المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

منبع عرفان الأصفياء
16-10-2014
القراءة
30-04-2015
سجلات المعز
18-9-2017
جوبلو ، لويس
4-11-2015
Giving Reason
9-6-2021
الوظائف الدينية في مكة
14-11-2016


ما هي العلاقة بين علم الله سبحانه بما في السماء والأرض، وبين جعله تعالى الكعبة البيت الحرام قياماً للناس؟  
  
1339   01:36 صباحاً   التاريخ: 27-12-2020
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج4 - ص 36
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / التوحيد / مواضيع عامة /

السؤال : قال تعالى: (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)( سورة المائدة، الآية 97)..

 

فما هي العلاقة بين علم الله سبحانه بما في السماء والأرض، وبين جعله تعالى الكعبة البيت الحرام قياماً للناس؟

 

الجواب : إن الله سبحانه قد وضع الكعبة المشرفة والبيت الحرام في تلك البقعة المباركة من لدن آدم [عليه السلام]..

وهو مكان يستحيل بحسب العادة أن يكون مهداً للحضارات، ومصدراً للرقي الإنساني، وموضعاً لنشوء المجتمعات المتحضرة والراقية.. لأنه يفقد أدنى المقومات المطلوبة لذلك..

ولكن الإرادة الإلهية، والهدى الرباني قد أعطى في هذا المجال نتائج مذهلة، وغير قابلة للتصور أو الإدراك والفهم لها، وفقاً لما يملكه البشر من معايير..

فقد أصبح هذا الموضع الذي يفترض فيه أن لا يكون فيه أي أثر للأمن، هو مصدر الأمن، بل إن الأمن يتجلى فيه بمستويات، لا يمكن أن ينتجها المحيط الذي وضع فيه ذلك البيت، قال تعالى: (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً)( سورة القصص، الآية57) و (وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)( سورة العنكبوت، الآية67)..

وأصبح البلد الذي هو القلب للمجتمع الجاهلي، مصدراً للعلم والوعي والمعرفة، ليس للمحيط الذي هو فيه وحسب، بل للبشرية كلها، وعبر الأزمان والأحقاب!!

وأصبح البلد الذي هو نقطة الارتكاز للمحيط الجاهلي الغارق بالانحرافات، ويهيمن عليه طغيان الهوى، والشهوات، والتمرد على الخالق، وهو مصدر الظلم، والشر، والجريمة والرذيلة..

نعم، لقد أصبح هذا البلد بالذات مصدراً للهدى، ومنارة للقيم، ومعدناً للطهر، وأسوة وقدوة في كل خلق كريم، ومدرسة في الزهد، والالتزام، وعَلماً وأنموذجاً في الاستسلام لإرادة الخالق، والعبودية له..

وأصبح أيضاً هذا البلد الفاقد لأي من مقومات أية حياة إقتصادية مهما كانت ضعيفة وهزيلة، مكاناً رغيداً سعيداً يجبى إليه ثمرات كل شيء، حسبما ورد في دعاء النبي إبراهيم [عليه السلام]..

وأصبح لهذا البلد الفاقد لأي مبرر لإنشاء علاقات، وإيجاد روابط، أو دوافع للتواصل مع أهله.. أصبح مهوى للأفئدة، وتشد الرحال إليه، ويأتيه الناس من كل فج عميق، قال تعالى حكاية لدعاء النبي إبراهيم [عليه السلام]: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ)( سورة البقرة، الآية126).

وقال تعالى: (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)( سورة القصص، الآية57).

وقال تعالى حكاية لقول النبي إبراهيم [عليه السلام] أيضاً: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)( سورة إبراهيم، الآية37).

وبعدما تقدم نقول:

لو أننا عرضنا على أي إنسان يريد أن يقوم بحركة إصلاحية عامة وشاملة على مستوى العالم بأسره، متحدياً بها وبتعاليمها طواغيت الأرض، ويريد أن يغير الإنسان من خلالها بصورة جذرية وحقيقية، وتتدخل في عمق شخصيته الإنسانية، وفي أسلوب حياته، نعم.. لو أننا عرضنا عليه أن يتخذ بلداً يشبه مكة منطلقاً لحركته ولدعوته، ألا تراه يسخر منا، أو على الأقل سوف يعتبر ذلك مزحة ممجوجة وثقيلة!!

ولكن الله سبحانه قد اختار مكة بالذات والفاقدة لكل شيء، لتكون مصدراً للعطاء في كل شيء..

فخلق من الموت حياة، وأنشأ من الضعف قوة ونشر الهدى من حيث كان ينتشر الضلال.. وأوجد الأمن في موضع الخوف، والرجاء في موقع اليأس.

أفلا يكفي ذلك لكي نعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض؟!

والحمد لله رب العالمين ...




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.