المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02

الإرث.. من الحقوق الأسرية
22-8-2020
التحول والالتفات من الخطاب الى الغيبة
2023-05-19
فضل انتظار فرجه
1-08-2015
اعفاء العمولات المتحققة في العراق لحساب المصارف الاجنبية
10-4-2016
الإنتاج في إطار الإنسانيّة
15-02-2015
اسماء الافعال والاصوات
21-10-2014


كيف نجعل من الأب قدوة حسنة في المجتمع؟  
  
1892   01:26 صباحاً   التاريخ: 25-10-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص113ـ114
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2021 2105
التاريخ: 24-10-2018 1659
التاريخ: 11-9-2016 1799
التاريخ: 11-1-2016 1907

هناك قول مأثور (أطفال اليوم رجال الغد) فأن الطفل هو صفحة بيضاء تحتاج لمن يسطر عليها مفاهيم وقيم يجب عدم إهمالها وعدم تركها فهو النواة الأساسية في تشكيل أسرة في المستقبل واعداده طفلا اليوم وشابا في الغد سيؤهله للوقوف على أرضية صلبة ويؤهله ليقود أسرة بكاملها قيادة حكيمة وناجحة ويكون مؤهلا كذلك لتربية جيل جديد. والأب اليوم هو الشاب الذي كان بالأمس تحت توجيهنا وارشادنا قبل زواجه فلا نضع كل خطأ نقمة على رأسه وهذا يشبه إلى حد كبير التلميذ الذي يدرس فهو بالأمس تلميذا متدربا نلقي عليه الدروس والمحاضرات ونخضعه إلى امتحان قبل تخرجه وإذا حصل على أي مجال للمحاباة والتساهل معه في تخريجه من غير استحقاق فإنه سيفشل أو يلاقي صعوبات جمة في حياته العملية بعد التخرج ونفس الشيء بالنسبة للشاب إذا ما استطاع والديه وأسرته تهيئته تهيئة سليمة لخوض حياته العملية بما فيها الزوجية وهذا كله يكون ضمن العمر المقرر للفترة السابقة للزواج فإنه بالتأكيد سيفشل في بناء أسرته وحياته الزوجية وقد يقول قائل إن هذه الافكار صحيحة إلى حد ما لكنها تكون مخطئة في بعض الأحيان فهناك الشاب اليتيم أو فاقد الأبوين ولكنه يظهر ويتوصل الى نتائج أفضل بكثير من الشاب الذي ضمن أسرة وهناك الشاب الذي يعيش في كنف أبوين قرويين ولكنه يبلغ مبلغا مهما في المجتمع وتجده وكأنه عاش في مدرسة واسعة فهو يضع الأمور في نصابها ويعطي كل شيء حقه ويتزوج ويربي جيل ممتاز ليظهر في مرحلة من المراحل أكثر تألقا.

الجواب على هذا السؤال نعم صحيح ولا أقول لكل قاعدة شواذ ولكن من يجد كل الخبرات الضرورية مقدمة له على طبق من ذهب ولديه القابلية على مناقشتها واستيعابها سهل عليه الطريق وتوجد له ذلك الأب والمعين الذي يعينه في كافة المجالات ويفهمه كشاب مع متطلباته.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.