أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-05-2015
4605
التاريخ: 28-12-2022
1228
التاريخ: 15-05-2015
2993
التاريخ: 15-05-2015
3186
|
انتهى عصر خلافة المنصور الأسود الذي كان ظلّه المشؤوم يشكل عبأً على أرجاء العالم الإسلامي بموته، وتنفس الناس الصعداء بعد 22 عاماً من تحمّل الاضطهاد والعناء، وتقلّد بعده الخلافة ابنه محمد المعروف بالمهدي، وقد تلقّى حكم المهدي ترحاباً كبيراً من قبل الناس في البداية حيث تظاهر لهم بحسن السيرة، ثمّ أمر بإخراج من في السجون من الطالبيّين وغيرهم من سائر الناس، وبذلك أنهى عمليات القتل والتعذيب والإبادة التي كان يقوم بها الجهاز الحاكم بحقّ الناس، وأمر برد جميع الأموال المنقولة والغير منقولة التي صادرها أبوه المنصور إلى أصحابها، ووزّع الكثير من الأموال التي كانت في بيت المال بين الناس ؛ ووفقاً لما كتبه المسعودي المؤرّخ الشهير فإنّ مجموع الأموال التي غصبها المنصور من الناس بالقوة قد ناهز الستمائة مليون درهم وأربعة عشر مليون دينار سوى ما جباه في أيامه من الضرائب والخراج من المزارعين ولأنّه كان يحتفظ بهذه الأموال باعتبارها أموال المظالم في موضع خاص يكتب اسم صاحب المال على ماله، حرّر المهدي جميعها وردّها إلى أصحابها أو ورثتها ؛ ولعل أحد أسباب موقف المهدي هذا هو انّه لمّا تقلّد الخلافة كانت الانتفاضات العلوية والحركات النهضوية المضادة للاستبداد قد قمعت على يد المنصور، وكان الهدوء والاستقرار متفشيّين نسبياً، وعلى أية حال استقطب الرفاه الاقتصادي والوضع الأمني المستقر رضا طبقات المجتمع جميعاً، وأوجب أن يجري دم طازج في عروق الحياة الاجتماعية والاقتصادية للناس ومن المؤكد انّه لو كان هذا الوضع يستمر ويدوم لكان يترك آثاراً ونتائج رائعة، غير انّه وللأسف انّ هذه السيرة قد تبدّلت وكشف الخليفة الجديد عن حقيقته وراحت السياسة اللا إسلامية تبدأ من جديد.
كان المهدي في أوّل أمره يحتجب عن الندماء تشبيهاً بالمنصور، ولم يستغرق ذلك سنة واحدة حتى غيّر سيرته وراح يحيي مجالس اللهو والمجون، واستجمع ندماءه وقرّبهم وقد أشير عليه أن يحتجب عنهم وحذّروه من مغبة ذلك فقال: إنّما اللذة مع مشاهدتهم وقد أفرط المهدي في ممارسة ذلك كثيراً لدرجة انّه لم يأخذ بنصائح وزيره الفاضل والحكيم يعقوب بن داود على الرغم من أنّه فوض الأُمور إليه كلّها وكان يأخذ برأيه في جميع القضايا التي تخص أمر السلطة وكان يعرض عن سماع كلماته المنطقية التي كان يقولها عن حسن نية، وقد كان يعقوب يعاني الكثير من مشاهدة الانحراف والفساد واللهو ومظاهر التحلل التي كانت متفشية في بلاط الخلافة، وعندما كان يشاهد أصحاب المهدي يشربون عنده النبيذ في قصر الخلافة ينهى المهدي عن ذلك ويعظه ويقول: ألهذا استوزرتني؟ أبعد الصلوات في المسجد تفعل هذا؟
غير انّ أصحاب المهدي الذين اعتادوا على أن يلهوا ويلعبوا ويعبثوا بأموال المسلمين ليلاً ونهاراً كانوا يستهزئون بكلام يعقوب ويشجّعون المهدي على معاقرة الخمرة ويقولون له شعراً: وشاع اللهو في عهد المهدي وانتشر المجون وسادت الميوعة والتحلّل في المجتمع الإسلامي، فقد ذاع شعر بشار وحفظ الناس تغزّله بالنساء، وقد ضجّ الأشراف والغيارى من ذلك.
وانشغل المهدي بلهوه وملذّاته عن رعيته، فأهمل شؤونها، فأخذ ذئاب عماله ينهبون الأموال ويسلبون الثروات، وانتشرت الرشوة انتشاراً هائلاً عند جميع الموظفين، وأمر المهدي بجباية أسواق بغداد للمرة الأُولى، وشدّد في أخذ الخراج، وعمد إلى ظلم الناس والإجحاف بحقهم، واشتد الضغط على المواطنين، ونال أهل الخراج والمزارعون من الشدة والعذاب مالا يمكن تصوره.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|