المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6311 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

عبد الله بن عباس ومنهجه في التفسير
16-11-2014
النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة هل هو نهي كراهة أم تحريم؟
30-11-2015
القمر جسم مظلم
2023-11-02
Henry Ernest Dudeney
26-2-2017
كثافة الشبكة المائية والتكرار النهري
8-1-2016
عمليات خدمة المحاصيل بعد الزراعة
15-3-2016


صفات حميدة  
  
5076   07:10 مساءً   التاريخ: 8-3-2021
المؤلف : ألسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
الكتاب أو المصدر : أخلاقِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلام)
الجزء والصفحة : ج2، ص172-111
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2019 2201
التاريخ: 26-9-2020 3047
التاريخ: 4-2-2021 2518
التاريخ: 9-2-2019 5175

قال (عليه السلام) : كان لي فيما مضى اخ في الله ، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه ، وكان خارجا من سلطان بطنه ، فلا يشتهي مالا يجد ، ولا يكثر إذا وجد ، وكان اكثر دهره صامتا ، فإن قال بذ القائلين وتقع غليل السائلين ، وكان ضعيفا مستضعفا ، فإن جاء الجد فهو ليث غاب وصل واد ، لا يدلي بحجة حتى يأتي قاضيا ، وكان لا يلوم احدا على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره ، وكان لا يشكو وجعا إلا عند بارئه ، وكان يفعل ما يقول ، ولا يقول مالا يفعل ، وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت ، وكان على  ما يسمع أحرص منه على ان يتكلم ، وكان إذا بدهه امران نظر ايهما اقرب إلى الهوى فخالفه.

فعليكم بهذه الخلائق فالزموها وتنافسوا فيها ، فإن لم تستطيعوها ، فاعلموا ان اخذ القليل خير من ترك الكثير (1).

الدعوة إلى الاتصاف بصفات حميدة مؤثرة في رسم صورة الإنسان ، وتكوين الانطباع عنه بشكل ايجابي ، وهذه الصفات مهمة جدا بحيث رضي (عليه السلام) بأن يحاول الإنسان الالتزام ولو ببعضها ، كونها مما تؤسس لدى الفرد أسس الخير والقوة ، وتهيئ لأن يذكر ذكرا حسنا ، وبالتالي لو لم يلتزم الفرد بها لخصوصياتها الذاتية ، فسيلتزم بها باعتباراتها الاعلامية الداعية إلى الاهتمام به كمتميز في مجتمعه ، وهو ما يعود على الجميع بفوائد كثيرة جدا ، وإذا ما تعاهدناها بالرعاية ، فستنتج صلاحا اجتماعيا ، وهو ما يلزمنا جميعا الطموح لتحقيقة ، لمسئوليتنا الشرعية والاخلاقية في مجتمعاتنا ، فقد روي عن النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، الامام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته (2) ، بما يساوي الجميع في موقف المسئولية القانونية ، ومن الطرق المضمونة للتخلص من تبعات ذلك هو التثقيف الجماهيري ، كما الالتزام الشخصي بالصفات التالية :

أ- تصغير الدنيا ، وعدم اعطائها اكثر مما تستحق ، بل بقدر انها محطة يتوقف عندها المجتاز إلى غيرها ، فلا يبالغ في الاهتمام بما فيها ، ليقينه بمفارقته لها ، فلماذا يعتني بما يتركه.

نعم من حقه الاهتمام بها بما يؤدي الغرض ، ويقضي المهمة ، لكون الزائد هدرا وتضييعا .

وان عملية الموازنة بين الاشياء ومقتضياتها من الاهتمام ، لمما يكشف عن مستوى عقل الإنسان ، حيث يعطي كل شيء ما يستحقه ، ولذا كان انطباعه (عليه السلام) عن هذا الأخ الصديق بهذا المستوى من العظمة والتوقير ، حتى حث الامة على التخلق بأخلاقه وصفاته ، وعليه فلم تكن هذه صفة من فاتته الدنيا او يئس منها ، بل هي صفة كريمة يلزم الاتصاف بها حتى لمن أقبلت عليه الدنيا ، حيث انها لم تقبل عليه إلا بعد ان أدبرت عن غيره ، فالتصغير كناية عن معرفة طريقة التعامل المنعكس على تصرفات الانسان ، وهو مالا يقبل الإخفاء.

ب- التحكم بالبطن ، حيث يتورط البعض بالسرقة او الكذب او الغش او الاحتيال او غيرها من المعاصي ، بسبب عدم سيطرته على شهواته البطنية ، فيقع تحت طائلة القانون الشرعي او الوضعي ، ليدفع غرامة او يقضي مدة في السجن او يدان فتتلوث صفحة معلوماته بذلك ليحرم من بعض الفرص الوظيفية ونحوها.

وقد كانت طريقة التحكم سهلة ، حيث يلتزم الانسان بأن يكتفي بالميسور ولا يطلب غيره ، لئلا يضطر إلى استعمال طرق ملتوية ، لتحصيل ما اشتهاه ورغبه ، كما لا يكثر مما يتيسر ، لئلا يصاب بالأمراض او غيرها كسوء السمعة ووصفه بالنهم والشره ونحو ذلك مما يعاب اجتماعيا.

ويمكننا ان نستشف تعميم الحكم إلى غير البطن بوصفها الوعائي للطعام والشراب ، ليشمل سائر الملذات الاخرى ، من الجنس واللبس والفرش والكماليات الاخرى ، لئلا يتحول الإنسان إلى مجسمة عرض، فيعيش وهو مثقل بالقروض والغرامات من اجل تحقيق تلك الملذات الجسدية ، التي سرعان ما تجهز على بعض قواه البدنية فتنهكها بالوجع والاضطرار إلى المداخلات الجراحية او نحوها ، او ما تسببه من احراجات اجتماعية ، حتى ليتحاشاه الناس بسبب صفته تلك ، عندما يبيح لنفسه الاخذ والاستحواذ على مقتنيات غيره ، لمجرد انها اعجبته ، وهو ما يطبعه بطباع سيئة كالأنانية وحب الذات وتفضيل النفس على الغير على العكس من الإيثار.

وان في التحكم بالبطن ، تدريب على الصبر والتحمل والشجاعة ، وهي من الصفات المهمة ، إذ قد يخترق البعض من خلال تجميع نقاط الضعف لديه ، ومن النقاط الاكثر سهولة للاختراق ، هي رغبات الإنسان وملذاته، فإذا سيطر على نفسه في ضبطها ، كان اكثر امنا وحصانة.

ت- التحكم باللسان ، باعتباره مصدرا مهما في تحريك الانسان باتجاهات مختلفة ، فإذا ما أمكن ان يسيطر عليه ، فسيسهل التحكم بغيره، كونه يمثل أداة تعريف بأفكار الناطق  وتوجهاته ، الامر الذي يخيف سائر الاعضاء ، كما يورطها في كثير من الاصابات الخطيرة ، حتى روي عنه (صلى الله عليه واله) : يعذب اللسان بعذاب لا يعذب به شيء من الجوارح ، فيقول : يا رب لم عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من الجوارح ؟ فيقال له : خرجت منك كلمة بلغت مشارق الارض ومغاربها ، فسفك بها الدم الحرام ، وأخذ بها المال الحرام ، وانتهك بها الفرج الحرام ، فو عزتي لأعذبنك بعذاب لا اعذب به شيئا من الجوارح (3) ، كما روي عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال : ان لسان ابن ادم يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول : كيف اصبحتم ؟ فيقولون : بخير ان تركتنا، ويقولون : الله الله فينا ويناشدونه ويقولون: انما نثاب ونعاقب  بك(4) ، بما يجعل منه سلاحا ذا حدين ، الامر الذي يستدعي ان يوزن الصادر منه بدقة ، تفاديا من الوقوع في ورطاته.

ث- قوة النفس بما يؤصل للعزيمة والثبات والمواصلة ، لكن في مواضعها المناسبة بدون تهور او تسرع ، وإلا لكانت تقحما في المهالك ، فإنها ما لم تقع موقعها ، أدت عكس المطلوب منها ، مع التأكيد على اهمية عدم التسرع بالحكم لمجرد ضعف البنية الجسدية أو قلة عدد العشيرة ونحوه مما يوجب استضعاف الناظر ، حيث لم أو قلة عدد العشيرة  ونحوه مما يوجب استضعاف الناظر ، حيث لم تبدو ملامح القوة والصلابة ، فإن الاهم هو الصبر في الشدائد والثبات في النوازل ، وإلا فمن اليسير التمظهر بالقوة من دون واقعية ، ثم سرعان ما ينكشف جبنه وانهزامه.

وان الاتصاف بهذه الصفة لمما ينمي لدى الفرد الاعتماد على النفس والشعور بالكفاءة الذاتية ولو بالتمرن والتدريب ، وبعكسها يكون الانكسار والتقهقر مع الفضيحة.

ج- الالتزام بوضع الشيء موضعه المناسب ، فلا يتعجل الامور بل ينتظرها حتى يحين وقتها ، وهو ما يؤشر على الحكمة والتأني ، كما يؤدي إلى تعود الصبر وكتمان السر ، حيث يتعلق الأمر بالغير، مضافا إلى ان الإدلاء بالحجة وعرض الدليل قبل وقته المناسب مما يساعد المتربصين ، كما يكشف عن سوء تقدير الشخص ذاته ، ومن هنا كان دقة التوقيت صفة يلزم التحلي بها.

وإن تفعيل هذه الصفة اجتماعيا لمما يدفع بعجلة القضاء إلى تحقيق العدالة ، واختصار الشوط للوصول إلى الوقائع الجنائية او غيرها مما ييسر الاجراءات المتخذة امينا او قضائيا او إنسانيا أو غيرها ، كما ان عدم تفعيل هذه الصفة مما يؤدي بالإنسان إلى الاتهام او المقاضاة ، وصولا إلى العداوة والمقاطعة الاجتماعية ، لذا فإذا لم يختر ذلك عن قناعة، فلابد من البحث عما يحفظ له اعتباره العام ، لما لعدم حفظ المعلومات القضائية من خطورة بالغة.

ح- التأني في الحكم على الاخرين، والتفكير الطويل قبل الاستعجال باللوم والعتب ونحوهما ، مما يدل على الانصاف والواقعية ، كما ويكشف عكسه عن الظلم النفسي ، بحيث لو امكنه الحمل على الصحة لما فعل ذلك ، ترجيحا لما في نفسه من حكم مسبق.

وهذه صفة مهمة على صعيد حفظ العلاقات من ان تؤثر عليها شوائب العجلة والارتجال والميل النفسي وغير ذلك مما يكدر صفو العلاقات الاجتماعية ، بما يمثله ذلك من صدمة للطرف الاخر او إخراجا له عن كونه عاقلا او مسلما ، وهو ما يؤذيه نفسيا ، بل يؤثر عليه اجتماعيا ، لذا كانت من القواعد المشهورة اصالة الصحة ، باعتبار تطبيق المسلم للقانون الاسلامي الذي يلتزمه ويدين به ، فلا موجب لإساءة الظن به أو حمل فعله على غير الصحة ، مع كونه من المسلمين الذي قد جرت سيرة المتدينين منهم عمليات على ترتيب آثار الصحة على أعمال الناس من العبادات والمعاملات والعقود والايقاعات ، فهم ملتزمون بذلك فيما بينهم ، والخروج عن ذلك مستغرب ، بل كان معروفا بحيث اتصل بعصر المعصوم (عليه السلام) وقد امضاهم على ذلك وأقرهم عليه ، مما يعطينا موافقته لهم في ذلك، بينما نجد ان الاسراع باللوم يمثل خروجا عن القاعدة ، لذا وسواه كان الحث في هذا المقطع من الحكمة على عدم اللوم قبل معرفة الأسباب ، وهي عديدة ، حتى روي عن النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) انه قال : اطلب لأخيك عذرا فإن لم تجد له عذرا فالتمس له عذرا (5)، وعن  أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال : أيها الناس ، من عرف من اخيه وثيقة دين وسداد طريق فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال ، أما إنه قد يرمي الرامي وتخطئ السهام ويحيل الكلام ، وباطل ذلك يبور والله سميع وشهيد ، أما إنه ليس بين الحق والباطل إلا أربع أصابع – فسئل (عليه السلام) عن معنى قوله هذا ، فجمع أصابعه ووضعها بين أذنه وعينه ثم قال : الباطل ان تقول سمعت والحق ان تقول رأيت – (6) ، بما لا يترك مجالا للوم فضلا عن ترتيب الاثر على التصور والتقدير الشخصي.

خ- تحمل الوجع ، بما يعنيه من الصبر على المرض، وعدم الشكوى ، لما في ذلك من رفض عام يجر إلى ابتعاد الناس وتثاقلهم منه ، مما يسبب له إحراجا بل إضرارا ، ولا سيما إذا استبطن الاعتراض على الخالق تعالى وعدم الرضا والتسليم لما أراده لعبده.

نعم قد يذكر ذلك بعد شفائه منه ، وهو مالا بأس فيه ، كما لا يعني ذلك عدم استشارة ذوي الاختصاص ، وانما المراد عدم إشاعة اجواء الكآبة من خلال بث الشكوى.

د – الالتزام بعدم زيادة القول على الفعل ، فلا يكثر ادعاؤه ، بل يبادر إلى التطبيق ، لير الناس منه الصدق والوفاء ، قبل ان يخسر ثقتهم فيتلاشى رصيده الاجتماعي ولا ينفعه الترميم  بعدئذ ، خاصة وانه في سعة من ذلك فعليه ان لا يضيق على نفسه بإكثار المداعيات واوعد بالمشاريع المستقبلية ، مع كونه غير مستعد للتنفيذ ، ولو لأوجه الأسباب ، فستتلون صورته في أذهان الناس بهذا اللون القاتم والذي يعسر تغييره إلا بعد جهد ووقت.

ذ- كثرة السكوت والرغبة في الاستماع للغير، لما فيه من راحة جسدية ونفسية ، بل تترتب على ذلك السلامة الامنية – احيانا - ، مضافا إلى مقدور للإنسان اكثر منق درته على الكلام ، حيث قد لا يستطيع ان يعبر عما يريده ، لكنه يمكنه السكوت احتجاجا او اشعارا لآخر بما لا يؤديه الكلام ، وبالتالي ففي السكوت ما ليس في الكلام ، ولا سيما لو كان سببا لإطلاعه على رؤى الغير وتجاربهم ، فيزداد خبرة وبصيرة في الامور.

وان التثقيف العام على التحلي بهذه الصفة ، لما ينفع في الحد من بروز العديد من المشكلات التي تؤدي إلى المشاجرات او ارتكاب الجرائم ، لذا روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا ، فإذا تكلم كتب محسنا او مسيئا(7)، مما يؤسس لفضيلة السكوت ، بوصفه ضمانا مؤكدا للسلامة في الدنيا والاخرة ، كما يشجع على التلقي مع ما فيه من ثواب ، مقابل الكلام مع ما فيه من تبعات – احيانا -.

ويمكن إبداء الفرق بين صفة الصمت مما تقدم في (ت) وصفة السكوت (ذ) ، بأن الاول ما لم يكن في مواجهة تدفع به باتجاه الكلام ، بينما الاخر مالو كان كذلك ، إلا انه فضل السكوت وعدم الجواب ، لئلا يتطور الموقف سلبا ، ولعله المناسب للتأكيد والتكرار في ذكر الصمت والسكوت ، لبيان مدى السيطرة على النفس ، فهو اختيار لا يفضل كثرة الكلام ، كما انه لو كان مع غيره فلا يبادر إلى الكلام ، بقدر ما يختار عدمه ، أو يكون الفرق بمستوى : انه لو كان لمفرده فلا يبتدئ احدا بذلك ، كما لو انه كان مع الاخرين فيكون دقيقا في مبادلتهم الكلام ، خشية ما يترتب ويلزم مما لا يعرف حجمه ، وقد روي عنه (عليه السلام) : ان الكلام ذكر والجواب أنثى ، وحيثما اجتمع الزوجان فلابد من النتاج(8).

ر- السيطرة على النفس ، والتحكم في مرحلة إصدار القرار ، فلا يغلبه شيء على ذلك ، بحيث لو اعترضه امران ، وازن بينهما ثم اختار ما يخالف رغبته النفسية، ليكون م خالف نفسه الامارة بالسوء ، وكبح جماحها ، قال تعالى : {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات : 40، 41].

نعم لا يعني ذلك مطلق المخالفة ، بل ما تكون طاعة للعقل ، لئلا يتحول علمه إلى جهل ، عندما يصر على موقفه اعتزازا بنفسه ولو كان خطأ، فكانت الحكمة بصدد تثقيف الجماهير على ضرورة الاحتكام غلى الثابت العقلي الذي يلتقي مع الخطوط المعرفية العامة ، وانه يلزم اتخاذ القرار الصائب وعدم تفويت ذلك لدواع وقتية ، بل لابد ان تكون النظرة شاملة ، لتكون المعطيات ناضجة ومهمة ، بينما ان متابعة الانفعالات المرتجلة لا تؤدي الغرض المطلوب ، بل تزيد من تعقيد الحال في الدنيا او الاخرة ، وهذه الصفة ذات بعد مؤثر في الكشف عن قابلية الإنسان في ضبط النفس وعدم انصياعه للمؤثرات الزائلة.

وفي نهاية بيان هذه الصفات ، كان اهتمامه (عليه السلام) على التحلي بها كلا او بعضا ، وعدم التخلي عنها لعدم القدرة على الجميع ، بل اخذ القليل خير من ترك الكثير، وهو حث مؤكد على ملاحقة رذائل الصفات وإزالتها ، وعدم الاستسلام لها ، لما تجنيه على المتصف بها، فيلزمه السعي لإزالتها ، دون الاعتذار بعدم القدرة ، وهذا ما يؤسس لمجتمع يتكامل أفراده ، عندما يشعروا بوجود سلبيات الصفات ، ولا يتركوها تستفحل ، لنحتاج إلى إعادة التأهيل والتنظيم، من خلال دور الإصلاح ودورات الباحثين الاجتماعيين  او سواهم ممن يعني بتهذيب أفراد المجتمع ، وبالتالي كان التزام كل فرد مغنيا له عن متابعة غيره له ، بل تتأصل فيه بما يميزه أمام غيره وهو ما يفخر به.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بذ : غلب ، تقع غليل ، يروي العطش ، الجد ، ضد الهزل ، ليث غاب : اسد الغابة ، صل واد : حية الوادي ، والتشبيه بالأسد والحية ، لما يمثلان من القوة ، بدلي : يحتج ، البرء : الشفاء ، بدهه : فجأه.

(2) صحيح البخاري 1/215.

(3) كنز العمال 3/557 / ح7897.

(4) الكافي 2/ 115/ ح13.

(5) بحار الانوار 72 / 197 .

(6) نهج البلاغة 2/24.

(7) الكافي 2/116 / ح21.

(8) كنز العمال 3/695 / ح8489 .

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.