المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



توقف عن اتخاذ مواقف دفاعية  
  
2878   03:23 مساءً   التاريخ: 27-3-2021
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون ود. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص203-206
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2018 1925
التاريخ: 2024-10-05 443
التاريخ: 13-1-2016 2356
التاريخ: 2023-02-19 1394

لو تمكنت من تقليل المواقف الدفاعية في شخصيتك فستنعم بأفضل علاقة ، ليس هذا فحسب ولكن من الواضح ستصبح أكثر الأفراد الودودين والمحبوبين في هذا العالم ، سوف تستمتع بالكثير من الجاذبية والتأثير الساحر الذي لا يقاوم على الآخرين ، وستصبح مثل مغناطيس يجذب العديد من علاقات الصداقة الإنسانية ، وسيتوافد الآخرون من أجل أن يحظوا بالقرب منك ، وستعيش مع شريكك حياة سعيدة للأبد.

لنكن واقعيين ، فإن أحداً لا يستطيع أن يقلل من جميع المواقف الدفاعية لأنها جزء من تكويننا كبشر. كل فرد يظهر مواقف دفاعية في بعض الاوقات ؛ لأنه ما من أحد يحب أن يوجه له الانتقادات ، أو أن يتم استجوابه أو أن يهاجمه أحد ويسارع بإصدار الأحكام عليه أو يوبخه أحد  ولكن ببذل بعض المجهود نجد أنه من السهل نسبياً أن نتقدم بخطوات ثابتة لنصبح أقل استعداداً لاتخاذ مواقف دفاعية.

وكما يوضح معنى كلمة اتخاذ مواقف دفاعية يعني أننا نشعر بحاجتنا لأن ندافع عن أنفسنا ؛ لأننا وعلى نحو عاطفي نضطرب ونصبح متزمتين ونقاوم التعليقات – وأحياناً مجرد الأفكار – التي توجه إلينا. ونحن نتخذ تلك المواقف الدفاعية كمحاولة لحماية أنفسنا ؛ لأن هذا جزء من ردود أفعالنا وهي ((حارب أو لذ بالفرار)).

إنه من حسن الحظ أن الانفعال العفوي الناشئ عن التعود وهو نوع من ردود الأفعال الدفاعية يحمينا من الإحساس بالأذى أو الرفض أو عدم الأمان ، أما سوء الحظ فهو لأنه في حالة تحقيقه للنتائج المرجوة سوف نشعر جميعناً بالأمان والاستقرار التام وسيصبح لدينا استراتيجية يمكنها حمايتنا عندما نحس بأننا واهني العزيمة لدى تعرضنا لتلقي الانتقادات ، ولكن لو أوليت اهتماماً دقيقاً لحقيقة مشاعرك بعد أي رد فعل من الردود الدفاعية ، فسوف تلحظ أنه ينتهي بك المال وأنت تعاني من إحساس مرير لأن الأمر برمته يشبه وضع الملح على الجرح.

والخبر الجيد أن الجانب الحسن لفشل اتخاذ المواقف الدفاعية هو – ولأنها تعمل بطريقة رديئة – فإنها تبلغنا أنه لا بد من وجود طريقة أفضل للتصرف وبالطبع هناك طريقة أفضل للتصرف.

إن البديل للشعور أو للتصرف بصورة دفاعية يعرف بالتقبل – وهو على عكس ردود الأفعال الدفاعية التي تشبه ضم قبضتك واتخاذ موقف معاند – فإن التقبل يشبه إطلاق قبضة يدك لكي تصبح متفهماً ومتفتحاً. عندما تبذل جهداً شديداً لتصل إلى التقبل ، فأنت بذلك تنشد استقبال الحياة وما تحويه من انتقادات أو تعليقات ، أنت لا توافق عليها إلا بدرجة من الاتزان ورباطة الجأش.

إن التقبل لا يعني أن تكون شخصية خاضعة ولا تكون فاتر الشعور ، ولا يعني أن تغير من أفكارك التي تعتنقها بشدة ، بل على العكس فإن التقبل يعني أن تصبح أكثر تفتحاً وتفهماً لما يقوله الآخرون. إن الأمر يعني أن تصبح أقل انفعالاً وأن تحسن الإصغاء.

قد يراودك في البداية إحساس بأن الأمر غريب – فإن اتباعك أسلوب أكثر تقبلاً وتفاعلاً مع الحياة قد يحمل بعض الصعوبات ، ولتبدأ في التغير يعوزك أن تقفز قفزة واثقة ومستعدة لتجربة أسلوب أكثر اعتدالاً وتساهلاً ، وهذه إحدى تلك التجارب الجميلة التي تزداد مع كل محاولة ، وعندما ترى مدى السهولة التي ستجدها في حياتك وعلاقتك فسوف تتشبث بالأسلوب الجديد وسوف تفقد رغبتك في المقاومة كثيراً.

عندما تعرف طريقك سوف تجد أنك تختار معاركك بحكمة أكثر ، فعندما يوجد أمر مهم بحق أو يستدعي أن تدافع عنه ، سوف تبذل الجهد المطلوب ، ولكن فيما يتعلق ((بصغائر الأمور)) فسوف تصبح بعيداً عنها قليلاً – وعندما يوجه لك أحد ما هجوماً أو انتقاداً ستظل هادئاً وستتمكن من أن تقرر مدى صحة التعليقات من عدمها. فإما أن تتعلم من التجربة وإما أن تترك الأمور بحكمة ، وأي من الأسلوبين اتبعت فلن يكون له نفس التأثير ، كما كان يحدث في السابق هناك كم هائل من الربحية التي تعود عليك عندما تصبح أقل دفاعاً عن نفسك ، وشريكك سوف يستجيب مع هذا التغير في موقفك بأن يصبح سهل العشرة ، وربما أيضاً يصبح بدوره أقل دفاعاً عن نفسه ، هذا بالإضافة الى ازدياد حصيلة تعلمك وخبراتك فبدلاً من الاستجابة الغاضبة للانتقادات أو الاقتراحات أو استخدام أسلوب الخوف أو الهروب ستجد نفسك توافق وتؤيد وجهة النظر الأخرى وستحظى بالمزيد من الأحاديث القلبية وتقل نسبة حدوث النزاعات المناوئة. لماذا لا تجرب هذا الأسلوب؟ وماذا لديك لتخسره ، إن ما لديك هو رد فعل تعودي يتصادم مع علاقتك من أن تصل إلى ما يجب أن تكون عليه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.