المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



النص على امامة الامام الرضا(عليه السلام)  
  
4616   04:34 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج2 : ص43-52.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2016 3246
التاريخ: 28-7-2016 3199
التاريخ: 28-7-2016 2865
التاريخ: 28-7-2016 3545

أجمع أصحاب أبيه أبي الحسن موسى (عليه السلام) على أنّه نصّ عليه وأشار بالإِمامة إليه إلاّ من شذّ عنهم من الواقفة المسمّين الممطورة والسبب الظاهر في ذلك طمعهم فيما كان في أيديهم من الأَموال المجباة إليهم في مدّة حبس أبي الحسن موسى (عليه السلام) وما كان عندهم من ودائعه فحملهم ذلك على إنكار وفاته وادّعاء حياته ودفع خليفته بعده عن الإِمامة وإنكار النصّ عليه ليذهبوا بما في أيديهم ممّا وجب عليهم أن يسلّموه إليه ومن كان هذا سبيله بطل الاعتراض بمقاله هذا وقد ثبت أنّ الإِنكار لا يقابل الإِقرار فثبت النصّ المنقول وفسد قولهم المخالف للمعقول على أنّهم قد انقرضوا ولله الحمد فلا يوجد منهم ديّار ؛ فأمّا النصوص الواردة عن أبيه عليه : فمن ذلك : ما رواه محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصّحاف قال : كنت أنا وهشام بن الحكم وعليّ بن يقطين ببغداد فقال عليّ بن يقطين : كنت عند العبد الصالح جالساً فدخل عليه ابنه عليّ فقالى لي : يا عليّ بن يقطين هذا عليّ سيّد ولدي أما إنّي قد نحلته كنيتي . قال : فضرب هشام بن الحكم جبهته براحته وقال : ويحك كيف قلت؟ فقال عليّ بن يقطين : سمعته والله منه كما قلت ؛ قال هشام : إنّ الأَمر فيه من بعده .

وعنه عن أحمد بن مهران عن محمد بن عليّ عن محمد بن سنان وإسماعيل بن عباد القصري جميعاً عن داود الرقّي قال : قلت لابي إبراهيم (عليه السلام) : جعلت فداك إنّه قد كبر سني فخذ بيدي وأنقذني من النار مَنْ صاحبنا بعدك؟ قال : فأشار إلى ابنه أبي الحسن علي الرضا (عليه السلام) فقال : هذا صاحبكم من بعدي .

وعنه عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن معاوية بن حكيم عن نعيم القابوسي عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال : ابني عليّ أكبر ولدي وآثرهم عندي وأحبّهم إلي وهو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلاّ نبي أو وصيّ نبيّ.

وعنه عن الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبدالله عن الحسن عن ابن أبي عمير عن محمد بن إسحاق ابن عمّار قال : قلت لأبي الحسن الأَول (عليه السلام) : ألا تدلّني على من آخذ ديني عنه؟ فقال : هذا ابني عليّ إنْ أبي أخذ بيدي فادخلني إلى قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله)فقال : يا بني إنّ الله عزّ وجلّ قال : { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30] وإنّ الله تعالى إذا قال قولاً وفى به .

وعنه عن أحمد بن مهران عن محمد بن عليّ عن زياد بن مروان القنديّ وكان من الواقفة قال : دخلت على أبي إبراهيم (عليه السلام) وعنده ابنه أبو الحسن فقال : يا زياد هذا ابني كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي وما قال فالقول قوله .

وعنه عن أحمد بن مهران عن محمد بن عليّ عن محمد بن الفضيل قال : حدّثني المخزوميّ وكانت اُمّه من ولد جعفر بن أبي طالب قال : بعث إلينا أبو الحسن موسى (عليه السلام) فجمعنا ثمّ قال : أتدرون لِمَ دعوتكم؟ فقلنا : لا .

قال : إشهدوا إنّ ابني هذا وصيّي والقيّم بأمري وخليفتي من بعدي من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا ومن كان له عندي عدة فلينجزها منه ومن لم يكن له بدٌ من لقائي فلا يلقني إلاّ بكتابه .

 وعنه عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن محمد بن سنان وعليّ بن الحكم جميعاً عن الحسين بن المختار قال : خرجت إلينا ألواح من أبي الحسن موسى (عليه السلام) وهو في الحبس : عهدي إلى أكبر ولدي أن يفعل كذا وكذا وفلانٌ لا تنله شيئاً حتّى ألقاه أو يقضي الله عليَّ الموت.

وعنه عن أحمد بن مهران عن محمد بن عليّ عن أبي عليّ الخزّاز عن داود بن سليمان قال : قلت لأبي إبراهيم (عليه السلام) : إنّي : أخاف أن يحدث حدث الموت ولا ألقاك فأخبرني من الإِمام بعدك؟ فقال : ابني عليّ يعني الرضا (عليه السلام) وعنه عن ابن مهران عن محمد بن عليّ عن سعيد بن أبي الجهم عن نصر بن قابوس قال : قلت لأبي إبراهيم (عليه السلام) : إنيّ سألت أباك (عليه السلام) من الذي يكون من بعدك؟ فأخبرني أنّك أنّك أنت هو فلّما توفّي أبو عبدالله (عليه السلام) ذهب الناس يميناً وشمالاً وقلت أنا بك وأصحابي فأخبرني من الذي يكون من بعدك من ولدك؟ قال : ابني فلان يعني عليّاً .

وعنه عن ابن مهران عن محمد بن عليّ عن الضحّاك بن الاَشعث عن داود بن زربي قال : جئت إلى أبي إبراهيم (عليه السلام) بمال فأخذ بعضه وترك بعضه فقلت : أصلحك الله لأي شيء تركته عندي؟ فقال : إنّ صاحب هذا الاَمر يطلبه منك ؛ فلمّا جاء نعيه (عليه السلام) بعث إلي أبو الحسن (عليه السلام) فسألني ذلك المال فدفعته إليه .

وعنه عن محمد بن عليّ عن أبي الحكم ورواه الشيخ أبو جعفر ابن بابويه عن أبيه وجماعة عن محمد بن يحيى العطّار عن محمد بن أحمد بن يحيى عن عبدالله بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب عن عليّ بن أسباط عن الحسين مولى أبي عبدالله عن أبي الحكم ـ عن عبدالله بن إبراهيم بن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب عن يزيد بن سليط قال : لقيت أبا إبراهيم (عليه السلام) ونحن نريد العمرة في بعض الطريق فقلت : جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه ؛ قال : نعم فهل تثبته أنت؟ قلت : نعم إنّي أنا وأبي لقيناك هاهنا مع أبي عبدالله ومعه إخوتك فقال له أبي : بأبي أنت واُمّي أنتم كلّكم أئمّة مطهّرون والموت لايعرى منه أحد فأحدث إليّ شيئاً اُحدّث به من يخلفني من بعدي فلا يضلّوا . فقال : نعم يا أبا عمارة هؤلاء ولدي وهذا سيّدهم وأشار إليك قد عُلّم الحكم والفهم وله السخاء والمعرفة بما يحتاج إليه الناس وما اختلفوا فيه من أمر دينهم ودنياهم وفيه حسن الخلق وحسن الجوار وهو باب من أبواب الله عزّ وجلّ وفيه آخر خيرٌ من هذا كلّه . فقال له أبي : و ماهي؟ فقال : يخرج الله منه غوث هذه الاَمّة وغياثها وعلمها ونورها خير مولود وخير ناشئ يحقن الله به الدماء ويصلح به ذات البين ويلمّ به الشعث ويشعب به الصدع ويكسو به العاري ويشبع به الجائع ويؤمن به الخائف وينزل الله به القطر ويرحم به لعباد خير كهل وخير ناشئ قوله حكم وصمته علم يبّين للناس ما يختلفون فيه ويسود عشيرته من قبل أوان حلمه . فقال له أبي : بأبي أنت واُمّي هل يكون له ولد بعده؟ فقال : نعم ثمّ قطع الكلام .

قال يزيد : فقلت له : بأبي أنت واُمّي فأخبرني بمثل ما أخبرنا به أبوك فقال لي : نعم إنّ أبي (عليه السلام) كان في زمان ليس هذا الزمان مثله ؛ فقلت له : من يرضى بهذا منك فعليه لعنة الله ؛ قال : فضحك أبو إبراهيم (عليه السلام) ثمّ قال : اُخبرك يا أبا عمارة إنّي خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان وأشركت معه بنيّ في الظاهر وأوصيته في الباطن وأفردته وحده ولو كان الاَمر إليّ لجعلته في القاسم لحبّي إيّاه ورأفتي عليه ولكن ذاك إلى الله يجعله حيث يشاء ولقد جاءني بخبره رسول الله (صلّى الله عليه وآله)ثمّ أرانيه وأراني من يكون بعده وكذلك نحن لا نوصي إلى أحد منّا حتّى يخبره رسول الله (صلّى الله عليه وآله)وجدّي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ورأيت مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)خاتماً وسيفاً وعصاً وكتاباً وعمامةً فقلت : ما هذا يا رسول الله؟ فقال لي : أمّا العمامة فسلطان الله وأمّا السيف فعزّ الله وأمّا الكتاب فنور الله؛ وأمّا العصا فقوّة الله وأمّا الخاتم فجامع هذه الاَمور ثمّ قال : ولأمر قد خرج منك إلى غيرك فقلت : يا رسول الله أرنيه أيّهم هو؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ما رأيت من الاَئمة أحداً أجزع على فراق هذا الاَمر منك ولو كانت الاِمامة بالمحبّة لكان إسماعيل أحبّ إلى أبيك منك ولكن ذاك إلى الله عزّ وجلّ . ثمّ قال أبو إبراهيم (عليه السلام) : ورأيت ولدي جميعاً الاَحياء منهم والاَموات فقال لي أمير المؤمنين (عليه السلام) : هذا سيّدهم وأشار إلى إبني عليّ فهو منّي وأنا منه والله مع المحسنين ؛ قال يزيد : ثمّ قال أبو إبراهيم (عليه السلام) : يا يزيد إنّها وديعة عندك فلا تخبر بها إلاّ عاقلاً أو عبداً تعرفه صادقاً وإن سئلت عن الشهادة فاشهد بها وهو قول الله عزّ وجلّ لنا {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58] وقال لنا : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ} [البقرة: 140] قال : وقال أبو إبراهيم (عليه السلام) : فأقبلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقلت : قد اجتمعوا إليّ بأبي أنت واُمّي فأيّهم هو؟ فقال : هو الذي ينظر بنور الله ويسمع بتفهيمه وينطق بحكمته ويصيب فلا يخطئ ويعلم فلا يجهل هو هذا وأخذ بيد علي ابني ثمّ قال : ما أقلّ مقامك معه فأذا رجعت من سفرتك فأوص وأصلح أمرك وافرغ ممّا أردت فأنّك منتقل عنهم ومجاور غيرهم وإذا أردت فادع عليّاً فمره فليغسّلك وليكفّنك وليتطهّر لك ولا يصلح إلاّ ذلك و ذلك سنّة قد مضت ؛ ثمّ قال أبو إبراهيم (عليه السلام) : إنّي أوخذ هذه السّنة والاَمر إلى إبني عليّ سمّي علي وعليّ فأمّا عليّ الاَول فعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وأمّا علي الآخر فعليّ بن الحسين عليهما السلام اُعطي فهم الاَول وحكمته وبصره وودّه ودينه ومحنته ومحنة الآخر وصبره على ما يكره وليس له أن يتكلّم إلاّ بعد موت هارون بأربع سنين ؛ ثمّ قال : يا يزيد فإذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه فبشّره أنّه سيولد له غلامٌ أمين مأمون مبارك وسيعلمك أنّك لقيتني فأخبره عند ذلك أنّ الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطيّة جارية رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وإن قدرت أن تبلّغها منّي السلام فافعل ذلك . قال يزيد : فلقيت بعد مضي أبي إبراهيم (عليه السلام) عليّاً (عليه السلام) فبدأني فقال لي : يا يزيد ما تقول في العمرة؟ فقلت : فداك أبي وأمّي ذاك إليك وما عندي نفقة ؛ فقال : سبحان الله ما كنّا نكلّفك ولا نكفيك .فخرجنا حتى إنتهينا إلى ذلك الموضع إبتدأني فقال : يا يزيد إنّ هذا الموضع لكثيراً ما لقيت فيه خيراً لك من عمرتك ؛ فقلت : نعم ثمّ قصصت عليه الخبر ؛ فقال لي : أمّا الجارية فلم تجيء بعد فإذا دخلت أبلغتها منك السّلام ؛ فانطلقنا إلى مكّة واشتراها في تلك السنة فلم تلبث إلاّ قليلاً حتّى حملت فولدت ذلك الغفال يزيد : وكان إخوة علي يرجون أن يرثوه فعادوني من غير ذنب فقال لهم إسحاق بن جعفر : والله لقد رأيته وأنّه ليقعد من أبي إبراهيم (عليه السلام) المجلس الذي لا اجلس فيه انا .

وعنه عن محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن علي وعبيد الله بن المرزبان عن ابن سنان قال : دخلت على أبي الحسن موسى (عليه السلام) قبل أن يقدم العراق بسنة وعليّ ابنه جالس بين يديه فنظر إليّ فقال : يا محمد أما إنه ستكون في هذه السنة حركة فلا تجزع لذلك . قال : قلت : وما يكون جعلت فداك؟ فقد أقلقتني .قال : أصير إلى هذه الطاغية أما إنّه لا يبدأني منه سوء ولا من الذي يكون بعده .قال : قلت : وما يكون جعلت فداك؟ قال {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27] قال : قلت : وما ذاك جعلت فداك ؛ قال : من ظلم ابني هذا حقّه وجحد إمامته من بعدي كان كمن جحد عليّاً (عليه السلام) حقّه وجحد إمامته من بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ قال : قلت : والله لئن مدّ الله لي في العمر لاُسلّمنّ له حقّه ولاُ قرّنّ له بإمامته . قال : صدقت يا محمد يمدّ الله في عمرك وتقرّ بإمامته وإمامة من يكون بعده ؛ قال : قلت : ومن ذاك؟ قال : محمد ابنه .

قال : قلت له : الرضا والتسليم والاَخبار في هذا الباب كثيرة وهذه جملة كافية في هذا الموضع.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.