المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الطموحات اللامحدودة في ظل الحياة الزوجية
16-10-2020
دور المؤسسات المالية وأهدافها
24-5-2022
مواجهة الإرهاب بوصفه جريمة
7-4-2016
التعريف بالاستحواذ على الشركة المساهمة
26-2-2017
إسلام علي (عليه السلام)
14-10-2015
الصيفة المكثفة Condensed formula
10-3-2018


أبو الحسن عليّ بن مهزيار الاهوازي الدورقيّ الاصل  
  
4784   03:54 مساءً   التاريخ: 21-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص464-465.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

جلالة شأنه و عظمة قدره لا يحصيها البيان، و تظهر عظمته و جلالته من توقيعات الامام الجواد (عليه السلام) له، و جاء في إحدى هذه التوقيعات: ان الامام (عليه السلام) قال له: و سررتني بما ذكرت من ذلك و لم تزل تفعل، سرّك اللّه بالجنة و رضي عنك برضائي عنك .

و في توقيع آخر : و أسأل اللّه تعالى أن يحفظك من بين يدك و من خلفك و في كلّ حالاتك، فابشر فانّي أرجو أن يدفع اللّه عنك، و اللّه أسأل أن يجعل لك الخير .

و في توقيع آخر: و امّا ما سألت من الدعاء فانّك بعد لست تدري كيف جعلك اللّه عندي و ربما سميتك باسمك و نسبك مع كثرة عنايتي بك و محبتي لك و معرفتي بما أنت إليه، فأدام اللّه لك أفضل ما رزقك من ذلك .

و في توقيع آخر: يا عليّ قد بلوتك و خبرتك في النصيحة و الطاعة و الخدمة و التوقير و القيام بما يجب عليك، فلو قلت: انّي لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقا .

أقول: فتأمل في هذه التوقيعات الشريفة فانّ فيها غنى عن التعرض لمدحه لأن مدح الإمام أمام كل مدح، و من تصدّى للقول بعده فقد تعرّض للقدح .

و في خبر انّ أباه كان نصرانيا ثم أسلم، و قيل انّ عليّ بن مهزيار كان أيضا نصرانيا لكن اللّه تعالى هداه إلى سواء السبيل، و يروي عن الامام الرضا و الجواد (عليهما السّلام) و هو من خواصّ أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و وكيله، كما انّه كان وكيلا من قبل الامام الهادي (عليه السلام) في بعض النواحي، و التوقيعات الخارجة للشيعة لا تشتمل الّا على مدحه و الثناء عليه و قد صنّف (33) كتابا و كان إذا طلعت الشمس سجد فلا يرفع رأسه حتى يدعو لألف من إخوانه بمثل ما دعا لنفسه، حتى ان آثار السجود على جبهته كانت مثل ركبة البعير، و ينقل انه خرج في آخر الليل من سنة 326هـ في منزل القرعاء  ليتوضّأ و يستاك، فاذا هو بنار في أسفل مسواكه يلتهب، لها شعاع مثل شعاع الشمس، فمسّها فلم يجد لها حرارة فتلى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} [يس: 80], فلمّا رجع إلى رحله وجد أصحابه يطلبون نارا فلمّا رأوه زعموا انّه جاء بالنار، فلمّا دنوا منها رأوا انها لا حرارة لها و ربما طفيت ثم عادت حتى طفيت في الثالثة فلم تعد، فنظروا الى السواك فاذا ليس فيه أثر نار و لا حر و لا شعث و لا سواد و لا شي‏ء يدلّ على أنّه حرق ؛ فلمّا جاء إلى الامام الهادي (عليه السلام) أخبره الخبر، فأخذ (عليه السلام) السواك و تأمّل فيه، ثم قال: هذا نور بميلك إلى أهل هذا البيت و بطاعتك لي و لأبي و لآبائي‏ .

 و كان ابراهيم أخو عليّ من الأجلّاء و روي انّه كان من سفراء صاحب العصر و الزمان‏ (عجل اللّه فرجه) و كان محمد بن علي بن مهزيار ثقة أيضا و من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.