أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-26
1275
التاريخ: 21-05-2015
6065
التاريخ: 21-05-2015
4311
التاريخ: 2023-04-03
1240
|
إنّ المأمون قرر أن يقرب نفسه من أهل البيت بعد أن واجه ظروفاً سياسية حرجة، وفرض ولاية العهد على الإمام الثامن انطلاقاً من ذلك مريداً بذلك تنفيذ سياسته المتعدّدة الجوانب لمعالجة الموقف ؛ ومن ناحية أُخرى كان العباسيون منزعجين كثيراً من سياسته هذه التي كانت من الممكن أن تنقل الخلافة من العباسيّين إلى العلويّين، لذا راحوا يعادونه وما رضوا عنه إلاّ بعد استشهاد الإمام مسموماً على يد المأمون وقد تمت عملية قتل الإمام الرضا بالسمّ على يد المأمون بسرية تامة، وحاول أن يغطّي على جريمته هذه فراح يتظاهر بالحزن والجزع عليه، ولكن رغم كلّ هذا التستر والرياء انكشفت جريمته للعلويين واتضح لهم انّه لم يقتل الإمام غير المأمون، فثار غضبهم وانزعجوا من ذلك كثيراً، ولاحظ المأمون انّ حكمه مهدّد مرة أُخرى وللوقاية من النتائج السيئة بدأ ينسج مؤامرة أُخرى من خلال تظاهره بالحب للإمام الجواد والاهتمام به، وقرر أن يزوّجه ابنته ليحصل على نفس النتيجة التي حصل عليها من فرض الولاية على الإمام الرضا، وانطلاقاً من هذه الخطة أحضر الإمام الجواد من المدينة عام 204هـ بعد عام واحد من استشهاد الإمام الرضا وبعد المناظرة التي دارت بين الإمام ويحيى بن أكثم زوّجه ابنته أُمّ الفضل .
وقد انتقلت إلى بيت الإمام عام 215هـ، وجاء تفصيل تلك الحادثة في التاريخ على النحو التالي:
خرج المأمون من الشماسية إلى البردان، يوم الخميس، صلاة الظهر لست بقين من المحرم، سنة خمس عشرة ومائتين وهو اليوم الرابع والعشرون من آذار ثمّ سار حتّى أتى تكريت ؛ وفيها قدم محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب من المدينة في صفر ليلة الجمعة ؛ فخرج من بغداد حتّى لقي المأمون بتكريت فأجازه وأمره أن يدخل عليه امرأته ابنة المأمون، فادخلت عليه في دار أحمد بن يوسف التي على شاطئ دجلة فأقام بها، فلما كان أيّام الحجّ خرج بأهله وعياله حتّى أتى مكة، ثمّ أتى منزله بالمدينة فأقام به .
كان لهذا الزواج الذي أصرّ عليه المأمون دوافع سياسية تماماً، ويمكن التعرّف عليها بالصورة التالية:
1- بتزويجه ابنته للإمام يكون قد وضع الإمام تحت سيطرته ومراقبته ليعرف الصغيرة والكبيرة من أفعاله، وقد أدّت ابنته مهمتها في إعداد التقارير لأبيها جيداً، والتاريخ يشهد على ذلك .
2- انّه أراد من هذا الزواج أن يربط بتصوّره الساذج الإمام ببلاطه الذي يسوده المجون والخلاعة ويجره إلى اللهو واللعب والفسوق، و بذلك يشوّه قداسة الإمام ولتسقط مكانته وعصمته ويبدو ذليلاً طائشاً في عيون الناس .
3- انّه أراد أن يضع حداً لثورات العلويّين وانزعاجهم منه، وليتظاهر بميوله إليهم ..
4- الدافع الرابع للمأمون هو خداع عامة الناس كما كان يقول: إنّي أحببت أن أكون جداً لا مريء ولد رسول اللّه وعلي بن أبي طالب، غير انّ هذه الخدعة لم تستمر لحسن الحظ حيث لم تلد ابنته وكان أولاد الإمام جميعهم من امرأة أُخرى .
كانت هذه دوافع المأمون لهذا الزواج، ولكن يجب أن نعرف الآن لماذا وافق الإمام الجواد على هذا الزواج؟
وانطلاقاً من أنّ الإمام كان يعلم أهداف المأمون الواقعية من وراء ذلك، ويعرف أيضاً انّه هو الذي ارتكب تلك الجريمة العظمى بحقّ أبيه الإمام الرضا يبدو ان قبول الإمام بهذا الزواج كان على أثر الضغوط التي تلقّاها من المأمون مسبقاً، لأنّ هذا الزواج لا يعود بنفع إلاّ على المأمون وحده ؛ ويمكن أن نحتمل بأن تقرب الإمام من البلاط كان يمكن أن يكون له درعاً واقياً يمنع اغتياله على يد المعتصم، وعاملاً وقائياً من قمع رجال الشيعة البارزين وأصحاب الإمام بيد جلاوزة الخليفة، وهذا يشبه من جهة قبول الوزارة لهارون من علي بن يقطين بمعنى النفوذ في بلاط الخلافة لصالح الجبهة الشيعية .
قال حسين المكاري أحد أصحاب الإمام الجواد (عليه السلام) : دخلت على أبي جعفر ببغداد وهو على ما كان من أمره، فقلت في نفسي هذا الرجل لا يرجع إلى موطنه أبداً وهو بهذه الدعة والسعة، فأطرق الإمام رأسه ثمّ رفعه وقد اصفرّ لونه فقال: ياحسين خبز شعير وملح جريش في حرم رسول اللّه أحب إليّ مما تراني فيها .
ولهذا لم يبق الإمام في بغداد طويلاً ورجع إلى المدينة مع زوجته أُمّ الفضل وبقي فيها حتى عام 220هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|