المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



صحيفة أعمال الخلافة السوداء في عصر الإمام(عليه السلام)  
  
3520   01:56 مساءً   التاريخ: 15-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة(عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص376-378.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

انتهى عصر خلافة المنصور الأسود الذي كان ظلّه المشؤوم يشكل عبأً على أرجاء العالم الإسلامي بموته، وتنفس الناس الصعداء بعد 22 عاماً من تحمّل الاضطهاد والعناء، وتقلّد بعده الخلافة ابنه محمد المعروف بالمهدي، وقد تلقّى حكم المهدي ترحاباً كبيراً من قبل الناس في البداية حيث تظاهر لهم بحسن السيرة، ثمّ أمر بإخراج من في السجون من الطالبيّين وغيرهم من سائر الناس، وبذلك أنهى عمليات القتل والتعذيب والإبادة التي كان يقوم بها الجهاز الحاكم بحقّ الناس، وأمر برد جميع الأموال المنقولة والغير منقولة التي صادرها أبوه المنصور إلى أصحابها، ووزّع الكثير من الأموال التي كانت في بيت المال بين الناس ؛ ووفقاً لما كتبه المسعودي المؤرّخ الشهير فإنّ مجموع الأموال التي غصبها المنصور من الناس بالقوة قد ناهز الستمائة مليون درهم وأربعة عشر مليون دينار سوى ما جباه في أيامه من الضرائب والخراج من المزارعين ولأنّه كان يحتفظ بهذه الأموال باعتبارها أموال المظالم في موضع خاص يكتب اسم صاحب المال على ماله، حرّر المهدي جميعها وردّها إلى أصحابها أو ورثتها ؛ ولعل أحد أسباب موقف المهدي هذا هو انّه لمّا تقلّد الخلافة كانت الانتفاضات العلوية والحركات النهضوية المضادة للاستبداد قد قمعت على يد المنصور، وكان الهدوء والاستقرار متفشيّين نسبياً، وعلى أية حال استقطب الرفاه الاقتصادي والوضع الأمني المستقر رضا طبقات المجتمع جميعاً، وأوجب أن يجري دم طازج في عروق الحياة الاجتماعية والاقتصادية للناس ومن المؤكد انّه لو كان هذا الوضع يستمر ويدوم لكان يترك آثاراً ونتائج رائعة، غير انّه وللأسف انّ هذه السيرة قد تبدّلت وكشف الخليفة الجديد عن حقيقته وراحت السياسة اللا إسلامية تبدأ من جديد.

كان المهدي في أوّل أمره يحتجب عن الندماء تشبيهاً بالمنصور، ولم يستغرق ذلك سنة واحدة حتى غيّر سيرته وراح يحيي مجالس اللهو والمجون، واستجمع ندماءه وقرّبهم وقد أشير عليه أن يحتجب عنهم وحذّروه من مغبة ذلك فقال: إنّما اللذة مع مشاهدتهم وقد أفرط المهدي في ممارسة ذلك كثيراً لدرجة انّه لم يأخذ بنصائح وزيره الفاضل والحكيم يعقوب بن داود على الرغم من أنّه فوض الأُمور إليه كلّها وكان يأخذ برأيه في جميع القضايا التي تخص أمر السلطة وكان يعرض عن سماع كلماته المنطقية التي كان يقولها عن حسن نية، وقد كان يعقوب يعاني الكثير من مشاهدة الانحراف والفساد واللهو ومظاهر التحلل التي كانت متفشية في بلاط الخلافة، وعندما كان يشاهد أصحاب المهدي يشربون عنده النبيذ في قصر الخلافة ينهى المهدي عن ذلك ويعظه ويقول: ألهذا استوزرتني؟ أبعد الصلوات في المسجد تفعل هذا؟

غير انّ أصحاب المهدي الذين اعتادوا على أن يلهوا ويلعبوا ويعبثوا بأموال المسلمين ليلاً ونهاراً كانوا يستهزئون بكلام يعقوب ويشجّعون المهدي على معاقرة الخمرة ويقولون له شعراً: وشاع اللهو في عهد المهدي وانتشر المجون وسادت الميوعة والتحلّل في المجتمع الإسلامي، فقد ذاع شعر بشار وحفظ الناس تغزّله بالنساء، وقد ضجّ الأشراف والغيارى من ذلك.

وانشغل المهدي بلهوه وملذّاته عن رعيته، فأهمل شؤونها، فأخذ ذئاب عماله ينهبون الأموال ويسلبون الثروات، وانتشرت الرشوة انتشاراً هائلاً عند جميع الموظفين، وأمر المهدي بجباية أسواق بغداد للمرة الأُولى، وشدّد في أخذ الخراج، وعمد إلى ظلم الناس والإجحاف بحقهم، واشتد الضغط على المواطنين، ونال أهل الخراج والمزارعون من الشدة والعذاب مالا يمكن تصوره.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.