أقرأ أيضاً
التاريخ: 14/9/2022
1172
التاريخ: 9-11-2014
12410
التاريخ: 26-09-2014
5219
التاريخ: 28-09-2014
5487
|
ان الحكمة في القرآن وما تلقيه من ظلال على المنهج الرباني فقد فسّرها ابن عباس (رضي) بتعليم الحلال والحرام. (1)
ويمكن أن نفهم من هذا الكلام ومن خلال آيات القرآن الكريم وكلام المفسرين أنها تعني كل ما يتصل بالحياة العملية من برامج، وآداب خلقية واجتماعية.
عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن قول اللّه تبارك وتعالى : {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة : 269]
قال : هي طاعة اللّه ومعرفة الإسلام (2)
وفي تفسير العياشي عن سليمان بن خالد قال : سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن قول اللّه تعالى : {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} فقال : «إن الحكمة الحكمة المعرفة والتفقه في الدين، فمن فقه منكم فهو حكيم، وما من أحد يموت من المؤمنين احب إلى إبليس من فقيه». (3)
فإن الحياة الاجتماعية تحتاج إلى برامج عملية تتوافق مع طبيعة الحالة التي يعيشها الإنسان، فليس أحكام القرآن وتشريعاته هي مجرد أحكام وآراء لا واقع لها، أولا يمكن للإنسان أن يتكيف معها باعتبار الزمان أو اعتبار المكان.
فالتشريعات الإلهية من المعارف والأحكام تحمل في داخلها صيغة تكيفية، فهي ذات ميزة عملية لا تختص بزمن دون زمن، ولا مكان دون مكان، وإنما يحتاج الإنسان في حالة تطبيقها على الواقع إلى المعرفة بالحياة والعلم.
يروى عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال : «إن اللّه تبارك وتعالى آتاني القرآن، وآتاني من الحكمة مثل القرآن، وما من بيت ليس فيه شيء من الحكمة إلا كان خرابا ألا فتفقهوا، وتعلموا، ولا تموتوا جهالا» (4)
والحكمة القرآنية التي اتصف بها كتاب اللّه لا يعتريها أي نقص في كل حقول الحياة، وقد أوصلها اللّه إلى نبيه محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فهي حكمة القرآن، وما يحويه من تعاليم ترتبط بكل الجوانب الخيرة في الإنسان العقلية والفطرية والعلمية والعملية والأخلاقية، فردية كانت أم اجتماعية.
يقول صاحب تفسير الفرقان الدكتور الصادقي : وافضل الحكم الربانية على طول خط الرسالات هو القرآن العظيم، فالعلم به حكمة عملية(5)
وبالحكمة التي تنطلق من القرآن، ويمتاز بها هذا المنهج الرباني، ونحصل عليها من خلاله، كما
يقول النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : «من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحي إليه، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطى أفضل مما أعطى، فقد عظم ما صغر اللّه وصغر ما عظم اللّه، وليس ينبغي لصاحب القرآن أن يجدّ مع من جدّ، ولا يجهل مع من جهل وفي جوفه كلام اللّه» (6)
بهذه الحكمة نستنبط الحلول لمشاكل الحياة، ونستوضح البرامج من القرآن، ونرسم الخطط للمستقبل مع التطور الحاصل الذي يفاجئ الإنسان، فيكون هو بدوره قد استعد له على ضوء وهدى القرآن الكريم.
أ ليس تعليم الحكمة إلى المسلمين من المهام التي كلّف اللّه بها النبي (صلى الله عليه واله وسلم)؟
فلم يكن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يعلمهم الكتاب فقط ، بل كان يعلمهم كيفية تطبيق الكتاب {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [البقرة : 129] فلم يقتصر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) على تعليمهم القرآن، وإنما أرشدهم إلى الأصول والمناهج التي ينطلقون منها حين مواجهة أي مشكلة تقع عليهم فيستطيعون حلها.
فالحكمة هي ضالة المؤمن، فيبحث عنها أنّى وجدها، وأين وجدها، فهو يتحرى دائما عن ضالته، كي لا يقع في ضلالته، فيخرج من العمى إلى الهدى، ومن الغي إلى الرشد.
وحين يكون القرآن منار الحكمة، فيسعى إليه ليأخذ منه المعرفة، والتفقه في الدين وأمور حياته، كما جاء في الحديث السابق حيث «الحكمة المعرفة والتفقه في الدين، فمن فقه منكم فهو حكيم»
وهل يصدر الفقه وأصول الدين إلا من القرآن؟.
____________________
1. كنز الدقائق ( ج 2) ص 444 .
2. المحاسن ص 148 .
3. تفسير العياشي ( ج 1) ص 151 .
4. مجمع البيان ص 382 .
5. الفرقان ( ج 4) ص 290 .
6. الدر المنثور ( ج 1) ص 341 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|