قال تعالى : {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون : 1 - 7]
تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1)
خاطب الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال {أ رأيت} يا محمد {الذي يكذب بالدين} أي هذا الكافر الذي يكذب بالجزاء والحساب وينكر البعث مع وضوح الأمر في ذلك وقيام الحجج على صحته وإنما ذكره سبحانه بلفظ الاستفهام إرادة للمبالغة في الأفهام والتكذيب بالجزاء من أضر شيء على صاحبه لأنه يعدم بذلك أكثر الدواعي إلى الخير والصوارف عن الشر فهو يتهالك في الإسراع إلى الشر الذي يدعوه إليه طبعه إذ لا يخاف عواقب الضرر فيه قال الكلبي نزلت في العاص بن وائل السهمي وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة عن السدي ومقاتل بن حيان وقيل نزلت في أبي سفيان بن حرب كان ينحر في كل أسبوع جزورين فأتاه يتيم فسأله شيئا فقرعه بعصاه عن ابن جريج وقيل نزلت في رجل من المنافقين عن عطاء عن ابن عباس .
{فذلك الذي يدع اليتيم} بين سبحانه أن من صفة هذا الذي يكذب بالدين أنه يدفع اليتيم عنفا به لأنه لا يؤمن بالجزاء عليه فليس له رادع عنه وقيل يدع اليتيم أي يدفعه عن حقه بجفوة وعنف ويقهره عن ابن عباس ومجاهد {ولا يحض على طعام المسكين} أي لا يطعمه ولا يأمر بإطعامه يعني لا يفعله إذا قدر ولا يحض عليه إذا عجز لأنه يكذب بالجزاء {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} وهم الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها عن ابن عباس ومسروق وروي ذلك مرفوعا وقيل يريد المنافقين الذين لا يرجون لها ثوابا إن صلوا ولا يخافون عليها عقابا إن تركوا فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها فإذا كانوا مع المؤمنين صلوها رياء وإذا لم يكونوا معهم لم يصلوا وهو قوله {الذين هم يراءون} عن علي (عليه السلام) وابن عباس .
وقال أنس : الحمد لله الذي قال عن صلاتهم ولم يقل في صلاتهم يريد بذلك أن السهو الذي يقع للإنسان في صلاته من غير عمد لا يعاقب عليه وقيل ساهون عنها لا يبالون صلوا أم لم يصلوا عن قتادة وقيل هم الذين يتركون الصلاة عن الضحاك وقيل الذين إن صلوها صلوها رياء وإن فاتتهم لم يندموا عن الحسن وقيل هم الذين لا يصلونها لمواقيتها ولا يتمون ركوعها ولا سجودها عن أبي العالية وعنه أيضا قال هو الذي إذا سجد قال برأسه هكذا وهكذا ملتفتا وروى العياشي بالإسناد عن يونس بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته عن قوله {الذين هم عن صلاتهم ساهون} أ هي وسوسة الشيطان فقال لا كل أحد يصيبه هذا ولكن أن يغفلها ويدع أن يصلي في أول وقتها وعن أبي أسامة زيد الشحام قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله {الذين هم عن صلاتهم ساهون} قال هو الترك لها والتواني عنها وعن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن (عليه السلام) قال هو التضييع لها وقيل هم الذين يراءون الناس في جميع أعمالهم لم يقصدوا بها الإخلاص لله تعالى .
{ويمنعون الماعون} اختلف فيه فقيل هي الزكاة المفروضة عن علي وابن عمر والحسن وقتادة والضحاك وروي ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام) وقيل هوما يتعاوره الناس بينهم من الدلو والفأس والقدر وما لا يمنع كالماء والملح عن ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن جبير وروي ذلك مرفوعا وروى أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال هو القرض تقرضه والمعروف تصنعه ومتاع البيت تعيره ومنه الزكاة قال فقلت إن لنا جيرانا إذا أعرناهم متاعا كسروه وأفسدوه أ فعلينا جناح أن نمنعهم فقال لا ليس عليك جناح أن تمنعهم إذا كانوا كذلك وقيل هو المعروف كله عن الكلبي .
________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج10 ، ص455-457 .
تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1)
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} . أرأيت أي هل علمت ؟ والصيغة للاستفهام .
ومعناها استنكار ما حدث والخطاب عام للجميع ، لأن هذه السورة بمجموعها تدل بوضوح على التآخي بين الدين والعمل وتعتبره جزءا منه أو لازما لا ينفك عنه ، ومن ثم نفت الدين عن الذي يتصف بالرذائل التالية :
{فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} . والمراد بيدعّه يدفعه عن حقه بعنف أو غير عنف ، أو يهينه ويؤذيه ، أو يتسلط عليه بنحو من الأنحاء ظلما وعدوانا ، والمراد باليتيم كل ضعيف لا يستطيع الذب عن نفسه ، صغيرا كان أم كبيرا . وخص سبحانه اليتيم بالذكر لأنه أضعف من كل ضعيف ، والمعنى كل ظالم هو كافر مكذب بدين اللَّه ، وإن صلَّى وصام لأن دين اللَّه لا تغني فيه المظاهر والشعائر إلا مع التقوى والكف عن المحارم . . أجل ، من قال : لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه يعامل في الدنيا معاملة المسلم ، ولكن حكمه في الآخرة حكم الكافر . أنظر تفسير الآية 55 من سورة الفرقان ج 5 ص 478 .
{ولا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ} . المراد بالحض هنا التعاون مع الآخرين على الاهتمام بشأن المعوزين والعاطلين عن العمل ، والمراد بالمسكين من لا يملك سببا للرزق وسد الحاجة . وتقدم مثله مع التفسير في الآية 34 من سورة الحاقة والآية 18 من سورة الفجر .
{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ} . السهو هنا النسيان ، وهذا غير مراد هنا لأن الناسي غير مسؤول عقلا وشرعا ، قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) :
{رفع عن أمتي الخطأ والنسيان} . إذن ، لا بد من حمل السهو هنا على معنى آخر غير النسيان ، وقد بيّن سبحانه هذا المعنى الآخر بقوله : {الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ ويَمْنَعُونَ الْماعُونَ} أي لا يعيرون الماعون تقربا إلى اللَّه بل يعيرونه رئاء الناس ، ومجمل المعنى ان الساهين عن صلاتهم يصلَّون ، ولكن نفاقا وخوفا من الناس لا من اللَّه . . انهم يبدون حسن الظاهر ، ويخفون القبائح والرذائل . . هذا هو شأنهم في جميع أعمالهم ، يتقربون بها إلى عباد اللَّه ، ويتباعدون عنه تعالى وعن مرضاته حتى الماعون لا يعيرونه إلا رياء ونفاقا . . وبهذا يتضح ان اللَّه سبحانه ذكر الماعون للتمثيل على ريائهم في كل شيء لا في الصلاة فقط بل بأتفه الأشياء أيضا كإعارة الماعون .
_________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج7 ، ص614-615 .
تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1)
وعيد لمن كان من المنتحلين بالدين متخلقا بأخلاق المنافقين كالسهو عن الصلاة والرياء في الأعمال ومنع الماعون مما لا يلائم التصديق بالجزاء .
والسورة تحتمل المكية والمدنية ، وقيل : نصفها مكي ونصفها مدني .
قوله تعالى : {أ رأيت الذي يكذب بالدين} الرؤية تحتمل الرؤية البصرية وتحتمل أن تكون بمعنى المعرفة ، والخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بما أنه سامع فيتوجه إلى كل سامع ، والمراد بالدين الجزاء يوم الجزاء فالمكذب بالدين منكر المعاد وقيل المراد به الدين بمعنى الملة .
قوله تعالى : {فذلك الذي يدع اليتيم} الدع هو الرد بعنف وجفاء ، والفاء في {فذلك} لتوهم معنى الشرط والتقدير أ رأيت الذي يكذب بالجزاء فعرفته بصفاته اللازمة لتكذيبه فإن لم تعرفه فذلك الذي يرد اليتيم بعنف ويجفوه ولا يخاف عاقبة عمله السيئ ولولم يكذب به لخافها ولو خافها لرحمه .
قوله تعالى : {ولا يحض على طعام المسكين} الحض الترغيب ، والكلام على تقدير مضاف أي لا يرغب الناس على إطعام طعام المسكين قيل : إن التعبير بالطعام دون الإطعام للإشعار بأن المسكين كأنه مالك لما يعطى له كما في قوله تعالى : {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } [الذاريات : 19] وقيل : الطعام في الآية بمعنى الإطعام .
والتعبير بالحض دون الإطعام لأن الحض أعم من الحض العملي الذي يتحقق بالإطعام .
قوله تعالى : {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} أي غافلون لا يهتمون بها ولا يبالون أن تفوتهم بالكلية أوفي بعض الأوقات أو تتأخر عن وقت فضيلتها وهكذا .
وفي الآية تطبيق من يكذب بالدين على هؤلاء المصلين لمكان فاء التفريع ودلالة على أنهم لا يخلون من نفاق لأنهن يكذبون بالدين عملا وهم يتظاهرون بالإيمان .
قوله تعالى : {الذين هم يراءون} أي يأتون بالعبادات لمراءاة الناس فهم يعملون للناس لا لله تعالى .
قوله تعالى : {ويمنعون الماعون} الماعون كل ما يعين الغير في رفع حاجة من حوائج الحياة كالقرض تقرضه والمعروف تصنعه ومتاع البيت تعيره وإلى هذا يرجع متفرقات ما فسر به في كلماتهم .
________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج20 ، ص341-342 .
تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1)
إنكار المعاد وآثاره المشؤومة :
هذه السّورة المباركة تبدأ بسؤال موجّه للنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عن الآثار المشؤومة لإنكار المعاد وتقول :
{أرأيت الذي يكذب بالدين} .
وتجيب عن السؤال :
{فذلك الذي يدع اليتيم ، ولا يحضّ على طعام المسكين}
«الدين» هنا «الجزاء» أو يوم الجزاء ، وإنكار يوم الجزاء له عواقبه الوخيمة وانعكاسات على أعمال الإنسان . وفي هذه السّورة ذكرت خمسة آثار لهذا الإنكار منها : «طرد اليتيم ، وعدم الحثّ على إطعام المسكين» . أي إنّ الشخص المنكر للمعاد لا يطعم المساكين ، ولا يدعو الآخرين إلى إطعامهم .
واحتمل بعض أن يكون المقصود من الدين هنا القرآن أو الإسلام .
والمعنى الأوّل أنسب . ونظيره ورد في قوله تعالى : {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ } [الانفطار : 9] وقوله سبحانه : {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} [التين : 7] . وفي هذه الآيات ورد «الدين» بمعنى يوم الجزاء أيضاً بقرينة الآيات الأُخرى .
«يدع» أي يدفع دفعاً شديداً ، ويطرد بخشونة .
و «يحضّ» أي يحرضّ ويرغب الآخرين على شيء ، والحضّ مثل الحثّ ، إلاّ أن الحث ـ كما يقول الراغب ـ يكون بسوق وسير ، والحضّ لا يكون بذلك .
وصيغة المضارع في الفعلين (يدع) و(يحضّ) تدل على استمرارهم على مثل هذا العمل في حق الأيتام والمساكين .
ويلاحظ هنا بشأن الأيتام ، أنّ العواطف الإنسانية تجاه هؤلاء أكثر أهمية من إطعامهم وإشباعهم . لأنّ آلام اليتيم تأتي من فقدانه مصدر العاطفة والغذاء الروحي والتغذية الجسمية تأتي في المرحلة التالية .
ومرّة اُخرى نرى القرآن يتحدث عن إطعام المساكين ، وهومن أهم أعمال البرّ ، وفي الآية إشارة إلى أنّك إذا لم تستطع إطعام المساكين ، فشجّع الآخرين على ذلك .
الفاء في «فذلك» لها معنى السببية ، وتعني أنّ التكذيب بالمعاد هو الذي يسبب هذه الإنحرافات . والحقّ أنّ المؤمن بالمعاد وبتلك المحكمة الإلهية الكبرى وبالحساب والجزاء يوم القيامة ، إيماناً راسخاً تظهر عليه الآثار الإيجابية لهذا الإيمان في كلّ أعماله . ولكن فاقد الإيمان والمكذب بيوم الدين تظهر آثار التكذيب عليه متمثلة في الجرأة على ارتكاب الذنوب والجرائم بشكل محسوس .
ويتواصل وصف هؤلاء المكذبين بالدين فتقول الآيات التالية : {فويل للمصلين ، الذين هم عن صلاتهم ساهون} .
لا يقيمون للصلاة وزناً ، ولا يهتمون بأوقاتها ، ولا يراعون أركانها وشروطها وآدابها .
«ساهون» من السهو ، وهو في الأصل الخطأ الذي يصدر من الإنسان عن غفلة ، سواء كان مقصراً في المقدمات أم لم يكن . في الحالة الاُولى لا يكون الساهي معذوراً ، وفي الحالة الثّانية معذور . والمقصود في الآية السهو المقرون بالتقصير .
ويلاحظ أنّ الآية لم تقل «في صلاتهم ساهون» ، لأنّ السهو في الصلاة يعرض لكلّ فرد ، ولكنّها قالت : «عن صلاتهم ساهون» . فهم يسهون عن الصلاة بأجمعها .
واضح أنّ هذه الحالة لو إتفق وقوعها مرّة أو مرات لأمكن أن يكون ذلك عن قصور . لكن الذي يسهو عن صلاته دائماً فهو المهمل لصلاته ، لعدم إيمانه بها وإذا صلى أحياناً فلخوف من ألسن النّاس وأمثال ذلك .
إضافة لما ذكرناه من معاني لكلمة «ساهون» ذكر المفسّرون معاني اُخرى من ذلك تأخير الصلاة عن وقت فضيلتها . أو إشارة إلى المنافقين الذين ما كانوا يؤمنون بثواب الصلاة ولا بعقاب تركها . أو المقصود الذين يراؤون في صلاتهم (بينما جاء ذكر هذا المعنى في الآية التالية) .
الجمع بين هذه التفاسير ممكن طبعاً ، وإنّ كان التّفسير الأوّل أنسب .
على أي حال ، حين يكون الساهون عن الصلاة مستحقين للويل ، فما بالك بتاركي الصلاة؟!
الصفة الرابعة والخامسة للمكذبين بالدين تذكرها الآيتان الأخيرتان .
{الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون} .
من المؤكّد أنّ أحد عوامل التظاهر والرياء عدم الإيمان بيوم القيامة ، وعدم الإنشداء بطلب الثواب الإلهي . وإلاّ كيف يمكن للإنسان أن يترك مثوبة اللّه ويتجه إلى النّاس ليتزلف إليهم ؟!
«الماعون» من «المَعن» وهو الشيء القليل . وكثير من المفسّرين قالوا إنّ المقصود من «الماعون» الاشياء البسيطة التي يستعيرها أو يقتنيها النّاس وخاصّة الجيران من بعضهم ، مثل حفنة الملح ، والماء ، والنّار (الثقاب) ، والأواني وأمثالها .
واضح أنّ الذي يبخل في إعطاء مثل هذه الاشياء إلى غيره إنسان دنيء عديم الإيمان . أي إنّه بخيل إلى درجة الإباء عن إعطاء مثل هذه الأشياء . بينما يمكن لهذه الأشياء البسيطة أن تسدّ الإحتياجات الكبيرة . ومنعها يؤدي إلى بروز مشاكل كثيرة في حياة الأفراد .
وقيل : إنّ الماعون يعني الزكاة . لأنّ الزكاة تشكل نسبة قليلة من أصل المال قد تبلغ عشرة بالمائة وأحياناً خمسة بالمائة وأحياناً اثنين ونصف بالمائة .
منع الزكاة طبعاً من أفظع السيئات ، لأنّ الزكاة تحل كثيراً من مشاكل المجتمع الإقتصادية .
عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) في تفسير الماعون قال : «هو القرض يقرضه ، والمتاع يعيره ، والمعروف يصنعه» (2) .
وفي رواية اُخرى عن الصادق(عليه السلام) فسّر الماعون بنفس المعنى السابق . فسأله سائل قال : لنا جيراناً إذا أعرناهم متاعاً كسروه وأفسدوه فعلينا جناح أن نمنعهم؟
فقال : «لا ليس عليكم جناح أن تمنعوهم إذا كانوا كذلك» (3) .
وفي معنى الماعون ذكرت احتمالات اُخرى ذكر القرطبي منها اثني عشر رأياً يرجع كثير منها إلى معنى مشترك والمهم ما ذكرناه أعلاه .
ذكر هاتين الصفتين بشكل متوال (الرياء ومنع الماعون) كأنه إشارة إلى أن هؤلاء المكذبين بالدين يؤدون ما للّه بنية النّاس ، وما للناس يمنعونه عنهم ، ومن هنا لا يصيب أي ذي حقّ حقّه .
مسك الختام حديث عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) قال : «من منع الماعون جاره منعه اللّه خيره يوم القيامة ، ووكّله إلى نفسه ، ومن وكّله إلى نفسه فما أسوأ حاله»؟! (4)
___________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج15 ، ص550-553 .
2 ـ الكافي ، نقلاً عن نور الثقلين ، ج5 ، ص679 ، الحديث18 .
3 ـ المصدر السابق ، الحديث 19 .
4 ـ نور الثقلين ، ج5 ، ص679 ، الحديث 20 .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|