المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



التمني  
  
11624   05:02 مساءاً   التاريخ: 26-03-2015
المؤلف : أحمد الهاشمي
الكتاب أو المصدر : جواهر البلاغة
الجزء والصفحة : ص87-88
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / المعاني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015 7627
التاريخ: 26-03-2015 10750
التاريخ: 26-03-2015 12356
التاريخ: 26-03-2015 2816

التمني هو طلب الشيء المحبوب الذي لا يُرجى، ولا يتوقَّع حصوله

(1) إما لكونه مستحيلا - كقوله:
ألا ليتَ الشبّابَ يعودُ يوما فأخبَره بما فعلَ المشيبُ
(2) وإمّا لكونه ممكناً غير مطموعٍ في نيله - كقوله تعالى (ياليت لنا مثل ما أوتي قارون)
وإذا كان الأمرُ المحبوبُ ممّا يرجى حصوله كان طلبه ترجياً
وبعبر فيه «بعسى، ولعل» كقوله تعالى «لعل الله يُحدثُ بعدَ ذلك أمراً» و «عسى الله أن يأتي بالفتح»
وقد تستعل في الترجي «ليت» لغرض بلاغي (1)
وللتمني أربع أدوات واحدةٌ أصلية - وهي «ليتَ» وثلاث غيرُ أصلية نائبة عنها - ويتمنى بها لغرض بلاغي: وهي
(1) هل - (2) كقوله تعالى (فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا) (3)
(2) ولو (4) - كقوله تعالى (فلو أن لنا كرةً فنكون من المؤمنين)

(3) ولعلَّ (5) - كقوله:
اسربَ القَطا هل من يعير جناحهُ؟ لعلّي إلى من قد هويت أطيرُ
ولأجل استعمال هذه الأدوات في التمنّي ينُصبُ المضارع الواقع في جوابها.
تمرين
بين المعاني المستفادة من صيغ التمنَّي فيما يأتي
قال تعالى: (فهل إلى خروجِ من سبيل)
علَّ الليالي التي أضننت بفرقتنا جسمي ستحمى يوماً وتَجمعه
لو ياتينا فيُحدِّثنا - لعِّلي احجُّ فأزورك - ياليتني اتخذتُ مع الرسول سبيلا - هل إلى مرَدٍ من سبيل، يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون - لعلّي ابلغُ الأسباب - لو تتلوا الآيات فتشقَّ سمعي -
كل من في الكون يشكوُ دهرهُ ليتَ شعري هذه الدنيا لِمَن؟ ؟
فليت الليلَ فيه كان شهراً ومرَّ نهارهُ مرَّ السحاب
فليت هوى الأحبة كان عدلا فحمل كل قلبٍ ما أطاقا
_________

(1) الغرض هو إبراز المرجو في صورة المستحيل مبالغة في بعد نيله - نحو
فا ليت ما بيني وبين أحبتي من البعد ما بيني وبين المصائب
وقد تستعمل أيضاً للتندم نحو «يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا»
(2) اعلم أن سبب العدول عن (ليت) إلى «هل» إبراز المتمنى لكمال العناية به في صورة الممكن الذي لا يجزم بانتفائه، وهو المستفهم عنه.
(3) لما كان عدم الشفاء معلوما لهم امتنع حقيقة الاستفهام، وتولد منه التمني المناسب للمقام.
(4) وسبب العدول إلى «لو» الدلالة على عزة متمناه وندرته، حيث أبرزه في صورة الذي لا يوجد، لأن «لو» تدل بأصل وضعها على امتناع الجواب لامتناع الشرط.
(5) وذلك لبعد المرجو، فكأنه مما لا يرجى حصوله، واعلم أن «هلا، والا ولوما، ولولا» مأخوذة من هل ولو» بزيادة (ما) و (لا) عليهما - واصل «ألا - هلا» قلبت الهاء همزة ليتعين معنى التمني، ويزول احتمال الاستفهام والشرط، فيتولد من التمني معنى التنديم في الماضي نحو: هلا قمت، ومعنى التحضيض في المستقبل نحو هلا تقف.
ولا يتمنى: بهل - ولو - ولعل: إلا في المقطوع بعدم وقوعه لئلا تحمل على معانيها الأصلية.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.