تقوم مذاهب هذه المدرسة على قاعدة التحرر من فكرة التوازن الشكلي المفتعل أيا كان ، فترتيب العناصر على الصفحة يمكن أن يحقق توازنا حقيقيا مستورا بين اجزائها ، تحسه النفس دون ان تنتبه العين الى ان له معالم شكلية مميزة . وهي في هذا تعكس مبادئ المدرسة التي تؤلف بين اجزاء العمل الفني بحيث تكون في مجموعها وحدة متناسقة متكاملة . وهذه خطوة تطورية هامة في اخراج الصفحة الأولى تخلصه من الافتعال الشكلي الجامد وتقربه من أساليب التعبير الحية . وقد امتد هذا الاتجاه الى مختلف الفنون التطبيقية في حياتنا ٠ فالمباني لم تعد تقوم على أساس الشقين المتماثلين ، والاثاث أصبح لا يتكون من قطع مزدوجة متماثلة ، بل ان الازياء نفسها لم تعد تخضع لقيود التماثل ، وانما أصبح تصميمها في كثر من الاحيان يقوم على اساس التناسق والتكامل.

والتحرر من فكرة التوازن الشكلي يؤدي الى تحقيق مبدأ هام آخر من مبادئ  هذه المدرسة ، وهو ان يكون تحديد شكل الصفحة ملائما لطبيعة موادها لا أن " تشكل " هذه المواد لتلائم قالبا مصطلحا . وعلى ذلك يمكن عرض كل مادة بما ينفق وأهميتها النسبية في حدود الفكرة التي تبنى على اساسها الصفحة . وتسود اتجاهات هذه المدرسة كثيرا من الصحف في الوقت الحاضر .