المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

روايات اسلام سلمان
13-9-2020
Locally Bounded Lattice
2-1-2022
الامتداد القانوني لعقد ايجار عقار القاصر
2-8-2017
التغذية المتقاطعة Cross Feeding
20-12-2017
إشكالات انعدام الجنسية بالنسبة للدولة
29-7-2021
حجية الاعتراف
9/12/2022


النبي و الإمامة  
  
3315   04:35 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص107-108.
القسم :

الشي‏ء المؤكد الذي لا خفاء فيه أن النبي (صلى الله عليه و آله) قد رتب الخلافة و الإمامة من بعده و لم يترك الأمة من بعده فوضى تتعرض للأخطار و الأزمات فقد نص على خلفائه الأئمة الاثنى عشر من أهل بيته و في طليعتهم سيدهم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد نصبه علما و مرجعا للأمة و لم يكن (صلى الله عليه و آله) بذلك مدفوعا بأي عاطفة من العواطف التقليدية و إنما قلد الإمام (عليه السلام)  هذا المنصب الخطير لكفاءته و مواهبه و عبقرياته و شدة احتياطه في الدين فقد اجمع علماء المسلمين على اختلاف ميولهم و مذاهبهم على أن الإمام أعلم من في الأمة بعد النبي (صلى الله عليه و آله) و أدراهم بشؤون الشريعة و أحكام الدين و اعرفهم بالشؤون السياسية و العسكرية و الاجتماعية لا سيما و أن الأمة كانت جديدة عهد بالإسلام فهي تحتاج قبل كل شي‏ء إلى بيان محاسن أحكام الشريعة الإسلامية و تفصيل ما تبتلى به من العقود و الايقاعات و المواريث و الحدود و غيرها و من الطبيعي أن عدم ترشيحه لهذا المنصب إنما هو حرمان للأمة من التمتع بمواهب هذا العملاق العظيم و هذا مما يمتنع عقلا صدوره عن النبي (صلى الله عليه و آله) الحريص على أمته الرؤوف بها كما قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] , أما النصوص التي أثرت عن النبي (صلى الله عليه و آله) في النص على إمامة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)  فهي مجموعة ضخمة أجمع الرواة و المؤرخون على روايتها و من أهمها حديث الغدير المتواتر الذي نصب فيه النبي (صلى الله عليه و آله) الإمام خليفة من بعده و أمر المسلمين بمبايعته و قال فيه: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه , و قد سئل الإمام زين العابدين (عليه السلام) عن معنى هذا الحديث فقال (عليه السلام)  إن رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) أخبرهم الإمام من بعده‏ .

و قد عرض السادة العلماء من الشيعة في كتبهم الكلامية و غيرها إلى إقامة الدولة العلمية التي لا تقبل الجدل و الشك على إمامة الأئمة الاثنى عشر (عليهم السلام) و أنهم أوصياء النبي (صلى الله عليه و آله) و خلفاؤه و أن سيرتهم و مآثرهم تدلل على إمامتهم و نيابتهم العامة عن الرسول (صلى الله عليه و آله) كما تدلل على أنهم يملكون أرصدة هائلة من العلم و التقوى و الحريجة في الدين لا يملكها أحد غيرهم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.