المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

نظر الدعوى الاستئنافية
21-2-2017
Velocity Saturation
20-5-2017
متسلسلة طيفية شاذة anomalous series
14-11-2017
Physical Characteristics
14-10-2018
الكلام في تخصيص العام بالمفهوم
29-8-2016
ينظم توفير الجليسرول 3- فسفات عملية الاسترة: يراقب تحلل الشحم بالليباز الحساس للهرمون
6-9-2021


العلل البيئية  
  
2789   02:48 صباحاً   التاريخ: 9-9-2020
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص59ـ61
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ان أول خطوة في التأهيل هي معرفة وضع وظروف الشخص المنحرف من كافة الجوانب. مثلاً وضعه من الناحية البدنية، هل هو في مرحلة الطفولة أو في مرحلة البلوغ، سليم جسدياً أو مريض. فقد ثبت أن كثيراً من الإنحرافات والمخالفات لها جذور بيولوجية، وترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بوضع البدن والمزاج والجوانب الأخرى. لهذا سنبحث في هذا الفصل هذا الجانب، ونتحدث في البداية عن مرحلة الطفولة.

مرحلة الطفولة:

إن مرحلة الطفولة هي مرحلة عدم الدقة، وعدم الالتفات. فمقتضى السن والنمو يستوجب أن يكون الطفل في حالة مخالفة، ولا يكون مثل الكبار الذين يلتزمون بجميع الجوانب الأخلاقية والإجتماعية والآداب والتقاليد.

فالطفل يقوم في هذه المرحلة العابرة وحسب ما يقتضيه سنه بأعمال قد لا تتلاءم مع أي من الموازين التي نعيّنها له. فتراه يركض دون علة ظاهرة للركض، ويضحك دون وجود سبب معروف للضحك، ويثرثر دون ان يكون هناك سبب للكلام.

هذه العلامات تدل على وجود إنحراف إذا صدرت عن الكبار، لكنها طبيعية وعادية إذا صدرت عن طفل. لهذا على الوالدين أن لا يلوموه على ذلك أو يغضبوا منه، أو يعتبروا حركته تلك إنحرافاً.

زوبعة النمو:

بناءً على ذلك فإن كثيراً مما قد نعتبره إنحرافاً، ليس في الحقيقة من مقتضيات النمو، وقد يصل الأمر الى درجة نطلق عليها تعبير زوبعة النمو.

لكن صورتها المحيرة تكون في مرحلة الصبا والبلوغ، فنمو الفكر والعادات والميول والأحاسيس لدى الطفل تحدث تغييرات، ولكل مرحلة من العمر لها قضاياها ومشاكلها الخاصة.

فمثلاً عندما يكون الطفل في الثالثة من عمره يمر في مرحلة الإنكار، إذا طلب منه شيء أو أُمر بأمر ما، فسيكون جوابه النفي. وعلة ذلك حس الاستقلال لديه في هذه المرحلة. ويخطئ الوالدان عندما يقرران تأديبه على ذلك.

وفي مرحلة 3-4 سنوات يبكي الطفل ويلجّ، لذا ينبغي أن لا نعاقبه على بكائه.

وفي السادسة من عمره يكون الطفل متمرداً بحيث يعتبره والداه انه صعب. لكن لا ينبغي الوقوف بوجهه بحيث تحطم احاسيسه وتضمحل، بل لا بد من حل مشاكلهم بالمداراة.

فتصدر عن الطفل في بعض مراحل حياته احاسيس وأعمال متضادة، فيتصرف أحياناً على هواه تاركاً أوامر وتوصيات والديه جانباً، لا يبر بوعده، بينما أحياناً يطيعهم ويسلم لأوامرهم الى درجة تجعلهم يمتلئون فرحاً منه.

وفي سنين أخرى تكثر توقعاته، الى حد انه في عمر سبع سنين يعتبر ان كل من لا يلبي طلباته فهو ظالم. يبذل قصارى جهده ليحسبوا حسابه ويؤمنوا له حاجاته ورغباته، دون أن يقوم هو بقضاء حاجة غيره، بينما في أحيان أخرى يكون على العكس من ذلك.

وقد نجده يميل الى العزلة، رغم رغبته بامتلاك حياة إجتماعية، وحشرية وحب اطلاع شديد تجاه بعض الأمور، رغم إهماله لأمور أخرى.

هذه الأمور التي قد تطرأ على الطفل خلال مرحلة النمو، وخاصة في المراحل التي تطرأ فيها على بدنه تغييرات. وعلى الوالدين ان لا يقلقوا من ذلك، أو يواجهونه بجد. وعلى المربين ان يعطوا الطفل فرصة ليمارس طفولته، بل عليهم ان يتصابوا له أحياناً حسب وصايا رسول الإسلام، ويسمحوا له بعبور هذه المرحلة الى أن تخمد تلك الزوبعة.

لكن ذلك لا يعني ان نترك الأطفال نهائياً، أو ان نتغاضى عن جميع افعالهم لأنهم أطفال. بل ما نريده هو ان لا يتوقعوا منه ان يسير على صراط مستقيم خلال هذه الفترة. أما إذا كان تصرف الطفل قد يؤذيه أو يؤذي غيره، أو يتفوه بكلام بذيء لا يحتمل، عندئذ لا بد من تحذيره ومنعه من ذلك.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.