المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المجتمع والمحيط الإجتماعي  
  
4970   01:57 صباحاً   التاريخ: 6-9-2020
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : .......
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-15 498
التاريخ: 13-4-2021 2399
التاريخ: 9-9-2020 2837
التاريخ: 18-1-2016 17652

المجتمع والمحيط الإجتماعي كذلك الأوضاع والحوادث الإجتماعية تعد من العوامل التي تلعب دوراً مؤثراً في إصلاح وإعادة تأهيل الجيل، ذلك لأن الإنسان يتأثر بالعوامل المختلفة التي تحيط به في المجتمع من ثقافة وفن وادب وسيرة واساليب تفكير وتوجهات، ويؤثر فيه الناس من خلال إظهار ما يختزنونه.

فالطفل يعيش حياته وينمو ويتربى في محيطه العائلي أولاً، ثم في محيطه الإجتماعي. وقد يمارس في هذا المحيط عادات وأساليب صحيحة أو خاطئة، ويلتقطها الطفل عن وعي أو دون وعي، ويسعى لتقليدها.

لهذا فإن إعداد الطفل مهما كان عن خطة وبرنامج مدروس، وعلى يد مربين ماهرين، لن يكون ناجحاً إلا إذا كان محيط الطفل مؤهلاً أيضاً، أو ان يعد الطفل بعيداً عن ذلك المحيط.

ماذا نعني بالمجتمع؟

نعني بالمجتمع جميع الأشخاص والظواهر والأمور التي نعيش خلالها ونتأثر بها. فمن الأشخاص:ـ الوالد، الوالدة، الاخ، الاخت، والاهل، والاقارب، والمعلم، والمدير، والخادم، وزملاء اللعب، والخباز، والبقال، وعالم الدين، والقاضي، والشرطي وما شابه، ولكل واحد منهم تأثير بمستوى معين في بناء أو تدمير حياة الطفل من الناحية الجسدية والأخلاقية والعاطفية والمعنوية.

ومن الظواهر:ـ الماء، الهواء، الحرارة، البرودة، الجبل، السهل، الينبوع، النهر، البحر، النبات، الجمادات والمنخفضات، والمرتفعات، الجفاف، الخضرة، الكواكب الأخرى، النور وما شابه، وكل هذه الأمور ليس لها تأثير في تحريك الإنسان وتوجيهه بشكل مباشر، لكنها تؤثر في إعداده وتكوينه.

ومن الأمور والوسائل:ـ وسائل الاتصالات، وسائل الإعلام، الكتب، الصحف، المجلات، الإذاعة، التلفزيون، الافلام، السينما، اشرطة التسجيل، والثقافة من ادب وامثال وشعر وسائر الفنون. ولكل منها تأثيره على بناء فكر الطفل وتصرفه وعمله، ويساعد على إصلاحه أو إفساده.

لا شك إن قدرة التمييز لدى الطفل ومستوى وعيه وعقيدته تساهم في قدرته على مقاومة المؤثرات أو خفض مستوى تأثره. فمن خلال قدرته المحدودة على التمييز يستطيع الطفل ان يتقبل بعض الأمور ويرفض أخرى، ويؤثر في ذلك ذوقه وروحيته أيضاً.

أهمية ذلك:ـ

بناء على ذلك فإن للمجتمع وللمحيط تأثيراً كبيراً على إعداد الطفل وتأهيله، ومن كان مهتماً بمستقبل الطفل ومصيره لا يمكنه تجاهل مسألة المحيط، وإهماله كأنه أمر غير موجود.

فعندما يكون المحيط مناسباً يكون علاج الطفل وإصلاحه سريعاً وسهلاً، ويعالج إنحرافه ومخالفته بسرعة، أما عندما يكون المحيط غير مناسب ويعج بالموانع والعقبات التي تقف في وجه رشده وكماله فإن إصلاحه في مثل هذا المحيط يصبح ضئيلاً أو مستحيلاً.

فطفلنا قد يقتدي ببقال أو قاض أو عالم دين أو شرطي أو عابر سبيل وما شابه. فتؤثر فيه أعمالهم صالحة كانت ام طالحة، وينسب الطفل عمله وتصرفه الصحيح أو الخاطئ الى ما شاهده من أولئك. فأي عِشرة بسيطة، أو عملية بيع أو شراء صغيرة تعطي الطفل درساً جيداً أو سيئاً، لهذا فإننا نقول ما دامت موانع المحيط قائمة، فلن تثمر جهود المربي.

الطفل في المجتمع:ـ

يتعرف طفلنا على العالم الخارجي بشكل تدريجي، ويتأثر به، كما يقتبس النبات من الشمس أشعة، فيتصل شيئاً فشيئاً بالناس والظواهر والأشياء، فالهموم والافراح والتصرفات تثير تقييمه الذهني وتحركه.

ما يراه الطفل في المجتمع هو ما سنجده فيه فيما بعد؛ لأنه سيطبع تلك الصور في ذاكرته ويعمل بها عند الاستطاعة. فالرياء والتلون هما من الأمور التي لا تتلاءم مع روحية الطفل، ولا يتقبلها إلا بصعوبة، لكنه قد يتطبع بها تدريجياً، ويعمل بها، وتؤدي به الى السقوط والضياع دون وعي وإدراك.

وكلما بلغ الطفل سن التمييز أسرع، وعرف نفسه أسرع، كلما ازدادت امكانية صيانته من العوامل المضلة في المجتمع. لهذا فإن مهمة المربي هي إرشاد الطفل نحو الأهداف المطلوبة من ناحية، ورفع مستوى إدراكه ووعيه من جهة أخرى، لئلا يضطر المربي من تحذيره من كل شيء، أو أن يصرف كل وقته في عملية ربطه بالمجتمع ربطاً سليماً.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.