القيمة في الفكر الاقتصادي الاسلامي

هذا شأن الفكر الغربي اما الشرقي فقد تمثل في آراء ابن خلدون وكانت افكار ناضجة حيث انه رجح القيمة للعمل البشري وقد أدلى بهذا الرأي في فترة مبكرة سبق السير وليم بتي الذي سجلت باسمه هذه الآراء ، فقال ان كميات العمل المبذولة هي مقياس لهذه القيمة وان مستوى القيم يتناسب طردياً مع مقدار العمل المبذول في انتاج السلعة ، وان اختلاف القيم يعود اولاً واخيراً الى اختلاف كمية العمل المبذول والمتجسد في السلعة ، وقد قادته هذه النظرية في القيمة الى التمييز بين العمل المنتج والعمل غير المنتج أو كما يسميه المعاش الطبيعي والمعاش غير الطبيعي وذلك من زاوية ان العمل الانساني المبذول يخلق قيمة أم لا يخلق قيمة اطلاقاً ، فوجد ان العمل المنتج يخلق قيمة كالفلاحة والصناعة والتجارة وهي اعمال منتجة وبذلك تحقق قيم ، اما العمل الغير منتج فهو حصول الدولة على الضرائب فهو معاش غير طبيعي لذا فهو غير منتج وعليه فانه لا يحقق قيمة مضافة .

هذا من جانب آراء المفكر ابن خلدون اما رأي الدين الاسلامي ككل فقد كان شاملاً لمختلف الأفكار الاقتصادية التي سادت في المجتمع بعد ظهور الرسالة الاسلامية والتعليمات التي كانت سائدة لقيام الانشطة الاقتصادية المتفقة مع التعاليم الاسلامية السامية والتي لها قيم ، ولم يضع الاسلام شروط او التعليمات على الاعمال او النشاطات الحرفية التي كانت سائدة قبل الاسلام والتي هي اساساً متفقة مع الشريعة الاسلامية وتـولد قيمة كالعمل التجاري وتحريم الربا والتي كانت تؤخذ قبل مجيء الاسلام ومساندة الملكية الخاصة بشرط ان تكون مقيدة بقيود الشريعة الاسلامية وهي ان لا تتنافى او تضر بأفراد المجتمع الآخرون .