أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-9-2020
10504
التاريخ: 26-03-2015
15256
التاريخ: 12-9-2020
12821
التاريخ: 13-9-2020
33612
|
الخبر
(1) الغرض من إلقاء الخبر
الأمثلة :
(1) ولد النبي صلى الله عليه وسلم عام الفيل (1)، وأوحى إليه في سن الأربعين، وأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشرا.
(2) كان عمر بن عبد العزيز (2) لا يأخذ من بيت المال شيئا، ولا يجرى على نفسه من الفيء (3) درهما.
* * *
(3) لقد نهضت من نومك اليوم مبكرا.
(4) أنت تعمل في حديقتك كل يوم.
* * *
(5) قال يحيى البرمكي (4) يخاطب الخليفة هرون الرشيد (5) :
إن البرامكة الذي |
|
ن رموا لديك بداهيه |
صفر الوجوه عليهم |
|
خلع (6) المذلة باديه |
(6) قال الله تعالى حكاية عن زكريا عليه السلام :
«رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا».
(7) قال أحد الأعراب يرثى ولده :
لما دعوت الصبر بعدك والأسى |
|
أجاب الأسى طوعا ولم يجب الصبر (7) |
فإن ينقطع منك الرجاء فإنه |
|
سيبقى عليك الحزن ما بقى الدهر |
(8) قال عمرو بن كلثوم (8) :
إذا بلغ الفطام لنا صبى |
|
تخر له الجبابر ساجدينا |
(9) كتب طاهر بن الحسين (9) إلى العباس بن موسى الهادي (10) وقد استبطأه في خراج ناحيته :
وليس أخو الحاجات من بات نائما |
|
ولكن أخوها من يبيت على وجل |
البحث :
تدبر المثالين الأولين تجد المتكلم إنما يقصد أن يفيد المخاطب الحكم الذى تضمنه الخبر في كل مثال، ويسمى هذا الحكم فائدة الخبر فالمتكلم في المثال الأول يريد أن يفيد السامع ما كان يجهله من مولد الرسول، وتاريخ الإيحاء إليه، والزمن الذى أقامه بعد ذلك في مكة والمدينة. وهو في المثال الثاني يخبره بما لم يكن يعرفه عن عمر بن عبد العزيز من العفة والزهد في مال المسلمين.
تأمل بعد ذلك المثالين التاليين، تجد المتكلم لا يقصد منهما أن يفيد السامع شيئا مما تضمنه الكلام من الأحكام ؛ لأن ذلك معلوم للسامع قبل أن يعلمه المتكلم، وإنما يريد أن يبين أنه عالم بما تضمنه الكلام. فالسامع في هذه الحال لم يستفد علما بالخبر نفسه، وإنما استفاد أن المتكلم عالم به، ويسمى ذلك لازم الفائدة.
انظر إلى الأمثلة الخمسة الأخيرة تجد أن المتكلم في كل منها لا يقصد فائدة الخبر ولا لازم الفائدة، وإنما يقصد إلى أشياء أخرى يستطلعها اللبيب ويلمحها من سياق الكلام، فيحيى البرمكي في المثال الخامس لا يقصد أن ينبئ الرشيد بما وصل إليه حاله وحال ذوى قرباه من الذل والصغار ؛ لأن الرشيد هو الذي أمر به فهو أولى بأن يعلمه، ولا يريد كذلك أن يفيده أنه عالم بحال نفسه وذوى قرابته. وإنما يستعطفه ويسترحمه ويرجو شفقته، عسى أن يصغي إليه فيعود إلى البر به والعطف عليه.
وفي المثال السادس يصف زكريا عليه السلام حاله ويظهر ضعفه ونفاد قوته. والأعرابي في المثال السابع يتحسر ويظهر الأسى والحزن على فقد ولده وفلذة كبده. وعمرو بن كلثوم في المثال الثامن يفخر بقومه، ويباهى بما لهم من البأس والقوة : وطاهر بن الحسين في المثال الأخير لا يقصد الإخبار. ولكنه يحث عامله على النشاط والجد في جباية الخراج وجميع هذه الأغراض الأخيرة إنما تفهم من سياق الكلام لا من أصل وضعه.
القواعد :
(30) الأصل في الخبر أن يلقى لأحد غرضين :
(ا) إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة، ويسمى ذلك الحكم فائدة الخبر.
(ب) إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم، ويسمى ذلك لازم الفائدة.
(31) قد يلقى الخبر لأغراض أخرى تفهم من السياق، منها ما يأتي :
(ا) الاسترحام. (ح) إظهار التحسر.
(ب) إظهار الضعف. (د) الفخر.
(ه) الحث على السعي والجد.
نموذج
في بيان أغراض الأخبار.
(1) كان معاوية (11) حسن السياسة والتدبير، يحلم في مواضع الحلم، ويشتد في مواضع الشدة.
(2) لقد أدبت بنيك باللين والرفق لا بالقسوة والعقاب.
(3) توفى عمر بن الخطاب رضى الله عنه سنة ثلاث وعشرين من الهجرة.
(4) قال أبو فراس الحمداني :
ومكارمي عدد النجوم ومنزلي |
|
مأوى الكرام ومنزل الأضياف |
(5) قال أبو الطيب :
وما كل هاو للجميل بفاعل |
|
ولا كل فعال له بمتمم |
(6) وقال أيضا يرثي أخت سيف الدولة :
غدرت يا موت كم أفنيت من عدد |
|
بمن أصبت وكم أسكت من لجب (12) |
(7) قال أبو العتاهية يرثي ولده عليا :
بكيتك يا علي بدمع عيني |
|
فما أغنى البكاء عليك شيا |
وكانت في حياتك لي عظات |
|
وأنت اليوم أوعظ منك حيا |
(8) إن الثمانين وبلغتها |
|
قد أحوجت سمعي إلى ترجمان |
(9) قال أبو العلاء المعري :
ولي منطق لم يرض لي كنه منزلي |
|
على أنني بين السماكين نازل (13) |
(10) قال إبراهيم بن المهدى (14) يخاطب المأمون :
أتيت جرما شنيعا |
|
وأنت للعفو أهل |
فإن عفوت فمن |
|
وإن قتلت فعدل |
الإجابة
(1) الغرض إفادة المخاطب الحكم الذى تضمنه الكلام.
(2) الغرض إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بحاله في تهذيب بنيه.
(3) الغرض إفادة المخاطب الحكم الذى تضمنه الكلام.
(4) الغرض إظهار الفخر، فإن أبا فراس إنما يريد أن يفاخر بمكارمه وشمائله.
(5) الغرض إفادة المخاطب الحكم الذى تضمنه الكلام ؛ فإن أبا الطيب يريد أن يبين لسامعيه ما يراه في بعض الناس من التقصير في أعمال الخير.
(6) الغرض إظهار الأسى والحزن.
(7) الغرض إظهار الحزن والتحسر على فقد ولده.
(8) الغرض إظهار الضعف والعجز.
(9) الغرض الافتخار بالعقل واللسان.
(10) الغرض الاسترحام والاستعطاف.
تمرينات
(1)
بين أغراض الكلام فيما يأتي :
(1) من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه، ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ.
(2) إنك لتكظم الغيظ وتحلم عند الغضب، وتتجاوز عند القدرة، وتصفح عن الزلة.
(3) قال أبو فراس الحمداني :
إنا إذا اشتد الزما |
|
ن وناب خطب وادلهم (15) |
ألفيت حول بيوتنا |
|
عدد الشجاعة والكرم (16) |
للقا العدا بيض السيو |
|
ف وللندى حمر النعم (17) |
هذا وهذا دأبنا |
|
يودى دم ويراق دم (18) |
(4) قال الشاعر :
مضت الليالي البيض في زمن الصبا |
|
وأتى المشيب بكل يوم أسود |
(5) قال مروان بن أبي حفصة (19) من قصيدة طويلة يرثي بها معن بن زائدة (20) :
مضى لسبيله معن وأبقى |
|
مكارم لن تبيد ولن تنالا (21) |
كأن الشمس يوم أصيب معن |
|
من الإظلام ملبسة ظلالا |
هو الجبل الذي كانت نزار |
|
تهد من العدو به الجبالا (22) |
فإن يعل البلاد له خشوع |
|
فقد كانت تطول به اختيالا (23) |
أصاب الموت يوم أصاب معنا |
|
من الأحياء أكرمهم فعالا (24) |
وكان الناس كلهم لمعن |
|
إلى أن زار حفرته عيالا (25) |
(6) وقال آخر :
فما لي حيلة إلا رجائي |
|
لعفوك إن عفوت وحسن ظني |
فكم من زلة لي في الخطايا |
|
عضضت أناملي وقرعت سني (26) |
يظن الناس بي خيرا وإني |
|
لشر الخلق إن لم تعف عني |
(7) قال أبو نواس في مرض موته :
دب في السقام سفلا وعلوا |
|
وأراني أموت عضوا فعضوا |
ذهبت جدتي بطاعة نفسي |
|
وتذكرت طاعة الله نضوا (27) |
لهف نفسي على ليال وأيا |
|
م تجاوزتهن لعبا ولهوا |
قد أسأنا كل الإساءة فالل |
|
هم صفحا عنا وغفرا وعفوا |
(8) إنك إذا رأيت في أخيك عيبا لم تكتمه :
(9) قال ابن نباتة السعدى :
يفوت ضجيع الترهات طلابه |
|
ويدنو إلى الحاجات من بات ساعيا (28) |
(10) قال الأمير أبو الفضل عبيد الله (29) في وصف يوم ماطر :
دهتنا السماء على حين صحو |
|
بغيث على هامنا مسبل |
وأشرف أصحابنا من أذاه |
|
على خطر هائل مبسل |
فمن لائذ بفناء الجدار |
|
وآو إلى نفق مهمل |
وجادت علينا سماء السقوف |
|
بدمع من الوجد لم يهمل (30) |
(11) قال الجاحظ (31) :
المشورة لقاح العقول، ورائد الصواب. والمستشير على طرف النجاح، واستنارة المرء برأي أخيه من عزم الأمور وحزم التدبير.
(12) قال المتنبي وهو مريض بالحمى :
أقمت بأرض مصر فلا ورائي |
|
تخب بي الركاب ولا أمامي (32) |
وملني الفراش وكان جنبي |
|
يمل لقاءه في كل عام (33) |
(2)
انثر قول أبي الطيب، وبين غرضه :
إني أصاحب حلمي وهو بي كرم |
|
ولا أصاحب حلمي وهو بي جبن |
ولا أقيم على مال أذل به |
|
ولا ألذ بما عرضي به درن (34) |
(3)
صف وطنك واجعل غرضك من الوصف الفخر بمكانه، وهوائه، وصفاء سمائه، وخصب أرضه وارتقاء عمرانه.
(4)
(1) كون ست جمل خبرية تكون الثلاث الأولى منها لإفادة المخاطب حكمها، والثلاث الأخيرة لإفادته أنك عالم بالحكم.
(2) كون ثلاث جمل تفيد بسياقها وقرائن أحوالها الاستعطاف وإظهار الضعف والتحسر.
(3) كون ثلاث جمل تفيد بسياقها وقرائن أحوالها الحث على السعي والتوبيخ والفخر على الترتيب.
أضرب الخبر
الأمثلة :
(1) كتب معاوية إلى أحد عماله فقال :
لا ينبغي لنا أن نسوس الناس سياسة واحدة، لانلين جميعا فيمرح (35) الناس في المعصية، ولا نشتد جميعا فنحمل الناس على المهالك، ولكن تكون أنت للشدة والغلظة، وأكون أنا للرأفة والرحمة.
(2) قال أبو تمام :
ينال الفتى من عيشه وهو جاهل |
|
ويكدي الفتى في دهره وهو عالم (36) |
ولو كانت الأرزاق تجرى على الحجا (37) |
|
هلكن إذا من جهلهن البهائم |
* * *
(3) قال الله تعالى :
(قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا) (38).
(4) قال السرى الرفاء :
إن البناء إذا ما انهد جانبه |
|
لم يأمن الناس أن ينهد باقيه |
* * *
(5) قال أبو العباس السفاح (39) :
لأعملن اللين حتى لا ينفع إلا الشدة، ولأكرمن الخاصة ما أمنتهم على العامة، ولأغمدن سيفي حتى يسله الحق، ولأعطين حتى لا أرى للعطية موضعا.
(6) قال الله تعالى :
«لتبلون (40) في أموالكم وأنفسكم».
(7) والله إني لأخو همة |
|
تسمو إلى المجد ولا تفتر (41). |
البحث :
إذا تأملت الأمثلة المتقدمة وجدتها أخبارا، ووجدتها في الطائفة الأولى خالية من أدوات التوكيد. وفي الطائفتين الأخيرتين مؤكدة بمؤكد أو مؤكدين أو أكثر، فما السر في هذا الاختلاف؟ إذا بحثت لم تجد لذلك سببا سوى اختلاف حال المخاطب في كل موطن، فهو في أمثلة الطائفة الأولى خالي الذهن من مضمون الخبر، ولذلك لم ير المتكلم حاجة إلى توكيد الحكم له، فألقاه إليه خاليا من أدوات التوكيد. ويسمى هذا الضرب من الأخبار ابتدائيا.
أما في الطائفة الثانية فالمخاطب له بالحكم إلمام قليل يمتزج بالشك، وله تشوف إلى معرفة الحقيقة، وفى مثل هذه الحال يحسن أن يلقى إليه الخبر وعليه مسحة من اليقين تجلو له الأمر وتدفع عنه الشبهة ؛ ولذلك جاء الكلام في المثال الثالث مؤكدا «بقد» وفى الرابع مؤكدا «بإن» ويسمى هذا الضرب طلبيا.
أما في الطائفة الأخيرة فالمخاطب منكر للحكم جاحد له، وفى مثل هذه الحال يجب أن يضمن الكلام من وسائل التقوية والتوكيد ما يدفع إنكار المخاطب ويدعوه إلى التسليم، ويجب أن يكون ذلك بقدر الإنكار قوة وضعفا ولذلك جاء الكلام في المثالين الخامس والسادس مؤكدا بمؤكدين هما القسم ونون التوكيد. أما في المثال الأخير فقد فرض الشاعر أن الإنكار أقوى. ولهذا أكده بثلاث أدوات هي : القسم وإن واللام ؛ ويسمى هذا الضرب إنكاريا.
ولتوكيد الخبر أدوات كثيرة سنأتي عند ذكر القواعد على طائفة صالحة منها.
القواعد :
(32) للمخاطب ثلاث حالات :
(ا) أن يكون خالي الذهن من الحكم، وفى هذه الحال يلقى إليه الخبر خاليا من أدوات التوكيد، ويسمى هذا الضرب من الخبر ابتدائيا.
(ب) أن يكون مترددا في الحكم طالبا أن يصل إلى اليقين في معرفته، وفي هذه الحال يحسن توكيده له ليتمكن من نفسه، ويسمى هذا الضرب طلبيا.
(ح) أن يكون منكرا له، وفى هذه الحال يجب أن يؤكد الخبر بمؤكد أو أكثر على حسب إنكاره قوة وضعفا، ويسمى هذا الضرب إنكاريا (42).
(33) لتوكيد الخبر أدوات كثيرة منها إن، وأن، والقسم ولام الابتداء، ونونا التوكيد، وأحرف التنبيه، والحروف الزائدة، وقد، وأما الشرطية.
نموذج
في تعيين أضرب الخبر وأدوات التوكيد
(1) قال أبو العتاهية :
إني رأيت عواقب الدنيا |
|
فتركت ما أهوى لما أخشى |
(2) قال أبو الطيب :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم |
|
وتأتي على قدر الكرام المكارم (43) |
وتكبر في عين الصغير صغارها |
|
وتصغر في عين العظيم العظائم (44) |
(3) قال حسان بن ثابت رضى الله عنه :
وإني لحلو تعتريني مرارة |
|
وإني لتراك لما لم أعود |
(4) قال الأرجاني (45) :
إنا لفي زمن ملآن من فتن |
|
فلا يعاب به ملان من فرق (46) |
(5) قال لبيد (47) :
ولقد علمت لتأتين منيتي |
|
إن المنايا لا تطيش سهامها (48) |
(6) قال النابغة الذبياني :
ولست بمستبق أخا لا تلمه |
|
على شعث أي الرجال المهذب (49) |
(7) قال الشريف الرضى :
قد يبلغ الرجل الجبان بماله |
|
ما ليس يبلغه الشجاع المعدم |
الإجابة