المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Period as Function of Energy
1-8-2016
هل جميع الصحابة عدول ؟
22-3-2016
Mitochondrial Chromosome
7-3-2019
مسائل في أحكام الاحرام
19-9-2016
الصفات العامة للأخشاب
2023-02-28
هل هناك من الحشرات ما يعيش في بيئات غير اعتيادية؟
9-1-2021


المرأة والعمل  
  
2372   01:53 صباحاً   التاريخ: 25-11-2020
المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
الكتاب أو المصدر : شمس المرأة لا تغيب
الجزء والصفحة : ص 54-56
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2016 2707
التاريخ: 5-4-2018 2706
التاريخ: 19-1-2016 2315
التاريخ: 9-6-2021 2354

إن الحديث عن امكانية عمل المرأة جاء في الحقيقة من الدعاية المعاكسة التي شنها الاعداء على الاسلام والمسلمين ، وربما جاء في كلام بعض المسلمين او ممارساتهم وسيلة الى التهريج ضد الاسلام ، وفي الواقع ان الذي يجب ان يؤخذ به حيث لا دليل على حرمته : اصالة الحلية ، فكيف بوجود روايات تحث المرأة على العمل ، منها قول الرسول [صلى الله عليه واله]: «نعم اللهو للمرأة الصالحة المغزل» (1) بالإضافة الى ذلك فان المرأة كانت تعمل على عهد الرسول [صلى الله عليه واله] في كل مناحي الحياة ، الزراعة والنسج والغزل والطحن والسقاية وما الى ذلك (2) ، وهذه السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ابنة الرسول [صلى الله عليه واله]: غزلت وحاكت وطحنت وخبزت ومارست السقاية حتى مجلت يداها ، وهكذا كانت النساء في العهد الاول من الاسلام وظلت المرأة تعمل وتعمل الى عصرنا هذا دون مانع او رادع ، نعم انما حرم الله لها المتاجرة بنفسها او بمفاتنها كما هو رائج عند من لا يؤمن بالله واليوم الاخر من اتباع الحضارة الغربية ، واما اذا كانت المرأة محتشمة ولا ينتقص من كرامتها فلا مانع من العمل ، وان كان الاسلام لم يفرض عليها العمل في عيولة الاب او الابن او الزوج بل فرض عليهم الكد والعمل للقيام بمهامها وحاجاتها وذلك تكريما لها وابعادها عن الشقاء والتعب ليلقي العناء على الرجل والذي تتلاءم تركيبته الجسدية والصعبة في قبال المرأة التي اريد منها ان تكون الجنس الناعم وتعمل بما يناسب وتركيبتها الجسدية « الفسيولوجية » ، ومن هنا نجد ان المرأة العاملة في جميع المجالات يسمح لها ان تعطل قسما من ايام الحمل تماشيا مع بنيتها الجسدية . وأخيراً ان المراد بالعمل هنا ليس تولي المناصب العليا التي سياتي الحديث عنها ، بل المراد هو الاعمال الاخرى فاذا جاز لها تلك المناصب العليا فبالأولوية جاز لها ما هو ادنى منها اهمية ، ولكن اذا ما منعت عن تلك فلا دليل على منعها عن العمل في سائر مرافق الحياة سواء كانت ادارية او عملية .

ولنا للمرأة أنموذجان ، الاول : السيدة خديجة رضوان الله عليها ، كانت من كبار تجار مكة ، وكان الرسول [صلى الله عليه واله] يعمل معها في هذا الحقل .

 الثاني: ابنتي النبي شعيب (عليه السلام) واللتان كانتا تستسقيان الماء ، وقد نص عليهما القران الكريم وبين كيف كانتا محتشمتان ، رغم الاختلاط  كما كانتا ترعيان اغنام ابيهما ايضا .

قال تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} {القصص : 23 ــ 25}.          

________________

(1) بحار الانوار : 100/261 .

(2) روى سماعة عن الامام (عليه السلام) : « ان رسول الله [ صلى الله عليه واله ] خرج بالنساء في الحرب يداوي الجرحى » . وسائل الشيعة : 6/ 86 ، صحيح البخاري : 8/416 ، وفي رواية الامام الباقر (عليه السلام) : « الجارية اذا تزوجت ودخل بها ولها تسع سنين ، ذهب عنها اليتم ، ودفع اليها مالها ، وجاز امرها في الشراء والبيع » ــ الكافي : 7/197 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.