أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-6-2021
1564
التاريخ: 1-10-2020
1368
التاريخ: 29/9/2022
2315
التاريخ: 20-4-2018
1843
|
الهيكل الحضري للمدينة العربية الإسلامية ومركزها:
كان هدم الأسوار المحيطة بالمدن القديمة اهم المتغيرات التي تعرضت لها تلك المدن وتكوينها الحضري، اذ انه يمثل مؤشراً لبداية الشعور بالأمان والانفتاح على العالم الخارجي ، وعمرانياً كان ذلك يمثل بداية اندثار مبدأ التوجه نحو الداخل والأحتوائية التي يحققها هذا المبدأ، ممهداً الطريق لتوسع عمراني كبير خارج حدود تلك الأسوار.
وكان سبب هذا التغيير ظهور السيارة التي اثرت في توسيع المدينة خارج اسوارها بعيداً عن الأنسان وبيئته ، وبذلك انعدم الترابط بين المكونات المادية للمدينة والإطار الروحي لها ، كما يبدو التناقض واضحاً بين النسيج العضوي للمراكز التاريخية للمدن العربية الإسلامية والتوسعات الحديثة التي غالباً ما تحيط وتسيطر على تلك المراكز، اذ نجد ان تلك المراكز التاريخية للمدن العربية الإسلامية بدأت تفقد خصائصها الحضرية وملامحها المعمارية نتيجة اقتباس المفاهيم الحضرية الغربية واقحامها بشكل قسري على الهيكل الحضري لها، فضلاً عن السلبيات المتمثلة بتمزيق النسيج وانشاء ابنية حديثة ذات اطوار غريبة ، فضلاً عن اسباب سوء الاستعمال وعدم الصيانة والإهمال المترتب عن الكثافة السكانية والإسكانية العالية(نصر الله-2001-ص15).
وهكذا بدأ النسيج الحضري لمعظم المدن العربية الإسلامية ومنها منطقة الدراسة مفككاً ومجزءاً الى اجزاء متناثرة تفتقد الى وحدة التكوين ، اذ ادى خلق منافذ لحركة المركبات فيها واقحام الطرق المستقيمة على نسيجها الحضري الى تمزيق هذا النسيج وتهشيم نظام الحركة القائم بمقياسه الإنساني.
ولم تقتصر التأثيرات السلبية على ذلك فقط بل انها اوجدت الفرصة لإنشاء الأبنية الحديثة المرتفعة بطرز معمارية غريبة لا تتعاطف في الغالب مع الشخصية الحضرية للنسيج القائم شكلاً ومضموناً تاركة خلفها مناطق قديمة من المحلات السكنية التي ازداد فيها الازدحام السكاني بسبب تضاؤل الرصيد السكني نتيجة عمليات الهدم والإزالة ، هذا فضلاً عن اشراف هذه الأبنية على النسيج السكني الواقع خلفها مما ادى الى فقدان التكوين الحضري للمدينة لأبرز خصائصه المتمثل بالخصوصية Privacy والأحتوائية Enclosure والمقياس الإنساني Human Scale .
كما تعرضت المراكز التاريخية لمدن المراقد المقدسة لممارسات تخطيطية احدثت تغييرات جوهرية في تكوينها الحضري تمثلت في ازالة المناطق المحيطة بالمراقد المقدسة وعزلها عن المحيط الحضري بما يتناقض والمبدأ الذي صممت على اساسه (كما حدث في كربلاء والنجف والكاظمية) فضلاً عما سببته هذه الممارسات من خسارة فادحة للنسيج التراثي وخصائصه الحضرية والعديد من الأبنية ذات القيم التاريخية، وما خلفته من مشاكل جديدة تمثلت في توليد جذب المزيد من حركة السيارات حول المراقد فأحدثت تلوثاً بصرياً يتنافى والمكانة الدينية والروحية لهذه المراقد.(نصر الله-2001-ص15)
كما ان استحداث الفضاءات المفتوحة حولها ادى الى ازالة اهم سمات هذه المراكز وهي هيمنة فضاء الصحن على التكوين الفضائي العام للمدينة وغياب عنصر المفاجأة عند الانتقال من الأزقة الضيقة ذات الواجهات الخارجية البسيطة الى فضاء الصحن المفتوح الغني بالمعالجات المعمارية والزخرفية الذي يحقق الشعور بالانفتاح والاستقرار والأمان.
ولم يقتصر الضرر عند ذلك حسب ، اذ ان ظهور واجهات اسوار المراقد الى الخارج دعا الى التعامل معها كأبنية نصبية صرحية Monumental Building وهو اقتباس للمفهوم الغربي ، مما استدعى مزيداً من الهدم وايجاد فضاءات مفتوحة واسعة حولها لاستيعاب الواجهات الجديدة بشكل اوضح. (نصر الله-2001-ص16)
ان الهيكل الحضري للمدينة العربية الإسلامية الذي نتج عبر سنوات طويلة وتكيف مع متغيرات مختلفة ليس عاجزاً عن استيعاب التطورات المعاصرة اذا كانت تجري وفق خطوات مدروسة ودقيقة ، ولكن اذا استمر الحال في هذا الاتجاه من التطوير، فأن ما يسمى تطويراً سيتحول الى اغتراب اذ ستفقد المراكــز التاريخية للمدن العربية الإسلامية هويتها العمرانيــة والحضرية الفريدة وتكون طي النسيان. (نصر الله-2001-ص16).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|