المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Acidity of Phenols
19-9-2018
Primary alcohols
2-9-2019
حساسية لجوز الصنوبر Pine Nut Allergy
20-8-2019
الفلورية fluorescence
23-5-2019
النينيو تتسبب بتراجع أعداد القناديل الذهبية في
6-10-2016
الانتحاء التلامسي Thigmotropism
15-7-2020


علي بن جعفر وابو الحسن  
  
3793   03:23 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص214-216.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

انّ عليّ بن جعفر سيد جليل القدر عظيم الشأن شديد الورع عالم كبير راو للحديث كثير الفضل، و قد ادرك الامام الجواد (عليه السلام) بل أدرك الامام الهادي (عليه السلام) على قول صاحب عمدة الطالب و توفي في زمانه، و كان دائما مع أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) و يأخذ معالم الدين منه، و من بركاته مسائل عليّ بن جعفر المتداولة في الأيدي التي ذكرها العلّامة المجلسي في المجلد الرابع من البحار، و وصف جلالته لا يتحملها هذا المختصر، و قد مدحه جميع علماء الرجال مدحا كثيرا.

روى الشيخ الكشي انّه : دنا الطبيب ليقطع له للإمام محمد الجواد (عليه السلام) العرق، فقام عليّ بن جعفر فقال : يا سيدي يبدأني ليكون حدة الحديد بي قبلك، قال : قلت : يهنئك هذا عمّ أبيه، قال : فقطع له العرق ثم أراد أبو جعفر (عليه السلام) النهوض فقام عليّ بن جعفر فسوّى له نعليه حتى لبسهما مع انّ عليّ بن جعفر كان في ذلك الوقت شيخا محترما بينما الامام الجواد (عليه السلام) شاب حديث العهد .

و روى الشيخ الكليني عن محمد بن الحسن بن عماد انّه قال : كنت عند عليّ بن جعفر بن محمد (عليه السلام) جالسا و كنت أقمت عنده سنتين اكتب ما سمع من أخيه يعني أبا الحسن إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن عليّ الرضا (عليه السلام) المسجد مسجد رسول اللّه فوثب عليّ بن جعفر بلا حذاء و لا رداء فقبّل يده و عظّمه.

 فقال له أبو جعفر (عليه السلام)  : يا عمّ اجلس رحمك اللّه، فقال : يا سيدي كيف أجلس و أنت قائم؟ فلمّا رجع عليّ بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبّخونه و يقولون : أنت عمّ أبيه و أنت تفعل به هذا الفعل؟

فقال : اسكتوا إذا كان اللّه عز و جل و قبض على لحيته لم يؤهّل هذه الشيبة و أهّل هذا الفتى‏

و وضعه حيث وضعه، أنكر فضله؟ نعوذ باللّه مما تقولون بل أنا له عبد .

 

يقول المؤلف : يظهر من هذين الحديثين مدى معرفة هذا الرجل العظيم بامام زمانه و كفى ذلك فضلا و شرفا، و اشتبه موضع قبره هل هو في قم أو في العريض التي تبعد عن المدينة بفرسخ و الذي كان فيه مسكنه و مسكن ذريّته، و قد ذكرنا في هديّة الزائرين ما يخصّ هذا المقام فليراجع.
قال صاحب روضة الشهداء : اما عليّ العريضي فكنيته أبو الحسن و كان عالما كبيرا، فقد أباه في صغره و أخذ العلم من أخيه موسى الكاظم (عليه السلام) ، و ينسب إلى عريض و هي قرية تبعد عن المدينة بأربعة أميال، و له أولاد كثيرون و هم العريضيون، عقبه من أربعة أولاد : 1- محمد 2- أحمد الشعراني 3- الحسن 4- جعفر، أما جعفر الأصغر فعقبه من عليّ ابنه و قد خفي أمره.

 

و يحتمل انّ القبر الذي بقم لعليّ المذكور، امّا قوله بانّ عقب عليّ من أربعة أولاد فهو خلاف ما نقل، لانّ العالم الفاضل الجليل السيد مجد الدين العريضي استاذ الشيخ أبي القاسم المحقق الحلّي ينتهي نسبه إلى عيسى بن عليّ بن جعفر الصادق (عليه السلام) فهو مجد الدين عليّ بن الحسن بن ابراهيم بن عليّ بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسن بن عيسى بن عليّ العريضي صاحب المسائل عن أخيه الكاظم (عليه السلام) ابن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) .

و الحسن بن عليّ بن جعفر والد عبد اللّه بن الحسن العلوي الذي هو من مشايخ الشيخ الجليل عبد اللّه بن جعفر الحميري في طريقه إلى مسائل عليّ بن جعفر يروي عن جدّه عليّ بن جعفر، و اعلم انّ في بعض كتب الانساب انّ فاطمة الكبرى بنت محمد بن عبد اللّه الباهر بن الامام زين العابدين (عليه السلام) كانت زوجة عليّ العريضي.

و اعلم انّ بقم قبر أحد أحفاد عليّ بن جعفر (رحمه اللّه) المعروف بالشرف و الجلالة و هو أحمد بن القاسم بن أحمد بن عليّ بن جعفر الصادق (عليه السلام) و قبره مزار كافة الناس في المقبرة القريبة من‏ القلعة في بقعة قديمة مضى على بنائها اكثر من سبعمائة سنة، و الظاهر انّ أخته فاطمة مدفونة عنده‏ .

و في تاريخ قم : كان أحمد بن القاسم مفلوجا و عنينا، و قد عمي بسبب الجدري فلمّا مات دفن بمقبرة مالون و قبره يزار و كان عليه سقيفة فلمّا جاء أصحاب خاقان المفلحي في سنة 295هـ إلى قم رفعوا السقيفة فتركت زيارته مدّة إلى أن رأى بعض صلحاء قم في المنام في سنة 371هـ انّ ساكن هذه البقعة رجل فاضل و في زيارته ثواب عظيم فبنى قبره بالخشب، و جدّد و اصبح يزار و قال بعض الثقات : كان يأتي إليه أصحاب الأمراض المزمنة و المعلولون فيحصلون على الشفاء ببركته‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.