إثبات الوحي والرسالة من اهداف القصة القرانية
المؤلف:
الشيخ محمد علي التسخيري
المصدر:
محاضرات في علوم القران
الجزء والصفحة:
ص242-244.
21-04-2015
4530
أن ما جاء به القرآن الكريم لم يكن من عند محمّد صلّى اللّه عليه وآله وإنّما هو وحي أوحاه اللّه تعالى إليه وأنزله هداية للبشرية. وقد أشرنا إلى هذا الهدف القرآني من القصّة عند بحثنا لإعجاز القرآن الكريم، حيث عرفنا أنّ حديث النبيّ محمّد صلّى اللّه عليه وآله عن أخبار الامم السالفة وأنبيائهم ورسلهم بهذه الدقّة والتفصيل والثقة والطمأنينة، مع ملاحظة ظروفه الثقافية والاجتماعية، كل ذلك يكشف عن حقيقة ثابتة وهي تلقّيه هذه الأنباء والأخبار من مصدر غيبي مطّلع على الأسرار وما خفي من بواطن الامور، وهذا المصدر هو اللّه سبحانه وتعالى.
وقد نصّ القرآن الكريم على أنّ من أهداف القصّة هو هذا الغرض السامي وذلك في مقدمة بعض القصص القرآنية أو ذيلها. فقد جاء في سورة يوسف {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف : 3] وجاء في سورة القصص بعد عرضه لقصّة موسى {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص : 44 - 46]
وجاء في سورة آل عمران في مبدأ قصّة مريم { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [آل عمران : 44]
وجاء في سورة «ص» قبل عرضه لقصّة آدم { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ} [ص : 67 - 70]
وجاء في سورة هود بعد قصّة نوح { تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود : 49]
فكلّ هذه الآيات الكريمة وغيرها تشير إلى أنّ القصّة إنّما جاءت في القرآن تأكيدا لفكرة الوحي التي هي الفكرة الأساس في الشريعة الإسلامية.
الاكثر قراءة في الوحي القرآني
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة