أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-20
1046
التاريخ: 12-5-2019
1880
التاريخ: 20-4-2021
2000
التاريخ: 15-12-2020
3854
|
مهمة التاريخ :
أما مهمة التاريخ ، فهي أن يعكس بدقة وأمانة حياة الأمة في الماضي ، وما مرت به من أوضاع وأحوال ، وما تعرضت له من هزات فكرية ، وأزمات اقتصادية واجتماعية وغيرها.
وهذا يؤكد لنا أهمية التاريخ ، ويبرز مدى تأثيره في الحياة ، ويعرفنا سر اهتمام الأمم على اختلافها به تدوينا ، ودرسا ، وبحثا ، وتمحيصا ، وتعليلا. فهي تريد أن تتعرف من خلال ذلك على بعض الملامح الخفية لواقعها الذي تعيشه.
ولتستفيد منه كلبنة قوية وصلبة لمستقبلها الذي تقدم عليه ، ولتكتشف منه أيضا بعضا من عوامل رقيها وانحطاطها ، ليكون ذلك معينا لها على بناء نفسها بناء قويا وسليما ، والإعداد لمستقبلها على أسس متينة وقوية وراسخة.
ونحن هل نملك تاريخا :
ونحن أمة تريد أن تحيا الحياة بكل قوتها وحيويتها ، وفاعليتها ، ولكننا في الوقت الذي نملك فيه أغنى تاريخ عرفته أمة ، لا نملك من كتب التاريخ والتراث ما نستطيع أن نعوّل عليه في إعطاء صورة كاملة وشاملة ودقيقة عن كل ما سلف من أحداث ؛ لأن أكثر ما كتب منه تتحكم فيه النظرة الضيقة ، ويهيمن عليه التعصب والهوى المذهبي ، ويسير في اتجاه التزلف للحكام. وأقصد ب «النظرة الضيقة» عملية ملاحظة الحدث منفصلا عن جذوره وأسبابه ، ثم عن نتائجه وآثاره.
وبكلمة أوضح وأصرح :
إن ما لدينا هو ـ في الأكثر ـ تاريخ الحكام والسلاطين ، وحتى تاريخ الحكام هذا ، فإنه قد جاء مشوّها وممسوخا ، ولا يستطيع أن يعكس بأمانة وحيدة الصورة الحقيقية لحياتهم ولتصرفاتهم ومواقفهم ؛ لأن المؤرخ كان لا يسجل إلا ما يتوافق مع هوى الحاكم ، وينسجم مع ميوله ، ويخدم مصالحه ، مهما كان ذلك مخالفا للواقع ، ولما يعتقده المؤرخ نفسه ويميل إليه.
ومن هنا ، فإننا لا نفاجأ إذا رأينا المؤرخ يهتم بأمور تافهة وحقيرة ، فيسهب القول في وصف مجلس شراب ، أو منادمة لأمير أو حاكم ، أو يختلق أحداثا ، أو شخصيات لا وجود لها ، ثم يهمل أحداثا خطيرة ، أو يتجاهل شخصيات لها مكانتها وأثرها العميق في التاريخ ، وفي الأمة ، أو يشوه أمورا صدرت من الحاكم نفسه ، أو من غيره ، أو يحيطها ـ لسبب أو لآخر ـ بالكتمان ، ويثير حولها هالة من الإبهام والغموض.
دراسة التاريخ :
إذن ، فلا بد لمن يريد دراسة التاريخ والاستفادة من الكتب التاريخية والتراثية ، من أن يقرأها بحذر ووعي ، وبدقة وتأمل ، حتى لا يقع في فخ التضليل والتجهيل.
فلا بد له من أن يفتح عينيه وقلبه على كل كلمة تمر به ، ويحاول قدر المستطاع أن يستنطقها ، ويستخلص منها ما ينسجم مع الواقع ، مما تؤيده الدلائل والشواهد المتضافرة ، ويرفض أو يتوقف في كل ما تلاعبت به الأهواء ، وأثرت عليه الميول والعصبيات.
وليس ذلك بالأمر اليسير والسهل ، ولا سيما فيما يرتبط بتاريخ الإسلام الأول الذي هبت عليه رياح الأهواء الرخيصة والعصبيات الظالمة ، وعبثت به أيدي الحاقدين ، وابتزت منه رواءه وصفاءه إلى حد كبير وخطير.
ماذا نريد :
ونحن بدورنا في كتابنا هذا سوف نحاول استخلاص صورة نقية وواضحة قدر الإمكان عن تاريخ نبينا الأكرم «صلى الله عليه وآله».
ولسوف ينصبّ اهتمامنا بصورة أكثر وأوفر على إبعاد كل ذلك الجانب المريض من النصوص ، المجعولة تاريخا ، مع أن الكثير منها لا يعدو أن يكون أوهاما وخيالات ، ابتدعها المحدثون المغرضون والقصاصون الأفاكون ، وأصحاب الأهواء والمتزلفون.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|