المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تفسير آية (90-92) من سورة المائدة
18-10-2017
انجاب الأطفال عند المصريين القدماء
4-10-2020
Nondividing Set
3-11-2020
ما هو قرين الشيطان ؟
24-10-2014
البندق Corylus avellana X Corylus maxima
10-11-2017
الموطن الاصلي للكمثري (الاجاص)
4-1-2016


الاشعري نسبه وحياته  
  
2136   11:34 صباحاً   التاريخ: 26-05-2015
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : بحوث في الملل والنحل دراسة موضوعية مقارنة للمذاهب الاسلامية
الجزء والصفحة : ج2 , ص13- 21
القسم : العقائد الاسلامية / فرق و أديان / الاشاعرة /

نسب الإمام الأشعري هو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.

يقول ابن عساكر في ترجمته : إنّ أباه إسماعيل بن إسحاق كان سنّياً جماعياً حديثياً ، أوصى عند وفاته إلى زكريا بن يحيى الساجي ، وهو إمام في الفقه والحديث ، وقد روى عنه الشيخ أبو الحسن الأشعري في كتاب التفسير أحاديث كثيرة ، وقد يكنّى أبوه بـ « أبي بشر » وربما يقال إنّها كنية جدّه. (1)

وهذا يعرب عن أنّ البيت الذي تربّى فيه أبو الحسن كان بيت الحديث والرواية ، مقابلاً للمنهج العقلي الرائج بين المعتزلة ، ومن شأن الأبناء أن يرثوا ما للآباء من الأفكار ؛ وعلى ذلك فعود الشيخ إلى منهج أهل الحديث ، والإبانة عن الاعتزال كان رجوعاً موافقاً للأصل لا مخالفاً له ؛ فهو رجع إلى الفكرة التي ورثها في خزانة ذهنه من بيته.

جدّه الأعلى : أبو موسى الأشعري

اشتهر أبو الحسن بالأشعري ، نسبة إلى جدّه الأعلى المشتهر بهذا العنوان أيضاً ، وقد ورث جدّه أيضاً هذا اللقب عن أجداده الأعلين ، وترجم في كتب الرجال.

قال ابن سعد في طبقاته : قد أسلم بمكة قديماً ثمّ رجع إلى بلاد قومه ، فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)  فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين : جعفر أصحابه من أرض الحبشة ، فوافوا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)  بخيبر ، فقالوا : قدم أبو موسى مع أهل السفينتين؛ وكان الأمر على ما ذكرنا أنّه وافق قدومه قدومهم. (2)

وقال ابن الأثير : كان عامل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)  على زبيد وعدن ، واستعمله عمر على البصرة ، وشهد وفاة أبي عبيدة الجراح بالشام ، وكان أبو موسى على البصرة لمّا قتل عمر ، فأقرّه عثمان عليها ثمّ عزله ، واستعمل بعده ابن عامر ، فسار من البصرة إلى الكوفة ، فلم يزل بها حتى أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاص ، وطلبوا من عثمان ، أن يستعمله عليهم ، فلم يزل على الكوفة حتى قتل عثمان ، فعزله عليّ (عليه السلام)  عنها. (3)

لم يكن عزل عليّ إيّاه عنها اعتباطاً ، بل لأجل أنّه كان يخذِّل الناس عن الإمام عند اشتباكه (عليه السلام)  مع الناكثين في أطراف البصرة ، فقد ذكر الطبري أنّ الإمام عليّاً كتب إلى أبي موسى :

« إنّي وجّهت هاشم بن عتبة لينهض من قبلك من المسلمين إلي ، فأشخص الناس ، فإنّي لم أولِّك الذي أنت به إلاّ لتكون من أعواني على الحقّ ».

فدعا أبو موسى ، السائب بن مالك الأشعري ، فقال له : ما ترى؟ قال : أرى أن تتبع ما كتب به إليك ، قال : لكنّي لا أرى ذلك ، فكتب هاشم إلى عليّ (عليه السلام)  أنّه قد قدمت على رجل غال مشاق ظاهر الغل والشن آن.

وبعث بالكتاب مع المحل بن خليفة الطائي ، وعند ذاك بعث عليّ (عليه السلام)  الحسن بن عليّو عمار بن ياسر وهما يستنفران له الناس ، وبعث قرظة بن كعب الأنصاري أميراً على الكوفة ، وكتب معه إلى أبي موسى :

« أمّا بعد : فقد كنت أرى أن تعزب عن هذا الأمر الذي لم يجعل الله عزّوجلّ لك منه نصيباً ، سيمنعك من ردّ أمري ؛ وقد بعثت الحسن بن عليّ وعمار بن ياسر يستنفران الناس ، وبعثت قرظة بن كعب والياً على المصر ، فاعتزل عملنا مذموماً مدحوراً » (4) .

هذا هو حال الجد الأعلى في أوائل خلافة الإمام عليّ (عليه السلام)  ، حيث خذَّل الناس عن نصرة علي (عليه السلام)  عندما قرب الاشتباك بينه وبين الناكثين ، وأمّا أمره في أواسط خلافته فحدّث عنه ولا حرج. فقد عُيّن من جانب علي (عليه السلام)  وشيعته بالعراق ممثلاً قاضياً وحاكماً ، كما عيّن عمرو بن العاص من جانب معاوية حاكماً ، ليقضيا في أمر الفرقتين بما وجدا في كتاب الله ، وإن لم يجدا في كتاب الله فليرجعا إلى السنّة. (5)

فكانت نتيجة ذلك ـ ويا للأسف ـ أنّه خلع عليّاً عن الخلافة ، وأثبت عمرو بن العاص معاوية في الخلافة ، وكأنّه وجد دليلاً في الكتاب والسنّة على عدم صلاحية الإمام للخلافة ، وذاك وجد دليلاً حاسماً على صلاحية معاوية لها!!. وما عشت أراك الدهر عجباً!!. فقد عزل الإمام الذي اتّفق المهاجرون والأنصار على إمامته اتفاقاً لم يُرَ مثله لا قبله ولا بعده. ونصب الآخر معاوية ابن آكلة الأكباد إماماً للناس وحافظاً لدينهم ودنياهم ، و ما أحسن قول شاعر المعرة :

فيا موت زر ، إنّ الحياة ذميمة ويا نفس جودي إنّ دهرك هازل

هذه سيرة الرجل على وجه الإجمال ، ولم ير بعد مسألة التحكيم للرجل نشاط ، وقد مات بمكة عام 42 هـ ، وقيل 44 هـ وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وقيل غير ذلك. (6)

أبو موسى ونزول الآية في قومه

إنّ أصحاب الحديث رووا عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)  في تفسير قوله سبحانه :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [المائدة: 54] (7) رووا نزولها في حقّ أبي موسى وقومه.

روى السيوطي عن ابن جرير الطبري في الدر المنثور : لما أنزل الله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } [المائدة : 54]. قال عمر : أنا وقومي هم يا رسول الله؟ قال : بل هذا وقومه ، يعني أبا موسى الأشعري. (8)

ولكن حياة الرجل ، وخصوصاً ما ارتكبه في أُخريات عمره بعزل الإمام الطاهر ـ الذي بايع له المهاجرون والأنصار ـ عن الخلافة ، لا ينطبق مع متن الرواية ، أعني قوله : « هذا وقومه » ، ولذلك نرى أنّ السيوطي ينقل الحديث بصورة ثانية ويقول : قوم هذا (9) من دون أن يعد أبا موسى من تلك الزمرة ، ومع ذلك فتصديق نزولها حتى في قوم« أبي موسى » لا يخلو من غموض.

أمّا أوّلاً : فلأنّ الروايات تضافرت على نزولها في حقّ عليّ (عليه السلام)  وأصحابه ، حيث حاربوا الناكثين والقاسطين والمارقين. ورواه من أعلام السنّة : الثعلبي في تفسيره ، ونقلها عنه ابن بطريق في عمدته (10) ، والإمام الرازي في مفاتيح الغيب (11) ، والعلاّمة النيسابوري في تفسيره (12) ، وأبو حيان الأندلسي في البحر المحيط. (13)

وأمّا ثانيا : فلأنّ النقل تضافر أيضاً على أنّ المراد هم الفرس ، لأنّ النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم)  لما سئل عن هذه الآية ، فضرب بيده على عاتق سلمان وقال : « هذا وذووه » ، ثمّ قال : « لو كان الدين معلّقاً بالثريا لناله رجال من أبناء فارس ». (14)

وأمّا ثالثاً : فلأنّه روي في نزول الآية وجه آخر ، وهو الجهاد مع أهل الردّة ، بعد موت النبي (صلى الله عليه واله وسلم)  (15) ، ولم يكن الجهاد معهم مختصاً بقوم أبي موسى ، بل اشترك اليمنيون وغيرهم من أصحاب الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)  في ذلك أيضاً.

كلّ ذلك يعطي أنّ الآية تحمل مفهوماً كلياً ينطبق على الشخصيات البارزة في العصور المختلفة ، الذين بذلوا أنفسهم ونفيسهم في سبيل الله.

فعلي أمير المؤمنين ـ بمواقفه الحاسمة ـ من أوضح مصاديق الآية ، خصوصاً إذا لاحظنا الصفة المذكورة في الآية ، فإنّها تنطبق على علي (عليه السلام)  حيث قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم)  في حقّه يوم خيبر عندما دفع الراية إليه : « لأدفعنّ الراية غداً إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله » وقد جاء في الآية قوله سبحانه : ( يحبّهم ويحبّونه ).

نعم ، الظاهر من الجهاد في الآية هو الجهاد بالنفس والنفيس ، وبالسيف والسنان ، ومن العجيب أنّ ابن عساكر يريد تطبيق الآية على نفس أبي الحسن الأشعري حفيد أبي موسى ويقول : إنّ الله عزّوجلّ أخرج من نسل أبي موسى إماماً قام بنصرة دين الله ، وجاهد بلسانه وبيانه من صد عن سبيل الله. الخ. (16)

هذا كلّه حول حياة الجد ، وإليك الكلام عن حياة الحفيد.

ميلاده ووفاته

اختلف المترجمون له في عام ميلاده ووفاته ، فقيل : وُلِد سنة سبعين ومائتين ، وقيل : ستين ومائتين بالبصرة ؛ وتوفّي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ، وقيل : سنة ثلاثين (17) ، والظاهر من ابن عساكر في تبيينه عدم الخلاف في مولده ، وأنّ مولده هو عام ستين بعد المائتين قال : ولد ابن أبي بشر سنة ستين ومائتين ، ومات سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة ، لا أعلم لقائل هذا القول في تاريخ مولده مخالفاً ، ولكن أراه في تاريخ وفاته ; مجازفاً ، ولعلّه أراد سنة نيف وعشرين ، فإنّ ذلك في وفاته على قول الأكثرين. (18)

ولكن اتّفقت كلمتهم على أنّه تخرج في كلام المعتزلة على أبي علي الجبائي ، وهو محمد بن عبد الوهاب بن سلام من معتزلة البصرة ، ويعرف بأنّه الذي ذلل الكلام وسهله ، ويسر ما صعب منه ، وإليه انتهت رئاسة البصريين في زمانه لا يدافع في ذلك ، وقد ولد عام 235 ، وتوفي سنة 303 (19) وقام مقامه ابنه أبو هاشم في التدريس والتقرير.

____________________

1 ـ تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري » تأليف ابن عساكر الدمشقي ( المتوفّى عام 571 هـ ) وهو كتاب أفرد للبحث في حياته وسائر ما يتعلّق به ، ونعبر عنه بالتبيين اختصاراً.

2 ـ طبقات ابن سعد : 4/105.

3 ـ أُسد الغابة : 3/246.

4 ـ تاريخ الطبري : 3/512.

5 ـ وقعة صفين : 505.

6 ـ أُسد الغابة : 3/246.

7 ـ المائدة : 54.

8 ـ الدر المنثور : 2/292 وطبقات ابن سعد : 4/107.

9ـ المصدر نفسه.

10 ـ العمدة : 288 ، الطبعة الحديثة.

11 ـ مفاتيح الغيب : 3/427 ، ط مصر ـ 1308 هـ.

12 ـ تفسير النيسابوري بهامش الطبري : 6/165.

13 ـ البحر المحيط : 3/510.

14 ـ تفسير الرازي : 3/427 ، وتفسير النيسابوري بهامش الطبري : 6/165.

15 ـ المصدر نفسه.

16 ـ التبيين : 104.

17ـ وفيات الأعيان : 3/284 نقلاً عن ابن الهمداني في ذيل تاريخ الطبري.

18ـ التبيين : 146.

19ـ فهرست ابن النديم : 256.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.