المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المرأة والإسلام  
  
2346   04:32 مساءً   التاريخ: 22-4-2021
المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
الكتاب أو المصدر : شمس المرأة لا تغيب
الجزء والصفحة : ص142-147
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /

إن الإسلام كرم المرأة باستقلاليتها في الرأي والعمل ، وخلصها من نظام التبعية التي كانت سائدة وربما لا زالت التبعية شائعة في بعض القبائل ، أو الحضارات ، وفي العرض السريع نبين موارد ذات أهمية لحياة المرأة مما منحها الإسلام الحق في إستقلالية القرار ولا يخفى أن إستقلالية القرار هو الأصل ، والتبعية تحتاج إلى دليل ، ومع هذا فإن في بيان بعض الموارد فرصة لفهم الإسلام ، ونظرته الشمولية والإستقلالية في شأن المرأة ، إن كل ما يرتبط بالزوج من الوقت والسمعة فليست حرة فيه تماما ، حيث له تأثير على الحياة المشتركة التي وقعت عليها سلفا ، لكن في غير ذلك فهي مستقلة في القرار ، ومن ذلك :

1ـ قرار الزواج: لا يحق لأي أحد مهما كان أن يسلبها هذا الحق ، وقد كانت المرأة في الجاهلية لابد لها الإذعان إلى رغبة الأب ، وليس لها الحق في الرد أو القبول فيما إذا إختار الأب لها الزوج ، ولا زال هناك من يتعامل على هذا الأساس مع الأسف ، وربما روج أعداء الإسلام هذا طعنا بالعقيدة الإسلامية ، ولكن هناك رواية صريحة يرويها إبن عباس حيث يقول : إن جارية بكرا جاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالت : إن أبي زوجني من إبن أخ له ، ليرفع خسيسته ، وأنا له كارهة . فقال صلى الله عليه وآله : أجيزي ما صنع أبوك . فقالت : لا رغبة لي فيما صنع أبي . قال صلى الله عليه وآله : فإذهبي فإنكحي من شئت . فقالت : لا رغبة لي عن ما صنع أبي ، ولكني أردت أن أعلم النساء أن ليس للآباء في أمور بناتهم شيء(1).

غاية ما هناك على البنت الباكر أن تستشير أباها في من تختاره لتستفيد من خبراته ، وأن لا تقع في جهالة ، وإن لم تستشره صح العقد ، ولكنها فعلت حراما ـ على المختار ـ ، هذا إذا كان الأب قد راعى مصلحتها .

2ـ الإستقلالية في المال: في بعض الحضارات إذا تزوج الرجل بالمرأة فإنها تشاركه في كل صغيرة وكبيرة من أمواله من يوم عقد عليها ، ولكن الإسلام أعطى كلا الزوجين الإستقلالية في حفظ أمواله ، والتجارة فيها والتعامل معها ، وليس لأحدهما الحق في التصرف في مال غيره من دون إذنه ، وإذا إنفصلا فلكل ماله ، وبذلك يحافظ الإسلام على كيان كل واحد منهما .

3ـ التبعية مرفوضة: جرت القوانين الوضعية والأنظمة المدنية على أن تتبع المرأة بعد الزواج لزوجها في تحملها إسم عائلته ، فتصبح ملقبة بلقبه العائلي ، وهذا حط من كرامتها وإستقلاليتها ، نعم إذا كان ذلك بالتفاهم وبالتراضي فلا بأس ، وأما أن تكون التبعية هذه هي الأصل فهذا ما لا يقبل ، حيث هو حط من كرامتها .

4ـ العزل: حق من حقوق المرأة فمن المفروض أن يتم برضاها ، كما لها إستخدام العازل أيضا من دون أن تخبر زوجها أو أن يكون برضاه ، كما أن الإنجاب رغم أنه حق من حقوق الزوجين منوط بموافقتها .

5 ـ المساواة في الحقوق والواجبات: حيث قال جل وعلا : {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195].

وقال تبارك اسمه {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97] ، وقال جل إسمه {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر: 40] ، وكأن هذه الآية جاءت ردا على من نفى كونها من الجنس البشري ، فجاءت الآيات لتقف أمام الجدل الذي ساد في الغرب ، هل هي إنسان أو غير إنسان ؟ وهل تحمل روحا أو لا ؟(2) أو اعتبرها مخلوقة أدنى من الرجل خلقت لأجل ترفيهه لا غير ، أو سلب عنها خيار الإنفصال عن الزوج فيما إذا عاشت الجحيم معه . وعليه كانت أكثر الديانات كالهندوسية والبوذية والنصرانية واليهودية ، ولا ننسى الحضارات الصينية واليونانية والفارسية التي كان تعامل المرأة معاملة مغايرة للرجل .

6ـ جاء الإسلام ليكشف أن المعايير السابقة عليه لم تكن معاييرا حقيقية ولا واقعية بل كانت معايير سلطوية وطائشة أخذت بعين الإعتبار مصلحة جانب واحد ، وألغت دور الفكر والعقيدة ، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام : «المرأة الصالحة خيرا من ألف رجل غير صالح»(3) .

فإنه عليه السلام جعل قيمة الإنسان إمرأة كانت أم رجلا في قيمته العقائدية والفكرية والإجتماعية (4) مادام يحمل عقلية صالحة وسلوكا صالحا فهو المفضل دون أي إعتبار لمسألة الجنس ، وقد قال تعالى : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [الحجرات: 13] إلى غيرها من موارد لا مجال لذكرها .

_____________________            

(1) سنن إبن ماجة : 1 / 578 .

(2) المرأة مع النبي : 74 .

(3) المصدر السابق : 77 .

(4) يكثر الباحث هنا من الإسهاب مما يخرجه عن الموضوع ، لكنه يرى لابد من إعطاء صورة متكاملة عن المرأة في ظل الإسلام ـ المعدة ـ . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.