المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ما معنى «الإحباط والتكفير» ؟ وما رأي علمائنا الأبرار في ذلك ورأي الأشاعرة والمعتزلة ؟  
  
1783   07:06 صباحاً   التاريخ: 16-1-2021
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج7 ، ص 14
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / المعاد /

الجواب : قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [ الآية 114 من سورة هود].

 

وقال تعالى: {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} [ الآية 217 من سورة البقرة والآية 22 من سورة آل عمران والآية 53 من سورة المائدة والآية 147 من سورة الأعراف والآيتان 17 و69 من سورة التوبة والآية 105 من سورة الكهف].

عرَّفوا الإحباط بأنه خروج فاعل الطاعة عن استحقاق المدح والثواب إلى استحقاق الذم والعقاب.

وعرَّفوا التكفير للذنوب، بأنه خروج فاعل المعصية عن استحقاق الذم والعقاب إلى استحقاق المدح والثواب.

غير أننا نقول: إن هذه التعريفات غير وافية بالمراد، إذ إن الإحباط يطلق أيضاً على مجرد سقوط مثوبة فعل الطاعة..

وإذا استحق عقوبة بعد ذلك، فإنما يستحقها على فعل آخر غير فعل الطاعة الذي سقطت مثوبته وذهبت..

كما أن المراد بالتكفير هو إسقاط ما تقتضيه السيئة من عقوبة، وستره، وإن لم يستحق مثوبة جديدة، ولا يمكن أن يستحق المثوبة على فعل تلك المعصية التي سقطت عقوبتها.. بل هو إن استحق مثوبة، فإنما يستحقها على فعل آخر.

ومع غض النظر عن هذا وذاك نقول:

إن الارتداد عن الدين يوجب الحبط، ويمحو الحسنات، ويجلب للكافر سيئات كفره لو مات على تلك الحالة. أما لو عاد إلى الإيمان فإن تلك الحسنات تبقى تحسب له، ولا يجب عليه إعادة عباداته التي كان قد فعلها أيام إيمانه.

وقد روى الشيخ في التهذيب، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال:

«من كان مؤمناً وعمل في إيمانه، ثم أصابته فتنة، فكفر، ثم تاب وآمن.

قال: يحسب له كل عمل صالح في إيمانه، ولا يبطل منه شيء».

قال تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} [ الآية 217 من سورة البقرة].

ومن موجبات الحبط؛ التكذيب بالآيات، ولقاء الآخرة أيضاً.. قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} [ الآية147 من سورة الأعراف].

ومن موجباته الجهر بالقول للرسول صلى الله عليه وآله، قال تعالى: {وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ}[ الآية2 من سورة الحجرات].

والكفر، والصد عن سبيل، والمشاقة للرسول، ومعصية الرسول من موجبات ذلك أيضاً، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [ الآيتان22 و23 من سورة محمد].

وأما التكفير فإن أجلى مصاديقه هو الإيمان اللاحق للكفر، والتوبة اللاحقة للمعصية..

وأما القول بأن كل لاحق من الطاعات يسقط السيئات السابقة، أو كل لاحق من المعاصي يحبط ما سبقه من حسنات، فهو غير صحيح على إطلاقه.

بل الصحيح هو أن مثوبة بعض الحسنات قد تكون هي إسقاط عقوبة السيئة أو السيئات السابقة، كالإيمان الذي يوجب سقوط العقوبة عما اقترفه في حال كفره من شرب خمر، وأكل ميتة، وكذب، وترك صلاة وصوم و.. و.. الخ..

وكالتوبة عن ذنب بعينه، فإنها تزيل أثر ذلك الذنب، كما أن التوبة النصوح عن جميع الذنوب.. حسنة تزيل آثار السيئات السابقة إذا جاءت على وجهها الصحيح..

ومن جهة أخرى، فإن عقاب بعض المعاصي قد يكون إسقاط ثواب سابق، وقد تكون عقوبةً من نوع آخر..

قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [ الآية 114 من سورة هود]، وقال: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [ الآية 8 من سورة التحريم] والآيات في ذلك كثيرة.

وقد قال جمهور المعتزلة: إن كبيرة واحدة تحبط جميع الطاعات.

وقال أبو علي الجبائي وابنه أبو هاشم: من زادت معاصيه على طاعاته أحبطت معاصيه تلك الطاعات وبالعكس.

وقال المرجئة: لا عقاب على زلة مع الإيمان، لأن الأيمان يحبطها. كما لا ثواب لطاعة مع الكفر.

والأشاعرة قالوا: لا يستحق العبد مثوبة على الطاعات، فإن أثابه فبفضله، وإن عاقبه فبعدله.. بل قالوا: إن له إثابة العاصي، ومعاقبة المطيع.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.