أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-6-2016
3022
التاريخ: 17-1-2016
2368
التاريخ: 23-09-2014
2429
التاريخ: 1-06-2015
2289
|
إنّ المعجز لابدّ وأن يعرف إعجازه جميع من يراد بالإعجاز إقناعه، وكلّ من كان المهمّ اعتقاده بصدق مدّعي النبوّة؛ ليخضع في مقابل التكاليف التي يأتي بها، والوظائف التي هو الواسطة في تبليغها وإعلامها؛ ضرورة أنّ كلّ فرد منهم مكلّف بتصديق مدّعي النبوّة، فلابدّ أن تتحقّق المعرفة - معرفة الإعجاز - بالإضافة إلى كلّ واحد منهم، مع أنّه من المعلوم أنّ معرفة بلاغة القرآن تختصّ ببعض البشر ولا تعمّ الجميع، من دون فرق في ذلك بين زمان النزول وسائر الأزمنة إلى يوم القيامة، فكيف يكون القرآن معجزاً بالإضافة إلى جميع البشر، ويكون الغرض منه هداية الناس من الظلمات إلى النور كما بيّنه نفسه ؟ والجواب عن ذلك : أنّه لا يشترط في المعجز أن يدرك إعجازه الجميع، بل المعتبر فيه هو ثبوت المعجز عندهم، بحيث لا يبقى لهم ارتياب في ذلك، وأنّه قد أتى النبيّ صلى الله عليه و آله بما يعجز الناس عن الإتيان بمثله، وإن لم يكن حاضراً عن الإتيان به، أو لم يكن ممّن يحتمل في حقّه الإتيان بالمثل؛ لعدم اطّلاعه على اللغة العربيّة، أو لقصور معرفة بخصائصها، فإذا ثبت لنا بالنقل القطعي تحقّق الانشقاق للقمر بيد النبيّ صلى الله عليه و آله (1) تتمّ الحجّة علينا عقلًا، وإن لم نكن حاضرين عند تحقّقه ، مشاهدين ذلك بأبصارنا، وكذا إذا ثبت إخضرار الشجر بأمره، أو تكلّم الحجر بإشارته (2) .
وفي المقام نقول : بعدما لاحظنا أنّ القرآن نزل في محيط بلغت البلاغة فيه الغاية القصوى، والعناية بالفصاحة وشؤونها الدرجة العليا، بحيث لم يروا لغيرها قدراً، ولا رتّبوا عليه فضيلةً وأجراً، ولعلّ السرّ في ذلك واقعاً هو : أنّه عند نزول القرآن لا يكاد يبقى مجال للارتياب في تفوّقه واتّصافه بأنّه السلطان والحاكم في الدولة الأدبيّة، والحكومة العلميّة، وبعد ملاحظة أنّ القرآن تحدّاهم إلى الإتيان بمثله (3) ، أو بعشر سور مثله (4) , أو بسورة مثله (5) , ولم يقع في جواب ذلك النداء إلّا إظهار العجز، والاعتراف بالقصور.
ولذا اختاروا المبارزة بالسنان على المعارضة بالبيان، ورجّحوا المقابلة بالسيوف على المقاومة بالحروف، وآثروا بذل الأبدان على القلم واللسان، مع أنّه كان من الجدير للعرب إذا كان ذلك في مقدرتهم أن يجيبوه، ويقطعوا حجّته، ويأتوا ولو بسورة واحدة مثل القرآن في البلاغة، فيستريحوا بذلك عن تحمّل مشاقّ كثيرة، وإقامة حروب مهلكة، وبذل أموال خطيرة، وتفدية نفوس محرّمة.
ولكنّهم - مع أنّه كان فيهم الفصحاء النابغون والبلغاء المتبحِّرون - خضعوا عند بلاغة القرآن، وأذعنوا بقصورهم، بل قصور من لم يكن له ارتباط إلى مبدآ الوحي، ومنبع الكمال من جميع أفراد البشر، فعند ملاحظتنا ذلك تتمّ الحجّة علينا عقلًا وإن لم نكن من تلك الطبقة النابغة في الفصاحة، والجماعة الممتازة في الفصاحة، بل وإن لم نكن عارفين باللغة العربيّة أصلًا، كما هو واضح من أن يخفى.
____________________________
(1) تفسير القمّي : 2/ 341، إعلام الورى : 1/ 84، مناقب ابن شهرآشوب : 1/ 122، مجمع البيان : 9/ 277 - 278، وعنها بحار الأنوار : 17/ 347 - 358 ح 1، 11 و 13، ورواه البخاري في صحيحه : 6/ 62 ب 1 ح 4864 - 4868، والترمذي في سننه : 5/ 397 - 398 ب 54 ح 3296 - 3300، ويراجع ص 62.
(2) الخرائج و الجرائح : 1/ 98 ح 159، مناقب آل أبي طالب عليهم السلام : 1/ 37 - 38، العدد القويّة : 122، الرقم 24، التفسير المنسوب إلى الإمام أبي محمّد العسكري عليه السلام : 599، وعنها بحار الأنوار : 15/ 336 قطعة من ح 5 و ص 340 ح 12، و ج 16/ 226 ح 32، و ج 17/ 379 ح 47 و ص 383 ح 51.
(3) سورة البقرة 2 : 23، وسورة الإسراء 17 : 88.
(4) سورة هود 11 : 13.
(5) سورة يونس 10 : 38.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|