أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2019
1925
التاريخ: 2023-08-08
1029
التاريخ: 16-9-2019
2471
التاريخ: 5-12-2016
2610
|
تحويل القبلة :
وقد جاء في الروايات : أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة قد كان بعد حرب بدر (١).
وفي تفسير القمي : أن ذلك كان بعد الهجرة بسبعة أشهر.
وصحح صاحب تفسير الميزان : أن ذلك كان في رجب.
وقيل : في النصف من شعبان.
وعنه «صلى الله عليه وآله» : إن ذلك قد كان بعد سبعة (تسعة) عشر شهرا. وقد صرف إلى الكعبة ، وهو في صلاة العصر (٢) ، ولتراجع سائر الأقوال في كتب التاريخ والسيرة.
وكان «صلى الله عليه وآله» حين قدم المدينة يتوجه إلى بيت المقدس ، فصار اليهود يعيرونه ، ويقولون : أنت تابع لنا ، تصلي إلى قبلتنا.
فاغتم رسول الله «صلى الله عليه وآله» من ذلك غما شديدا ، وكان قد وعد بتحويل القبلة ، فخرج في جوف الليل يقلب وجهه في السماء ، ينتظر أمر الله تعالى في ذلك ، وأن يكرمه بقبلة تختص به.
فلما أصبح وحضرت صلاة الظهر ـ وقيل العصر ـ وكان في مسجد بني سالم ، صلى الظهر بهم ركعتين ؛ فنزل جبرائيل ، فأخذ بعضديه ، فحوله إلى الكعبة ، فاستدارت الصفوف خلفه ؛ فأنزل الله عليه :
(قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)(3).
فصلى ركعتين إلى الكعبة.
فقالت اليهود ، الذين شق عليهم ذلك ، والسفهاء : ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها (4).
ويقال : إن المسجد الذي جرى فيه ذلك سمي ب «مسجد القبلتين».
وقيل : بل سمي به مسجد آخر ، بلغ المصلين فيه تحول النبي إلى الكعبة ، فتحولوا هم أيضا في وسط صلاتهم ، فسمي مسجدهم بذلك.
تفسير وتحليل :
وجاء في بعض الأخبار عن الإمام العسكري «صلوات الله وسلامه عليه» : أن هوى أهل مكة كان في الكعبة ؛ فأراد الله أن يبين متبع محمد من مخالفه ، باتباع القبلة التي كرهها ، ومحمد يأمر بها.
ولما كان هوى أهل المدينة في بيت المقدس ، أمرهم بمخالفتها ، والتوجه إلى الكعبة ؛ ليبين من يتبع محمدا فيما يكرهه ، فهو مصدقه وموافقه الخ .. (5).
ولا يخفى أن ما ذكر في هذه الرواية هو من حكم تحويل القبلة ، وفوائده ، لا أنه هو السبب الأول والأخير لذلك.
هذا كله على فرض صحة الرواية ، وإلا فقد جاء بسند موثوق ما مفاده : أنه «صلى الله عليه وآله» لم يكن يجعل الكعبة خلف ظهره في مكة ، بل كان يستقبلها هي وبيت المقدس معا. ولكنه في المدينة استقبل بيت المقدس دون الكعبة حتى حول إليها (6).
وهذه الرواية لا توافق الرواية الأولى تماما ، لأنه في مكة كان يستقبلهما معا ، فلم يتضح موافقه من مخالفه ، إلا في صورة التوجه نحو الكعبة في الجهة المخالفة لبيت المقدس.
مناقشات لا بد منها :
وربما يقال : كيف يغتم «صلى الله عليه وآله» لتعيير اليهود؟ فإن وجود حكم شرعي موافق لهم ، لا يوجب غمه «صلى الله عليه وآله» ، ولا فعالية تعييرهم إياه ؛ إذ ما أكثر الأحكام التي هي من هذا القبيل ؛ فلماذا اختاروا منها تعييره في موضوع القبلة فقط؟!.
ولو قبلنا : أنهم فعلوا ذلك ، فإنه «صلى الله عليه وآله» إذا كان يعلم أن في هذا الحكم مصلحة ، فإنه يأنس به ، ويرتاح له ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، ولذا فهو لا يغتم لتعيير أحد.
ويمكن الجواب عن ذلك : أنه يمكن أن يكون «صلى الله عليه وآله» يرى : أن ذلك يهييء الفرصة لأعداء الإسلام لفتنة المؤمنين عن دينهم ، وصد غيرهم عن التوجه إليه ، والدخول فيه ؛ فهو حينئذ يغتم ويهتم لذلك. وينتظر الإذن من الله بتحويل القبلة لتفويت الفرصة على أعدائه ، الذين سوف لن يدعوه وشأنه ، والذين يعيشون في المتناقضات ، فإذا صلى إلى قبلتهم عيروه ، وإذا تحول عنها ، فسيقول السفهاء من الناس : ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. وهذه هي طبيعة الإنسان الذي لا يرى نفسه مسؤولا عن مواقفه وحركاته وكلماته ، ولا ينطلق في مواقفه إلا من موقع السفه ، وعدم التثبت.
البراء بن معرور لم يصل لغير الكعبة :
ويذكر هنا : أن البراء بن معرور خرج في سفر مع بعض قومه ، فقال لهم : «يا هؤلاء ، قد رأيت ألا أدع هذه البنية (يعني الكعبة) مني بظهر ، وأن أصلي إليها».
فقالوا له : والله ، ما بلغنا : أن نبينا يصلي إلا إلى الشام ، وما نريد أن نخالفه.
فأصر البراء على الصلاة إلى الكعبة ، فكان يصلي إليها ، وهم يصلون إلى الشام ، حتى قدموا مكة ، فسأل النبي «صلى الله عليه وآله» عن ذلك ، فقال «صلى الله عليه وآله» : «لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها».
فرجع البراء إلى قبلة النبي «صلى الله عليه وآله» ، فصلى إلى الشام ، وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات.
ولما حضره الموت أوصى أن يدفن ، وتستقبل به الكعبة ، ففعلوا. وكانت وفاته في صفر قبل قدوم النبي «صلى الله عليه وآله» المدينة مهاجرا بشهر (7 ).
ملاحظة :
ونحن نلاحظ هنا : أنه «صلى الله عليه وآله» لم يحكم ببطلان عمل البراء ، ولا لامه على ما فعله ، ولا أمره بالصلاة إلى جهة الشام ، غاية ما هناك أنه أعلمه أنه قد استعجل الأمر.
وقد يستفاد من هذا : أن موافقة الحكم الإنشائي مقبولة إلى حد ما ، ومجزية أيضا ، بل يمكن أن يدعى أن النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه كان يمتثل هذا الحكم الإنشائي ، فكان يتوجه إلى بيت المقدس ، جاعلا الكعبة بين يديه ، ثم في المدينة نسخ الاتجاه إلى بيت المقدس من الأساس ، بجميع مراتبه ، ولم يكن يمكن استقبال الكعبة وبيت المقدس معا ، فلم يكن ثمة خيار في ترك بيت المقدس ، إلى الكعبة.
إلا أن يقال : إنه ليس في المقام حكم إنشائي ، بالنسبة إلى الكعبة ، بل كان الحكم بالتوجه إليها فعليّا ، إما على نحو التشريك مع لزوم التوجه إلى بيت المقدس حيث لا مندوحة ، وإما على نحو التخيير كذلك أيضا لمصلحة وقتية في ذلك.
تحول المصلين كيف كان :
وهنا أيضا رواية تقول : إنه لما أخبر بنو عبد الأشهل بتحويل القبلة ، وهم في الصلاة ، وقد صلوا ركعتين إلى بيت المقدس ، تحول النساء مكان الرجال ، والرجال مكان النساء ، وجعلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة ، فصلوا صلاة واحدة إلى قبلتين (8).
وفي رواية أخرى : أن جبرائيل أخذ بيد النبي «صلى الله عليه وآله» ؛ فحول وجهه إلى الكعبة ، وحول من خلفه وجوههم حتى قام الرجال مقام النساء ، والنساء مقام الرجال إلخ .. (9).
وهذا يعني : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد ذهب مع جبرائيل إلى الناحية الأخرى من المسجد ، وكذلك المصلون من الرجال ، ثم جاء النساء إلى مكانهم ، فوقفن هناك.
وهكذا جرى في بني عبد الأشهل أيضا.
وهذا يدل على أن الانتقال الذي حصل في المسجد من ناحية إلى ناحية لم يقدح في صحة صلاتهم تلك ، ما دام أن تحولهم هذا قد كان بأمر من الله وفي طاعته.
ولكن ذلك لا يدل على عدم قادحية هذا المقدار من السير في سائر الصلوات في الظروف العادية ، لاحتمال اختصاص هذا التسامح بهذه الصلاة دون غيرها على الإطلاق.
ثأر قريش بأرض الحبشة :
ولما بلغ النجاشي نصر رسول الله «صلى الله عليه وآله» في بدر فرح فرحا شديدا ، ولكن مشركي قريش حين أصابتهم تلك الهزيمة القاتلة في بدر ، قالوا : إن ثارنا عند ملك الحبشة ، فلنرسل إلى ملكها ليدفع إلينا من عنده من أتباع محمد ، فنقتلهم بمن قتل منا ؛ فأرسلوا عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبي ربيعة ، ومعهما الهدايا والتحف.
فعرف الرسول «صلى الله عليه وآله» بالأمر ، فأرسل إلى النجاشي كتابا يوصيه فيه بالمسلمين.
ويقولون : إن حامل الكتاب كان عمرو بن أمية الضمري (10).
ولكن ذلك محل شك ؛ فإن عمروا لم يكن قد أسلم بعد ، لأنه إنما أسلم بعد أحد (11) وهو إنما حمل كتابا آخر أرسله النبي «صلى الله عليه وآله» سنة ست أو سبع ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى (12).
وعلى كل حال ، فقد رفض النجاشي طلب عمرو بن العاص ، فرجع من مهمته خائبا خاسرا ؛ لأن المسلمين كانوا عند ملك لا يظلم عنده أحد ، على حد تعبيره «صلى الله عليه وآله» عنه حسبما تقدم.
ولأن النجاشي كان مسلما سرا ، كما يظهر من فرحه بنتائج حرب بدر.
هذا ، وتذكر هنا أمور تدل على إسلام عمرو بن العاص حينئذ ، وقد أضربنا عنها ، لأن من الثابت أنه لم يسلم إلا بعد سنوات من ذلك ، وإنما يراد إثبات فضيلة له لا تثبت.
نهاية أبي لهب :
وبعد واقعة بدر بأيام كانت نهاية أبي لهب لعنه الله تعالى ، فقد أصيب بالعدسة ، فقتلته. وهي بثرة من جنس الطاعون ، تخرج في موضع من الجسد ، تقتل صاحبها غالبا.
وقد تركه ابناه ليلتين ، أو ثلاثا بلا دفن ، حتى أنتن ، وعابهم البعض على ذلك ، فاستحيوا ، ودفنوه بأن وضعوه إلى جنب جدار ، ثم قذفوا الحجارة عليه حتى واروه (13).
وهكذا فلتكن نهاية الظالمين والمشركين شرا وخزيا ، وما هم عليه من الشرك في الشر أعظم وأعظم ، ولعذاب الآخرة أخزى.
غلبة الروم على الفرس :
وفي السنة الثانية من الهجرة أيضا ، كانت غلبة الروم على فارس.
ويقال : إن ذلك كان في نفس اليوم الذي التقى فيه الرسول بالمشركين في بدر ، فنصر عليهم.
وفرح المسلمون بانتصار الروم هذا ؛ لأن الروم كانوا أهل كتاب ، وفارس مجوس لا كتاب لهم (14).
وقد ذكر الله ذلك في كتابه العزيز ، فقال : (الم ، غُلِبَتِ الرُّومُ ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ، بِنَصْرِ اللهِ)(15).
إلا أن من المحتمل قريبا أن يكون مراد الآية الأخيرة : أنهم يفرحون بنصر الله لهم في بدر ، لا بنصر الروم على الفرس.
رهان أبي بكر :
ويذكرون هنا قضية ملخصها : أن المشركين كانوا يحبون غلبة الفرس ، لأنهم أصحاب أوثان ، وكان المسلمون يحبون غلبة الروم ، لأنهم أصحاب كتاب ؛ فأخبر النبي «صلى الله عليه وآله» وهو في مكة بأن الروم سيغلبون الفرس ، فقامر أبو بكر المشركين : إن ظهر الروم فله كذا ، وإن ظهر الفرس فلهم كذا إلى خمس سنين. (وذلك قبل أن يحرم القمار) ؛ فأمره رسول الله «صلى الله عليه وآله» بزيادة المدة معهم ، فزادها.
فلما ظهرت الروم قمر أبو بكر ، وحصل على ما أراد من المشركين ، وعند كثيرين : أنهم ظهروا عليهم في الحديبية ، لا في بدر (16).
مناقشة رواية الرهان :
ونحن لا نصدق هذه الرواية :
أولا : لتناقض صورها. ونكتفي بذكر التناقضات التي أشار إليها العلامة الطباطبائي مع بعض الزيادات ، قال أيده الله :
أقول : وفي هذا المعنى روايات أخر مختلفة المضامين في الجملة ، ففي بعضها : أن المقامرة كانت بين أبي بكر وأبي بن خلف ، (وفي بعض المصادر (17) : أمية بن خلف).
وفي بعضها : أنها كانت بين المسلمين والمشركين ، كان أبو بكر من قبل المسلمين ، وأبي من قبل المشركين.
وفي بعضها : أنها كانت بين الطائفتين. وفي بعضها : بين أبي بكر والمشركين كما في هذه الرواية.
وفي بعضها أن الأجل المضروب : ثلاث سنوات.
وفي بعضها : خمس.
وفي بعضها : ست.
وفي أخرى : سبع.
ثم الأجل المضروب أولا انقضى بمكة ، وهو سبع سنين ؛ فمادهم أبو بكر سنتين بأمر النبي «صلى الله عليه وآله» ؛ فغلبت الروم. وفي بعضها خلافه.
ثم في بعضها : أن الأجل الثاني انقضى بمكة.
وفي بعضها : أنه انقضى بعد الهجرة. وكانت غلبة الروم يوم بدر.
وفي بعضها : يوم الحديبية.
وفي بعضها : أن أبا بكر لما قمرهم بغلبة الروم أخذ منهم الخطر ، وهو مائة قلوص ، وجاء به إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ، فقال : إنه سحت ، تصدق به (18). إنتهى ما أورده العلامة الطباطبائي.
ومن التناقضات : أن الخطر في بعضها : أربعة قلائص.
وفي بعضها : خمس.
وفي بعضها : عشر.
وفي أخرى : مئة.
إلى غير ذلك من وجوه الاختلاف التي تظهر بالمراجعة والمقارنة.
وثانيا : قال العلامة الطباطبائي أيضا :
«والذي تتفق فيه الروايات : أنه قامرهم ؛ فقمرهم. وكان القمار بإشارة النبي «صلى الله عليه وآله». ووجه ذلك (أي في نفس الرواية كما في بعض نصوصها) بأنه : كان قبل تحريم القمار ؛ فإنه قد حرم مع الخمر في سورة المائدة ، وقد نزلت في آخر عهد النبي «صلى الله عليه وآله».
وقد تحقق بما قدمناه في تفسير آية الخمر والميسر : أن الخمر كانت محرمة في أول البعثة ، وكان من المعروف عن الدين أنه يحرم الخمر والزنى. على أن الخمر والميسر من الإثم بنص آية : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ)(19).
والإثم محرم بنص آية : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ)(20).
والأعراف من العتائق النازلة بمكة ؛ فمن الممتنع : أن يشير النبي «صلى الله عليه وآله» بالمقامرة.
وعلى تقدير تأخر الحرمة إلى آخر عهد النبي «صلى الله عليه وآله» ، يشكل قوله لأبي بكر ، لما أتى بالخطر إليه : إنه سحت ، ثم قوله : تصدق به ؛ فلا سبيل إلى تصحيح شيء من ذلك بالموازين الفقهية. وقد تكلفوا في توجيه ذلك بما يزيد الأمر إشكالا.
ثم إن ما في الرواية : أن الفرس كانوا عبدة أوثان ، لا يوافق ما كان عليه القوم ؛ فإنهم وإن كانوا مشركين ، لكنهم كانوا لا يتخذون أوثانا» (21).
هذا كله عدا عن أن قول النبي «صلى الله عليه وآله» لأبي بكر : إنه سحت ، يدل على أن القمار كان محرما ، ولو لا ذلك لم يكن المأخوذ به سحتا.
مع أن المدّعى هو أن التحريم كان بعد بدر والحديبية معا ، لأن التحريم قد جاء في سورة المائدة النازلة بعد ذلك حسب زعمهم.
تتميم وتعقيب :
ونقول : إن كلام سيدنا العلامة هنا صحيح ، إلا أنه يمكن الإجابة على الفقرة الأخيرة من كلامه ، فيقال : إن عبارة الرواية ، هكذا : «كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم ؛ لأنهم أصحاب أوثان. وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على الفرس ؛ لأنهم أصحاب كتاب».
فمن غير البعيد : أن يكون قوله : «لأنهم أصحاب أوثان» راجع للمشركين ، أي أن سبب محبة المشركين لغلبة الفرس ، هو كون المشركين أصحاب أوثان لا كتاب لهم ؛ فأشبهوا الفرس في عدم الكتاب لهم ، فهم يميلون إليهم. وعلة محبة المسلمين لغلبة الروم هو كون المسلمين أصحاب كتاب ، أي والروم كذلك.
__________________
(١) الوسائل ج ٣ ص ٢١٥ أبواب القبلة باب ٢ حديث ١ و٢ و١٢ و١٧ ، وفي هوامشها إشارة إلى مواضع عديدة من الكتاب وإلى مصادر كثيرة أيضا. وراجع أيضا : قصار الجمل ج ٢ ص ١٢١.
(٢) قصار الجمل ج ٢ ص ٢١ ، ووسائل الشيعة ج ٣ ص ٢٢٠.
(3) الآية ١٤٤ من سورة البقرة.
(4) الآية ١٤٢ من سورة البقرة ، وراجع فيما تقدم : البحار ج ١٩ ص ١١٤ و١٩٥ و٢٠٢ ، وإعلام الورى ص ٧١ ، وتفسير القمي ج ١ ص ٦٣ ، وراجع أيضا : السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٢٨ ـ ١٣٠ ، وتفسير الميزان ج ١ ص ٣٣٣ و٣٣٤ عن الفقيه ، ومجمع البيان ، والوسائل ج ٣ أبواب القبلة ، الباب الأول والثاني.
(5) تفسير الميزان ج ١ ص ٣٣٣ ، وليراجع : البحار ج ١٩ ص ١٩٧.
(6) راجع : الوسائل ج ٣ ص ٢١٦.
(7) أسد الغابة ج ١ ص ١٧٣ و١٧٤ ، والإستيعاب هامش الإصابة ج ١ ص ١٣٦ و١٣٧ ، وقاموس الرجال ج ٢ ص ١٦٠ و١٦٧.
(8) الوسائل ج ٣ ص ٢١٦ ، والتهذيب ج ١ ص ٤٤.
(9) الوسائل ج ٣ ص ٢١٩ ، ومن لا يحضره الفقيه ج ١ ص ١٧٨.
(10) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٠٠.
(11) المصدر السابق.
(12) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٠١.
(13) البحار ج ١٩ ص ٢٢٨ ، وطبقات ابن سعد ج ٤ قسم ١ ص ٧٣ ، والبداية والنهاية ج ٣ ص ٢٠٨ ، ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٣٢ ، ومجمع الزوائد ج ٦ عن البزار والطبراني ، وحياة الصحابة ج ٣ ص ٥٨٧ و٥٨٨ عنهم ، وعن دلائل أبي نعيم ص ١٧٠.
(14) تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٩٨.
(15) الآيات من أول سورة الروم.
(16) راجع : الدر المنثور ج ٥ ص ١٥٠ و١٥١ عن أحمد ، والترمذي ، وحسنه النسائي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الكبير ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، والضياء في المختارة ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٩٨ ، والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٠٨ ، وحياة الصحابة ج ٣ ص ٦٩ عن بعض من تقدم وعن ابن جرير ، وتفسير ابن كثير ج ٣ ص ٤٢٢ ، وغير ذلك.
(17) راجع : البداية والنهاية ج ٣ ص ١٠٨.
(18) تفسير الميزان ج ١٦ ص ١٦٣ ، وللوقوف على المزيد من التناقضات ، راجع : الدر المنثور ج ٥ ص ١٥٠ ـ ١٥٣ عن مصادر أخرى غير ما قدمناه في هامش الصفحة السابقة ، مثل ما نقله عن : ابن جرير ، وأبي يعلى ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، والترمذي وصححه ، والدار قطني في الأفراد ، والطبراني ، وأبي نعيم في الدلائل ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وابن الحكم في فتوح مصر ، وحياة الصحابة ج ٣ ص ٦٩.
(19) الآية ٩٠ من سورة المائدة.
(20) الآية ٢٣ من سورة الأعراف.
(21) تفسير الميزان ج ١٦ ص ١٦٣ و١٦٤.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|