

5- التصحيح على تطبيق افضل البدائل (Best Alternative) اعتمادا على مقياس محدودة للأفضلية واتخاذ الخطوات الضرورية ذات العلاقة كرصد الاموال اللازمة وتسمية الوحدات العليا.

6- مباشرة التنفيذ والاعمال التطبيقية حسبما هو مرسوم لها.

7- فحص واختبار الانجازات المنفذة اولا بأول.

8- الاستجابة الى التطورات والظواهر كافةً التي استجدت في اثناء عمليات التنفيذ ثم العودة مرة اخرى الى مواكبة الحركة التطبيقية منذ البدء وعكس النتائج التي استجدت على العملية التخطيطية على المراحل القادمة من العملية.

ان متابعة الخطوات شرط ضروري لنجاح تلك العمليات وان نتائج المتابعة المستمرة لتنفيذ هذه العمليات التخطيطية هي بمثابة الاجابة لحاجات الناس وتطلعاتهم الى الثمار التي يأملون تحقيقها في لحظة معينة وفي المستقبل. ومن المتطلبات الاساسية كذلك لضمان نجاح عمليات التخطيط بصورهـا واشكالهـا المختلفـة هـو ان التنمية المكانية لا تتحقـق مـن اعلى (Top down) فقط وانما من خلال مشاركة فاعلة للمجموعات السكانية المستهدفة بالتنمية، مع الاخذ بنظر الاعتبار ان عملية التنمية بعامة والتنمية المكانية بخاصة معقدة ومتشعبة وليس من السهل تخطيطها وتنفيذها وقيادتها من المركز.