المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

The direction of the reaction
28-8-2019
معنى كلمة ريش
8-06-2015
المهدي والعلويين
25-7-2017
مصاهرة النبي (صلى الله عليه وآله)
20-5-2018
Congruency, Equality, and Similarity
7-1-2016
التوحيد في مقام الصفات
22-6-2019


شأن المرأة  
  
2450   01:15 صباحاً   التاريخ: 9-12-2020
المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
الكتاب أو المصدر : شمس المرأة لا تغيب
الجزء والصفحة : ص 18-28
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /

هذا الموضوع شائك ومترامي الأطراف وعميق يصعب الغوص فيه من خلال صفحات ، ولذلك علينا أن نوجز الكلام عنه بما يعنينا ويهمنا مع رسم صورة سريعة عن الفارق بين حقيقة الأنثى والواقع المعاش .

ولا يخفى أن الأنثى كانت مضطهدة في الجاهلية الاولى (1) بحيث كانت تدفن وهي على قيد الحياة خوف العار والشنار ، وجاء الاسلام ليرفع عنها الظلم ويحررها من العبودية التي كانت تعيشها في ظل الانظمة اللاإنسانية وتبرزها على جميع الاصعدة كإنسانة لها حقوقها وعليها واجباتها ، مراعيا في ذلك بنيتها الجسمية (الفسيولوجية) والنفسية        (السيكولوجية) فاصبحت تلك الريحانة تساهم بشكل فاعل في الحياة البشرية في شتى مجالاتها ، وتقودها نحو الخير والصلاح، وقد شاركت الجنس الآخر بناءه في وضع أسس هذه الحياة بأسلوب حضاري مميز ، بدءا من الحياة الزوجية التي هي في الواقع وكذا في الحقيقة مشاركة جادة من كلا الجنسين لمواصلة الحياة المقدسة وبناء الجيل الجديد ، وانتهاء بكل الخيوط التي تتشعب من تلك المشاركة الفاعلة التي لا يمكن فصلها وتميزها بين الجنسين اللذين هما ناموس الحياة ليس في الجنس البشري فحسب بل في كل جزئيات هذا العالم المترامي الأطراف .

ولكن من المؤسف جدا ان تتغلب العادات والتقاليد من جهة ، والروح السلطوية من قبل الجنس الخشن والذي هو بحق اسم على مسمى ، فتعانق المصالح لتؤدي الى إعادة أسر المرأة بشكل آخر ، وربما كان اسوء حالا من ذي قبل وبعناوين مختلفة ربما حملوا الكثير منها على الدين والمعتقد الاسلامي بالذات من جهة ، وباسم التحرير من قبل المحررين انفسهم من جهة اخرى ، وربما زجوا المرأة كأدوات في هذا التراجع المقيت الذي لم يؤدي الا الى تحجيم المرأة او تحميلها اكثر من طاقتها الجسدية والنفسية ليرتاح الطرف الاخر او ليجني ثمار ذلك باقل قدر من الخسائر. ولا داعي الى سرد أو رواية ما قام به الاسلام بعد ما عانته المرأة في ظل الجاهلية الاولى والتي كان الوأد ابرز مظاهرها ، والى نقل عينات من بريق الجاهلية الثانية (2) في ظل دعاة التحرير المستورد من الغرب الذي هو اصلا لم يعترف بالمرأة كإنسانة الا قبل عقود من الزمن ، وقد ادى بهم الى جعلها ومفاتنها سلعة تباع وتشترى لارتفاع رصيد الاثرياء ، وظلت المرأة من جهة اخرى بأيدي دعاة الجاهلية الاولى ممن ترسخت فيه تلك المفاهيم في ظل العادات والتقاليد موشحا بوشاح الدين والعقيدة ، ولقد بدا بإعادة تلك المفاهيم الموروثة من الجاهلية معاوية بن ابي سفيان واترابه والتي ظلت اثارها تخيم على مجتمعنا الى هذا اليوم .

 وعلى اي حال بقيت المرأة بين مطرقة الجاهلية الثانية وسندان الجاهلية الاولى تعاني الامرين، وليس من ينقذها من تلك الاضطهادات المتتالية ، ولا خلاص لها الا اذا ما رجعت الى الاسلام الذي حررها اول مرة والرجوع الى تعاليم قادة الاسلام وبناته وحملة افكاره المطهرون من الرجس ، بكل ما في النظام الاسلامي من ابعاد ، والابتعاد عن المصالح الشخصية التي لعبت بها الاهواء لتحركها ذات اليمين وذات الشمال .

ونعود ونكرر ان بحث المرأة شائك يحتاج الى دراسة كل الجوانب المتعلقة بها مما لا يمكن ان يستطرد في مثل هذه المقدمة التمهيدية ، ولكن ما لا يمكن تجاوزه هي مسائل مفروضة علينا طرحها ، نظرا لأهميتها واثارة الاخرين لها تنقيصا بالعقيدة الاسلامية ، وسنورد باختصار شيئا منها في النقاط التالية :

 1ــ بلوغ الانثى .

 2ــ نقصان العقل .

 3ــ فرض الحجاب .

 4ــ الاختلاط .

 5ــ التعليم .

 6ــ المرأة والعمل .

 7ــ ولاية المرأة .

 8ــ قيمومة الرجل .

 9ــ تعدد الزوجات .

 10ــ الحضانة .

 11ــ حق الطلاق .

 12ــ نصيبها من الارث .

 13ــ الحداد .

 14ــ اعفائها من القتال .

 الى جانب مواضيع اخرى تعتبر ثانوية نستعرضها ان شاء الله تعالى ، وهنا لابد من الاشارة الى امور يجب ان لا ننساها :

1ـ ان العبرة دائما بالأعم الاغلب ، ولا مجال للحديث في اي بحث او مناقشة علمية الاخذ بالشاذ النادر ، او ببعض الحالات الاستثنائية .

2ـ ان التفضيل امر نسبي ، اي انك تفضل امرا او شخصا في هذا المجال او هذا المكان او الزمان بدلا عن ذلك .

3ـ ان العمل بالاختصاصات او المميزات ليس تفضيلا ، فلو انك اخترت اللون الازرق في المستشفيات ليس لأنه افضل الالوان بل لأنه تبتعد عنه الجراثيم ، كما انك لو شربت الماء البارد في أوانه لا يعني ان الماء البارد هو المفضل دائما لكل الاستخدامات ، بل ان الماء الحار للغسيل في الشتاء القارص هو المختار .

4ـ ان الحديث يجب ان يتم بموضوعية دون أي أغراض أخرى ، وأن يرفق بالدليل ، اذ لامجال للاعتباط والفرض .

بلوغ الانثى

اشتهر بين الفقهاء ان الانثى تبلغ بانتهاء العام التاسع من عمرها لتستقبل ربيعها العاشر ، لتكلف بأوامر الله ونواهيه ، وتكون مستقلة في الرأي والعمل وتكون لها كامل الصلاحية في اخذ القرارات والعمل بمقتضاها، ويستدل بقول الامام الصادق (عليه السلام) : (اذا بلغت الجارية(3) تسع سنين دفع إليها مالها ، وجاز امرها في مالها ، وأقيمت الحدود التامة لها وعليها) (4).

وهناك روايات ترى غير ذلك ، الا انها شاذة لم يعمل بها ، وان اخذ البعض يميل اليها تماشيا مع القوانين الغربية حيث جعل رؤيتها للدم هو دليل بلوغها ، وقد حصلنا على رواية واحدة او روايتين في هذا المجال ، وهو المروي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ــ ظاهرا ــ حيث جاء هكذا : وفي خبر آخر

(على الصبي اذا احتلم الصيام ، وعلى المرأة اذا حاضت الصيام) (5) .

ومن الملاحظ ان الغرب قد وضع السنة الثامنة عشر الحد الفاصل بين الطفولة والفتوة ولكنه تنازل مرتين في بعض الدول وربما ثلاث مرات في دول أخرى حيث قالوا : بالسابعة عشر ثم بالسادسة عشر واخيرا بالخامسة عشر مما يدلنا على ان مواكبة الغرب أصلا لا يصح ان يكون معيارا .

ولقد بحثنا موضوع بلوغ المرأة بالذات فقهيا في مكان آخر ولا مجال لبحثه هنا ثانية (6) . ولكن الذي نريد طرحه هنا ما تردد في بعض الاوساط البعيدة عن روح الاسلام : لماذا تظلم الانثى بتحملها المسؤولية وهي صغيرة دون الذكر الذي يبلغ بانتهاء عامه الخامس عشر ، وفي الحقيقة كان الجواب عن هذا يحتاج الى مجال اوسع من الذي نحن فيه ، ولكن بإيجاز : فان العلم الحديث قد وصل بعد تجارب مضنية الى ان الانثى تسبق الذكر في تكميل قدراتها الفكرية من جهة وغرائزها البدنية من جهة أخرى ، بمعنى آخر ان الانثى في الاغلب الاعم تصل الى سن الرشد قبل الذكر ، وان قابلياتها جسديا تكتمل قبل الرجل ، ومن هنا نجد ان الانثى تمر بمراحل التكامل منذ بداية السنة العاشرة حيث ينبت عندها الشعر الخشن على العانة وتحت الابطين ثم يبرز النهدان ، وتأتي اخيرا مسألة رؤية الدم ، فهذه سنوات ثلاث تؤهلها بعدها للحمل ، بينما نجد الذكر في مثل هذا العمر يعبث ويلهو بأفكاره الصبيانية ولن تجد فيه تغيرا ملحوظا نحو الكمال الجنسي حيث يتأخر حتى العام الخامس عشر وما بعده .

وما هذه الاسبقية الا دليل على انها مقدمة على الذكر في تكوين شخصيتها ، ومن هنا فانها بعد النصف الاول من العقد الاول من عمرها تبدا فيها مميزات الجنسين من حيث نوعية التفكير ، ومن حيث الاستيعاب ، وقد دلت الاحصاءات بالنسبة الى المدارس الابتدائية .

وكذلك في المراحل التالية عليها : ان الفتيات متفوقات على الفتيان بشكل عام ، وما هذا الا ان هناك فوارق عديدة أودعت في جسم المرأة تجعل نمو قدراتها أسرع من الرجل ، وعليه فلا غرابة انها تكلف قبل الرجل وتتحمل المسؤولية حسب امتلاكها لتلك القدرات ، وهذا ملحوظ على كل انثى .

وما تكليف المرأة في هذا العمر الا تكريم لها حيث جعلها بمستوى البالغين ليؤخذ برايها في جميع المجالات ، وتأخذ مجراها في الحياة نحو الاستقلال ، بل من العدالة ان يتعامل معها حسب تلك القدرات التي تمتلكها وان تجاهل مثل هذه القدرات يعد ظلما وتضييعا لحقها (7) .

وكما ان المرأة تسبق الرجل في الكمال فانها تسبقه في الشيخوخة ، ففي الغالب انها لا تنجب بعد الستين ، واما الرجل فيبقى قادرا على الإنجاب ، مما يدلنا على اختلاف القدرات في تكوين الجسم ، فلا مجال للقول بان هناك حالة واحدة في كل من الرجل والمرأة ، ونسبة الحيف والظلم عليها انما يصدق اذا لم توضع قوانين خاصة بها كما هو الحال في الرجل ، ومن الجدير بالذكر ان الدوائر الغربية في غالبها قدرت سن التقاعد في المرأة قبل الرجل بخمس سنوات .

___________________     

(1) الجاهلية الاولى : تطلق على العهد ما بين غياب النبي عيسى (عليه السلام) وبعثة الرسول الاكرم (ص) وما قولهم بالأولى الا وله مفهوم يدلنا على وجود جاهلية ثانية ، بل المقصود الجاهلية السابقة ، وما استخدام المؤلف مقولة الجاهلية الثانية فيما سياتي الا فذلكة منه في تشخيص الحالة الاجتماعية المريضة ووضع النقاط على الحروف ــ المعدّة .

(2) لا تجافي في هذه التسمية اذ الحقيقة ان ما يعرف بالحضارة الغربية ان هي الا مجموعة من القوانين المادية التي تفتقد الى الجانب الروحي وتدعو لإشباع الغرائز المادية ــ المعدة .

(3) الجارية : الصبية ــ المعدة .

(4) وسائل الشيعة : 18/114 .

(5) وسائل الشيعة : 1/45 عن من لا يحضره الفقيه : 2/76 ، فان صح سند الرواية ، دل نصها على المطلوب ، ولكن الظاهر ان الاحتلام في الرجال ينبئ عن البلوغ ، وكذلك الحيض في النساء ، ولكنهما لو تأخرا فان الروايات الصريحة والمتواترة تدل على ان البلوغ يحدد بالعمر ، ففي الرجال هو اتمام الخامسة عشر ، وفي النساء اتمام التاسعة ، وجاء في نيل الاوطار : 2/67 مرويا عن عائشة : (لا يقبل الله صلاة الحائض الا بخمار) ، وفي الروايتين نظر من حيث السند والدلالة ، وعلى فرض صحة السند ففي دلالتها على المطلوب المدعى في تأمل ، اذ المتبادر الى الذهن : ان الحيض والاحتلام كاشفان عن البلوغ ، اذ لا تحيض المرأة قبل البلوغ ، وكذلك الفتى لا يحتلم قبل البلوغ .

(6) نظن ان المؤلف بحث هذا الموضوع في إحدى اجزاء الحسين والتشريع الاسلامي من موسوعته دائرة المعارف الحسينية ــ المعدة .

(7) لقد ذكر المؤلف في مكان آخر من موسوعته : ان من حقوق الطفل ان يؤخذ رأيه في الانتخابات ، ولكن عبر الولي الصالح ، حيث ان الاطفال مواطنون صالحون لهم ما لغيرهم ، وكذلك عليهم ما على غيرهم ، حسب طاقاتهم ، فكما الضرائب وما شاكلها تطبق بحقهم فكذلك لابد ان يأخذ برأيهم في الانتخابات عبر اوليائهم ، وفي بعض الدول نجد ان الاولياء يعاقبون على جرائم اطفالهم ، ومن هنا فان البنت التي دخلت السنة العاشرة من عمرها تكون صاحبة الراي في مصالحها الخاصة والاجتماعية العامة ، وان احتاجت الى استشارة الولي فهو حق من حقوقها . . هكذا يرى المؤلف ــ المعدة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.