المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01



محمد بن زيد وفضائل السيد علي خان  
  
4103   05:38 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص87-88.
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016 4068
التاريخ: 30-3-2016 3316
التاريخ: 15-04-2015 3465
التاريخ: 10-04-2015 3412

هو محمد بن زيد بن الامام زين العابدين (عليه السلام) أصغر أولاد زيد الشهيد، و له بالعراق أعقاب كثيرون، كنيته أبو جعفر، و له فضل كثير، و ذكر الداعي الكبير حكاية عن فتوته و مروته للسادة و العلويين كي يضعوها نصب أعينهم و يعملوا بها، و ابنه محمد بن محمد بن زيد هو الذي بايعه الناس في ايام أبي السرايا سنة (199) بعد وفاة محمد بن ابراهيم طباطبا، لكن قبض عليه و أرسل الى المأمون بمرو و هو ابن عشرين سنة فتعجب المأمون من صغر سنه و قال له:

كيف رأيت صنع اللّه بابن عمّك؟ فقال محمد:

رأيت أمين اللّه في العفو و الحلم‏           و كان يسيرا عنده أعظم الجرم‏

و قيل انّه مكث بمرو أربعين يوما حتى سقاه المأمون السمّ، فكان يتقيّأ كبده في طست و هو ينظر الى كبده، و كان بيده خلال يقلب كبده به.

و أمّه فاطمة بنت عليّ بن جعفر بن اسحاق بن عليّ بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و كان ابنها الآخر جعفر بن محمد بن زيد رجلا عالما فقيها أديبا شاعرا آمرا بالمعروف و ناهيا عن المنكر، و دفن في (كلاجرد) بنيسابور، كذا في بعض مشجرات الانساب، و الظاهر انّه والد أحمد السكّين الذي يأتي ذكره.

و اعلم انّ من احفاد محمد بن زيد، السيد الجليل وحيد عصره و فريد دهره صدر الدين عليّ بن نظام الدين احمد بن الأمير محمد معصوم المدني المشهور بالسيد علي خان الشيرازي، جامع جميع الكمالات و العلوم، صاحب المؤلفات النفيسة ك (شرح الصمدية) و (شرح الصحيفة) و (سلافة العصر ...) و (انوار الربيع) و (سلوة الغريب) و غير ذلك، توفي سنة (1119) بشيراز، و قبره في (شاه چراغ) قرب قبر السيد الأجل السيد ماجد، و كان جميع آباء السيد علي خان علماء فضلاء محدثين و قال هو في كتاب سلافة العصر من محاسن الشعراء بكلّ مصر ، في ترجمة والده نظام الدين أحمد: امام ابن امام و همام ابن همام، هلّم جرّا الى أن أجاوز المجرّة مجرّا، لا أقف على حدّ حتى أنتهي الى أشرف جدّ و كفى شاهدا على هذا المرام قول أحد أجداده الكرام : ليس في نسبنا الّا ذو فضل و حلم حتى نقف على باب مدينة العلم .

 و من آبائه استاذ البشر و العقل ، غياث الدين منصور الدشتكي الذي قال القاضي نور اللّه في المجلس عند ترجمته : خاتم الحكماء و غوث العلماء الأمير غياث الدين منصور الشيرازي الذي لو أدركه ارسطو و افلاطون بل لو ادركه حكماء الدهر و القرون لافتخروا و لباهوا بحضور مجلسه و الاستفادة منه .

 قيل انّه فرغ من ضبط العلوم و هو ابن عشرين سنة و لما كان في الرابعة عشر من عمره رأى في نفسه قابلية المناظرة مع العلامة الدواني و نال مرتبة الصدارة في زمن الشاه طهماسب الصفوي سنة (936) و لقب بصدر صدور الممالك، و جاء خاتم المجتهدين المحقق الكركي سنة (938) الى تبريز بعد ما كان في العراق فاحترمه السلطان، و حصلت محبة خاصة بين المحقق و بين الأمير غياث الدين.

 قيل انهما تعاهدا أن يقرأ المحقق في الاسبوع الاول كتاب (شرح التحرير) عند الأمير غياث الدين و يستفيد الأمير في الاسبوع الثاني كتاب القواعد من المحقق فكانا على هذا المنوال مدّة و لكن تغيّرت علاقتهما بسبب وشاية النمامين، و استقال الأمير عن منصب الصدارة و عاد الى شيراز، و توفى سنة (948) و دفن عند أبيه.

 و له مصنفات كثيرة لا يسع المقام ذكرها، و والده الماجد سيد الحكماء و المدققين أبو المعالي صدر الدين محمد بن ابراهيم المعروف بصدر الدين الكبير الذي قال القاضي نور اللّه في مجالسه عند ترجمته، انّ آباءه و اجداده الامجاد كلهم حفاظ الاحاديث و الروايات الى أمير المؤمنين (عليه السلام) ، و من مآثره المدرسة الرفيعة المنصوريّة بشيراز، و توفي سنة (903) فيها.

 و من جملة أجداده نصير الدين أبو جعفر احمد السكّين المقرّب عند الامام الرضا (عليه السلام) ، و كتب (عليه السلام) له فقه الرضا بخطه الشريف و بيده، و كان هذا الكتاب الشريف في جملة كتب السيد علي خان في مكة المعظمة كما قاله صاحب الرياض، و قال أيضا السيد صدر الدين محمد المذكور: ثم انّ أحمد السكين جدّي صحب الامام الرضا (عليه السلام) من لدن كان بالمدينة الى أن أشخص تلقاء خراسان عشر سنين فأخذ منه العلم و اجازته عندي، فأحمد يروي عن الامام الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السّلام) عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ، و هذا الاسناد أيضا مما اتفرّد به لا يشركني فيه أحد و قد خصّني اللّه تعالى بذلك و الحمد للّه .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.