أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-11
1224
التاريخ: 2024-09-05
220
التاريخ: 2024-10-12
201
التاريخ: 2023-07-26
1029
|
قوله عزَّ وجلَّ : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً } ([2]) .
قال : خلقَ اللهُ آدم ، وخلقَ نُطفةً مِن الماءِ ، فمزَجها بنوره ، واودَعها آدم ، ثُمَّ أودعها ابنه شيث ثُمَّ أنوش ثُمَّ قينان ثُمَّ أباً فأباً ، حتَّى اودعها إبراهيم (عليه السلام) .
ثُمَّ اودعها إسماعيل (عليه السلام) ثُمَّ أُمَّاً فَأُمَّاُ ، وَأباً فَأباً ، مِن طاهر الأصلابِ الى مُطهَّراتِ الأرحام ، حتَّى صارت الى عبد المُطَّلب .
فانفرَق ذلك النُّورُ فرقَتَينِ ، فِرقَةٌ الى عبد الله ، فوَلَدَ محمَّداً (صلى الله عليه واله وسلم)وفِرقَةٌ الى أبي طالب ، فوَلَدَ عَليَّاً (عليه السلام) ثُمَّ ألقى ([3]) اللهُ النِّكاحَ بينهما ، فزوَّج اللهُ عليَّاً (عليه السلام) بفَاطِمَة (عليه السلام) فذلك قوله عزَّ وجلَّ : {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } ([4]) .
ويُؤيده ما رواه الشَّيخ أبو جعفر محمّد بن بابويه ( رحمه الله ) في أماليه بإسناده الى أنس بن مالك ([5]) قال :
رَكِبَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) ذاتَ يومٍ بغلته ، فانطَلقَ الى جبلِ آل فُلان فنزلَ ، وقال :
( يَا أنَس ، خُذ البَغلَةَ ، وَانطَلِق الى مَوضِعِ كَذَا وَكذَا ، تَجِد عَلِيَّاً جَالِسَاً يُسَبِّحُ بالحَصَى ، فَأقرِئه مِنِّي [ 184 ] السَّلامَ ، وَاحمِلهُ عَلَى البَغلَةِ وَأتِ به ) .
قال أنس : فذهبتُ ، ووجدتُ عليَّاً كما قالَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)فحمَلتهُ على البَغلةِ ، وأتيتُ به إليه ، فبصَرَ بِرسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)قال :
( السَّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَعَلَيكَ السَّلَامُ يَا أبَا الحَسَنِ ، إجلس ، فَإنَّ هَذَا مَكَانٌ جَلَسَ فِيهَ سَبعُونَ مُرسَلَاً ، مَا جَلَسَ فِيهِ مِن الأنبِيَاءِ إلَّا وَأنَا خَيرٌ مِنهُ ، وَقَد جَلَسَ فِي مَوضِعِ كُلِّ نَبِيٍّ أخٌ مَا جَلَسَ مِنَ الأُخوَةِ إلَّا وَأنتَ خَيرٌ مِنهُ ) .
قال أنس : فنظرتُ الى سحابةٍ قد أظلَّتهما ، ودَنَت مِن رؤوسِهما ، فمدَّ النَّبيُّ (صلى الله عليه واله وسلم)يده الى السَّحابة ، فتناوَلَ مِنها عُنقودَ عِنَبٍ ، فجعله بينه وبين عليٍّ ، وقال: ( كُل يَا أخِي ، هَذِهِ هَدِيَّةٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى إليَّ ثُمَّ إلَيكَ).
قال أنس : فقلتُ : يَا رسول اللهِ ، عليٌّ أخوكَ ؟ قال : ( نَعَم ، عَلِيٌّ أخِي ) قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، صِف لي كيف عليٌّ أخوكَ ؟ قال :
( إنَّ اللهَ عزَّ وَجَلَّ خَلَقَ مَاءً مِن تَحتِ العَرشِ قَبلَ أن يَخلُقَ آدَمَ بِثَلَاثَةِ آلَافِ عَامٍ ، فَأسكَنَهُ لُؤلُؤةً خَضرَاءَ فِي غَامِضِ عِلمِنَا ، الى أن خَلَقَ آدَمَ ، فَلَمَّا خَلَقَ آدَمَ نَقَلَ المَاءَ [ 185 ] مِن اللُّؤلُؤةِ ، فَاجرَاهُ فِي صُلبِ آدَمَ الى أن قَبَضَهُ الله .
ثُمَّ نَقَلَهُ الى صُلبِ شِيث ، فَلَم يَزَل يَنتَقِلُ ذَلِكَ المَاءُ مِن ظَهرٍ الى ظَهرٍ ، حتَّى صَارَ الى صُلبِ عَبدِ المُطَّلَبِ ، فَشَقَّهُ الله نِصفَينِ ، فَصَارَ نِصفَهُ في أبي عبد الله ، وَنِصفَهُ في أبي طَالِب .
فَانَا مِن نِصفِ المَاءِ ، وَعَليٌّ مِنَ النِّصفِ الآخَرِ ، فَعَلِيٌّ أَخِي في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ ، ثُمَّ قَرَأ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم): { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } ([6]) .
وفي المعنى ، ما روى الشَّيخ ابو جعفر محمّد بن جعفر الحائري ([7]) في كتابه : ما اتفق فيه مِنَ الأخبار في فضلِ الأئمَّة الأطهار ، حديثاً مُسنَدَاً ، يرفعه الى مولانا عليّ بن الحسين (عليهما السلام) قال :
( كُنتُ أمشِي خَلفَ عَمِّي الحَسَنِ وأبي الُحسَين (عليهما السلام) في بعضِ طُرُقَاتِ المَدِينَةِ ، وَأنَا يَومَئِذٍ غُلَامٌ قَد نَاهَزتُ الحُلُمَ أو كِدتُّ ، فَلَقِيَهُمَا جَابِر بِن عَبدِ اللهِ الأنصَارِيُّ ، وَأنَس بن مَالِك ، وَجَمَاعَةٌ مِن قُرَيشٍ وَالأنصَارِ ـ فَسَلَّمَ هُنَالِكَ جَابِر ، حتَّى انكَبَّ عَلَى أيَدِيِهِمَا وَأرجُلِهِما يُقَبِلهُمَا .
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن قُرَيش كَانَ نَسِيبَاً لِمَروَانَ : أَتَصنَعُ هَذَا [ 186 ] يَا أبَا عَبدِ اللهِ ، وَأنتَ فِي سِنِّكَ وَمَوضِعِكَ مِن صُحبَةِ رَسُول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم).
وَكَانَ جَابِر قَد شَهِدَ بَدرَاً ، فَقَالَ لَهُ : إلَيكَ عَنِّيَ فَلَو عَلِمتَ يَا أخَا قُرَيشٍ مِن فَضلِهمَا وَمَكَانِهمَا مَا أعلَمُ ، لَقَبَّلتَ مَا تَحتَ أقدَامِهمَا مِنَ التُّرَابِ .
ثُمَّ أقبَلَ جَابِر عَلَى أنَس ، فَقَالَ : يَا أبَا حَمزَةَ ، أخبَرَنِي رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)فِيهُمَا بِأمرٍ ، مَا ظَنَنتُ انَّهُ يَكُونُ فِي بَشَرٍ ، فَقَالَ لَهُ أنَس : وَمَا الَّذِي أخبَرَكَ بِهِ يَا أبَا عَبدِ اللهِ ؟ .
قَالَ عَلِيُّ بِن الحُسَينِ (عليهما السلام) : فَانطَلَقَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ (عليهما السلام) وَوَقَفتُ أنَا اسمَعُ مُحَاوَرَةَ القَومِ ، فَأنشَأ جَابِر يُحَدِّثُ ، قال :
بَينَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)ذَاتَ يَومٍ فِي المَسجِدِ ، وَقَد خَفَّ مَن حَولَهُ ، إذ قَالَ لِيَ : يَا جَابِر ، اُدعُ لِيَ ابنَيَّ حَسَنَاً وَحُسَينَاً ، وَكَانَ شَدِيدُ الكَلَفِ بِهِمَا ، فَانطَلَقتُ فَدَعَوتُهُمَا ، وَأقبَلتُ أحمِلُ هَذَا مَرَّةً وَهَذَا مَرَّةً ، حتَّى جِئتُه بِهمَا.
فَقَالَ لِي ، وَأنَا أعرِفُ السُّرُورَ فِي وَجهِهِ لمَّا رَأى مِن حُنُوِّيَ عَلَيهُمَا : أتُحِبُّهُما يَا جَابِرَ ؟ فَقُلتُ : وَمَا يَمنَعُنِي مِن ذَلِكَ ، فِدَاكَ أبي وَأُمِّي ، وَمَكَانَهُمَا مِنكَ مَكَانُهُمَا ، فَقَالَ : ألَا أُخبِرُكَ مِن فَضلِهِمَا ؟ قُلتُ : بَلَى ، فِدَاكَ أبي وَأُمِّي .
قَالَ [ 187 ] : إنَّ اللهَ تَعَالَى ، لمَّا أحَبَّ أن يَخلُقَنِي ، خَلَقَنِي نُطفَةً بَيضَاءَ ، فَأودَعَهَا صُلبَ آدَمَ ، فَلَم يَزَل يَنقُلُهَا مِن صُلبٍ طَاهِرٍ الى رَحِمٍ طَاهِرٍ الى نُوحٍ وَإبرَاهِيمَ ، ثُمّ كَذَلِكَ الى عَبدِ الُمطَّلِبِ ، لَم يُصِبنِي مِن دَنَسِ الجَاهِلِيَّةِ شَيءٌ .
ثُمَّ افتَرَقَت تِلكَ النُّطفَةُ شَطرَينِ الى أبي عَبد اللهِ ، وَالى أبي طَالِب ، فَوَلَدَنِي أبي عبد الله ، فَخَتَمَ اللهُ بِيَ النُّبوَّةَ ، وَوَلَدَ عَمِّيَ أبو طَالِب عَلِيَاً ، فَخُتِمَت بِهِ الوَصِيَّة .
ثُمَّ اجتَمَعَت النُّطفَتَانِ مِنِّي وَمِن عَليّ وَفَاطِمَةَ ، فَوَلَدنَا الحَسَنَ وَالحُسَينَ ([8]) فَخَتَمَ اللهُ بِهَمَا أسبَاطَ النُّبوَّة ، وَجَعَلَ ذُرِّيَتِي مِنهُمَا ، وَأمَرَنِي بِفَتحِ مَدِينَةِ ، أو قَالَ : مَدَائِنِ الكُفرِ .
وَأقسَمَ رَبِّيَ لَيُظهِرَنَّ مِنهُمَا ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ، تُملَأُ ([9]) بِهِمُ الأرضُ عَدلَاً ، بَعدَمَا مُلِئَت جَورَاً ، فَهُمَا طُهرَانِ مُطَهَرَّانِ ، وَهُمَا سَيِّدَا شَبَابِ أهلِ الَجنَّةِ، طُوبَى لِمَن أحَبَّهُمَا وَأبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا ، وَوَيلٌ لِمَن عَادَاهُم وَأبغَضَهُم ([10]) .
فهذه لذوي البصائرِ تبصِرَةٌ ، ولِذَوي الألبابِ تذكِرَةٌ ، إذا فكَّرَ فيها ذُو اللُّب وَجدَها مَنقَبةً لأمير المؤمنين (عليه السلام) في المناقب فاضِلَةً ، ومَنزِلَةً في المنازِل سامِيَةً عالِيَةً .
ومِن هَا هُنا ، صَارَت نَفسُ النَّبيِّ (صلى الله عليه واله وسلم)الُمقدَّسَة نَفسَه ، وَلحمُه لحمَه، ودَمُه دَمَه [ 188 ] وهو شريكه في أمره ، ونظيره في نجره ([11]) وطاهِرٌ كطَهارَتهِ ، ومعصومٌ كعصمَتهِ ، وللنَّبيِّ (صلى الله عليه واله وسلم)النُّبوَّةُ والزَّعَامَةُ ، ولهُ الأُخوَّةُ والوَصيَّةُ والإمامةُ ، صلَّى اللهُ عليهما وعلى ذرِّيتهما ، صلاةً دائمةً الى يومِ القيامة ([12]) .
وقوله تعالى : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً } ([13]) .
تأويله : قال محمّد بن العبَّاس : حدَّثنا الحسين بن أحمد ([14]) عن محمّد بن عيسى ([15]) عن يُونس بن الفضل بن صالح ([16]) عن محمّد الحلبي ([17]) عن زُرارة ([18]) وحمران ([19]) ومحمّد بن مسلم ([20]) عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عزَّ وجلَّ : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً } قال :
( هَذِهِ الآيَات لِلاوصِيَاءِ ، الى أن تَبلُغُوا : { حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } ([21]) ) ([22]) .
ويُؤيده : ما رواه الشَّيخ محمّد بن يعقوب ( رحمه الله ) عن محمد بن يحيى ([23]) عن أحمد بن محمّد بن عيسى ([24]) عن الحسن بن محبوب ([25]) عن محمّد بن النُّعمان ([26]) عن سلام ([27]) قال : سألتُ أبي جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزَّ وجلَّ : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً } [ 189 ] قال :
: ( هُم الأوصِيَاءُ مِن مَخَافَةِ عَدُوِّهِم ) ([28]) .
ومعنى قوله : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ } هو : إضافةُ تخصيصٍ وتشريف، والمرادُ : أفاضِلُ عِبادِه : { الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً } أي : بالسَّكينة والوقار والطَّاعة ، غيرُ أشرين ، ولا مرحين ، ولا مُتكبرين ، ولا مفسدين ([29]) .
وقال أبو عبد الله (عليه السلام) : ( الرَّجُلُ يَمشِي بِسَجِيتِه الَّتي جُبِلَ عَلَيهَا ، لَا يَتَكَلَّفُ ، وَلَا يَتَبَختَرُ ) ([30]) .
وهذه الصِّفةُ وما بعدها مِن الصِّفات في هذه الآيات ، لا تُوجد إلَّا في الأئمَّة الُهداة ، عليهم أفضلُ الصَّلوات ، وأكملُ التَّحيَّات ([31]) .
وقوله تعالى : { إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } ([32]) .
معناه : إلَّا مَن تابَ مِن ذنبه وآمن ، وعَمِلَ صالِحَ الأعمال ؛ وهي ولاية أهلِ البيت (عليهم السلام)لِما يأتي بيانه .
والتَّبديلُ : محو السَّيئة ، وإثباتُ الحَسَنةِ بدلها ([33]) ويدلُّ على هذا التأويل : ما رواه مسلم في الصَّحيح ، عن أبي ذرّ ( رضي اللهُ عنه ) قال : قال رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم):
( يُؤتَى بِالرَّجُلِ يَومَ القِيَامَةِ ، فَيُقَالُ : اعرِضُوا عَلَيهِ صِغَارِ ذُنُوبِهِ ، وَتُخَبَّأ كِبَارُهَا [ 190 ] فَيُقَالُ لَهُ : عَمِلتَ يَومَ كَذَا كَذَا وَكَذَا ، وَهوَ مُقِرٌ لَا يُنكِرُ وَهوَ مُشفِقٌ مِن الكَبَائرِ ، فَيُقَالُ : اعطُوهُ مَكَانَ كُلِّ سَيِئَةٍ عَمِلَهَا حَسَنَةً ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ حِينَئذٍ : إنَّ لِي ذُنُوبَاً مَا أرَاهَا هَا هُنَا ؟ .
قَالَ : وَلَقد رَأيتُ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)ضَحِكَ حتَّى بَدَت نَوَاجِذَهُ ) ([34]) .
وروى الشَّيخ أبو جعفر الطُّوسي ( رحمه الله ) في أماليه ([35]) حديثاً يرفعه ، بإسناده الى محمّد بن مسلم ([36]) قال : سألتُ ابا جعفر محمّد بن عليّ (عليهما السلام) عن قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ : { فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } فقال (عليه السلام) :
( يُؤتَى بِالُمؤمِنِ المُذنِبِ يَومَ القِيَامَةِ ، حتَّى يُقَامَ مَوقِفَ الحَسَنَاتِ ، فَيَكُون الله تَعَالَى هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى حِسَابَهُ ، وَلَا يُطِلعُ عَلَى حِسَابَهُ أحَدَاً مِن النَّاسِ ، فَيُعَرِّفُهُ ذُنُوبَهُ ، حتَّى إذَا أقَرَّ بِسَيِئاتِهِ ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلكَتَبَةِ بَدَّلُوهَا حَسَنَات ، وَأظهَرُوهَا لِلنَّاسِ ، فَيَقُولُ النَّاس حِينَئذٍ : مَا كَانَ لِهَذَا العَبدِ مِن سَيئَةٍ وَاحِدَةٍ ، ثُمَّ يَأمُرُ اللهُ بِهِ الى الجَنَّةِ ) .
فهذا تأويل الآية في أمرِ الُمذنِبينَ مِن شيعتنا خاصَّة .
ويُؤيده ، ما رواه الشَّيخ محمّد بن يعقوب ( رحمه الله ) عن أحمد بن محمّد ([37]) عن ابن فضَّال ([38]) [ 191 ] عن أبي جميلة ([39]) عن محمّد الحلبي ([40]) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم):
( إنَّ الله سُبحَانَهُ ، مَثَّلَ لِيَ أُمَّتِي فِي الطِّينِ ، وَعَلَّمَنِي أسمَاءَهُم كَمَا عَلَّمَ آدَمَ الأسمَاءَ كُلَّهَا ، فَمَرَّ بِيَ أصحَابُ الرَّايَاتِ ، فَاستَغفَرتُ لِعَليٍّ وَشِيعَتِهُ ، وَانَّ رَبِّيَ قَد وَعَدَنِي فِي شِيعَةِ عَليٍّ خصلَةً ، قيل : يَا رَسُولَ اللهِ ، وما هي ؟ قَالَ :
العِزَّةُ لِمَن آمَنَ مِنهُم ، وَلَم يُغَادِرَ لَهُم صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً ألَّا غَفَرَهَا لَهُم، وَيُبَدِّلُ السَّيئاتِ حَسَنَاتٍ ) ([41]) .
وفي المعنى : ما رواه الشَّيخ ابو القاسم ، جعفر بن قولويه ( رحمه الله ) بإسناده الى رجاله ، عن منيع ([42]) عن صفوان بن يحيى ([43]) عن صفوان بن مهران ([44]) عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال :
( أهوَنُ مَا يَكسِبُ زَائِرُ الحُسَينِ (عليه السلام) فِي كُلِّ حَسَنَةٍ ألفَ ألفَ حَسَنَة ، وَالسَّيئَةُ وَاحِدَةٌ ، وَأينَ الوَاحِدُ مِن ألفِ ألفٍ .
ثُمَّ قالَ : يَا صَفوَان ، أبشِر ، إنَّ للهِ مَلَائكَةً مَعَهَا قُضبَانٌ مِن نُورٍ ، فَإذَا أرَادَ الحَفَظَةُ أن تَكتُبَ عَلى زَائِرِ الحُسَينِ (عليه السلام) سَيئَةً ، قَالَت المَلَائكَةُ لِلحَفَظَةِ فَتَكُفُّ ، فَإذَا عَمِلَ حَسَنَةً ، قَالَت لهَا اكتُبِي : { فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } ) ([45]) .
وفي أمالي [ 192 ] الطُّوسي ( رحمه الله ) ما نقله بإسناده عن الرِّضا (عليه السلام) قال :
( قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم): حُبُّنَا ـ أهلَ البَيتِ ـ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ ، وَيُضَاعِفُ الحَسَنَاتِ ، وَإنَّ اللهَ تَعَالَى لَيَتَحَمَّلُ عَن مُحِبِّنَا أهلَ البَيتِ مَا عَلَيهِ ([46]) مِن مَظَالِمَ العِبَادِ ، إلَّا مَا كَانَ مِنهُم عَلَى إصرَارٍ ، أو ظُلمٍ لِلمُؤمِنِينَ ، فَيَقُولُ لِلسَيِّئَاتِ : كُونِي حَسَنَات ) ([47]) .
وقوله تعالى : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } ([48]) .
تأويله : قال محمّد بن العبَّاس : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ([49]) عن حُريث بن محمّد الحارثي ([50]) عن إبراهيم بن الحكم ([51]) عن ظهير ([52]) عن أبيه ، عن السُّدِّي ([53]) عن أبي مالك ([54]) عن ابن عبَّاس قال : قوله { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا } الآية .
نزلت في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ([55]) .
وقال : حدَّثنا محمّد بن الحسين ([56]) عن جعفر بن عبد الله المحمّدي ([57]) عن كثير بن عيَّاش ([58]) عن أبي الجارود ([59]) عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزَّ وجلَّ : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } :
( أي : هُدَاةٌ [ 193 ] يُهتَدَى بِنَا ، وَهَذِهِ لِآلِ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً ) ([60]) .
وعن : محمّد بن جمهور ([61]) عن الحسن بن محبوب ([62]) عن أبي أيُّوب الحذَّاء ([63]) عن ابي بصير ([64]) قال : قلتُ لأبي عبد الله (عليه السلام) : { وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } قال :
( لَقَد سَألتَ رَبَّكَ عَظِيمَاً ، إنَّمَا هِيَ : وَاجعَل لَنَا مِن المُتَّقِينَ إمَامَا ، وَإيَّانَا عَنَى بِذَلِكَ ) ([65]) .
فعلى هذا التَّأويل تكون القراءة الأُولى : {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} يعني : الشِّيعةُ { إِمَاماً } أنَّ القائلين هُم الأئمَّة (عليهم السلام).
والقراءة الثانية : وهي قوله : ( وَاجعَل لَنَا مِن المُتَّقِينَ ) وهم الأئمَّة (عليهم السلام){ إِمَاماً } نأتمُّ به ، فيكون القائل والدَّاعي هُم الشِّيعةُ الإماميَّة ، وقد استجاب اللهُ سبحانه مِن أئمتهم ومنهم بأن جعلهم أئمَّةً لهم في الباطِن والظَّاهر ، وفي الدُّنيا وفي الآخرة .
وقال أيضاً : محمّد بن العبَاس : حدَّثنا محمّد بن القاسم بن سلَّام ([66]) عن عُبيد بن كثير ([67]) عن الحسين بن مزاحم ([68]) عن عليّ بن زيد الخراساني ([69]) عن عبد الله بن وهب الكوفيّ ([70]) عن أبي هارون العبدي ([71]) عن أبي سعيد الخدري ([72]) في قول الله عزَّ وجلَّ : { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } [194] قال : قال رَسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)لِجَبرَئيل :
: يَا جَبرَئيل {مِنْ أَزْوَاجِنَا} قَالَ : خَديجَة ، قَالَ : {وَذُرِّيَّاتِنَا} قَالَ فَاطِمَة ، قَالَ {قُرَّةَ أَعْيُنٍ} قَالَ : الحَسَن وَالحُسَين ، قَالَ : {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} قَالَ : عَليّ بِن أبِي طَالِب ، عليه الصَّلاة والسَّلام ، صلاة باقيةً الى يوم الدِّين ) ([73]) .
[1] ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق اقتضاها السياق .
[2] الفرقان : 54 .
[3] في المصدر : ( ألف ) .
[4] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 374 .
[5] ابن النضر بن ضمضم بن زيد ، أبو حمزة ، صحابي ، أنصاري ، كثير الرواية ، خادم رسول الله o ينظر : الرجال ، الطوسي : 21 ( 5 ) ، الرجال ، ابن داود : 53 ( 213 ) ، الإصابة ، ابن حجر : 1/275 ( 277 ) .
[6] لم نعثر على الرواية في أمالي الصدوق ، وهي في : الأمالي للشيخ الطوسي : 312 ح 636 ، والتشابه في كنيتيهما هو الموجب للوهم .
[7] فاضل ، جليل ، له كتاب : ما اتفق من الأخبار في فضل الأئمة الأطهار ، ينظر : أمل الآمل : الحر العاملي : 2/252 ( 744 ) ، معجم رجال الحديث ، الخوئي : 16/181 ( 10419 ) .
[8] في المصدر : ( فولدنا الجهر والجهيرة ) .
[9] في المصدر : ( يملأ ) .
[10] الأمالي ، الطوسي : 499 ح 1095 ، تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 376 .
[11] وهو : الأصل والحسب ، لسان العرب ، ابن منظور ، مادة ( نجر ) .
[12] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 377 .
[13] الفرقان : 63 .
[14] مضت ترجمته .
[15] مضت ترجمته .
[16] لم نعثر له على ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر .
[17] محمد بن علي الحلبي ، الكوفي ، ثقة ، له كتاب ، روى عن الامام الباقر والصادق c ، ينظر : الرجال ، الطوسي : 145 ( 1539 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 129 ( 651 ) ، الرجال ، ابن داود : 179 ( 1456 ) .
[18] زرارة بن أعين ، مضت ترجمته .
[19] حمران بن أعين ، مضت ترجمته .
[20] مضت ترجمته .
[21] الفرقان : 76 .
[22] ثأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 378 .
[23] مضت ترجمته .
[24] ابن عبد الله بن سعد بن مالك ، أبو جعفر الأشعري ، ثقة ، له كتب ، روى عن الإمام الرضا والجواد والهادي والعسكري (عليهم السلام) ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 81 ( 198 ) ، الرجال ، الطوسي :351 ( 5197 ) ،الرجال ، ابن داود :44 ( 131).
[25] مضت ترجمته .
[26] البجلي الأحول ، أبو جعفر ، مؤمن الطاق ، المتكلم المعروف ، ثقة ، متكلم ، حاذق ، له كتب ، يروي عن الامام الصادق (عليه السلام) ، ينظر : الرجال ، الطوسي : 296 ( 4331 ) ، طرائف المقال ، البروجردي : 1/597 ( 5856 ) .
[27] سلام بن أبي عمرة الخراساني ، ثقة ، له كتاب ، روى عن الامام الباقر والصادق c ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 189 ( 502 ) ، إيضاح الاشتباه ، العلامة الحلي : 196 ( 316 ) ، الرجال ، ابن داود : 105 ( 712 ) .
[28] الكافي ، الكليني : 1/427 ح 78 .
[29] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 378 .
[30] مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : 7/310 .
[31] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 378 .
[32] الفرقان : 70 .
[33] ينظر : مفردات الراغب : 102 ، مادة ( بدل ) .
[34] صحيح مسلم : 1/121 ، باب ( أدنى أهل الجنة منزلة فيها ) .
[35] الأمالي ، الشيخ الطوسي : 72 ح 105 .
[36] مضت ترجمته .
[37] مضت ترجمته .
[38] قد يطلق على : علي بن الحسن بن علي بن فضال ، أو على : الحسن بن علي بن فضال ، وكلاهما ثقة ، ينظر : الكنى والألقاب : القمي : 1/378 .
[39] مضت ترجمته .
[40] مضت ترجمته .
[41] الكافي ، الكليني : 1/444 ح 15 ، بصائر الدرجات ، الصفار : 103 ح 1 .
[42] منيع بن رقاد ، وقيل : ابن زياد ، من أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) ، ينظر : نقد الرجال ، التفريشي : 4/424 ( 5446 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 2/270 ، طرائف المقال ، البروجردي : 2/72 ( 7282 ) .
[43] مضت ترجمته .
[44] ابن المغيرة ، الأسدي ، الجمَّال ، أبو محمد ، كوفي ، ثقة ، له كتاب ، روى عن الامام الصادق (عليه السلام) ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 198 ( 525 ) ، الرجال ، الطوسي : 227 ( 3064 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 95 ( 403 ) .
[45] كامل الزيارات ، ابن قولويه : 545 ح 834 .
[46] في المصدر : ( عليهم ) .
[47] الأمالي ، الطوسي : 164 ح 374 .
[48] الفرقان : 74 .
[49] مضت ترجمته .
[50] لم نعثر له عل ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر .
[51] ابن ظهير ، أبو إسحاق الفزاري ، له كتب ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 15 ( 15 ) ، الفهرست ، الطوسي : 35 ( 4 ) ، الرجال ، ابن داود : 31 ( 15 ) .
[52] كوفي ، فزاري ، روى عن الامام الصادق (عليه السلام) ، ينظر ، الرجال ، الطوسي : 228 ( 3090 ) ، نقد الرجال ، التفريشي : 2/437 ( 2693 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 1/424 .
[53] إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي ، أبو محمد القرشي ، المفسر ، روى عن الامام السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام) ، ينظر : الرجال ، الطوسي : 109 ( 1062 ) ، الكنى والألقاب ، القمي : 2/311 , نقد الرجال ، التفريشي : 1/221 (509) .
[54] كنية يشترك فيها عدد من الرواة .
[55] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 381 .
[56] مضت ترجمته .
[57] لم ترد له ترجمة في المصادر ، وورد في إسناد بعض مروياتنا ، ينظر : معجم رجال الحديث ، الخوئي : 5/45 .
[58] القطان ، خرج أيام أبي السرايا ، ضعيف ، ينظر : خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 390 ( 2 ) ، الرجال ، ابن داود : 268 ( 411 ) ، نقد الرجال ، التفريشي : 4/64 ( 4268 ) .
[59] مضت ترجمته .
[60] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 381 .
[61] أبو عبد الله العمي ، بصري ، عربي ، له كتب ، طُعن فيه ، روى عن الامام الرضا (عليه السلام) ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 337 ( 901 ) ، الرجال ، ابن الغضائري : 92 ( 131 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 2/87 .
[62] مضت ترجمته .
[63] لم نعثر له على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر .
[64] مضت ترجمته .
[65] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 381 .
[66] لم نعثر له على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر .
[67] ابن كثير ، أبو سعيد العامري ، له كتاب ، طُعِنَ فيه ، ينظر : الرجال ، النجاشي : 234 ( 620 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 117 ( 559 ) ، الرجال ، ابن داود : 255 ( 294 ) .
[68] لم نعثر له على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر .
[69] لم نعثر له على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر .
[70] لم نعثر له على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر .
[71] عمارة بن جوين ، بصري ، لم يرد في مصادرنا ، ووقع في إسناد بعض مروياتنا ، وهو مذكور في مصادر العامة ، وطعنوا فيه لتشيعه ، ينظر : قاموس الرجال ، التستري : 11/546 ( 963 ) ، التاريخ الكبير ، البخاري : 6/499 ( 3107 ) ، تقريب التهذيب ، ابن حجر : 1/709 ( 4856 ) .
[72] الصحابي المعروف .
[73] تأويل الآيات الظاهرة ، الاسترابادي : 381 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|