المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



النسخ والاختلاف  
  
1803   02:13 صباحاً   التاريخ: 27-04-2015
المؤلف : الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الكتاب أو المصدر : التبيان
الجزء والصفحة : ص 394-399.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الناسخ والمنسوخ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014 2256
التاريخ: 27-04-2015 4350
التاريخ: 27-04-2015 1572
التاريخ: 17-09-2014 2025

اختلفوا في كيفية النسخ على أربعة أوجه :

- قال قوم : يجوز نسخ الحكم والتلاوة من غير افراد واحد منهما عن الآخر.

- وقال آخرون : يجوز نسخ الحكم دون التلاوة.

- وقال آخرون : يجوز نسخ القرآن من اللوح المحفوظ ، كما ينسخ الكتاب من كتاب قبله.

- وقالت فرقة رابعة : يجوز نسخ التلاوة وحدها ، والحكم وحده ، ونسخهما معاً- وهو الصحيح- وقد دلّلنا على ذلك ، وأفسدنا سائر الأقسام في العدة في اصول الفقه.

وذلك ان سبيل النسخ سبيل سائر ما تعبد اللَّه تعالى به ، وشرّعه على حسب ما يعلم من المصلحة فيه فإذا زال الوقت الذي تكون المصلحة مقرونة به ، زال بزواله.

وذلك مشروط بما في المعلوم من المصلحة به ، وهذا القدر كاف في إبطال قول من ابى النسخ- جملة- واستيفاؤه في الموضع الذي ذكرناه.

وقد أنكر قوم جواز نسخ القرآن ، وفيما ذكرناه دليل على بطلان قولهم ، وقد جاءت اخبار متظافرة بانه كانت أشياء في القرآن نسخت تلاوتها ، فمنها ما روي عن أبي موسى : انهم كانوا يقرءون لو ان لابن آدم واديين من مال لابتغى اليهما ثالث ، لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب اللَّه على من تاب. ثم رفع. وروي عن قتادة قال : حدثنا انس بن مالك أن السبعين من الأنصار الذين قتلوا ببئر معونة :

- قرأنا فيهم كتابا- بلغوا عنّا قومنا انا لقينا ربنا ، فرضي عنا وارضانا ، ثم ان ذلك رفع. ومنها الشيخ والشيخة- وهي مشهورة-. ومنها ما روي عن أبي بكر انه قال : كنا نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر. ومنها ما حكي : ان سورة الأحزاب كانت تعادل سورة البقرة- في الطول- وغير ذلك من الاخبار المشهورة بين اهل النقل. والخبر على ضربين :

أحدهما- يتضمن معنى الامر بالمعروف- فما هذا حكمه- يجوز دخول‏ النسخ فيه.

والآخر يتضمن الاخبار عن صفة الامر. لا يجوز تغييره في نفسه ، ولا يجوز ان يتغير من حسن الى قبح أو قبح الى حسن ، فان ذلك لا يجوز دخول النسخ فيه. وقد بينا شرح ذلك في العدة. والافعال على ثلاثة اقسام- أحدها- لا يكون إلا حسناً. وثانيها- لا يكون إلا قبيحاً. وثالثها- يحتمل الحسن والقبح بحسب ما يقع عليه من الوجوه :

فالأول- كإرادة الافعال الواجبة ، أو المندوبة التي لا يجوز تغيّرها ، كشكر المنعم ، ورد الوديعة ، والإحسان الخالص وغير ذلك.

والثاني- كإرادة القبيح ، وفعل الجهل.

والثالث- كسائر الافعال التي تقع على وجه ، فتكون حسنة ، وعلى آخر فتصير قبيحة.

فالأول ، والثاني لا يجوز فيه النسخ. والثالث يجوز فيه النسخ.

ومن قرأ ننسخ- بفتح النون- فمن نسخت الكتاب. فانا ناسخ ، والكتاب منسوخ. ومن قراء- بضم النون ، وكسر السين- فانه يحتمل فيه أمرين :

أحدهما- قال ابو عبيدة : ما ننسخك يا محمد. يقال نسخت الكتاب ، وانسخه غيري.

والاخر- نسخته جعلته ذا نسخ. كما قال قوم للحجاج - وقد قتل رجلا- :

أقبرنا فلاناً أي جعله ذا قبر يقال قبرت زيداً : إذا دفنته واقبره اللَّه : جعله ذا قبر كما قال : { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } [عبس : 21] وقوله : «أو ننسأها» فالنس‏ء التأخير ونقيضه التقديم ، يقال انسأت الإبل عن الحوض أنسأها نسأ : إذا أخرتها عنه ، وانتسأت عن الشي‏ء- : إذا تباعدت عنه- انتسأ ونسأت الإبل في ظمئها فانا أنسؤها نسأ : إذا زدنها في ظمئها يوماً أو يومين ، أو

اكثر من ذلك. وظمؤها : منعها الماء. ونسأت الماشية تنسأ نسأ : إذا سمنت. وكل سمين ناسئ ، تأويلها ان جلودها نسأت اي تأخرت عن عظامها ، قاله الزجاج ، وقال غيره :

انما قيل ذلك لأنها تأخرت في المرعى حتى سمنت ، ونسأت المرأة تنسئ نسأ إذا تأخر حيضها عن وقته ، ورجي حملها ، ويقال : انسأت فلاناً البيع‏ ونسأ اللَّه في اجل فلان ، وانسأ اللّه اجله إذا أخر اجله. والنسي‏ء تأخر الشي‏ء ، ودفعه عن وقته ، ومنه قوله تعالى : { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ } [التوبة : 37] وهو ما كانت العرب تؤخر من الشهر الحرام في الجاهلية. ونسأت اللبن أنسؤه نسأ إذا أخذت حليباً وصببت عليه الماء ، واسم ذلك : النسي‏ء ، والنسي‏ء هذا سمي بذلك ، لأنه إذا خالطه الماء أخر بعض اجزاء اللبن عن بعض قال الشاعر :

سقوني النس‏ء ثم تكنفوني‏

 

عداة اللَّه من كذب وزور

   

ويقال للعصاة المنسأة ، لأنها ينسأ بها ، أي يؤخر بها ما يساق عن مكانه ، ويدفع بها الإنسان عن نفسه ونسأت ناقتي إذا رفعتها في السير واصل الباب التأخير. 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .