أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2016
3138
التاريخ: 16-8-2016
2786
التاريخ: 11-8-2016
3845
التاريخ: 22-8-2016
5554
|
ربّى الإمام الباقر (عليه السَّلام) تلاميذ بارزين في مجال الفقه والحديث والتفسير والعلوم الأُخرى، وكان لكلّ واحد منهم ثقله العلمي فشخصيات كبيرة، مثل: أبي محمد بن مسلم، زرارة بن أعين ، أبو بصير ، بريد بن معاوية العجلي، جابر بن يزيد، حمران بن أعين، وهشام بن سالم قد تربت في مدرسته ؛ و كان الإمام السادس يقول: ما أحد أحيا ذكرنا و أحاديث أبي (عليه السَّلام) إلاّ زرارة وأبو بصير ليث المرادي ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا ، هؤلاء حفّاظ الدين وأُمناء أبي على حلال اللّه وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة .
وقد كان تلاميذ مدرسة الإمام الباقر (عليه السَّلام) من أكبر فقهاء ومحدّثي عصرهم، وكان لهم الأفضلية على الفقهاء والقضاة غير الشيعة في مجال البحث والمنافسة العلمية.
حوّلت آثار الإمام الخامس العلمية المتألّقة والتلامذة البارزون الذين قدمتهم مدرسته الكبيرة إلى المجتمع نبوءة نبي الإسلام إلى أمر حقيقي واقع وراوي هذه النبوءة هو جابر بن عبد اللّه الأنصاري الشخصية الشهيرة في صدر الإسلام ؛ فقد كان يقول وهو أحد أصحاب نبي الإسلام الكبار ومن محبي أهل بيت النبوة : سمعت رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله) يقول: إنّك ستدرك رجلاً منّي، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقراً .
وقد تنبّأ نبي الإسلام بهذه النبوءة ولمّا يكن الإمام الباقر مولوداً بعد وقد مضت عدة سنوات على ذلك وحان موعد ظهور الإمام الرابع ؛ فبينما جابر ذات يوم يتردّد في بعض طرق المدينة إذ مر محمد بن علي، فلمّا نظر إليه قال : أقبل، فأقبل، فقال : أدبر، فأدبر، فقال : شمائل رسول اللّه والذي نفس جابر بيده، ما اسمك يا غلام؟ قال (عليه السَّلام) : محمد بن علي بن الحسين فقبّل جابر رأسه ثمّ قال : أبوك رسول اللّه يقرئك السلام ، ومنذ ذلك الحين كان جابر يأتيه ويزوره مرتين في اليوم تقديراً وتعظيماً له، وكان يجلس في مسجد النبي بين الجموع من الناس ردّاً على بعض المغرضين الذين كانوا ينتقدونه على عمله هذا و يحدّثهم بنبوءة رسول اللّه.
يجب أن نشير إلى نقطة هامة هنا و هي انّ قصة لقاء جابر بالإمام الباقر وإبلاغه سلام رسول اللّه إليه قد وردت في روايات مختلفة وبمضامين متشابهة في كتب : رجال الكشي، كشف الغمة، أمالي الصدوق، أمالي الشيخ الطوسي، واختصاص المفيد، وغيرها من الكتب بيد انّ هذه الروايات تبدو متناقضة من جهتين:
الأُولى: هي انّ بعضها تفيد انّ جابراً قد التقى بالإمام الباقر (عليه السَّلام) في أحد أزقة المدينة، وبعضها الآخر يقول في بيت الإمام، ووفقاً للطائفة الثالثة منها انّه (عليه السَّلام) ذهب بنفسه إلى جابر و هناك تعرف عليه.
الثانية: انّه قد جاء في بعض هذه الروايات وبصراحة انّ جابراً كان مكفوفاً في تلك الفترة، غير انّ البعض الآخر منها يفيد بأنّ جابراً نظر إلى الإمام الخامس بدقة وإمعان و من الواضح انّ هذا يتنافى مع عمى جابر.
وللإجابة عن هذا التناقض يجب أن يقال بأنّه لو دقّقنا لما كنّا نلاحظ أي تعارض بين هذه الروايات، لأنّ القرائن تدلّ على أنّ جابراً لحبه وإخلاصه لأهل بيت النبوة كان يكرر نبوءة النبي وإقراء السلام، وكان يرمي من خلال ذلك إلى تبيين عظمة الإمام الباقر بشكل أفضل، وعليه ما الإشكال في أن يتكرر هذا الأمر مرات عديدة وفي مواضع ومناسبات مختلفة؟!
وأمّا الإجابة عن التناقض الثاني، فإنّه قد تكون الروايات التي تنقل رؤية جابر له (عليه السَّلام) متعلّقة بفترة ما قبل عماه، كما ينقل الشيخ المفيد عن الإمام الباقر (عليه السَّلام) انّه قال: دخلت على جابر بن عبد اللّه فسلّمت عليه، فردّ عليّ السلام، وقال لي: من أنت، وذلك بعد ما كفّ بصره ؛ وقد روى مثل هذا الحديث السبط ابن الجوزي أيضاً.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|