المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



البحث الدلالي عند الشريف الرضي  
  
3072   04:13 مساءاً   التاريخ: 3-05-2015
المؤلف : الدكتور محمد حسين علي الصغير
الكتاب أو المصدر : تطور البحث الدلالي دراسة تطبيقي في القران الكريم
الجزء والصفحة : ص 32- 34
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /

الشريف الرضي (ت : 406 هـ) وهو الناقد الخبير والبلاغي المتنور الذي جمع رهافة الحس ودقة الملاحظة ، فقد جاء نقده تطبيقا لموارد النقد ، وتحقيقه البلاغي تنظيرا لمظاهر البلاغة ، وهو تشخيصي النقد ، تطبيقي البلاغة ، و«تلخيص البيان» من أهم كتبه الريادية (1) وأعطف عليه «المجازات النبوية» (2) فهما الميدان الدلالي لهذا المنحى المتطور.

أما تعقيبه النقدي أو البلاغي أو اللغوي على مختاراته من كلام ورسائل وخطب ووصايا وحكم أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) المسمى «نهج البلاغة» (3) فيعد- بحق- من أبرز مصاديق النقد البلاغي التحليلي القائم على أساس استعمال العرب البياني في أمثلة ونماذج حيّة ارتفعت بالشريف الرضي إلى مستوى أساطين هذا الفن كما أوضحنا ذلك‏ في مهرجان الشريف الرضي‏ (4).

وبين يدي الآن «المجازات النبوية» وهو حاشد بإفاضات الشريف الرضي الدلالية في المجاز والتشبيه والاستعارة والكناية وما تلاحظه فيه تجده في تلخيص البيان ، وكله نماذج صالحة للاستدلال ، وليس على سبيل الاختيار وأورد هذا المثال من شرح وإبانة الرضي‏ في الحديث الشريف :- «إيّاكم والمغمضات من الذنوب».

فإنه يقف عند دلالة اللفظ ويقول :- «المراد بالمغمضات هنا على ما فسره الثقات من العلماء : الذنوب العظام يركبها الرجل وهو يعرضها فكأنه يغمض عينيه تعاشيا عنها وهو يبصرها ، ويتناكرها اعتمادا وهو يعرفها ، وربما روي هذا الخبر بفتح الميم من المغمضات فيكون المراد به على هذا الوجه ضد المراد به على الوجه الأول لأن المغمضات بالكسر : الذنوب العظام ، والمغمضات بالفتح الذنوب الصغار ، ... وإنما سميت مغمضات لأن تدق وتخفى ، فيركبها الإنسان بضرب من الشبهة ولا يعلم أنه عاص يفعلها» (5).

فالرضي هنا أشار لدلالة اللفظ بلاغيا فاعتبره استعارة ونقديا بقوله : «فكأنه يغمض عينيه تعاشيا عنها وهو يبصرها» ولغويا فأعطى المعنى على جهة الأضداد في حالتي فتح الميم من (مغمضات) وكسرها ، وهو بذلك يعطي نظرة الدلالة عمليا.

وكذلك شأنه في جميع مختاراته من الحديث في الكتاب المذكور.

والطريف عند الشريف الرضي في هذا المجال تداخل تطبيقاته لا في اختياراته فحسب ، بل فيما يجري مجراها ، ويتعلق بمضمونها ، فيحمله عليها ويعتبره منها ، وإن لم يقصد إليه أولا وبالذات ، ولكنه تدافع الكلام ، وسبيل الاستشهاد المركز كما فعل عند قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم : «كيف أنت إذا بقيت في‏ حثالة من الناس وقد مرجت عهودهم وأماناتهم».

فهو يعقب على ذلك شارحا ومدللا ومسوغا ، لغة وبلاغة ونقدا فيقول :- «أي لا يستقرون على عهد ولا يقيمون على عقد يصفهم عليه السلام بقلة الثبات وكثرة الانتقالات. وأراد أصحاب الأمانات والعهود وإن كان ظاهر اللفظ يتناولها وصريح الكلام يتعلق بها وذلك أيضا من جملة المجازات المقصود بيانها في هذا الكتاب. والحثالة الردي‏ء من كل شي‏ء وأصله ما يتهافت من نشارة التمر والشعير» (6).

وهذا المنهج التطبيقي الذي اختطه الشريف الرضي لقي قبولا عند جملة من علماء الدلالة العرب والمسلمين فسلكوا سبيله ومن بينهم أبو منصور ، عبد الملك بن محمد الثعالبي في جملة من إفادته في هذا الشأن.

____________________

(1) حققه في طبعة منقحة الأستاذ الدكتور محمد عبد الغني حسن ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ، 1955 م.

(2) علق عليه وطبعة الأستاذ محمود مصطفى مدرس الآداب بكلية اللغة العربية بالأزهر ، مطبعة مصطفى البابي ، القاهرة ، 1937.

(3) شرحه ، عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد (ت : 656 هـ) وحققه في عشرين مجلدا الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ، 1959 م.

(4) عقد في بغداد بمناسبة ذكراه الألفية (1406 هـ) من قبل وزارة الثقافة والإعلام في قاعة ابن النديم وقاعة المتحف العراقي للفترة : 6 ، 7/ 10/ 1985 م.

(5) الشريف الرضي ، المجازات النبوية : 228 وما بعدها.

(6) المصدر نفسه : 55.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .