أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-9-2016
2374
التاريخ: 27-12-2020
3114
التاريخ: 23-9-2016
1821
التاريخ: 1-12-2016
9868
|
ظهور الكتابة في المعبد:
مرت الكتابة بمراحل عديدة ومتطورة منذ أقدم العصور، وذلك وفقا لمراحل تطور المجتمع البشري، ووفقا للبيئة المحيطة به، ولقد بدأ الإنسان الأول باستخدام علامات ورموز مختلفة من البيئة المحيطة به لاستخدامها كوسيلة الاتصال بينه وبين الآخرين، ولتسجيل أفكاره، وكان ينقش ما يود تسجيله على جدران الكهوف، فكان يرسم بعض الصور والرموز للتعبير عما يريد توصيله للآخرين إلى أن توصل إلى الهجائيات والألفبائيات المختلفة، فكان اختراع الكتابة ذا أهمية كبيرة جدا في تطور الجماعات الإنسانية (1). وكان من أثره أن سجلت الاتفاقيات والقوانين.. وهي التي هيأت السبيل لنمو دول أكبر من دول المدن القديمة وجعلت في الإمكان قيام وعي تاريخي متواصل (2).
وترجع بوادر الكتابة في وادي الرافدين إلى حوالي 3200 ق.م أي إلى عصر ما قبل الكتابة و هي مرحلة متضمنة لحضارتي الوركاء وجمدة نصر, حيث عثر على بعض اللوحات الطينية في الطبقات الرابعة في كل من كيش وجمدة نصر سجلت عليها بعض الصور وكذلك رموز لإعدادها مما يوضح أهمية الدافع الاقتصادي في عملية التوصل إلى اختراع الكتابة (3) فإدارة المعبد كان لها الفضل في ظهور وسيلة التدوين, وقد نشأت فيه الحاجة إلى الإبداع في الكتابة والحساب ورصد الكواكب, وذلك لتدوين السجلات و الصلوات و مسك دفاتر الهيكل, وحفظ أوقات السنة الصالحة لزراعة أنواع الحبوب أو الأمينة من الفيضان أو الجفاف (4). كما كان للجانب الديني المعبر عن القوى الإلهية دوره في ظهور الكتابة (5), وقد كانت أداة لتسجيل الشؤون الدينية ومحاولة الاحتفاظ بالطلاسم السحرية والإجراءات المنيعة في الاحتفالات الدينية والمراسم والقصص المقدسة والصلوات والتراتيل (6) وقد أكد هنري فرانكفورت في كتابه "فجر الحضارة" فضل المعبد في ظهور الكتابة بقوله: " وفي هذه الهياكل-المعابد- نجد دلائل اختراع جديد لولاه لتعذر القيام بمنشآت عظيمة كهذه ولتعذر في الحقيقة تنظيم مجتمع على هذا المستوى العالي من التنظيم وهو الكتابة" (7) وأصبح المعبد هو المدرسة التي تعلم فيها الكتابة, حتى أن الكتبة ظلوا ألصق بالمعابد (8), وهو أمر طبيعي إذ يحتاج المعبد إلى كهنة وكتبة للقيام بشعائره وتقاليده ومصالحه, لذلك وجب تدريب مثل هؤلاء وإعدادهم, وكان المكان المعقول لذلك هو المعبد نفسه أو بالقرب منه (9)، وهذا يعني أن الكهنة كانوا يؤلفون الفئة المتعلمة الرئيسية في المجتمع وكانوا المسؤولين عن تدوين معظم الكتابات التي تضمنت العديد من التصورات الدينية (10).
وقد استخدمت الكتابة السومرية رموز المعاني البسيطة والمركبة، وتبعهم في ذلك البابليون والأشوريون الذين ورثوا عن السومريين طريقة الكتابة, وطوروها وحولوها إلى كتابة مقطعية كاملة, وغيروا من حالات كثيرة من رموز المعاني بما يناسب لغتهم وبالتالي رموز الأصوات المأخوذة عنها, وهكذا نجد أن الشكل النهائي للكتابة السومرية لم يكن وليد فترة زمنية قصيرة, فهي بدأت مع الحضارة السومرية ثم طرأ عليها النمو و التطور في الحضارات اللاحقة لها, ومرت بالمراحل التقليدية للكتابة (11).
____________
(1) هاني عبد الرحيم إبراهيم، تاريخ الكتابة والمكتبات وأوعية المعلومات، مركز الإسكندرية للكتاب، الإسكندرية, 2006 , ص3.
(2) هـ. ج ويلز، موجز تاريخ العالم، ج 1, تر: عبد العزيز توفيق جويد، الهيئة المصرية العامة للكتب, 2003، ص 108.
(3) أحمد أمين سليم، (دراسات في حضارة الشرق الأدنى القديم)، المرجع السابق، ص 156.
(4) يوسف الحوراني، الإنسان والحضارة، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، (د.ت)، ص 44.
(5) أحمد أمين سليم، (دراسات في حضارة الشرق الأدنى القديم) , المرجع السابق, ص 156.
(6) سعيد إسماعيل علي، التربية في حضارات الشرق القديم، عالم الكتب، القاهرة, 1995 , ص 41.
(7) هنري فرانكفورت، فجر الحضارة في الشرق الأدنى، تر: ميخائيل خوري، ط 2, منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت, 1950 , ص 71.
(8) عبد العزيز صالح, المرجع السابق, ص 391 .
(9) جورج سارتون، تاريخ العلم، ج 1, تر: محمد خلف الله وآخرون، دار المعارف، مصر، (د.ت)، ص 217. الهامش رقم 17.
(10) محمد حرب فرزات، عيد مرعي، المرجع السابق، ص 99.
(11) سيد حسب الله، محمد جلال غندورة، تاريخ الكتب والمكتبات عبر الحضارات الإنسانية، دار المريخ، الرياض, 1996 , ص 74.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|