أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-14
1387
التاريخ: 1-03-2015
11252
التاريخ: 17-10-2014
2451
التاريخ: 27-02-2015
6219
|
«القرآن هو كلام اللّه المعجز المنزل وحيا على قلب الرسول الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم) بالفاظه العربية ومعانيه الحقة ليكون معجزة له ودستورا له ولامته وهو الموجود ما بين الدفتين المنقول عنه بالتواتر جملة وتفصيلا والمتعبد بتلاوته المبتدأ بسورة الفاتحة والمختتم بسورة الناس وهو خاتم الكتب السماوية» (1)
ومن عبر هذا التعريف الموجز للقرآن (2) يمكننا تلمس امور كثيرة فيه سنشير اليها في ادناه وبالتتابع ان شاء اللّه ..
1- فالقرآن أولا هو كلام اللّه تعالى وقوله ولا صنعة فيه لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا لأحد من الخلق بتاتا وإذا ما كان القرآن كلامه تعالى لزوم على الناس كافة اذن العمل به والانصياع له والسير أبدا ودوما على هداه وسبيله، وهذا العمل والسير يلزم ان يمتد إلى كافة وسائر سوره بما تضم من تفصيلات وفروع، حيث لا يستحسن للمرء هنا العمل والانصياع لشيء منها دون الآخر أو ان يؤمن ببعضها دون البعض ..
وهذا الكلام يقودنا للقول بان الفقه الاسلامي بشقيه الاثنين العبادات والمعاملات وما يتفرع منهما من احكام وفرائض وعقوبات وقوانين .... الخ ان كل هذه ينبغي ان تؤخذ من كتاب اللّه ويلتمس احكامها فيه لأنه لا حكم إلا للّه ..
ولا يفهم من هذا الحديث بانه ليس هناك غير القرآن من مصدر آخر للفقه الاسلامي يمكن ان يغترف منه أو يستنجد به عند عدم العثور في القرآن على حكم لمسألة أو جواب لتساؤل أو غير ذلك .. بل هناك مصادر أخرى بعد القرآن الكريم مثل السنة النبوية (3) و الاجماع (4) متفق عليهما بين المسلمين كافة يمكن الرجوع اليهما والعمل بهما، كما وهناك مصادر أخرى ولكنها دون الأولى حجية ورتبة نجد من يلتزم بها ومن لا يلتزم بها وهي :
العقل (5) ,القياس (6) المصالح المرسلة (7) الاستحسان (8) العرف (9) , الاستصحاب (10) شرع من قبلنا (11) ومذهب الصحابي (12) ... وطبيعي ان بعض أو غالبية هذه المصادر ما وضعت أو ما وجدت إلا لكشف الغطاء وانارة الطريق الموصل إلى تلمس حكم اللّه تعالى الصحيح ومراده الحقيقي فيما تعرض من قضايا أو مسائل ..
2- والقرآن ثانيا هو دستور دائم وقانون أزلي ونظام كامل يتناسب ويتجاوب مع دوام الدعوة الاسلامية واستمرارها إلى آخر يوم في التاريخ، لأن اللّه سبحانه حين انزله على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقام الرسول بدوره بتبليغه إلى الناس كافة لم يقصّره على مجرد كتاب خاص يحدد أو يشير إلى بعض الأحكام دون البعض أو يتولى تنظيم جانب من الحياة تاركا الجوانب الأخرى في غمرة الفوضى والاضطراب، أو خطاب لجيل واحد من الناس دون الأجيال التالية، كما «و لم يجيء القرآن ليكون متاع عقلي ولا كتاب أدب وفن ولا كتاب قصة وتاريخ- وان كان هذا كله من محتوياته- وانما جاء ليكون منهاج حياة» (13) و ليغدو الدستور الخالد للبشرية كلها منذ اشراقة انوار الاسلام على بطاح الأرض حتى نهاية البشرية وختام الحياة على هذا الكوكب، لكونه- القرآن- فخر الماضي وسلوى الحاضر وأمل المستقبل، وقد اودع سبحانه فيه كافة الأنظمة والقوانين والتشريعات والمبادئ التي تكفل للإنسان اينما كان مكانه وسكنه على الأرض المزيد من التقدم وتمهد له الأسباب الموصلة إلى الحرية والوحدة والإزدهار، بل لا نعدو الحقيقة ولا نخالف الواقع إذا ما قلنا هنا «لو ان القرآن الكريم قد نزل في هذا العصر لما تغيّرت نظرته إلى الكون ولا وصاياه ولا ارشاداته إلى سكانه» (14) .
ولو «ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء للإنسانية في امسها القريب أو يومها الحاضر أو لو أن عشرات الأنبياء انطلقوا من بعده بين المدائن والقرى مبشرين ومنذرين ما عدوا حدود القرآن في هديهم ولا تجاوزوا حلوله السمحة في المشاكل التي تعترضهم» (15) .
ومن هذا المنطلق يمكن تمييز القرآن المجيد عن الدساتير والقوانين الوضعية، فهذه الدساتير والقوانين رغم نظرتها الضيقة للحياة وضيق محيط عملها وانها من صنع ووضع نفس الانسان وحصيلة فكره القاصر، رغم هذه وتلك فهي مادية ونفعية في روحها وجوهرها بعيدة عن الفضيلة وعن الأخلاق في كثير من بنودها واحكامها تشوبها المثالب والمآخذ من كل جانب ومكان فضلا عن عدم مسايرتها لركب المجتمع وقافلة التاريخ إلا لفترة جد قصيرة ومحدودة تتعرض خلالها وعلى الدوام للتنقيح والاضافة والحذف ثم لا تلبث اثر ذلك ان تسقط تحت ثقل اوزارها، وبعد ذلك يتداعى الانسان القاصر ليملأ الفراغ الذي حصل عن فشلها وسقوطها فيسعى من أجل أن يقيم على انقاضها دساتير وقوانين لتنظيم مسيرة الحياة لفترة محدودة أخرى وعلى غرار الأولى، مما سيؤدي بالثانية دون شك للوصول إلى النتيجة التي آلت إليها الأولى من قبل والدرك الذي هوت فيه غير مأسوف عليها ..
وإذا ما أراد المرء لهذه الدساتير الثبات والبقاء فضلا عن مواكبتها لروح العصر وحاجات الانسانية المتطورة فما عليه إلا ان يفرض على مشرعيها طوعا أو كرها اعادة النظر فيها فورا من أجل سحق ومحق كل شيء جاء فيها يتعارض مع روح القرآن الكريم أو يخالف أحد اصوله أو فروعه حتى ولو تطلب الحال التضحية بها جميعا، مع الأخذ بنظر الاعتبار استبعاد فكرة التطعيم والترقيع جملة وتفصيلا كأن يؤخذ شيئا من أحكام اللّه تعالى لتضاف أو تضم إلى هذه القوانين والدساتير «لأن احكام الشريعة لا تتجزأ ولا تقبل الانفصال ليس فقط لما ذكرناه آنفا وانما لأن نصوص الشريعة نفسها تمنع من العمل ببعضها واهمال البعض الآخر، كما تمنع من الايمان ببعضها والكفر ببعض وتوجب العمل بكل احكامها والايمان بكل ما جاءت به» (16) و على أن يتم بعد ذلك نقل احكام اللّه وشريعته من كتابه الكريم ونقل سيرة رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت- ع- واصحابه الأخيار بعد صياغتها في شكل وقالب خاص بما يلائم روح العصر، أجل نقل كل ذلك إلى مكانه الخاص المقرر لتصبح هذه الشريعة والسنة الدستور الخالد للأمة والقانون الذي يفزع إليه والنظام الذي يوجّه حركتها ويجدد طريق سيرها ونهضتها، مع التأكيد مرة أخرى بضرورة تعويض ونسف كل ترقيع أو تطعيم مقصودا كان أو غير مقصود، وذلك لأن الشريعة الاسلامية يرتبط أولها بآخرها وصغيرها بكبيرها فهي إما أن تؤخذ كلها أو لا تؤخذ «فنظام اللّه خير في ذاته لأنه من شرع اللّه ولن يكون شرع العبيد يوما كشرع اللّه» (17)
والحقيقة اننا حين نكتب كل هذا أو عند ما نؤكد ونردد كل الذي سطرناه لم نجري وراء العاطفة أو نتعصب تعصبا أعمى لما نؤمن به ونعتقده، كما ولم نتأثر أو نسترشد بقول القائل :
ولست براء عيب ذي الود كله |
ولو بعض ما فيه إذا كنت راضيا |
|
وعين الرضا عن كل عيب كليلة |
كما ان عين السخط تبدي المساويا |
|
كلانا غني عن أخيه حياته |
ونحن إذا متنا أشد تغانيا |
|
أو قول من يقول :
يا عمرو أنت امامنا |
|
وخليفة النفر الأوائل |
أجل لم نستهدي أو نستنير بكل هذا كما قد يتصور البعض من المغفلين، وانما الذي قلناه هو الحق الذي لا ينازع والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أو طمسها بتاتا، وقد أقرّ هذا واثبته التاريخ وأكّدته الوقائع والأحداث الماضية بما لا يقبل الشك أو النقاش ..
3- والقرآن ثالثا هو عربي نزل بالفاظه العربية ومعانيه الحقة من دون أن يتلوّن منها شيء أو يتغير، بل نجده مسطورا بين دفتي المصحف على الهيئة والشكل الذي نزل على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل عن طريق الوحي الأمين، حيث أن كل نبي جاء إلى قومه بلسانهم، لذا جاء القرآن بلغة الضاد التي هي لغة الأمة العربية وقد آثر اللّه تعالى أن يكون خاتم رسله من بين صفوفها ..
لذا فيمكننا هنا تمييز القرآن المجيد عما ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من مواعظ وادعية ومن خطب وسنن وأحاديث والتي تدعى بالأحاديث القدسية والسنة النبوية على التوالي (18) .
فهذه الأحاديث القدسية، وهذه السنن النبوية وان كان مصدرها ومعناها ومنشؤها وفكرتها وحيا من عند اللّه تعالى لأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا ينطق عن الهوى، إلا ان صياغتها الحرفية وتعابيرها وقالبها ولفظها قد تم على يد الرسول ولسانه (19) ..
وقد تميّز الحديث القدسي عن الحديث النبوي بهذه التسمية فنسب إلى القدس انشاء لأن الرسول الكريم يحكيه عن اللّه تعالى ..
4- والقرآن رابعا هو متواتر لأنه جاء عن طريق التواتر جملة وتفصيلا فليست فيه آية واحدة ولا حرفا ولا نقطة قد اختلف في شأنها اثنان من المسلمين منذ صدور الاسلام حتى هذه اللحظة من عمر الزمن، بل ان كل القرآن من أوله إلى آخره (و هو الموجود ما بين الدفتين) هو نفسه الذي هبط على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) «من دون زيادة أو نقصان ودون أي تغيير أو تحريف» (20) فيها «و قد ظلت آياته منيرة لأجل احتفاظها بكل خصائصها وبقائها بنصها دون تغيير» (21) منذ نزولها حتى هذا الوقت وستظل كذلك حتى نهاية الكون وزوال الحياة عن سطح الأرض، حيث تتغيّر الكتب والدراسات بمرور الزمن وتنقح بمضي الأيام وتحرّف بتلاحق الوقت، ويبقى القرآن ثابتا وصامدا وبعيدا عن الزيادة والنقصان والتحريف والتغيير بسبب انه نقل إلى هذا اليوم خلفا عن سلف وآخرا عن أول نقلا مستفيضا منتشرا متواترا» (22) ..
وان كل ما يسمع من الروايات الشاذة بأن هناك بعض التحريف في القرآن أو ضياع بعضه فلا تقام لتلك الروايات وزنا ولا تؤخذ بنظر الاعتبار ولا يحسب لها أي حساب ..
فكل كلمة في القرآن اذن موضوعة في مكانها المطلوب وليست فيه كلمة واحدة تغيّرت ولا أخرى تبدّلت ولو لأجل الفاصلة (23) .. لأن رعاية الفواصل يتطلب اثبات للضرورة كما هو عليه الأمر في السجع والشعر حيث يقدم هذا ويؤخر ذاك لأجل السجع أو لأجل القافية، والقرآن ليس بشعر ولا التزام فيه للسجع (24) فضلا عن نزوله من عند اللّه تعالى والذي لا تعرض له الضرورة فهو- سبحانه- يضع كل شيء في محله ومكانه ..
والتواتر معناه ان يتلقى الجمع الكبير من الناس والذي لا يمكن تواطؤهم واجتماعهم على الكذب لكثرتهم وتباين اماكنهم، يتلقى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم ينقله جمع آخر مثلهم عن هذا الجمع وهكذا حتى يصل الينا كما نطق به النبي من غير تحريف ولا تبديل ولا نقص ولا زيادة ..
لذا فيمكننا هنا من تمييز القرآن الكريم الذي جاء متواترا وآمن به الجميع عن بعض القراءات الشاذة والضعيفة كقراءة عبد اللّه بن مسعود «و السارق فاقطعوا ايمانهما» وقراءة جابر بن عبد اللّه الانصاري «فان اللّه من بعد اكراههن لهن غفور رحيم» وقراءة امهات المؤمنين عائشة وحفصة «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر» وقراءة سعد «و له أخ أو أخت لأم فلكل واحد منهما السدس» وقراءة عبد اللّه بن مسعود «فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متتابعات» .....
وغيرها ..
كما ويمكننا هنا أيضا تمييز القرآن المجيد عن الأحاديث والسنن النبوية التي لم تصل إلا عن طريق الارسال والانقطاع والآحاد والشهرة وذلك من جهة الاسناد ..
فبصدد القراءات الشاذة أو الضعيفة كما مرّ في الفاظ «ايمانهما، لهن، صلاة العصر، لأم، متتابعات» فإنها لا تعد قرآنا بتاتا، لذا لا تصح صلاة من يقرأها أو صلاة من يقتدي بإمام يتلوها في صلاته.
اما بشأن الأحاديث المرسلة والمقطوعة والآحاد والمشهورة (25) فنرى ان قسما من المسلمين يضعفها ولا يعتد بها بالمرة، بينما نرى قسما آخر منهم يرجحها ويعمل بها، وعلة هذا الأمر يعود إلى ان السنة النبوية قد تأخر تدوينها رسميا عن القرآن، حيث يروى ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والخلفاء من بعده كانوا يمنعون من كتابة الحديث وكلما كانوا يعثرون على ورقة أو لوحة كتب فيها شيء من الحديث كانت تحرق (26) و استمر هذا المنع لمدة تقرب من (90) سنة وإلى عهد الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز (27) عند ما كتب الأخير إلى أبي بكر محمد بن عمر ابن حزام التابعي في المدينة المنورة طالبا منه النظر إلى ما كان من حديث رسول اللّه أو سنة أو نحو هذا فليكتبه إليه (إلى عمرو) لأنه خاف دروس العلم وذهاب العلماء ولكن عمرو ما لبث ان انتقل إلى دار الخلود قبل ان يتم هذا التدوين الرسمي للسنة (28) ..
كما وقيل هنا أيضا ان عمر بن عبد العزيز قد كتب إلى غيره من علماء الآفاق بصدد النظر إلى أحاديث الرسول وجمعها ..
وهذا التأخير في الكتابة سبب شكوكا مضاعفة بين الأحاديث الصحيحة وغيرها كما والتحق بها ما ليس منها، فاجتهد الأئمة والفقهاء على غربلتها ونقد طرقها ومتونها واختلفت لذلك أنظارهم وآرائهم بين التصحيح والتضعيف والقبول والرد، وهذا كله بعكس القرآن الذي جاء متواترا وبات فوق الشبهات وفوق الشك والريبة، بالإضافة إلى استمرارها هذا التواتر- للقرآن- بين المسلمين «جيلا بعد جيل وعهدا بعد عهد ترى له في كل زمان مئات الملايين من المصاحف ومئات الملايين من الحفاظ ولا تزال المصاحف ينسخ بعضها على بعض والمسلمون يقرأ بعضهم على بعض ويسمع بعضهم من بعض حيث تكون ملايين المصاحف رقيبة على الحفاظ وملايين الحفاظ رقباء على المصاحف وتكون الملايين من كلا الجانبين رقيبة على المتجدد منهما» (29) ..
يا ابن عبد العزيز لو بكت العين |
فتى من أمية لبكيتك |
|
انت نزهتنا من السب والشتم |
فلو أمكن الجزاء جزيتك |
|
وعجيب اني قليت بني مروان |
طرا وانني ما قليتك |
|
دير سمعان لا عدتك الغوادي |
خير ميت من آل مروان ميتك |
اضافة إلى ان القرآن «قد كتب وحفظ في صدور جمع كبير من الصحابة لا يمكن تواطؤهم على الكذب ونقله من هذه الجموع جموع أخرى فلم يختلفوا في حرف أو لفظ على تعدد البلاد وتباعد الأقطار واختلاف الأجناس» (30) ..
فهل هناك تواتر لكتاب أو لشيء آخر في التاريخ كهذا التواتر الذي نجده ساطعا وجليا في القرآن الكريم ..
5- والقرآن خامسا هو معجز لأنه ما جاء إلا معجزة لثبوت صحة دعوة ونبوة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وانه (صلى الله عليه وآله وسلم) رسول من عند اللّه تعالى يوحى إليه هذا القرآن، ذلك لأن في طاقة ومكنة كل فرد ان يدعي النبوة أو الرسالة (31) كما جرى فعلا بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرة أو في العصور المختلفة، ولكن ليس في قدرة وسلطان أي منهم أن يثبت هذه الدعوة أو يدعم هذه الرسالة بشيء أو بدليل يعجز أو لا يستطيع الآخرون من الاتيان بمثله أو نظيره أو ابطاله هذا إلا في حالة واحدة فقط وهو إذا ما كان المدعي مدعما بسند الهي وتأييد رباني، لأن في طاقة اللّه سبحانه وحده أن يمطر الأرض بانواع المعجزات والدلائل التي لا يملك الانسان ازائها إلا الانحناء والخضوع والاستسلام طوعا أو كرها ...
لذا فقد جاء القرآن الكريم ليدعم موقف الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ويعزز مكانته ونبوته عن طريق فتح أبواب التحدي على مصاريعها بوجه الناس كافة مناشدهم الاتيان بمثل هذا القرآن أو بسورة مثله فقط على الأقل ولو من قصار السّور إذا لم يمكنهم من الإتيان بمثل هذا القرآن ..
و رغم ان أبواب التحدي كانت ولا تزال مفتوحة على مصاريعها أمام الجميع إلا اننا لم نسمع منذ منطلق الدعوة الاسلامية حتى هذه اللحظة من عمر الزمن، ولم نسمع أو نرى من قريب أو بعيد من تقدم خطوة جدية واحدة باتجاه هذا الباب أو مجرد التفكير المحض في الاقتراب منه على الرغم من انتشار وسيطرة ملكة الخطابة والبيان واللغة على نفوس أبناء المجتمع العربي قديما وحديثا ..
هذا وإذا ما كان هناك من ادعى النبوة بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو في العصور اللاحقة الأخرى فان معجزاتهم التي ارادوا ان يظاهر بها القرآن الكريم- ان وجدت- كانت لو تتعدى ان تخرج عن هذيان محموم وأقوال مضطربة وكلمات جافة وجمل هزيلة لا تقف على قدميها ولا تصل ولا ترقى حتى إلى مستوى أوطأ الناس ثقافة وعلما وفهما، كما سنرى مصداقه- أيها القارئ العزيز- في فصل لا حق يحمل اسم- اعجاز القرآن ..
ومن كل ما تقدم نخلص إلى القول بان معجزة القرآن كانت معجزة قاطعة وباتة وباقية على مر الدهر تدل على صدق من جاء بها من عند اللّه تعالى ووضعها في ميدان التحدي والمبارزة.
وهذا الكلام بدوره يقودنا لأثبات ودلالة ان القرآن المعجز هو البرهان القاطع على صحة النبوة، اما صحة النبوة فليست برهانا على اعجاز القرآن، اضافة إلى ان قليل القرآن وكثيره يستوي في الاعجاز وعلى النحو الذي تقدم.
6- والقرآن سادسا متعبد بتلاوته لأنه كلام اللّه تعالى ونداءه الصادق إلى الناس كافة، وليس كلام اللّه بمشابه أو مناظر لكلام أحد من الناس، وقد دعا- سبحانه- في مواضع كثيرة من كتابه إلى حفظه وتلاوته وقراءته (32) بامعان وتؤدة ليكون في المستطاع تدبر آياته وتأملها والايقاظ
بما جاء فيه من حوادث الأيام الخالية وقصص الأنبياء والمرسلين فضلا عن العمل بأحكامه والاتصاف بمحاسن آدابه والاعتبار بحكمه وامثاله والوقوف على علومه ومعارفه.
وطبيعي أن تنفيذ كل هذه الإرشادات وتطبيقها بصورة كاملة سيؤدي بالمرء إلى جلاء فكره واستقرار سريرته ونيله لرضاء اللّه وبركاته في الحياة الدنيا والآخرة.
لذا كانت تلاوة كتاب اللّه عبادة وطاعة وحسنة تسجل للفرد في ميزان الصالحات، كما أن آيات الكتاب ملأت كل الفرائض والعبادات، وأن غالبيه هذه الفرائض- ولا سيما الصلاة- لا تقبل ولا يقام لها وزن إن هي خلت من الآيات القرآنية الكريمة.
7- والقرآن سابعا هو خاتم الكتب السماوية لأنه لما لم يكن بعد الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من رسول ولا نبي، لذا فليس بعد القرآن الحكيم من كتاب أو بيان (33) أو أقدس أو قرآن آخر ..
وقد أشار إلى هذه الحقيقة القرآن نفسه بقوله تعالى : {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمً} [الأحزاب : 40] .. كما كرر ذلك النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه وفي كل مناسبة وواقعة بقوله «لا نبي بعدي» وأنه خاتم المرسلين وآخر صوت نبوي سماوي يرسل إلى الأرض حتى يرثها اللّه ومن عليها ..
هذا وان إنهاء اللّه تعالى للكتب السماوية بالقرآن الكريم وما يترتب على ذلك من بقاء مفعوله وحكمه ساريا ونافذا إلى آخر يوم في تاريخ الأرض، تطلّب الحال بطبيعة الأمر أن يضع اللّه سبحانه في القرآن الكريم ويضمّنه بكافة التشريعات والأنظمة والأحكام والنواهي والأوامر والتعليمات التي يحتاجها الإنسان لتنظيم شئونه وحل مشاكله ومطاليبه حتى اليوم الأخير من عمر الحياة على سطح الأرض ..
وطبيعي أن هذه التشريعات والأنظمة والأحكام ستكون من الرحابة والمرونة والسماح ما يجنبها في كل عهد ومكان أن تكون عقبة في طريق المرء ومسيرة الحياة نحو الأفضل. حيث سنرى مصداق ذلك جليا على صفحات هذا الكتاب القادمة.
وبعد فالنقاط السبع التي مررنا عليها آنفا مرور الأقمار الصناعية في سماء الأرض أو في طريقها إلى كوكب آخر ستستوعب معظم مواضيع هذا الكتاب وستملأ معظم فصوله وسطوره ..
وبدورنا فقد حرصنا على ألا يكون هذا الانتشار والتوزيع عشوائيا ومن دونما نظام أو خطة رشيدة. وإنما سنعطي كل موضوع وفصل ما يستحقه من شرح أو إيجاز تبعا لأهميته وحاجة الناس الملحة إليه، متوخين من كل ذلك أن نترك لدى القراء الكرام فكرة عامة وكاملة عن القرآن ومعارفه وعلومه، هذا القرآن الذي ظل نبراسا يضيء البشرية الطريق المعبد والموصل للنهضة والعمران، هذا القرآن الذي دفع ومدّ حدود وسلطان المسلمين من شواطئ المحيط الأطلسي حتى جدار الصين العظيم واسبغ على جموع المسلمين على هذه الرقعة الواسعة من الأرض العدالة والحرية والكرامة، هذا القرآن الذي ضمّ من التشريعات والقوانين والأنظمة ما قصرت القوانين الوضعية حتى بعد تطورها وتقويمها من اللحاق بها أو مضاهاتها حتى في التفصيلات، هذا القرآن الذي اعترف العدو قبل الصديق من أنه السبب الرئيسي والأوحد في وحدة كلمة العرب والمسلمين وسبب قوتهم وانتصارهم على الأعداء والمناوئين لهم.
اذن فلنبدأ رحلتنا التاريخية إليه من الآن ولنحط أولا عند بحث يتولى الإشارة إلى أسماء القرآن وصفاته ثم ننتقل بعد ذلك إلى الأبحاث والمواضيع الأخرى وبالتتابع ان شاء اللّه ..
_______________________________
(1) الوجيز في أصول الفقه وتاريخ التشريع- حسين علي الأعظمي، مباحث في علوم القرآن- الدكتور صبحي الصالح، النبأ العظيم- الدكتور محمد عبد اللّه دراز، أصول الفقه - الشيخ محمد الخضري، التشريع الجنائي الإسلامي - عبد القادر عودة ..
(2) ذهب البعض إلى تعذر تحديد القرآن بالتعاريف المنطقية ذات الأجناس والفصول والخواص بحيث يكون تعريفه حدا حقيقيا وان التعريف أعلاه ما هو إلا تقريب للمعنى وتميزه عن غيره(مباحث في علوم القرآن - مناع القطان) ..
(3) سيرد تعريف السنة والحديث وما إذا كان هناك فرق بينهما بعد قليل ..
(4) الإجماع هو اجتماع علماء العصر في وقت معين على حكم شرعي قولا أو فعلا (وبعد قول المعصوم) ..
(5) العقل : هو قدرة أو قوة يميز بها المرء الحق عن الباطل ..
(6) القياس : هو الحاق ما لم يرد به نص بما ورد فيه نص لتشابه العلة ..
(7) المصالح المرسلة : هي المحافظة على مقصود الشارع من جلب المنافع للناس ودرء المفاسد عنهم من دون أن تستند على نص شرعي ..
(8) الاستحسان : هو عدول المجتهد من أن يحكم في المسألة بمثل ما حكم في نظائرها لوجه أقوى يقتضي العدول عن الأول ..
(9) العرف : هو ما تعارفه الناس وساروا عليه من فعل أو قول ..
(10) الاستصحاب : هو بقاء الحكم مستمرا ما لم يوجد ما يغيّره، أو الحكم ببقاء أمر محقق لم يتحقق عدمه ..
(11) شرع من قبلنا : هي أحكام الشرائع التي سبقت الإسلام من دون أن يؤكّدها الإسلام أو ينسخها.
(12) مذهب الصحابي : هي فتاوي صحابة رسول اللّه(ص) بعد وفاته والذين عرفوا بالفقه وفهم القرآن وأحكامه ..
(13) معالم في الطريق - سيد قطب.
(14) نظرات في القرآن - محمد الغزالي.
(15) تأملات في الدين والحياة - محمد الغزالي.
(16) التشريع الجنائي الإسلامي - عبد القادر عودة.
(17) معالم في الطريق- سيد قطب.
(18) نحيط القارئ الكريم بأن هناك فروقا بسيطة بين كلمة الحديث وكلمة السنة رغم سعي الكثيرين للتوحيد ما بينهما واعتبارهما شيئا واحدا ..
فالحديث : هو ما حدث به عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
أما السنة : فهي (بقطع النظر عن كون هذا التحديث موجودا أو غير موجود) هي العادة الدينية أو القانونية التي كانت جارية فعلا عند المسلمين في عصر النبوة، فقد تكون السنة كالحديث قولا كما وقد تكون فعلا وقد تكون تقريرا ..
لذا فكل حديث هو سنة وليس كل سنة حديثا أما الأحاديث القدسية وعددها أكثر من مائة فإن تعريفها هي : المواعظ التي كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يلقيها أحيانا على أصحابه ويحكيها عن اللّه تعالى ومثال ذلك ما يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يرويه عن اللّه تعالى : « يا عبادي اني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني اهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني اطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني اكسكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وانسكم وجنكم قاموا على صعيد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص البحر إذا دخل فيه المخيط» ..
ومنها أيضا «عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من أحببت فإنك مفارقه وامتلك ما امتلكت فإنه للخراب، واعمل ما عملت فإن عملك مصاحبك ..» ومنها« انا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه».
(19) مباحث في علوم القرآن - الدكتور صبحي الصالح، مباحث في علوم القرآن- مناع القطان.
(20) تفسير التبيان - أبو جعفر الطوسي، آلاء الرحمن في تفسير القرآن، محمد جواد البلاغي، مجمع البيان في تفسير القرآن - الطبرسي ، الإسلام على ضوء التشيع- الشيخ محمد حسن الخراساني، مصائب النواصب - نور اللّه التستري.
(21) محاضرات في تفسير القرآن - السيد اسماعيل الصدر.
(22) آلاء الرحمن في تفسير القرآن - محمد جواد البلاغي.
(23) سيرد شرح الفاصلة في الفصل القادم.
(24) سنشير في الفصل القادم الى ما يقوله الفقهاء والمؤرخون بصدد وجود السجع في القرآن من عدمه.
(25) بصدد شرح طرق الأسناد هذه أقول :
الحديث المرسل هو الذي يذكره التابعي منسوبا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من غير أن يذكر الصحابي الذي روى عنه، وسيرد تعريف التابعي في فصل قادم هو تفسير القرآن.
أما الحديث المنقطع فهو ما لم يذكر فيه التابعي ولا الصحابي ..
وحديث الآحاد هو الذي ينقله ويرويه تابعي واحد عن صحابي واحد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ..
أما الأحاديث المشهورة فهي التي تكون الطبقة الأولى والثانية منها آحادا ثم تنتشر بعد ذلك وينقلها قوم لا يتوهم تواطؤهم على الكذب.
(26) القرآن في الإسلام- السيد محمد حسين الطباطبائي.
(27) نشأ الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز في المدينة وترعرع في كنف البيت الأموي الحاكم وامتاز منذ صباه بالترف والأناقة والزينة اضافة إلى العفة، حتى قال عنه الفقيه الليث بن سعد« كان عمر بن عبد العزيز اعظم أموي ترفا وتملكا» ..
وامه ام عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وأبوه عبد العزيز بن مروان بن الحكم، وكان عمر أميرا للمدينة في عهد ابن عمه الوليد، ولم يستشف من سيرته وسلوكه حينئذ انه سيكون يوما خليفة للمسلمين أو ذا شأن في الخلافة الأموية ..
ولم يكن لسليمان بن عبد الملك عند وفاته إلا طفل صغير لم يجده مؤهلا لتسنم الخلافة بعده فتشاور مع بعض ذوي الحل والعقد فاشاروا إليه بابن عمه وزوج اخته عمر، فجعله وريثا للخلافة ..
وعند توليه الخلافة - والتي قال عنها انها ما سألوها في سر ولا علانية- تغيّرت سيرته في تلك الساعة فمارس الزهد والتقشف والورع اسوة بالخلفاء الراشدين وعزل الولاة الجائرين كما رفع مظاهر الأبهة والعظمة التي مارسها الخلفاء الأمويين من قبله واعاد الجواري والخدم إلى اهلهم وبلدانهم ورد المظالم وسمح للمسلمين بالمثول أمامه من دون حرج ورد أمواله إلى بيت المال وخيّر زوجته فاطمة بنت عبد الملك بين رد أموالها وحليها إلى بيت المال والبقاء معه والالتحاق بأهلها مع أموالها فآثرت الإجراء الأول، واسقط الجزية عمن أسلم من أهل الكتاب وله القولة المشهورة : « إن اللّه جل ثناؤه بعث محمدا هاديا ولم يبعثه جابيا» ورفع المكس والغى الضرائب وحرم السخرة واعاد الأراضي التي قطعت للبيت الأموي الى بيت المال ووضع المكافئات لمن يخبره أو يشير عليه بأمر فيه مصلحة للمسلمين، ومنع شرب الخمر وضرب الدفوف وكتب الى ملوك الهند وما وراء النهر يدعوهم الى الاسلام وأعاد فدك الى ولد فاطمة ورفع السب والشتم عن البيت العلوي وعن علي بالذات- لما سمع من أبيه بحقه من قوله : يا بني إن الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم تفرقوا عنا إلى أولاده.
وبقدر ما سعدت به الأمة الاسلامية حينئذ شقي به اقرباؤه الأمويون لأنه وقف حائلا بينهم وبين أموال ودماء المسلمين.
توفي - رحمه اللّه - عام 101 للهجرة ودفن في دير سمعان بالشام وكان عمره عند الوفاة 39 سنة بينما كانت مدة خلافته 5، 2 سنة أي 30 شهرا ..
وقد رثاه الشريف الرضي بقوله :
يا ابن عبد العزيز لو بكت العين |
فتى من أمية لبكيتك |
|
انت نزهتنا من السب والشتم |
فلو أمكن الجزاء جزيتك |
|
وعجيب اني قليت بني مروان |
طرا وانني ما قليتك |
|
دير سمعان لا عدتك الغوادي |
خير ميت من آل مروان ميتك |
|
(28) علوم الحديث ومصطلحه - الدكتور صبحي الصالح.
(29) آلاء الرحمن في تفسير القرآن - محمد جواد البلاغي.
(30) التشريع الجنائي الإسلامي - عبد القادر عودة.
(31) في التفريق بين النبوة والرسالة يراجع فصل« القرآن في طريقه إلى الأرض».
(32) لقد ورد في الخبر« إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر اللّه تعالى فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض» كما وجاء في خبر آخر« داووا مرضاكم بالصدقة واستشفوا بالقرآن فمن لم يشفه القرآن فلا شفاء له» ..
(33) البيان هو كتاب الطائفة التي كانت تسمى بالبابية والتي انقلبت (الطائفة) فيما بعد إلى الطريقة أو العقيدة البهائية، وكان الباب والذي اعدم في تبريز في 9/ 7/ 1949 قد زعم أن البيان قد نزل عليه من سماء المشيئة الإلهية، ولم يتقيد الباب في كتابه البيان ولا في كتبه الأخرى بقواعد اللغة والصرف والنحو وبرّر عمله هذا بقوله :
إن اللغة العربية مقيّدة وإنه أطلق سراحها واخرج عنها.
والعقيدة أو الحركة البهائية- بقول أتباعها- قد نسخت الشريعة الإسلامية على النحو الذي نسخ الإسلام الديانات التي سبقته، حيث كوّن بهاء اللّه (وهو حسين علي النوري المتوفى في 28/ 5/ 1892 ودفن في عكا) من القرآن الكريم أولا ومن بيان الباب (وهو علي محمد رضا الشيرازي) ثانيا ومن الوحي الذي ادعى نزوله عليه ثالثا كوّن فكرة دين عالمي جديد يجمع الأديان كلها والأجناس كلها ويوحّد الجنس البشري ويصهره في بوتقة واحدة حيث يمحو الإقليمية والوطنية لأن الأرض هي للناس كافة ..
وحيث ان البهائية قد خرجت عن حظيرة الإسلام وابتعدت عن رسالته الخالدة، إلا انها - البهائية - استمدت في الحقيقة أكثر فرائضها وأحكامها من الشريعة الإسلامية ولكن مع التحوير والتغيير وفقا لما آثره مؤسسه (البهاء) مما رآه يتلاءم وروح العصر ومتطلبات الحضارة وتطور المدنية ..
والبهائية محدودة العدد إلا انها منتشرة في كافة انحاء العالم ويتولى توجيهها حاليا« المجلس البهائي الأعلى» من مقره في شيكاغو باميركا ويصدر المجلس مجلة باسم« نجمة الغرب» تترجم فيها آراء وافكار هذه العقيدة.
وللاطلاع على المزيد من هذه العقيدة يراجع كتابنا « أضواء على شبه القارة الهندية» الذي سيرى النور قريبا ..
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|