المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الملاحة في مصر القديمة.
2023-07-14
الانتحاء الكيماوي Chemotropism
30-10-2017
الشَّمَاتَةِ
5-10-2016
Edwin James George Pitman
17-8-2017
SUMOylation
4-5-2020
هرم أمنمحات الرابع.
2024-02-22


مواعظ الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) و حكمه البليغة  
  
6646   04:28 مساءً   التاريخ: 18-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص273-277.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / التراث الكاظميّ الشريف /

قال (عليه السلام) عند قبر حضره: انّ شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في اوّله و انّ شيئا هذا أوّله لحقيق أن يخاف آخره‏ .

يقول المؤلف: انّ للقبر هولا عظيما و وحشة كبيرة و ورد في من لا يحضره الفقيه انّه:  إذا حمل الميّت إلى قبره فلا يفاجأ به القبر لانّ للقبر أهوالا عظيمة و يتعوّذ حامله باللّه من هول المطّلع، و يضعه قرب شفير القبر و يصبر عليه هنيئة ثم يقدّمه قليلا و يصبر عليه هنيئة ليأخذ هبته ثم يقدّمه إلى شفير القبر  .

 قال المجلسيّ الأول في شرحه: انّ الروح الحيوانية و إن فارقت الجسم، و ماتت بموته لكن النفس الناطقة تبقى حية و لا تنفصل عن الجسم حيث انّها تدرك و تخاف من ضغطة القبر و سؤال منكر و نكير، و رومان فتّان القبور و عذاب البرزخ، لذا فان هذا العمل يعتبر عبرة للآخرين كي يتفكّروا و يعتبروا و يعلموا انّ مصيرهم إليه‏ .

و روي عن الحسن بن يونس انّه قال: حديث سمعته عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) ما ذكرته‏ و أنا في بيت الّا ضاق عليّ يقول: إذا أتيت بالميّت إلى شفير القبر فأمهله ساعة فانّه يأخذ أهبته للسؤال‏ .

و روي عن البراء بن عازب أحد الصحابة المعروفين انّه قال: بينما نحن مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) إذ أبصر جماعة، فقال: علام اجتمعوا هؤلاء؟ فقيل: على قبر يحفرونه.
قال: فبدر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و بين يديه اصحابه مسرعا حتى أتى القبر فجثا عليه، قال: فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع، فبكى حتى بلّ التراب من دموعه ثم أقبل علينا، فقال: إخواني لمثل هذا فاعدوا .

قال الشيخ البهائي: رئي حكيم يتحسّر وقت الاحتضار فقيل له: ما هذه الحالة التي نراها منك؟ قال: ما تظنّون بمن يذهب إلى سفر طويل بدون زاد، و يسكن في قبر مظلم بدون أنيس، و يرد على حاكم عادل بدون حجة؟

و روى القطب الراوندي ما معناه: انّ نبيّ اللّه عيسى (عليه السلام) نادى امّه مريم بعد موتها و قال: أي أم تكلّمي معي، أ تريدين أن ترجعي إلى الدنيا، فقالت: بلى، لأصلّي للّه في الليالي الباردة جدا و أصوم في الايام الحارة جدا، يا بني انّ هذا الطريق مخوف.

و روي ان فاطمة (عليها السلام) قالت لأمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيتها:  إذا أنا متّ فتولّ أنت غسلي و جهّزني و صلّ عليّ و أنزلني في قبري و ألحدني و سوّ التراب عليّ و اجلس عند رأسي قبالة وجهي فاكثر من تلاوة القرآن و الدعاء فانّها ساعة يحتاج الميت إلى أنس الأحياء  .

و روى السيد ابن طاوس عن النبي (صلى الله عليه واله) انّه قال: لا يأتي على الميّت ساعة أشدّ من أوّل ليلة فاحموا موتاكم بالصدقة فان لم تجدوا فليصلّ أحدكم ركعتين يقرأ فيها فاتحة الكتاب مرّة و آية الكرسي مرّة و قل هو اللّه أحد مرّتين، و في الثانية: فاتحة الكتاب مرّة و الهيكم التكاثر عشر مرّات و يسلّم و يقول: اللهم صلى على محمد و آل محمد و ابعث ثوابهما إلى قبر ذلك الميّت فلان بن فلان فيبعث اللّه من ساعته الف ملك إلى قبره مع كلّ ملك ثوب و حلّة و يوسّع في قبره من الضيق الى يوم ينفخ في الصور و يعطى المصلي بعدد ما أطلعت عليه الشمس حسنات و يرفع له أربعون درجة .

و روي في كتاب من لا يحضره الفقيه انّه: لما مات ذرّ بن أبي ذر(رحمه اللّه) وقف أبو ذر على قبره فمسح القبر بيده ثم قال: رحمك اللّه يا ابا ذرّ و اللّه إن كنت بي لبرّا و لقد قبضت و انّي عنك لراض، و اللّه ما بي فقدك و ما عليّ من غضاضة و ما لي إلى أحد سوى اللّه من حاجة و لو لا هول المطّلع لسرّني أن أكون مكانك و لقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك و اللّه ما بكيت لك و لكن بكيت عليك، فليت شعري ما قلت و ما قيل لك؟ اللهم انّي قد وهبت له ما افترضت عليه من حقّي فهب له ما افترضت عليه من حقّك فأنت أحقّ بالجود منّي و الكرم .

قال (عليه السلام) لعليّ بن يقطين: كفارة عمل السلطان الاحسان إلى الاخوان‏ .

قال (عليه السلام) : كلّما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث اللّه لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدّون‏ .

يقول المؤلف: ظهر صدق هذا الكلام في زماننا هذا تماما و ذلك لظهور الذنوب و المعاصي و البدع الجديدة، و قد خرج الناس عن جادة الشريعة و طاعة اللّه، و زعموا انّ كمالهم في ارتكاب‏
المعاصي و الذنوب و ترك الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، فابتلاهم اللّه بانواع البلاء ما لم يخطر في ذهن شخص، و هم مصداق هذه الآية الكريمة: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } [النحل: 112].

قال (عليه السلام) : المصيبة للصابر واحدة و للجازع اثنتان‏ .

قال (عليه السلام) : يعرف شدّة الجور من حكم به عليه‏ .

يقول المؤلف: روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّه قال: السلطان ظلّ اللّه في الأرض يأوي إليه كلّ مظلوم فمن عدل كان له الأجر و على الرعية الشكر و من جار كان عليه الوزر و على الرعيّة الصبر حتى يأتيهم الأمر .

قال (عليه السلام) : و اللّه ينزل المعونة على قدر المئونة، و ينزل الصبر على قدر المصيبة، و من اقتصد و قنع بقيت عليه النعمة، و من بذّر و أسرف زالت عنه النعمة، و أداء الأمانة و الصدق يجلبان الرزق و الخيانة و الكذب يجلبان الفقر و النفاق، و إذا أراد اللّه بالنملة شرا أنبت لها جناحين فطارت فأكلها الطير .

يقول المؤلف: لعلّ هذه الفقرة الأخيرة تشير إلى أنّ الرجل الضعيف، الذي ليس له شي‏ء يعيش في سلامة، و لكنّه إذا حصل على الاموال و الاعوان و قوى امره أهلكه الذي فوقه، و قد أشار أبو العتاهية إلى هذا المطلب في قوله:

إذا استوت للنمل أجنحة           حتى تطير فقد دنا عتبه‏ ؟

قيل: إنّ هارون الرشيد كثيرا ما تمثّل بهذا البيت في أيام أفول دولة البرامكة.

قال (عليه السلام) : اياك أن تمنع في طاعة اللّه فتنفق مثليه في معصية اللّه‏ .

قال (عليه السلام) : من استوى يوماه فهو مغبون و من كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون و من لم يعرف الزيادة في نفسه فهو في النقصان و من كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة .

عن الدرّة الباهرة: قال الكاظم (عليه السلام) : المعروف غلّ لا يفكّه الّا مكافأة أو شكر، لو ظهرت الآجال افتضحت الآمال، من ولده الفقر أبطره الغنى، من لم يجد للإساءة مضضا  لم يكن للاحسان عنده موقع، ما تسابّ اثنان الّا انحطّ الأعلى إلى مرتبة الأسفل‏ .

يقول المؤلف: انّ هذا الكلام الشريف يحتوي على خمس كلمات يجب أن تكتب بالذهب.

قال (عليه السلام) لبعض ولده: يا بنيّ إيّاك أن يراك اللّه في معصية نهاك عنها و ايّاك أن يفقدك اللّه عند طاعة أمرك بها و عليك بالجدّ و لا تخرجنّ نفسك من التقصير في عبادة اللّه و طاعته أي اعترف دائما بالتقصير فان اللّه لا يعبد حقّ عبادته .

يقول المؤلف: و هذا هو المراد من الدعاء الذي علّمه (عليه السلام) للفضل بن يونس حيث قال: اللهم لا تجعلني من المعارين و لا تخرجني من التقصير .

 وقال (عليه السلام) : ايّاك و المزاح فانّه يذهب بنور ايمانك و يستخفّ مروّتك و اياك و الضجر و الكسل فانّهما يمنعان حظّك من الدنيا و الآخرة .

يقول المؤلف: إنّ المراد من النهي عن المزاح هو الإفراط فيه بحيث يؤدي إلى ذهاب بهاء الانسان و وقاره و هيبته، و يميت القلب و يسبب الغفلة عن الآخرة، و لربما صار سببا لحدوث العداوات و الفتن أو سببا لإذلال مؤمن و خجله، فلذا قيل انّ لكلّ شي‏ء بذر و بذر العداوة المزاح‏ 
و من مفاسده أيضا اعتياد الإنسان على الضحك الكثير المميت للقلب و المسبب لذهاب الوقار و السكينة و ماء الوجه، و لكن لا يخفى انّ المزاح إذا لم يتجاوز حدّه و لم يسبب هذه المفاسد لا يكون مذموما بل هو ممدوح، و كثيرا ما صدر المزاح عن الرسول (صلى الله عليه واله) أو أمير المؤمنين (عليه السلام) ، حتى عاب المنافقون عليا بانّه كثير المزاح و الدعابة، و لا يخفى أيضا انّ الضحك المذموم هو الذي يشتمل على القهقهة و الترجيع لا التبسّم فانّه محمود و هو من أوصاف النبي (صلى الله عليه واله) المشهورة.

قال (عليه السلام) : المؤمن مثل كفتي الميزان كلّما زيد في ايمانه زيد في بلائه‏.

روي انّ موسى بن جعفر (عليهما السّلام) أحضر ولده يوما فقال لهم: يا بنيّ انّي موصيكم بوصيّة فمن حفظها لم يضع معها، إن أتاكم آت فأسمعكم في الأذن اليمنى مكروها ثم‏
تحوّل إلى الأذن اليسرى فاعتذر و قال: لم أقل شيئا، فأقبلوا عذره‏ ، يعني تسامحوا معه و لا تقولوا له أنت كاذب و عديم الحياء لانّك الآن شتمتني ثم تعتذر منها و بهذه السرعة!!.

قال السيد ابن طاوس ما معناه: كان جمع من خواص شيعة موسى بن جعفر (عليه السلام) يحضرون مجلسه مع الألواح و الأقلام و القراطيس، فيكتبون كلّ ما يتفوّه به الامام (عليه السلام) من حكمة أو موعظة أو فتوى، و من كلامه (عليه السلام) وصيته الطويلة إلى هشام التي فيها الحكم الجليلة و الفوائد العظيمة، فليرجع الطالب إلى كتاب تحف العقول و أصول الكافي و غيرهما .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.