المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الشيعة أوّل من دوّن الحديث  
  
3573   03:36 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص290-292.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2016 2895
التاريخ: 16-8-2016 2841
التاريخ: 23-8-2016 3275
التاريخ: 11-8-2016 7037

لحسن الحظ بذل الشيعة قصارى جهدهم في هذا المجال منذ الأيام الأُولى من عهد نبي الإسلام وتأسّياً بأمير المؤمنين حازوا قصب السبق في نقل وكتابة الحديث، وخلّفوا تراثاً قيماً ومجموعات ثمينة من الروايات والأحاديث.

فقد كان عليّ أوّل من جمع أحاديث رسول اللّه، فكان نبي الإسلام يملي الأحاديث وعلي يكتبها وأخرجها على شكل كتاب، وانتقل هذا الكتاب من علي (عليه السَّلام) إلى الأئمة (عليهم السَّلام)  حتى صار في يد الإمام الباقر (عليه السَّلام) ، وقد رآه الحكم بن عتيبة يوماً عند الإمام الباقر، وكان قد اختلف مع الإمام الباقر (عليه السَّلام) في مسألة ما، فعرض الإمام الكتاب والحديث المتعلّق بالمسألة المختلف فيها عليه وقال: هذا خط علي وإملاء رسول اللّه .

وقد اعتبر السيوطي علياً (عليه السَّلام) وابنه الحسن من المدافعين عن كتابة الحديث.

وإذا كان أهل السنّة ظلّوا بعيداً عن كتابة الأحاديث الإسلامية ما يقارب المائة عام بسبب بدعة النهي عن كتابة الحديث ، فإنّ الشيعة ولحسن الحظ حازوا قصب السبق في ذلك، لأنّه قد كتب أبو رافع، وهو أحد أصحاب النبي ومن أصحاب الإمام علي (عليه السَّلام) أيضاً كتاباً في عهد النبي باسم السنن والأحكام والقضايا وجمع فيه الأحكام والسنن الخاصة في المجالات الإسلامية المختلفة، مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج والمرافعات، وإذا ما اعتبرنا هذا الكتاب أوّل كتاب في الحديث ألّفه واحد من الصحابة، يمكننا أن نعدّه أوّل كتاب فقهي من هذا القبيل أيضاً. وقد كتب أبو رافع هذا الكتاب في وقت كانت كتابة الحديث وكلام الرسول تعد جريمة كبرى في رأي جهاز الخلافة لكنّه لم يعبأ بهذا المنع وأقدم على تأليف الكتاب المذكور، وبعد أبي رافع قام الكُتّاب الشيعيون في تلك الفترة التي منعت فيها كتابة الحديث بتسجيل وكتابة الأحاديث الإسلامية، وبذلك حافظوا على كلام أئمتهم من يد التحريف وآفات الأيام الأُخرى.

وقد استمرت هذه السيرة منذ عهد أمير المؤمنين إلى عهد الإمام الخامس، وتطوّرت في عهد الإمام الباقر (عليه السَّلام) بشكل ملحوظ، بحيث لمّا صدر أمر عمر بن عبد العزيز لتجميع وكتابة الحديث، كان كلّ واحد من أصحاب وتلاميذ الإمام الخامس قد حفظ الآلاف من الأحاديث. 
ويعدّ محمد بن مسلم الذي هو من كبار شخصيات الشيعة وعظماء الرواة وفضلائهم ; المثال البارز لتلامذة الإمام الخامس في الفقه والحديث، فقد كان كوفياً وخلال إقامته في المدينة التي استغرقت أربع سنوات تشرّف بلقاء الإمام الباقر (عليه السَّلام) والإمام الصادق بعده وأفاد من الإمامين العظيمين علوماً جمة، فقد قال : ما شجر في رأيي شيء قط إلاّ سألت عنه أبا جعفر، حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث، وسألت أبا عبد اللّه عن ستة عشر ألف حديث.

وكان محمد بن مسلم قد ألّف كتاباً باسم الأربعمائة مسألة الذي يحتمل أن يكون أجوبة سمعها من الإمامين الخامس والسادس لتلك المسائل الأربعمائة.

والشخصية الأُخرى التي تربّت في مدرسة الإمام الباقر هو جابر بن يزيد الجعفي، وكان كوفياً أيضاً وهاجر إلى المدينة ليفيد من الإمام الباقر، وبلغ درجات علمية عالية في ظل إفادته من مدرسة الإمام الخامس الغنية، وقد خلّف جابر ممّا أفاده من معارف الإمام الخامس الكثيرة كتباً ومصنّفات عديدة، وهو شاهد آخر على اهتمام الشيعة بمسألة كتابة الحديث وجمع المعارف الإسلامية، وأمّا كتب جابر فهي :

1. كتاب التفسير، 2. كتاب النوادر، 3. كتاب الفضائل، 4. كتاب الجمل، 5. كتاب صفين، 6. كتاب النهروان، 7. كتاب مقتل أمير المؤمنين (عليه السَّلام) ، 8. كتاب مقتل الحسين (عليه السَّلام)




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.