المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

زراعة وحصاد الترمس
10-4-2016
نيقيفوروس المعترف (758–828)
2023-10-26
المادة المظلمة الباردة
18-7-2017
سبب نزول الايات (1-3) من سورة الممتحنة
26-11-2014
التأثير على المعدة والأمعاء لدواء الكاربامازبين
2024-05-16
صورة موجزة عن أم المأمون
8-8-2016


الانقياد والطاعة بسبب الخوف  
  
3069   03:10 مساءً   التاريخ: 7-6-2021
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص277-278
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إن الدين الإسلامي الحنيف يرفض رفضا قاطعا ان يكون الانقياد والطاعة بسبب ظلم الظالم والخوف من عقابه ويعيب بشدة على الذين يكرمون اتقاء شرهم ، وينظر اليهم نظرة ملؤها الاحتقار ، ويشعرهم بانهم اتفه الناس واحقرهم.

عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) :

( شر الناس يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم)(1).

وكذلك ان الويل والعذاب الاليم للشخص الذي يزكيه الناس او يطاع مخافة شره وجوره فقد ورد عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) انه قال : ( ويل لمن تزكيه الناس مخافة شره ، وويل لمن اطيع مخافة جوره ، وويل لمن اكرم مخافة شره)(2).

وقال (صلى الله عليه واله) في حديث آخر:

( الا ان شرار امتي : الذين يكرمون مخافة شرهم ، الا من اكرمه الناس اتقاء شره فليس مني)(3).

وعلى كل حال ، فان الاسلام الحنيف الحقيقي يمنع من الانقياد بسبب الخوف. ويدعو إلى ان يكون الانقياد والطاعة في ظل الحرية والعدالة لأن في ذلك تنمية الشعور بالواجب ، وتقوية الميول من أجل الحصول على السعادة والكمال لذا يجب على الاباء والمربين والمعلمين والمسؤولين عن سيادة القانون والنظام ان يهتموا بإيجاد اجواء الحرية والعدالة للأطفال وعموم المتعلمين لكي يكون انقيادهم وطاعتهم للمربين والقوانين والانظمة ناشئ من شعورهم بالواجب ، والرغبة في الحصول على المنافع التربوية والعلمية ، والحياة الحرة الكريمة.

________________________

1ـ الكافي : ج2 ، ص327.

2ـ مجموعة ورام : ج2 ، ص115.

3ـ سفينة البحار للقمي : ص695. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.