أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-04-2015
4949
التاريخ: 28-01-2015
1613
التاريخ: 2023-07-26
2579
التاريخ: 2023-07-27
2228
|
الوحي الحضوري المباشري - بلا واسطة ملك - بالقذف في قلبه (صلى الله
عليه وآله وسلم) والإلقاء في روعه . بتمام خصوصيات الآيات النازلة اللفظية
والمنوية وبمالها من الاعراب والمضمون .
وبهذا
النوع من الوحي كان الله تعالى يتكلم مع نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كما
كلّم الله موسى (عليه السلام) بإيجاد الصوت في الشجرة ، كما قال تعالى : {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى
تَكْلِيمًا}
[النساء : 164] ، وقال تعالى : {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ
الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ
يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [القصص : 30] .
قال الطبرسي في تفسير هذه الآية : " أي نودي
موسى من الجانب الأيمن للوادي في البقعة المباركة ، وهي البقعة التي قال الله
تعالى فيها لموسى : {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه : 12] . وإنما كانت مباركة
؛ لأنها معدن الوحي والرسالة وكلام الله تعالى . وقيل مباركة ؛ لكثرة الأشجار
والأثمار والخير والنعم بها . والأول أصح ... إنما سمع موسى النداء والكلام من
الشجرة ؛ لأن الله تعالى فعل الكلام فيها . وجعل الشجرة محل الكلام ؛ لأن الكلام
عرض يحتاج الى محل . وعلم موسى بالمعجز أن ذلك كلامه تعالى . وهذه أعلى منازل
الأنبياء ؛ أعني أن يسمعوا كلام الله من غير واسطة ومبلّغ . وكان كلامه سبحانه :
أن يا موسى إني أنا الله ربّ العالمين " (1) .
وذلك
لأن كلام الله مع عباده ؛ إما بواسطة ملك من الملائكة وإما بطريق الوحي الحضوري
بالالقاء والقذف في القلب ، وإما بايجاد الصوت في شيءٍ من الأشياء المادية ، كما
قال تعالى : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ
مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} [الشورى : 51] . قوله : {إلا وحياً} أي الوحي الحضوري . وقوله : { أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } ، اي بإيجاد الصوت في شيءٍ من الأشياء المادية . وقوله : { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا } أي بواسطة ملك من الملائكة ، كالوحي الى نبينا بواسطة جبرائيل ،
كما قال في مجمع البيان (2) .
والغرض
أن الوحي الحضوري كان من أحد طرق تكلم الله مع نبينا محمد (صلى الله عليه
وآله وسلم) .
وذلك
بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ربما كان يوحى إليه حضوراً بإلقاء الآيات في
قلبه وروعه في حالة شبيهة بالنعاس ، مثل ما نجده في أوائل النوم ، وهي حالة بين
اليقظة والنوم . وكان عروض هذه الحالة لثقل الوحي عليه ، كما ورد عن الصادق (عليه
السلام) أنه قال : " كان ذلك إذا جاءه الوحي وليس بينه وبين الله ملك ، فكانت
تصيبه تلك السبتة ويغشاه ما يغشاه ، لثقل الوحي عليه ، أما إذا أتاه جبرائيل
بالوحي ، فكان يقول : هو ذا جبرائيل ، أو قال لي جبرائيل " (3) .
السبتة
: ثوب أبيض كما قال في مجمع البحرين (4) . والمقصود ها هنا لعله بياض نوراني يحيط بالنبي حين نزول الوحي .
وقد روى
الصدوق عن زرارة عن أبيه ، قال : " قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : جُعلت
فداك الغشية التي كانت تصيب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أُنزل عليه
الوحي ؟ فقال (عليه السلام) : ذاك إذا لم يكن بينه وبين الله أحد ، ذاك إذا تجلى
الله له ، قال : ثم قال : تلك النبوة يا زرارة " (5) .
وقال
الصدوق : " إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يكون بين أصحابه فيغمى
عليه وهو يتصابُّ عرقاً ، فاذا أفاق ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : قال الله
تعالى كذا وكذا ، وأمركم بكذا ونهاكم عن كذا ... وكان يزعم أكثر مخالفينا أن ذلك
كان نزول جبرائيل ، فسُئل الامام الصادق (عليه السلام) عن الغشية التي كانت تأخذ
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أكانت عند هبوط جبرائيل ؟ فقال (عليه السلام) :
لا ؛ إن جبرائيل كان إذا أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لم يدخل حتى
يستأذنه . وإذا دخل عليه ، قعد بين يديه قعدة العبد ، وإنما ذاك عند مخاطبة الله
عزوجل إياه بغير ترجمان وواسطة " (6).
ويشهد
لثقل الوحي قوله تعالى : {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل : 5] . والقول الثقيل
هو الوحي . وثقله بلحاظ ما أشير إليه في كلام الامام الصادق (عليه السلام) . ويمكن
أن يكون أيضاً بلحاظ معناه الشامخ ، ولا منافاة .
____________________
1.
تفسير مجمع البيان : ج7-8 ، ص 251 .
2.
تفسير مجمع البيان : ج9-10 ، ص 37 .
3.
محاسن البرقي : ص 338 . أمالي الشيخ : ص 31 ، بحار الأنوار : ج18 ، ص 271 و ص 268
.
4. مجمع
البحرين : ج2 ، ص 203 .
5. التوحيد : ص 115 ، ح15 .
6. إكمال الدين : الصدوق ، ص 85 / البحار : ج18 ، ص 260 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|