المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28



القاديانيّة  
  
1209   09:13 صباحاً   التاريخ: 27-05-2015
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : المذاهب الاسلامية
الجزء والصفحة : ص360-365
القسم : العقائد الاسلامية / فرق و أديان / القاديانيّة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-05-2015 588
التاريخ: 27-05-2015 1210

 ظهرت القاديانيّة على يد الميرزا غلام أحمد القادياني (1252 ـ 1316هـ) في إقليم البنجاب، وعاصمتها لاهور، وفي مديريّة غوردا سفور من هذا الإقليم، وفي قرية صغيرة فيها تسمّى قاديان، وُلد فيها مؤسِّس المسلك ميرزا غلام أحمد القادياني، وإليها كانت نسبته، وفيها نبتت نحلته.

 

سيرته الذاتيّة:

وُلد الميرزا غلام أحمد القادياني عام 1839م/ الموافق 1252هـ، في قرية قاديان، وكان والده يحترف الطبّ القديم في عهده، ويجيده، ولمّا بلغ الميرزا سنَّ التعليم، شرع في تلقّي مبادئ العلوم وقراءة القرآن وتعلّم اللغة العربيّة والفارسيّة إلى جانب معرفته بالأُرديّة، وتلقّى دروساً في المنطق والحكمة والعلوم الدينيّة والأدبيّة في مسقط رأسه (قاديان)، والطبّ القديم على والده، وعُرف بالعكوف على المطالعة والانقطاع إليها، وكان مهتماً بدراسة كتب التفسير والحديث والتدبّر في القرآن، وأُولع بمطالعة الأسفار القديمة من كتب الشيعة وأهل السنّة، وكتب الأديان الأُخرى.

 

الظروف الّتي أحاطت بدعوته:

1 ـ إنّ الهند بلاد مترامية الأطراف، نشأت بها منذ القدم أديان ومذاهب مختلفة، وشكّل هذا التنوّع الهائل في العقيدة قوام حياتها، وأساس نظمها، وأكبر مؤثّر في تاريخها، قديماً وحديثاً. فإلى جانب الديانة الهندوسيّة، هناك الإسلام والبوذيّة والمسيحيّة، وبجوار أُولئك مذاهب أُخرى لها من الأتباع القليل.

وفي بيئة كهذه؛ حيث طغى عليها التنوّع والتسامح، ظهرت القاديانيّة.

2 ـ لقد تعرّضت الهند إلى غزو الانجليز، الذين لم يكتفوا بذلك؛ بل حرصوا على غزوها ثقافيّاً من خلال إرسال بعثات تبشيريّة إليها.

وأثبت القساوسة والمبشّرون في القرى والمدن، ونشطوا في دعوتهم إلى المسيحيّة، مشنّعين على العقيدة الإسلاميّة، معلنين شامتين زوال دولة الإسلام وانقضاء عهده.

ولقد عمّقوا، عن عمد، الصراع الديني بين المسلمين وغيرهم من الطوائف؛ كالهندوس، ممّا أدّى إلى إبطاء الزحف الإسلامي.

ولقد أثاروا شبهات، وفتحوا جيوب مريبة؛ كلّ ذلك من أجل إضعاف المسلمين وتشتيت الفكر الإسلامي في عدة تيّارات، ينمّ كلّ منها عن هدف لهم مقصود.

ففي خِضَمِّ هذه الأحداث، ظهرت دعوة الميرزا وكان النصر حليفها في نفس الإقليم؛ وذلك لأنّ طبيعة البيئة ساعدت، إلى حد كبير، على ظهور دعوته وانسياق الناس وراءها، لاسيّما في ظروف كانت الشبهات الملحدة والدعوات التبشيريّة تستهدف الإسلام والمسلمين.

نعم، وراء ذينك العاملين، ثمّة عامل ثالث، وهو أنّ دعوته تمّت باسم الإسلام، وأنّها دعوة إصلاحيّة يبغي وراءها نفض كثبان الجهل والخرافة عن وجه الدين، ففي ظلّ هذه العوامل الثلاثة ظهرت الدعوة القاديانيّة، الّتي يُعَبَّر عنها أحياناً بالأحمديّة، في القارة الهنديّة، ومنها انتشرت إلى سائر الأصقاع.

ومن الدلائل الواضحة على أنّه أخذ الإسلام غطاء و واجهة لنشر أفكاره ودعوته؛ هو أنّه قام بترجمة القرآن الكريم في مرحلة من مراحل دعوته، وصار ذلك سبباً لانجذاب السذّج من المسلمين إلى دعوته.

 

حقيقة دعوته:

إنّ دعوة الميرزا غلام أحمد القادياني مرّت بمراحل ثلاثة، يختلف بعضها عن بعض في المضمون والمحتوى، وربّما كانت المرحلة الأُولى من دعوته دعوة إصلاحيّة توافق الرأي العام الإسلامي، وقد أطلق على هذه المرحلة دعوى الإصلاح والتجديد، وقد بدأ دعوته في هذه المرحلة بتأليف كتاب (براهين أحمديّة) عام 1879م، ودار نشاطه فيها حول محور أبرزه وركّز عليه، وهو أنّ دعوته قائمة على إصلاح العالم، والدعوة إلى الإسلام وتجديده.

وتناول في هذه المرحلة التعريف بالإسلام وإثبات فضله، وبيان إعجاز القرآن وإثبات نبوّة النبيّ الخاتم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وأسهب في الردّ على الديانات والنحل السائدة في الهند أنذاك.

وكانت تلك المرحلة بمثابة إعلان أخرجه من الخمول والعزلة الّتي كان يعيش فيها، إلى إلفات الأنظار وتجمّع بعض القلوب عليه، وذيوع خبره في بلاد الهند.

ومع أنّ هذه المرحلة لم تكن تخلو عن الشطحات والإلهامات والمنامات، إلاّ أنّها ـ وبصورة عامّة ـ كانت دعوة مطلوبة لأكثر الناس.

وأمّا المرحلة الثانية، فتتميّز عن سابقتها بأنّها تتضمّن الدعوة إلى أُمور، هي كالتالي:

1 ـ المسيح (عليه السّلام) تُوفّي في كشمير ودُفن هناك، وإنّ القبر المشهور بقبر (بوذاسف)، في (حارة خان يار)، هو قبر المسيح.

2 ـ بما أنّ المسيح (عليه السّلام) تُوفّي، فالمسيح الّذي وُعِدَ المسلمون برجوعه عند قيام المهديّ هو الميرزا، وقد طرح تلك الفكرة عندما كانت فكرة المهديّ والمسيح الموعود قد تغلغلت في المجتمع الإسلامي وتنتظر من يقوم بها، ليجد أرضاً خصبة ونفوساً مستجيبة.

وقد أَوّل نزول المسيح عند قيام المهديّ؛ بأن ليس المراد من النزول هو نزول المسيح؛ بل هو إعلام على طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأنّ الميرزا مصداق هذا الخبر حسب الإلهام.

3 ـ إنّه قد أُرْسِل لإصلاح الخلق؛ ليُقيم هذا الدين في القلوب من جديد، وليدكّ عقيدة الصليب ويكسرها، ويقتل الخنازير.

وأمّا المرحلة الثالثة، فقد أفصح عن نواياه عبر تكلّمه عن الإلهام والعلم الباطني والدعوة إلى النبوّة في تلك المرحلة.

هذه عصارة المراحل الّتي طواها الميرزا في دعوته.

ولمّا كانت دعوته عبر هذه المراحل مختلفة في الاعتدال والتطرّف؛ حيث تبتدئ من كونه رجل الإصلاح وتجديد الدين الإسلامي، وتنتهي بالدعوة إلى النبوّة، اختلفت آراء العلماء في حقيقة الدعوة القاديانيّة؛ فمنهم من أنكر أنّه ادّعى النبوّة، ومنهم من أثبته وشنّع عليه.

وها نحن نذكر نماذج من أقوالهم:

فالأُستاذ العقاد يقول: لم يثبت أنّه ادّعى النبوّة، وإنّما دعواه أنّه مجدّد القرن الرابع عشر للهجرة، وقد نُقل عنه أنّه قال: لا ادّعي النبوّة، وما أنا إلاّ محدّث.(1)

وعلى هذا الرأي محمّد إسماعيل الندوي: من الواضح البيّن عندنا، على ضوء قراءتنا لكتب القادياني، أنّه لم يدّع يوماً من الأيّام النبوّة الحقيقيّة، ولم ينسب نفسه نبيّاً حقيقيّاً بعد الرسول محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ينسخ رسالته ويُبطل كونه خاتم الأنبياء؛ بل كلّ ما قاله أنّه هو المهديّ الموعود أو المسيح الموعود أو النبيّ وفق عقيدة التجسد.(2)

وهناك شخصيّات يدّعون أنّ ميرزا غلام أحمد القادياني ادّعى النبوّة بالمعنى الحقيقي التّامّ، وقد صرّح ميرزا غلام في كتبه بدعواه الرسالة والنبوّة، فكتب: دعوانا: أنا رسول ونبيّ.

كما كتب: أنا نبيّ، وفقاً لأمر الله، وأكون آثماً إن أنكرت ذلك، وإذا كان الله هو الّذي يسمّيني بالنبيّ، فكيف لي أن أنكر ذلك؟، إنّني سأقوم بهذا الأمر حتّى أمضي عن هذه الدنيا.(3)

ويرى الأُستاذ أبو الحسن الندوي أنّ الميرزا قد بذر بذور ادّعائه النبوّة في كتبه، ورسم الخطة لها من أوّل يوم، وكانت النتيجة الطبيعيّة لمنطقه ومقدّماته، فيما كتب، هي ادّعاؤه النبوّة والتصريح بها في يوم من الأيّام، وقد كانت دعواه العريضة بذلك، إذ يقول: إنّني صادق كموسى وعيسى وداود ومحمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وقد أنزل الله لتصديقي آيات سماويّة تربو على عشرة آلاف، وقد شهد لي القرآن، وشهد لي الرسول، وقد عيّن الأنبياء زمان بعثتي، وذلك هو عصرنا هذا.(4)

ويعتبر الأُستاذ إقبال اللاّهوري أنّ القاديانيّة ثورة على نبوّة محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ومؤامرة ضدّ الإسلام، وديانة مستقلّة، وأنّها محاولة منظّمة لتأسيس طائفة جديدة على أساس نبوّة منافسة لنبوّة محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وأنّها تُريد أن تنحت من أُمّة النبيّ العربيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أُمّة جديدة للنبيّ الهنديّ.(5)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر: الإسلام في القرن العشرين: 144.

(2) القاديانيّة: 110.

(3) المسألة القاديانيّة: 28، و29.

(4) القادياني والقاديانيّة: 67، و68.

(5) القادياني والقاديانيّة: 9 ـ 11.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.