أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2023
1143
التاريخ: 28-4-2017
3051
التاريخ: 2024-02-17
807
التاريخ: 2023-09-27
1522
|
يجب على الإنسان إن يخرج من العجب ـ والمقصود هو النفس الطبيعية ـ إن للخروج من دائرة العجب والغرور مراحل ومراتب. أولى مراحله هي حب الآخرين في الحقيقة كأن "الأنا" الإنسانية تتوسع وتكبر ـ بتعبير راسل في كتاب "الآمال الجديدة" إنه يتصور أنا "الأنا" هي الطبيعة فقط مثلاً إن الطفل يكون في نفسه الفردية فقط ويرى نفسه فقط ، ويريد كل شيء لنفسه الفردية حتى أنه ينظر لأبويه بعين الآلة والوسيلة لنفسه. وفي مرحلة الشباب عندما يعشق ويختار زوجة فلأول مرة يحدث له إحساس بأنه يحب شخصاً آخر كما يحب نفسه. "طبعا هذا واحد في الجميع" أي يخرج من نفسه ، ويصبح الاثنان واحداً ويريد كل شيء لهذه النفس الأوسع والأكبر ، صار مجموع "النفسين" نفس واحدة. طبعاً هذا إذا تعلّق الإنسان حقيقة بالطرف المقابل ، علاقة الأنس وبتعبير القرآن الود والرحمة ، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة الروم، الآية: 21).
فإذا كانت الرابطة بين الزوجين رابطة شهوية وجنسية سينظر كل منهما لصاحبه بعين الآلة. العلاقة الجنسية أمر حيواني وطبيعي. فلأجل إشباع الغريزة الجنسية تكون المرأة بالنسبة للرجل مجرد آلة لا أكثر وكذلك يكون الرجل بالنسبة للمرأة. ولكن مسألة الزوجين والجو العائلي وفلسفة الأسرة والروح الأسرية عبارة عن روح فوق الغريزة الجنسية ، إنها تقوم بين شخصين ، يحب كل منهما الآخر ، وتستمر معهما المحبة والعلاقة الأسرية إلى سني الشيخوخة التي تضعف أو تنعدم فيها الغريزة الجنسية ، بل تزداد هذه المحبة يوماً بعد يوم ويقول العلماء المعاصرون: أمثال "ويل دورانت" في كتاب "مباهج الفلسفة": علاقة الزوجين تزداد بسبب المعاشرة والاتصال الدائم ويكون أثرها كبيراً بحيث أن شكليهما يتشابهان بالتدريج ، أي أن روحيهما تتطابقان فيؤدي ذلك إلى تطابق جسميهما وتشابه شكليهما بالتدريج. وهذه أول مرحلة يخرج فيها الإنسان من نطاق النفس الفردية. ولهذا السبب اعتبر الزواج في الإسلام أمراً أخلاقياً مع أنه أمر شهواني. وهذا هو الأمر الوحيد الذي له جانب أخلاقي مع أنه يقوم على أساس طبيعي وشهواني ، مثلاً ليس للأكل جانب أخلاقي ، ولكن للزواج نفسه جانباً أخلاقياً. فمن بين غرائز الإنسان الشهوانية لا نجد أن اشباع غريزة يؤثر في الجانب المعنوي للإنسان إلا الغريزة الجنسية. ولهذا اعتبر الزواج في الإسلام سنة ومستحباً.
والسبب الأساسي هو أنه بمقدار ما تزداد الألفة بين الزوجين فانهما يخرجان من النفس الفردية بذلك المقدار. إن "النفس" بمقدار ما تكبر تصبح رقيقة كالسائل الغليظ الذي يتمدد ويصبح رقيقاً بإضافة الماء إليه. أثبتت التجربة أن الأفراد الذين باتوا مجردين لأهداف معنوية ولم يصمموا على الزواج كي لا يمنعهم الأطفال والزوجة عن الوصول إلى المعنويات. يوجد في جميعهم نوع من النقص ، ولو بصورة عدم نضجهم. كأن للإنسان نوعاً من الكمال الروحي لا يمكن اكتسابه في أية مدرسة سوى مدرسة الأسرة ، لا تحصل كل الكمالات الروحية في جميع المدارس والمذاهب. كالشجاعة أمام الأعداء ، إن الإنسان لا يحصل على الشجاعة بالاعتكاف والعزلة ومحاربة الأهواء النفسية؟ لا تحصل الشجاعة إلا في ميدان الجهاد العملي ، وإذا أراد الإنسان إيجادها في روحه ونفسه فعليه أن يحققها عملياً ليستطيع اكتسابها.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|