المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مكان قانون العمل في النظام القانوني
23-2-2017
الحلم المفترس نوع Neoseiulus longispinosus (Evans) ، N. womersleyi (Schicha)
24-9-2019
الامام يسُئلْ ويُجيب
11-04-2015
Cobweb Equation
25-11-2021
مكبرات الصوت
11-12-2019
حفار رؤوس البنجر السكري Scribipalpa ocellatella
22-1-2016


الزواج أول مرحلة للخروج من النفس الفردية  
  
2889   04:31 مساءً   التاريخ: 22-4-2021
المؤلف : الشهيد مرتضى مطهري
الكتاب أو المصدر : التربية والتعليم في الاسلام
الجزء والصفحة : ص156ـ157
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

يجب على الإنسان إن يخرج من العجب ـ والمقصود هو النفس الطبيعية ـ إن للخروج من دائرة العجب والغرور مراحل ومراتب. أولى مراحله هي حب الآخرين في الحقيقة كأن "الأنا" الإنسانية تتوسع وتكبر ـ بتعبير راسل في كتاب "الآمال الجديدة" إنه يتصور أنا "الأنا" هي الطبيعة فقط مثلاً إن الطفل يكون في نفسه الفردية فقط ويرى نفسه فقط ، ويريد كل شيء لنفسه الفردية حتى أنه ينظر لأبويه بعين الآلة والوسيلة لنفسه. وفي مرحلة الشباب عندما يعشق ويختار زوجة فلأول مرة يحدث له إحساس بأنه يحب شخصاً آخر كما يحب نفسه. "طبعا هذا واحد في الجميع" أي يخرج من نفسه ، ويصبح الاثنان واحداً ويريد كل شيء لهذه النفس الأوسع والأكبر ، صار مجموع "النفسين" نفس واحدة. طبعاً هذا إذا تعلّق الإنسان حقيقة بالطرف المقابل ، علاقة الأنس وبتعبير القرآن الود والرحمة ، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة الروم، الآية: 21).

فإذا كانت الرابطة بين الزوجين رابطة شهوية وجنسية سينظر كل منهما لصاحبه بعين الآلة. العلاقة الجنسية أمر حيواني وطبيعي. فلأجل إشباع الغريزة الجنسية تكون المرأة بالنسبة للرجل مجرد آلة لا أكثر وكذلك يكون الرجل بالنسبة للمرأة. ولكن مسألة الزوجين والجو العائلي وفلسفة الأسرة والروح الأسرية عبارة عن روح فوق الغريزة الجنسية ، إنها تقوم بين شخصين ، يحب كل منهما الآخر ، وتستمر معهما المحبة والعلاقة الأسرية إلى سني الشيخوخة التي تضعف أو تنعدم فيها الغريزة الجنسية ، بل تزداد هذه المحبة يوماً بعد يوم ويقول العلماء المعاصرون: أمثال "ويل دورانت" في كتاب "مباهج الفلسفة": علاقة الزوجين تزداد بسبب المعاشرة والاتصال الدائم ويكون أثرها كبيراً بحيث أن شكليهما يتشابهان بالتدريج ، أي أن روحيهما تتطابقان فيؤدي ذلك إلى تطابق جسميهما وتشابه شكليهما بالتدريج. وهذه أول مرحلة يخرج فيها الإنسان من نطاق النفس الفردية. ولهذا السبب اعتبر الزواج في الإسلام أمراً أخلاقياً مع أنه أمر شهواني. وهذا هو الأمر الوحيد الذي له جانب أخلاقي مع أنه يقوم على أساس طبيعي وشهواني ، مثلاً ليس للأكل جانب أخلاقي ، ولكن للزواج نفسه جانباً أخلاقياً. فمن بين غرائز الإنسان الشهوانية لا نجد أن اشباع غريزة يؤثر في الجانب المعنوي للإنسان إلا الغريزة الجنسية. ولهذا اعتبر الزواج في الإسلام سنة ومستحباً.

والسبب الأساسي هو أنه بمقدار ما تزداد الألفة بين الزوجين فانهما يخرجان من النفس الفردية بذلك المقدار. إن "النفس" بمقدار ما تكبر تصبح رقيقة كالسائل الغليظ الذي يتمدد ويصبح رقيقاً بإضافة الماء إليه. أثبتت التجربة أن الأفراد الذين باتوا مجردين لأهداف معنوية ولم يصمموا على الزواج كي لا يمنعهم الأطفال والزوجة عن الوصول إلى المعنويات. يوجد في جميعهم نوع من النقص ، ولو بصورة عدم نضجهم. كأن للإنسان نوعاً من الكمال الروحي لا يمكن اكتسابه في أية مدرسة سوى مدرسة الأسرة ، لا تحصل كل الكمالات الروحية في جميع المدارس والمذاهب. كالشجاعة أمام الأعداء ، إن الإنسان لا يحصل على الشجاعة بالاعتكاف والعزلة ومحاربة الأهواء النفسية؟ لا تحصل الشجاعة إلا في ميدان الجهاد العملي ، وإذا أراد الإنسان إيجادها في روحه ونفسه فعليه أن يحققها عملياً ليستطيع اكتسابها. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.