أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2019
2069
التاريخ: 15-11-2016
1375
التاريخ: 25-11-2019
1580
التاريخ: 10-12-2019
2748
|
أبو بكر ، وسبقه إلى الإسلام :
وبعد كل ما تقدم نعرف : أن ادعاء سبق غير أمير المؤمنين «عليه السلام» إلى الإسلام قد جاء متأخرا عن عهد الخلفاء الأربعة ، ووضع بعد وفاة أمير المؤمنين «عليه السلام» ، ولربما يكون قد حصل ذلك حينما كتب معاوية إلى الأقطار يأمرهم أن لا يدعوا فضيلة لعلي إلا ويأتوه بمثلها لغيره من الصحابة (1).
ومن هنا ، فإننا نعتقد : بأن القول بأولية إسلام أبي بكر ، والمروي عن :
١ ـ ابن عباس.
٢ ـ الشعبي.
٣ ـ أبي ذر.
٤ ـ عمرو بن عبسة.
٥ ـ إبراهيم النخعي.
٦ ـ حسان بن ثابت ، الذي يروى عنه قوله :
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة *** فاذكر أخاك أبا بكر وما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها *** إلا النبي وأوفاها بما حصلا
والثاني الصادق المحمود مشهده *** وأول الناس منهم صدق الرسلا
عاش حميدا ، لأمر الله متبعا *** بهدي صاحبه الماضي وما انتقلا (2)
نعم ، إننا نعتقد : أن ذلك كله موضوع في وقت متأخر ، تزلفا للأمويين ، كما أن شعر حسان هذا لا يبعد أن يكون منحولا ، إذ لا يمكن أن يبادر إلى مخالفة ما كان متسالما عليه بين الأمة ، ولا سيما الصحابة منهم.
كما أننا نلاحظ : أن البيتين الأخيرين فيهما حشو ظاهر ، وليس لهما صياغة منسجمة (3).
ولربما يقال : إنهما بعيدان عن نفس حسان ، وعن شاعريته ، وعن سبكه ، وطريقته ومما يدل على عدم صحة ذلك بالإضافة إلى ما تقدم :
أولا : إنه قد تقدم : أن ابن عباس ، والشعبي ، وأبا ذر الذين روي عنهم القول بأولية أبي بكر هم أنفسهم يقولون :
وقوله : وما انتقلا إلى غير ذلك من وجوه الضعف في السبك والصياغة.
إن أمير المؤمنين «عليه السلام» هو أول من أسلم ، ويقول الإسكافي (4) :
إن حديثهم في علي أقوى سندا ، وأشهر من الحديث الآخر المنسوب إليهم في أبي بكر.
وأما رواية أبي ذر ، وعمرو بن عبسة ، فهي مضطربة ، لأنها تذكر :
أن أبا ذر ، وعمرو بن عبسة كلاهما ربع الإسلام ، وأن بلالا أسلم قبل أبي بكر ، ولا تذكر عليا «عليه السلام» ، ولا خديجة ، وهذا يعني : أن بلالا قد أسلم قبل خديجة وعلي ؛ مع أن العكس هو الصحيح ، فإذا كانت خديجة «رحمها الله» وعلي «عليه السلام» وبلال ، وعمرو بن عبسة قد أسلموا أولا ؛ فأين يكون إسلام أبي بكر بعد هذا؟!
ثانيا : إن عائشة نفسها تعترف بأن أباها كان رابعا في الإسلام ، وقد سبقه إلى ذلك خديجة ، وزيد بن حارثة ، وعلي «عليه السلام» (5).
ثالثا : قد تقدم : أننا لم نجد أحدا يعترض على الصحابة ، ولا على التابعين ، ولا على أمير المؤمنين «عليه السلام» في احتجاجاتهم المتعددة على معاوية وغيره بأن عليا «عليه السلام» هو أول الأمة إسلاما ـ لم نجد أحدا يعترض ، ويقول : بل أبو بكر هو الأول.
وما روي من ذلك : من أن أبا بكر قد احتج به ، فقد فنده العلامة الأميني في الغدير وأثبت أنه غير صحيح فليراجع (6).
فإلى متى يدخرون هذه الحجة؟! ولماذا يدخرونها؟!
بل إننا لم نجد أبا بكر ، ولا أحدا من أنصاره ومحبيه يحتج له بأنه أول من أسلم ، رغم احتياجاتهم الشديدة إلى ذلك ، ولا سيما في السقيفة ؛ حيث لم يجدوا ما يحتجون به من فضائله إلا كونه كبير السن ، وصاحب رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الغار ـ كما احتج به صاحبه عمر ، وغيره ثمة (7) ـ وستأتي الإشارة إلى احتجاجاتهم تلك حين الحديث عن قضية الغار إن شاء الله تعالى.
هذا كله ، عدا عن تصريح البعض بأن أبا بكر كان رابع أو خامس من أسلم (8).
وعدا عن قول أمير المؤمنين علي «عليه السلام» : أنا الصديق الأكبر ، أسلمت قبل أن يسلم أبو بكر (9).
وعدا عن الرواية التي تقول : إن العباس قد أخبر عفيفا بأنه لم يسلم سوى خديجة وعلي ، فلو أن عفيفا أسلم حينئذ كان في الإسلام ثانيا (10).
رابعا : إننا نقول : إن إسلام أبي بكر قد تأخر عن البعثة عدة سنوات ويدل على ذلك ـ ونحن نلزمهم بما ألزموا به أنفسهم ـ الأمور التالية :
ألف ـ ما قالوه من أنه لما أسلم سماه النبي «صلى الله عليه وآله» صديقا (11) مع أن تسميته هذه ـ كما يدّعون ـ إنما كانت بعد الإسراء حين صدقه أبو بكر وكذبته قريش (12).
أو حين الهجرة في الغار (وكلاهما لا يصح أيضا كما سيأتي في حديث الغار إن شاء الله تعالى).
وهم يدّعون : أن الإسراء كان بعد البعثة باثنتي عشرة سنة وإن كنا نحن نعتقد بخلاف ذلك.
وأنه كان في السنة الثانية أو الثالثة ، كما سيأتي في الفصل الآتي.
ب ـ يروي البعض : أنه أسلم وآمن بعد الإسراء والمعراج فسمي يومئذ ب «الصديق» (13) مع قولهم : أن الإسراء والمعراج كان قبل الهجرة بقليل ـ كما سنرى ـ.
ج ـ لقد روى الطبري ـ بسند صحيح كما يقول الأميني (14) ـ عن محمد بن سعيد ، قال : قلت لأبي : أكان أبو بكر أولكم إسلاما؟
فقال : لا ، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين (15).
وهذا يعني : أنه قد أسلم بعد انتهاء الفترة الاختيارية للدعوة ، وبعد خروجه «صلى الله عليه وآله» من دار الأرقم ، لأنهم قد خرجوا بعد أن تكاملوا أربعين رجلا ، كما يقولون ، وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى ، حين الكلام حول إسلام عمر بن الخطاب.
د ـ ولسوف نذكر إن شاء الله في أواخر حديث الغار : أن أبا قحافة يذكر : أن ابن مسعود قد أسلم هو وجماعة قبل إسلام أبي بكر ، وابن مسعود قد أسلم قبل إسلام عمر كما ذكره النووي في تهذيب الأسماء واللغات.
ه ـ لقد ورد : أنه «صلى الله عليه وآله» قد بعث وأبو بكر غائب في اليمن ، قال أبو بكر ، فقدمت مكة ، وقد بعث النبي «صلى الله عليه وآله» فجاءني صناديد قريش ، إلى أن قال :
«فقالوا : يا أبا بكر ، أعظم الخطب ، وأجل النوائب ، يتيم أبي طالب يزعم أنه نبي ولو لا أنت ـ أو : ولو لا انتظارك ـ ما انتظرنا به ؛ فإذ قد جئت فأنت الغاية والكفاية» (16) ، والذي عند أبي هلال ، عن الشعبي ، عن أشياخه ، منهم جرير ، في خبر طويل هو : «قال أبو بكر : فلما قدمت مكة استبشروا ، وظنوا أنه فتح عليهم بقدومي فتح ، واجتمعوا إلي ، وشكوا أبا طالب ، وقالوا : لو لا تعرضه دونه لما انتظرنا به.
قلت : ومن تبعه على مخالفة دينكم؟
قالوا : بنو أبي طالب» (17).
ولكن لنا تحفظ على هذا النص الذي يعطي لأبي بكر منزلة كبيرة في قريش ، وهي منزلة لا يؤيد التأريخ أن أبا بكر كان قد بلغها أصلا ، كما سنشير إليه في موضعه.
و ـ وعن ابن إسحاق ، قال : إن أبا بكر لقي رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فقال : أحق ما تقول قريش يا محمد ، من تركك آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا ، وتكفيرك آباءنا إلخ .. ثم ذكر إسلام أبي بكر (18).
وإن كنا نشك في صحة هذا النص الأخير ، إذ أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يعبد تلك الآلهة قط ، فما معنى سؤاله عن ذلك؟!
إلا إذا قلنا إنه لم يكن يتجاهر برفضها ، فصح أن يسأله عن ذلك.
ويؤيد ذلك ما رواه المقدسي ، قال : «إسلام أبي بكر ـ زعم بعض الرواة : أنه كان في تجارة له بالشام ، فأخبره راهب بوقت خروج النبي «صلى الله عليه وآله» من مكة ، وأمره باتباعه ، فلما رجع سمع رسول الله يدعو إلى الله ، فجاء وأسلم» (19).
ويؤيد ذلك أيضا قولهم : إن أبا بكر قال للنبي «صلى الله عليه وآله» : فقدت من مجالس قومك ، واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها فدعاه «صلى الله عليه وآله» إلى الإسلام فأسلم (20).
فكل ذلك يدل على أن إسلام أبي بكر كان بعد الفترة السرية وبتعبير أدق بعد (فترة الدعوة الاختيارية ، وغير المفروضة) التي استمرت ثلاث أو خمس سنوات.
وبعد أن أنذر عشيرته الأقربين ، وبعد أن أمر بالصدع بالأمر ، ودعوة الناس عامة.
وبعد تكفيره للآباء والأمهات.
وبعد عرض قريش على أبي طالب أن يقنع ولده بالعدول عن هذا الأمر.
وبعد عرضهم عليه ولدا آخر على أن يخلي بينه وبينهم.
وبعد وقوع المواجهة بين قريش وبينه ، ثم قيام أبي طالب دونه ، ولو لا انتظارهم لأبي بكر ما انتظروا به ، وكل ذلك يدل على أن إسلامه قد تأخر إلى السنة الرابعة أو الخامسة إن لم يكن بعد ذلك أيضا ؛ فقد قال أبو القاسم الكوفي :
إن أبا بكر قد أسلم بعد سبع سنين من البعثة (21).
ولربما يكون ذلك صحيحا أو قريبا من الصحيح ، إذا أخذنا بالروايات المتقدمة الدالة على أنه قد أسلم بعد اشتداد المواجهة بين الرسول وبين المشركين ، وقيام أبي طالب دونه ، وبعد أكثر من خمسين رجلا ، فلربما يكون المراد بالخمسين هو خصوص من أسلم بعد الإعلان بالدعوة ، أو بعد الهجرة إلى الحبشة.
وهكذا يتضح : أن القول بأن أبا بكر هو أول من أسلم لا يمكن إلا أن يكون من القول الجزاف ، والدعوى الفارغة ، ومن المختلقات التي افتعلت في وقت متأخر.
طريق جمع فاشل :
وقال البعض : الأورع أن يقال : أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر ، ومن الصبيان علي ، ومن النساء خديجة ، ومن الموالي زيد بن حارثة ، ومن العبيد بلال (22).
وهو كلام فارغ ، بعد أن ثبتت أولية علي «عليه السلام» على كل أحد.
وقولهم : إنه أول من أسلم من الصبيان عجيب ، وذلك لما يلي :
١ ـ إنه قد جاء عنه «عليه السلام» ، وعن غيره القول : بأنه أول رجل أسلم (23) ، مما يعني أنه كان حينئذ رجلا بالغا.
وقد قلنا : إنه قد أسلم وعمره عشر سنوات أو اثنتا عشرة سنة.
ومن الواضح : أن الرجولية والبلوغ لا ينحصر بالسن ، فإن عمرو بن العاص ـ كما يقولون ـ كان يكبر ولده عبد الله باثنتي عشرة سنة فقط (24) ، والراشد بالله قد وطئ جارية وهو ابن تسع سنين ، فحملت منه كما يدّعون (25).
كما أن ثمة أقوالا كثيرة في سن علي «عليه السلام» حين إسلامه ، وقد رأينا الحافظ عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، والكليني ، والحسن البصري ، والإسكافي وغيرهم كثير ، يذكرون في سن علي رقما يتراوح ما بين ١٢ سنة إلى ١٦ سنة ، وبعضهم يتجاوز ذلك أيضا ؛ كما تقدم بيانه في مبحث ولادته «عليه السلام».
٢ ـ قد ذكر غير واحد : أن البلوغ قد حدد بعد الهجرة ، أي في غزوة الخندق ، في قضية رد ابن عمر وقبوله في الغزو ، أما قبل ذلك فقد كان المعتمد هو التمييز والإدراك (26) ، وعليه يدور مدار التكليف ، والدعوة إلى الإسلام والإيمان وعدمه.
ولو لا أن أمير المؤمنين «عليه السلام» كان في مستوى الإسلام والإيمان ، لم يقدم النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» على دعوته إلى الإسلام ، ثم قبوله منه ، وإلا لكان ذلك سفها ، ولا يمكن صدور السفه من الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله».
٣ ـ بل إننا نستطيع أن نستفيد من دعوته إلى الإسلام وهو صبي امتيازا له خاصا ، يؤهله لأن يكون هو الوصي له «صلى الله عليه وآله» ، أو ليس قد تكلم عيسى في المهد صبيا ، ويحيى أيضا قد أوتي الحكم صبيا كما نص عليه القرآن؟
٤ ـ وأيضا ، لو كان الأمر كما ذكروه ؛ فلا يبقى معنى لقول النبي «صلى الله عليه وآله» عنه : إنه أول من أسلم ، أو : أولكم إسلاما ؛ فإن معنى ذلك هو أن أوليته بالنسبة إلى النساء والرجال والعبيد والأحرار على حد سواء.
٥ ـ وأخيرا ، فإن هذا الورع المصطنع لم يوجد إلا عند هؤلاء المتأخرين ، ولم نجد أحدا واجه احتجاج أمير المؤمنين والصحابة والتابعين بحجة من هذا القبيل ، ولعله لم يكن لديهم ورع يبلغ ورع هؤلاء الغيارى على أبي بكر وعلى فضائله!!.
هدف الورعين (!!!) من الجمع بين الروايات.
ونستطيع أن نرجح : أن هدف أولئك الورعين من هذا الجمع بين الروايات هو إظهار :
أن إسلام غير علي «عليه السلام» كان أفضل من إسلامه ، لأن إسلام غيره كان عن تدبر وتعقل ، ونظر وتبصر ، أما أمير المؤمنين «عليه السلام» ، فقد كان إسلامه عن طيش وتقليد ، كما هو شأن الصبيان كما ذكره الجاحظ (27).
ولا نريد أن نفيض في الرد على هذه المزعمة ، فإن إسلام علي «عليه السلام» كان عن تدبر وتعقل ، وعن تفكير وتأمل وقد أسلم استنادا إلى فكره ورأيه ، ولم يستشر حتى أباه رضوان الله تعالى عليه (28) ، وقد أجاب الإسكافي وابن طاووس عن كلام الجاحظ بما فيه الكفاية ، فليراجع (29).
تنبيه :
وبالمناسبة فإن من الملاحظ : أن عمر بن الخطاب كان يعتبر البلوغ بالشبر ؛ فمن بلغ ستة أشبار أجرى عليه الأحكام ، ومن نقص عنها ولو أنملة تركه ، وكذلك كان رأي ابن الزبير أيضا (30).
وعلى ذلك جرى العباسيون من بعد ، فقد أمر إبراهيم الإمام العباسي أبا مسلم الخراساني : أن يقتل في خراسان كل من يتهمه ، إذا كان قد بلغ خمسة أشبار (31).
ونحن لا نريد التعليق على هذا ، ونكل ذلك إلى القارئ نفسه ؛ ليحكم حسبما يقتضيه ضميره ووجدانه.
مقارنة ، وهدف :
وجدير بالملاحظة هنا : أن البعض يذكر : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال لعلي «عليه السلام» : «أدعوك إلى ترك (أو الكفر ب) اللات والعزى» (32).
ونحن نجزم بعدم صحة هذا القول عنه «صلى الله عليه وآله» ؛ إذ لم يسبق لعلي «عليه السلام» إيمان بها ، ليدعوه «صلى الله عليه وآله» إلى تركها (33) ، كيف وقد تربى في حجر الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، وتلقى التوحيد ، وكل المكارم والفضائل عنه «صلى الله عليه وآله».
ولنقارن بين هذا وبين ما يذكره البعض عن أبي بكر من أنه لم يسجد لصنم قط (34) ، رغم أنه كان حين أسلم قد بلغ الأربعين أو تجاوزها؟! فأبو بكر إذن قد ضارع النبي «صلى الله عليه وآله» في عدم السجود للأصنام.
ولكننا لا ندري لماذا ترك دين قومه؟ وكيف لم يشتهر هذا الأمر عنه ، في زمن الصحابة والتابعين؟ وبقي هكذا مخفيا إلى زمان متأخر جدا ، حتى اكتشفه هؤلاء؟
وكيف غفل عنه الصحابة ومنافسوه منهم ، وغفل عنه هو نفسه وأنصاره يوم السقيفة ، فلم يحتج ولا احتجوا به على استحقاقه للخلافة ، رغم أنهم احتجوا بكبر سنه ، وما شاكل ذلك ، مما لا يجدي ولا يسمن ولا يغني من جوع؟!.
من أسلم بدعاية أبي بكر؟!
ويذكرون : أن عددا من كبار الصحابة قد أسلموا على يد أبي بكر ، واستجابة لدعوته ، منهم :
«طلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو عبيدة الجراح ، وخالد بن سعيد بن العاص ، وأبو ذر ، وعثمان بن عفان ، وأبو سلمة بن عبد الأسد ، والأرقم بن أبي الأرقم» (35).
قال الجاحظ : «وقالت أسماء بنت أبي بكر : ما عرفت أبي إلا وهو يدين بالدين ، ولقد رجع إلينا يوم أسلم فدعانا إلى الإسلام ، فما دمنا حتى أسلمنا ، وأسلم أكثر جلسائه» (36).
ولكن ذلك كله محل شك وريب وذلك للأمور التالية :
١ ـ إنه قد تقدم ما يدل على أن إسلام أبي بكر قد كان بعد الخروج من دار الأرقم ، وبعد اشتداد الأمر بين النبي «صلى الله عليه وآله» وقريش ، وقيام أبي طالب دونه ينافح عنه ويكافح ، وهؤلاء قد أسلم أكثرهم قبل ذلك ، وذلك لأنه «صلى الله عليه وآله» قبل نزول قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)(37) لم يكن مأمورا بدعوة أحد ، بل كان من يسلم إنما يسلم باختياره.
ثم أمر «صلى الله عليه وآله» بدعوة عشيرته ، ثم أمر بإنذار أم القرى ومن حولها ، حتى انتهى الأمر بإنذار الناس كافة.
ولكنه «صلى الله عليه وآله» لما أسلم معه من أسلم وخشي حصول بعض الصدامات لهم مع قريش اختار دار الأرقم ليصلي أصحابه فيها ، وبعد شهر أعلن بالأمر ، فلم تكن هناك سرّية في دار الأرقم بالمعنى الدقيق للكلمة.
__________________
(1) راجع : النصائح الكافية لمن يتولى معاوية من ص ٧٢ حتى ص ٧٤.
(2) ديوان حسان ص ٢٩ ط أوروبا.
(3) فليلاحظ مثلا : كلمة منهم في البيت الثالث وقوله في الرابع : (متبعا بهدي).
(4) راجع ، الغدير ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ، وآخر كتاب العثمانية.
(5) راجع : الأوائل ج ١ ص ٢٠٢ وراجع ص ٢٠٦.
(6) راجع : الغدير ج ٧ ص ٩١ ـ ٩٤ و ٢٢٤ فما بعدها.
(7) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ٦٦ ، وسنن البيهقي ج ٨ ص ١٥٣ والغدير ج ٥ ص ٣٦٩ وج ٧ ص ٩٢ وج ١٠ ص ٧ و ١٣ عن عدد كبير من المصادر ، وكنز العمال ج ٨ ص ١٣٩ عن ابن أبي شيبة ، وعن الكنز أيضا ج ٣ ص ١٤٠ ولسوف نذكر طائفة من المصادر حين الكلام عن قضية الغار.
(8) راجع : سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢١٦.
(9) ستأتي مصادر ذلك في أواخر الجزء الثاني من هذا الكتاب.
(10) راجع : لسان الميزان ج ١ ص ٣٩٥ وغير ذلك.
(11) السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٧٣ ، والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٨.
(12) السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٧٣.
(13) مجمع الزوائد ج ١ ص ٧٦ عن الطبراني في الكبير.
(14) الغدير ج ٣ ص ٢٤٠.
(15) تاريخ الطبري ج ٢ ص ٦٠ والبداية والنهاية ج ٣ ص ٢٨ والتعجب للكراجكي ص ٣٤.
(16) الصواعق المحرقة ص ١٤٨ ط سنة ١٣٢٤ ه. والسيرة الحلبية ج ١ ص ٢٧٥ ، والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٨٩ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٨٧ وتاريخ مدينة دمش ج ٣ ص ٣٢ وأسد الغابة ج ٣ ص ٢٠٨.
(17) الأوائل للعسكري ج ١ ص ١٩٤.
(18) دلائل النبوة للبيهقي ج ١ ص ٤١٦ ـ ٤١٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ١ ص ٤٣٢ ـ ٤٣٣ وسيرة ابن إسحاق ص ١٣٩.
(19) البدء والتاريخ ج ٥ ص ٧٧.
(20) البداية والنهاية ج ٣ ص ٢٩ ـ ٣٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ١ ص ٤٣٩.
(21) الاستغاثة ج ٢ ص ٣١.
(22) السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٧٥ ، والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٩٠ ونزهة المجالس ج ٢ ص ١٤٧ والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٧ و ٢٦ و ٢٩.
(23) وفي سيرة ابن إسحاق ص ١٣٨ : أول الرجال إسلاما ، وفي مصادر أخرى : أول أصحابي إسلاما : راجع السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٦٨.
(24) المعارف لابن قتيبة ص ١٢٥ ط دار إحياء التراث العربي سنة ١٣٩٠ ه.
(25) السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٦٩.
(26) راجع إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص ١٤٩ والسيرة الحلبية ج ١ ص ٢٦٩ والكنز المدفون ص ٢٥٦ ـ ٢٥٧ عن البيهقي.
(27) راجع : العثمانية ص ٦ و ٧.
(28) الفصول المختارة ص ٢٢٧.
(29) راجع شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ حينما يورد كلام الإسكافي وراجع أيضا : بناء المقالة الفاطمية ، الصفحات الأولى من الكتاب ، والبحار ج ٣٨ ص ٢٨٦.
(30) المصنف ج ١٠ ص ١٧٨ وعن خصوص عمر راجع : الغدير ج ٦ ص ١٧١ عن كنز العمال ج ٣ ص ١١٦ عن ابن أبي شيبة وعبد الرزاق ، ومسدد ، وابن المنذر في الأوسط.
(31) راجع حياة الإمام الرضا «عليه السلام» للمؤلف ص ١٢٢ عن : الطبري ط ليدن ج ٩ ص ١٩٧٤ وج ١٠ ص ٢٥ ، والكامل لابن الأثير ج ٤ ص ٢٩٥ ، والبداية والنهاية ج ١٠ ص ٢٨ و ٦٤ والإمامة والسياسة ج ٢ ص ١١٤ ، والنزاع والتخاصم للمقريزي ص ٤٥ ، والعقد الفريد ط دار الكتاب ج ٤ ص ٤٧٩ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ٣ ص ٢٦٧ وضحى الإسلام ج ١ ص ٣٢.
(32) السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٦٨ ، والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٩١.
(33) الإمتاع للمقريزي ص ١٦.
(34) السيرة النبوية لدحلان ط دار المعرفة ج ١ ص ٣٩ و ٩٢.
(35) راجع : البداية والنهاية ج ٣ ص ٢٩ ، والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٩٤ ـ والسيرة الحلبية ج ١ ص ٢٧٦ وتهذيب الأسماء واللغات ج ٢ ص ١٨٢ ، وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٧٨.
(36) شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٧٠ وعثمانية الجاحظ ص ٣١.
(37) الآية ٢١٤ من سورة الشعراء.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|