ما هي أسس وقواعد العلم التي قدمها لنا القرآن لننطلق منها ، ونكتشف الحياة وعلومها؟ |
2199
03:52 مساءاً
التاريخ: 5-05-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-05-2015
1983
التاريخ: 2024-03-19
894
التاريخ: 2024-10-07
300
التاريخ: 1-03-2015
2165
|
الأول : العلم بالقيم
تحدث القرآن عن القيم ومنها قيمة العلم، العدالة، الحق، الصدق، الإخلاص ... فإذا أردنا أن نتعلم من القرآن، وأن نأخذ العلم، فنأخذ بهذه القيم لأنها أصل الحياة، وهي التي تبعث الإنسان، وتحركه نحو التقدم والرقي والتطور، وتجعل منه شخصا طموحا ميّالا إلى الأفضل والأحسن دائما، ولذا جاء في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : «العلم حياة» و«بالعلم تكون الحياة» و«و اكتسوا العلم يكسبكم الحياة». (1)
فبالعلم يحيا الإنسان ويتقدم، طريقه إليه هو التزامه بهذه القيم. فالقرآن يخاطب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قائلا : { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ } [البقرة : 120] , فلا يكون العلم الذي هو في مقابل الهوى إلا بمعرفة هذه القيم وتعلمها، فإنها هي أصل العلم، وما يؤكد هذه الفكرة هي هذه الحادثة التي تروى عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : «انه دخل المسجد فإذا جماعة قد طافوا برجل فقال ما هذا؟
فقيل : علامة.
قال : وما العلامة؟
قالوا : اعلم الناس بأنساب العرب، ووقائعها وأيام الجاهلية وبالأشعار والعربية.
فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : ذاك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه.
ثم قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : إنما العلم ثلاثة، آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة وما خلاهن فهو فضل». (2)
وهذه إشارة واضحة إلى أن العلم بالقيم التي يفهم الإنسان من خلالها كل العلوم.
الثاني : العلم بالواقع
الكشف عن الحقائق ومعرفة الأمور بحاجة إلى محاكاة الواقع ميدانيا، والاقتراب من المواضيع الخارجية التي تكون مورد الابتلاء للناس، ومعرفة الظروف، ولا يتسنى ذلك إلا لذوي البصيرة الثاقبة، والرؤية العلمية السليمة القائمة على قيم الدين وعلى العلم بها. فالعلم في هذه الصورة الثانية هو كشف عن واقع ملموس في الخارج وإلا كان مخزونا في الصدور بلا فائدة منه.
وربما نقول بشكل أوضح أن العلم بالواقع هو ملامسة القضايا الخارجية لمعرفة الجانب التطبيقي، فلا يكفي أن تعلم، وأن تتحلى بصفة العلم، وتكون علّامة زمانك إن لم يتحول العلم إلى آلية تتحرك في المجتمع، وتقنية تعالج مشاكله، ولذا خاطب القرآن أهل الكتاب، محذرا إياهم إن لم يحولوا ذلك العلم إلى واقع عملي.
فقال سبحانه : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [المائدة : 68] .
وجاء رجل إلى رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) فقال يا رسول اللّه : ما العلم؟
قال : الإنصات .
قال : ثم مه ؟
قال : الاستماع .
قال : ثم مه ؟
قال : الحفظ .
قال : ثم مه ؟
قال : العمل به .
قال : ثم مه يا رسول اللّه؟
قال : نشره .(3)
فالقرآن كتاب السماء يدلك على دراسة ذلك الواقع بالتوفيق بين العلم والعمل في عملية تطابقية بينهما، فتكون عاملا بما تعلم، وعالما بما تعمل ، ورد في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : «يا حملة القرآن اعملوا به فان العالم من علم ثم عمل بما علم وافق عمله علمه».(4)
ويؤيد هذا الحديث قوله تعالى : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة : 44] أي عالمون بالكتاب لكنكم غير مطبقين لآياته.
فالعلم بالقيم وحده لا يكفي، وبالواقع وحده لا ينفع، بل العلم بهما يستطيع الإنسان أن يوفق بين علمه وعمله بمعرفة الواقع، وبدافع من الوازع الإيماني.
______________________
1. غرر الحكم .
2. أصول الكافي (ج1) ص 32 .
3. أصول الكافي (ج1) ص 48 .
4. نهج البلاغة (ج3) ص 102 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|