إذا كان الانتساب عن طريق الاب فقط ، فكيف نقول بان السادة من أبناء الرسول صلى الله عليه وآله والرسول الأعظم لم يكن له نسل من الأولاد الذكور ؟ |
2310
08:01 صباحاً
التاريخ: 29-8-2020
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-8-2020
1253
التاريخ: 2024-07-07
507
التاريخ: 2024-05-21
532
التاريخ: 2024-06-22
601
|
السؤال : إنّ النسب للولد والبنت هو من الأب ، وليس من الأُمّ ، ونحن في المذهب الشيعيّ نقول: السادة من أبناء الرسول صلى الله عليه وآله ، والرسول الأعظم لم يكن له أبناء.
الرجاء توضيح الأمر ، وشرح كيفية نسب الأئمّة وبني هاشم ، وإرشادي إلى مراجع ، وجزاكم الله ألف خير.
الجواب : لا دليل على أنّ الانتساب يكون فقط من طريق الأب ، كيف وقد نصّ القرآن الكريم بلحاق عيسى عليه السلام عن طريق أُمّه مريم عليها السلام بذراري الأنبياء عليهم السلام : { وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ... وَيَحْيَى وَعِيسَى} [الأنعام: 84، 85]
وأيضاً قد اتفق المسلمون على أنّ المراد من ( أَبْنَاءنَا ) في آية المباهلة {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا} [آل عمران: 61] ، الحسن والحسين عليهما السلام (1).
أضف إلى ذلك ورود روايات في كتب العامّة تصرّح ببنوّة الحسن والحسين عليهما السلام ، وولد علي عليه السلام ، وأولاد فاطمة عليها السلام للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله (2).
ثمّ إنّ هناك أحكام شرعية كالإرث واستحقاق سهم السادة في الخمس تختصّ بمواردها المنصوص عليها ، فلا تنفي الانتساب من جهة الأُمّ ، بل إنّها قوانين خاصّة تعبّدية لا علاقة لها بالمميّزات التكوينية.
وفي الختام : ننقل لكم مقطعاً من المناظرة التي دارت بين الإمام الكاظم عليه السلام مع هارون الرشيد ، والتي تختصّ بموضوعنا هذا :
« ثمّ قال : ـ يعني هارون الرشيد ـ لي : لمَ جوّزتم للعامّة والخاصّة أن ينسبوكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ويقولوا لكم : يا بني رسول الله ، وأنتم بنو علي ، وإنّما ينسب المرء إلى أبيه ، وفاطمة إنّما هي وعاء ، والنبيّ جدّكم من قبل أُمّكم؟
فقلت : ـ يعني الإمام موسى الكاظم عليه السلام ـ : يا أمير المؤمنين لو أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله نُشر ، فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟
فقال : سبحان الله ولمَ لا أجيبه؟ بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك.
فقلت له : لكنّه لا يخطب إليّ ولا أزوّجه.
فقال : ولِمَ؟
فقلت : لأنّه ولدني ولم يلدك.
فقال : أحسنت يا موسى.
ثمّ قال : كيف قلتم إنّا ذرّية النبيّ ، والنبيّ لم يعقب ، وإنّما العقب للذكر لا للأنثى ، وأنت ولد الابنة ولا يكون ولدها عقباً له؟ ....
فقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ } [الأنعام: 84، 85] ، مَن أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟
فقال : ليس لعيسى أب.
فقلت : إنّما ألحقناه بذراري الأنبياء عليهم السلام من طريق مريم عليها السلام ، وكذلك أُلحقنا بذراري النبيّ صلى الله عليه وآله من قبل أُمّنا فاطمة عليها السلام ، أزيدك يا أمير المؤمنين؟ قال : هات.
قلت : قول الله عزّ وجلّ : {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61] ، ولم يدّع أحد أنّه أدخل النبيّ صلى الله عليه وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلاّ علي بن أبي طالب ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، فـ ( أَبْنَاءنَا ) : الحسن والحسين ، و ( وَنِسَاءنَا ) : فاطمة ، و ( وَأَنفُسَنَا ) : علي بن أبي طالب عليه السلام » (3).
__________________
1 ـ ذخائر العقبى : 25 ، الجامع الكبير 4 / 293 ، فتح الباري 7 / 60 ، معرفة علوم الحديث : 50 ، تفسير القرآن 1 / 122 ، جامع البيان 3 / 408 ، أحكام القرآن 2 / 18 ، أسباب نزول الآيات : 68 ، شواهد التنزيل 1 / 156 و 163 و 182 ، زاد المسير 1 / 339 ، الدرّ المنثور 2 / 39 ، أُسد الغابة 4 / 26 ، الإصابة 4 / 468 ، الجوهرة : 69 ، البداية والنهاية 5 / 65 و 7 / 376 ، الإمامة والسياسة 1 / 209 ، السيرة النبوية لابن كثير 4 / 103 ، جواهر المطالب 1 / 171 ، ينابيع المودّة 1 / 43 و 136 و 165 و 2 / 120 و 432 و 3 / 118.
2 ـ ينابيع المودة 2 / 446 ، كفاية الطالب : 379 ، إحياء الميت : 27.
3 ـ الاحتجاج 2 / 163 ، عيون أخبار الرضا 2 / 80 ، تحف العقول : 405.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|